ثقافة وفن

المسرح المدرسي ضرورة في ظل النظريات التربوية الحديثة … د. الخواجة لـ«الوطن»: العرض الذي لا يثير الأسئلة الاستفزازية عرض لا قيمة له

| حوار: عبد الحكيم مرزوق

للكاتب والمؤلف المسرحي الدكتور هيثم يحيى الخواجة تجربة كبيرة في حقل مسرح الكبار والأطفال واليافعين تمثيلاً وتأليفا ودراسة أنجز فيها ما يقارب مئة وثلاثين كتاباً في مسرح الكبار ومسرح الصغار واليافعين وهو الذي بدأ ممثلاً في طفولته المبكرة عبر شقيقه الأكبر عبد الخالق والراحل دريد ليتابع بعد ذلك مع رائد المسرح بحمص مراد السباعي وفؤاد سليم ويستمر في المسرح بعد ذلك كاتبا وناقدا له بصمة مميزة في مسيرة الحياة المسرحية التي قاربت الستين عاماً من العطاء.

التقيناه محاورين في بعض المفاصل المسرحية التي مر بها وكان السؤال الأول:

مسرح في الطفولة المبكرة

• بدأت تجربتك المسرحية في المرحلة الابتدائية من خلال المسرح المدرسي، ماذا عن هذه الفترة وعن الاستمرار في عشق هذا الفن؟

في طفولتي المبكرة شاهدت أخي الكبير عبد الخالق ممثلاً على خشبة المسرح وهو يعرض مسرحية بعنوان: (مشمار هاردن) تأليف رائد أدب الأطفال الشاعر رضا صافي، وبعد هذه الفترة كان أخي المسرحي والناقد والقاص د. دريد يحيى الخواجة يصحبني إلى مقهى باب التركمان لحضور بعض الفصول والحكايات من خيال الظل، وفي الصف الخامس الابتدائي مثلت في مسرحية (ثورة حمص) من تأليف وإخراج الأستاذ محمود الملوحي، وقد شاركت المسرحية في مهرجان المسرح المدرسي عام 1960 ونلت جائزة أفضل ممثل مناصفة.

وفي المرحلة ذاتها مثلت في فرقة الميتم الإسلامي مسرحية (اليتيم) تأليف وإخراج أخي د. دريد يحيى الخواجة ونلت جائزة أفضل ممثل.

في المرحلة الإعدادية مثلت دور البطولة في مسرحية (الشهيد يوسف العظمة) تأليف الشاعر والنحوي والمربي الأستاذ محيي الدين الدرويش، كما مثلت في المرحلتين الإعدادية والثانوية أكثر من مسرحية بإشراف نجيب الدرويش ومحمود طليمات، وفي المرحلة الثانوية انتسبت إلى فرقة حمص بإدارة وإشراف المؤلف والمخرج المسرحي القاص مراد السباعي، كما انتسبت إلى نادي الخيام ومثلت في مسرحية ولادة- التي عرضت على مسرح سينما الزهراء ودام عرضها مدة ثلاث ساعات- وهي من تأليف وإخراج فؤاد سليم.. مثلت فيها دورين الأول (أرماندو) والثاني (ابن جهور) بعدها انتقلت إلى نادي دوحة الميماس لأسهم في العمل الإداري كعضو في مجلس الإدارة وأشارك في مسرحيات عرضها النادي في حفلاته من إخراج محمود طليمات، وفؤاد سليم، ومحمود حمدي.

• اتجهت في مراحل لاحقة نحو التأليف والنقد المسرحي، هل تعتقد أن عملك في المسرح ساعد في بلورة شخصية الكاتب والناقد في داخلك؟

بالتأكيد، ويمكن أن أضيف إلى ذلك متابعاتي وقراءاتي وانخراطي في ميادين الثقافة والأدب والإبداع والفن المسرحي.

