سورية

إسرائيل: نريد شريطاً أمنياً داخل الأراضي السورية..!

أدخلت إسرائيل تحولاً على إستراتيجيتها حيال محافظة القنيطرة. وإذ حافظت على جوهر هذه الإستراتيجية المتمثل في استغلال الأزمة المندلعة في سورية من أجل إنشاء حزام أمني داخل الأراضي السورية، إلا أنها عدلت القوى التي تريد الاعتماد عليها من المجموعات المسلحة والتنظيمات الإرهابية لتأمين ذلك الحزام، إلى السوريين من المسلمين الموحدين، في خطة تريد من تسريبها تهديم الوحدة الوطنية في سورية. وتصدى السوريون في جنوب البلاد، بمختلف انتماءاتهم إلى جانب الجيش العربي السوري، لمحاولات إسرائيل عبر مجموعة من التنظيمات المتشددة مثل «جبهة النصرة» فرع تنظيم القاعدة في سورية، وغيرها، لإقامة شريط عازل داخل القسم المحرر من الجولان العربي السوري المحتل. وأرادت إسرائيل لهذا الشريط أن يكرر ذات الشريط الذي دعمت لميليشيا «جيش لبنان الجنوبي» بقيادة العميل أنطوان لحد، لإقامته في جنوب لبنان. وأنهت المقاومة اللبنانية الإسلامية (حزب اللـه) هذا الشريط في مطلع الألفية.
وكشفت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية أن إسرائيل تقوم حالياً بإنشاء حزام أمني داخل الأراضي السورية الملاصقة للقسم المحتل من الجولان العربي السوري. وقال الناطق الأسبق بلسان الجيش الإسرائيلي الجنرال آفي بنياهو، في مقال نشرته الصحيفة أمس: إن «إسرائيل تعمل حالياً على تأسيس حزام أمني لها غير معلن في هضبة الجولان السورية وتوظف إمكانياتها لتأمين الحدود مع سورية»، على حد تعبيره. وأوضح بنياهو أن الحزام الأمني يقوم على ثلاث ركائز أساسية، وهي: «تعزيز التعاون مع القرى الدرزية في الجانب السوري، من خلال تقديم المساعدات لها، إلى جانب التعاون مع أطراف إقليمية لتقليص فرص تحول المنطقة إلى ساحة للانطلاق لتنفيذ عمليات ضد العمق الإسرائيلي، إضافة إلى عمليات الرصد الاستخباري».
وأكد أن كل الخيارات تبقى أفضل من التدخل العسكري المباشر فيما يحدث في سورية، وخاصة أن الأوضاع من الممكن أن تخرج عن إطار السيطرة.
ومنذ اندلاع الأزمة السورية قبل أكثر من أربع سنوات وفرت إسرائيل الدعم للمسلحين في عموم سورية، وبالأخص في جنوب البلاد (محافظتي درعا والقنيطرة). وشمل الدعم الإسرائيلي تقديم السلاح والمال وتوفير مراكز انطلاق للمسلحين من داخل القسم المحتل من الجولان العربي السوري في هجماتهم على مواقع الجيش في القسم المحرر، فضلاً عن تغطيتهم نارياً، ومعالجة جرحاهم في المشافي العبرية بالأراضي المحتلة. وتتبع إسرائيل سياسة إضعاف العرب في المنطقة، ومن هذا المنطلق روجت للفتن وزعزعة الاستقرار في الدول العربية وضغطت بشدة على الولايات المتحدة في العقد الماضي، من أجل تقسيم العراق.
ومؤخراً نصبت وزيرة العدل الإسرائيلية إياليت شاكيد نفسها داعيةً أخلاقيةً، وطالبت بإقامة دولة كردية في المنطقة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن