في ختام زيارته التاريخية للاذقية أكد أن سورية عائلة روحية واحدة.. ودعا إلى رفع الظلم عن الشعب السوري … البطريرك يوحنا العاشر: ثابتون ومتجذرون ولا تستطيع قوة أن تزيحنا من هذه الأرض
| اللاذقية – عبير محمود
في زيارة رعوية استمرت خمسة أيام، اختتم غبطة بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر، جولته إلى محافظة اللاذقية، بعد أن شارك بعدة فعاليات بمناطق متفرقة من المحافظة.
الزيارات التي قام بها البطريرك إلى عدة معالم دينية في المحافظة، برفقة محافظ اللاذقية عامر هلال وشخصيات رسمية ودينية وحزبية، شهدت استقبالاً بحفاوة شعبية منذ بداية وصوله إلى شارع 8 آذار في مدينة اللاذقية وحتى زيارته القرداحة ومدينة جبلة التي سجلت زيارة تاريخية لأول بطريرك يزور المدينة منذ نحو 1000 عام كما ذكرت مصادر أهلية من المدينة.
وفي ختام جولته يوم أمس الأربعاء، حضر البطريرك يوحنا العاشر الاحتفال باليوبيل الفضي، لكورال الراعي الصالح، بعد زيارة إلى جامعة تشرين، حيث عبّر عن سعادته لزيارتها بعد أن تخرج منها في الدفعة الأولى لكلية الهندسة المدنية.
وخلال زيارته للمحافظة، وضع البطريرك يوحنا العاشر، حجر الأساس لبناء مدرسة الثانوية الوطنية الخاصة الجديدة في حي دمسرخو وحجر الأساس لبناء دار المطرانية الجديدة في حي العوينة بمدينة اللاذقية، وحجر الأساس لكنيسة القديسة كاترينا في مدينة جبلة باللاذقية، وزار كاتدرائية القديس جاورجيوس بمدينة اللاذقية بعد الانتهاء من ترميمها وتجديدها.
وبعد صلاة شكر أقيمت في كاتدرائية القديس جاورجيوس، أعرب يوحنا العاشر في كلمته عن أمله في رفع الظلم عن الشعب السوري وانتهاء الحروب في المنطقة والعالم، لافتاً إلى الدعم والتضامن مع فلسطين الصامدة، والصلاة من أجل غزة التي تدفع ثمن تخاذل المجتمع الدولي.
وتوجه بالشكر لكل من شارك في ترميم الكاتدرائية، وقال: إننا خلال إعادة إعمار الكنائس وتجديدها نبعث رسالة للعالم أسره، بأننا رعيّة حيّة وأننا في اللاذقية وسورية باقون وثابتون ومتجذرون ولا تستطيع قوة أن تزيحنا من هذه الأرض، داعياً أن يحمي اللـه هذه المدينة وشعبها وسورية ورئيسها.
وبعد أن شارك في وضع حجر الأساس لبناء كنيسة القديسة كاترينا، قال البطريرك يوحنا العاشر، إن رسالتنا إلى العالم بأن سورية عائلة روحية واحدة، معرباً عن تقديره وشكره لكل من أسهم في إنجاز وإعمار الكنيسة من أبناء مدينة جبلة ومجلس مدينتها وفي محافظة اللاذقية والحكومة.
وعقب زيارته عدة معالم دينية في القرداحة وزيارة للمقبرة المسيحية فيها، أكد يوحنا العاشر التآخي والتعايش الذي تشهده القرداحة وريفها وإذا لا تزال تحمل أسماء من الدين المسيحي وتحتضن الكنيسة والمقام والجامع في المكان نفسه، ودعا اللـه أن يمد الرئيس بشار الأسد بالصحة والقوة وأن تنتصر سورية وتبدأ فيها مرحلة الإعمار.
محافظ اللاذقية عامر هلال أكد بدوره أهمية زيارة البطريرك إلى اللاذقية لما تحمله من أسس دينية وكهنوتية وفي إطارها الاجتماعي والوطني في الوقت نفسه، وقال: لا يسعنا أيضاً إلا أن نعتزّ لأن بطريركَ أنطاكيةَ وسائرِ المشرقِ للرومِ الأرثوذكس هو ابن هذهِ الأرض.
كما أكد مدير الأوقاف في اللاذقية محمد عليو في كلمة له أهمية زيارة غبطة البطريرك إلى اللاذقية، مضيفاً: إن الاستقبال الشعبي والرسمي يعد محفلاً كبيراً وثمرة من ثمرات إنجازات الرئيس بشار الأسد.
وكان قد تم خلال الزيارة، وضع حجر الأساس لبناء مدرسة الثانوية الوطنية الخاصة الجديدة وذلك في حي دمسرخو باللاذقية، بمشروع يتم تشييده على مساحة تقارب 6 دونمات، تضم قاعات صفية لمرحلتي التعليم الأساسي والثانوي وباحات لكل مرحلة، ومبنى إداري وملاعب سلة وكرة قدم ومسبحاً ومسرحاً.