في اليوم الثاني من المحادثات.. نشاط دبلوماسي للوفد الحكومي.. ومعارضة الرياض في جنيف بوخز أميركي

| الوطن – وكالات

تواصلت في اليوم الثاني من محادثات جنيف الخلافات بين صفوف المعارضات بشكل عام وفي صفوف معارضة الرياض بشكل خاص التي ذهبت إلى العاصمة السويسرية بضغط من وزير الخارجية الأميركي جون كيري على آل سعود، على حين كان الأحد يوم عمل بالنسبة للوفد الحكومي الرسمي. وعقد الوفد الحكومي اجتماعاً مطولاً في مقر البعثة السورية في جنيف لتقييم جلسة الحوار الأولى مع المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا، وسط أنباء عن أنه أجرى أيضاً اتصالات خارج مقر الأمم المتحدة بعد أن كان التقى في اليوم الأول من المحادثات مع السفير الروسي في سويسرا أليكسي بارادافكين.
وفي ظل غياب الأخبار السياسية دأب الإعلاميون على متابعة أخبار وفد الرياض وساعة وصولهم وكيفية وصولهم وعددهم مع ما رافق ذلك من ضحك تجاه الطائرة الملكية العملاقة التي خصصت لهم وماذا يمكن أن يكونوا فاعلين عليها من تدخين للسيجار الفاخر أو ممارسة الرياضة والسباحة أو حتى النوم في غرف مخصصة لذلك.
وقد وصل وفد الرياض إلى جنيف بعد ظهر أمس وفق ما أعلن المتحدث باسم «الهيئة» منذر ماخوس بحسب وكالة «ا ف ب»، وذلك بعد أن وافقت «الهيئة العليا للمفاوضات» في وقت متأخر الجمعة على التوجه إلى جنيف. ويضم وفد الرياض 15 عضواً وسيرأسه المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات رياض حجاب الذي سيلحق بالوفد في وقت لاحق بحسب تقارير تلفزيونية أشارت إلى أنه يرافق الوفد أيضاً عشرة أشخاص من أعضاء الهيئة العليا للمفاوضات.
ويتوقع أن يلتقي المبعوث الأممي إلى سورية وفد الرياض اليوم الأحد بعد أن كان التقى الوفد الحكومي الرسمي الجمعة.
وعلمت «الوطن» من مصادر دبلوماسية غربية في جنيف أن وزير الخارجية الأميركي هاتف نظيره السعودي مساء أول من أمس و«استخدم معه لهجة قاسية جداً» تجاه عدم توجه وفد الرياض إلى جنيف في الوقت المحدد ووجه بإرسالهم فوراً ومن دون إضاعة مزيد من الوقت. وقالت المصادر: إن كيري لم يقدم أي ضمانات لوفد الرياض كما أشاعوا بل طالبهم بعرض كل ما لديهم من هواجس على طاولة المفاوضات حيث يجب أن تكون ووعد بمساعدتهم فقط. وأكدت المصادر أن خلافات جمة تدور بين وفد الرياض ذاته وخاصة بين التيارات التي تتبع تركيا وقطر والتيارات الأميركية السعودية.
وفي جنيف كان وفد «العلمانيين الديمقراطيين» يستعد ليكون وفداً ثانياً مشتركاً في المفاوضات، وفي تصريحات صحفية قال قدري جميل عضو لجنة الإشراف للوفد إن وفده تلقى دعوة مطابقة تماماً للدعوة التي تلقاها وفد الرياض بصفتهم مفاوضين وليس مستشارين. وقال جميل إن وفده بانتظار وصول عدد من الأعضاء الذين ما زالوا في دمشق على أن يحصلوا على تأشيرات دخول لسويسرا صباح الإثنين ويتوجهوا من بعدها إلى جنيف التي قد يصلونها يوم الإثنين مساءً أو الثلاثاء وذلك وفقاً للحجوزات الممكنة. وأضاف جميل: بعد وصول كامل الأعضاء نطلب موعداً رسمياً للقاء دي ميستورا بصفتنا وفداً مفاوضاً مكتملاً.
وبالنسبة للمفاوضات المرتقبة قال جميل: إن الأولوية الآن للبحث في الملف الإنساني وأن وفده سيطالب برفع الحصار الداخلي والخارجي أيضاً عن سورية. وحول مشاركة فصائل إرهابية مثل «أحرار الشام وجيش الإسلام» قال جميل إن مشاركتهم تشكل واحدة من إشكاليات جنيف3 وإذا أرادوا فعلاً أن يكونوا ضمن وفد مفاوض فعليهم « إعلان موقف واضح من جبهة النصرة والتعبير عن استعدادهم لمحاربة هذا التنظيم الإرهابي، وآنذاك يمكن اعتبارهم مفاوضين جديين، لكن في الوقت الحالي هم يتعاونون على الأرض مع النصرة».
وفي كواليس جنيف الدبلوماسية توقعات بأن تسيطر خلافات المعارضات على أجواء المحادثات وذلك بانتظار أن يعلن دي ميستورا رسمياً الوفود المشاركة علماً أن كل المحادثات ستكون غير مباشرة وطوال الجولة الأولى.
وتوقعت مصادر دبلوماسية غربية لـ«الوطن» أن يفرض دي ميستورا جدول أعمال مطابق للقرار الأممي 2254 الذي ينص على تشكيل حكومة وتعديل للدستور وانتخابات حرة على فترة تمتد 18 شهراً بعد انتهاء المحادثات التي تستمر 6 أشهر.
ورحب وزير الخارجية الأميركي بقرار «الهيئة العليا للمفاوضات» المشاركة في المفاوضات. كما أعربت السعودية عن تأييدها لقرار الهيئة.
بدوره رحب وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس بقرار «الهيئة العليا للمفاوضات». وقال: إن محادثات السلام المنعقدة في جنيف يجب أن تضمن حدوث «انتقال سياسي» وإنه لا بد من احترام حقوق الإنسان وقرار مجلس الأمن 2254.