• وماذا عن الكتابة المشتركة وأسلوب الإنجاز؟

لم أكتب سوى مسرحية واحدة عنوانها: (مازال الرقص مستمراً) وقد نالت تقدير وتثمين الجمهور، كتبتها مع الكاتب المسرحي والقاص المعروف الأستاذ نور الدين الهاشمي، أما كيف تمت الكتابة، فبعد الاتفاق على الفكرة كان يكتب مشهداً ويرسله لي، وكنت أكتب مشهداً وأرسله له، حتى انتهت المسرحية، ثم أعددنا لاجتماع مشترك لوضع اللمسات الأخيرة ومناقشة مفاصل المسرحية وهدفها الأعلى، والحق يقال كان للصديق المبدع الهاشمي دور كبير في نجاح المسرحية.

لم يكن لدي الوقت الكافي للإخراج

• لماذا اتجهت نحو التأليف والبحث المسرحي والنقد، ولم تتجه نحو الإخراج المسرحي؟

– بالنسبة للبحث في التأريخ المسرحي، كان توجهي سديداً ومفيداً، حيث أن كتابي (حركة المسرح في حمص، من عام 1860 وحتى عام 1979) سد فراغاً في المكتبة المسرحية السورية والعربية، إذ لا يوجد كتاب قبله أرخ للحركة المسرحية الغنية والثرة في حمص، لقد أمضيت في تأليفه قرابة عشر سنوات اعتمدت في ذلك على الذاكرة الشفوية وعلى سجلات الأندية والفرق المسرحية، وعلى ما ورد في المجلات والجرائد والدوريات.

أما عن توجهي للكتابة المسرحية والنقد، فقد وجدت إمكاناتي تتمحور حول هذين الفنين، ولأن الإخراج المسرحي يحتاج إلى تفرغ، ولم يكن لدي الوقت الكافي لذلك، كما كنت ومازلت أؤمن أن الرؤية الواحدة في العرض قد تخسر النص بعض ميزاته.

لم أتوقف عن الكتابة

• لديك عشرات المسرحيات التي تتوجه للأطفال في حين لديك مسرحيات قليلة تتوجه للكبار، لماذا؟

– بعد أن أصدرت كتاب الأعمال المسرحية الكاملة في عام 1990م، الذي تضمن عشرين مسرحية أصدرت مسرحيتين (الطريق صعوداً ومرافعات محمود البطال) عن دار مكتبة الإسكندرية بمقدمة ضافية وعميقة كتبها الناقد المسرحي المغربي المعروف الدكتور عبد الرحمن بن زيدان، ثم نشرت في كتاب مشترك مسرحية من نوع المونودراما عنوانها (الجداف) ولدي الآن ثلاث مسرحيات مخطوطة واحدة للكبار بعنوان: (العنكبوت) والثانية للفتيان بعنوان: (من هنا وهناك) والثالثة للأطفال بعنوان: (قناديل)، وهذا يعني أنني لم أتوقف عن الكتابة، لكن اغترابي أثر على وجودي الحي في الحركة المسرحية السورية، مع العلم أن مسرحياتي عرضت خارج سورية أيضاً.

تشابه في المسيرة والإنجاز والنجاح

• لديك دراسات وأبحاث عديدة في المسرح المدرسي في سورية والإمارات هل تعتقد أن ثمة تشابهاً بين المسرحين، وهل يمكن القياس على الشبه في بقية الأقطار العربية؟

على الرغم من وجود تشابه في المسيرة والإنجاز والنجاح إلا أن لكل قطر ظروفه وبيئته وإستراتيجيته، ومن هذا المنطلق أرى أن دراسة هذه التجارب والإطلاع عليها مفيد جداً.

في كتابي (المسرح المدرسي) الصادر عن اتحاد كتاب وأدباء الإمارات انتقلت من التنظير إلى التجربة العملية في سورية والإمارات وأكدت على غنى التجربة وأثرها.

المسرح المدرسي ضروري، طالما أن تجربة التعليم الحديث والمعاصر تعتمد على اللعب والمسرح والفنون الأخرى.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن