ثقافة وفن

تزامناً مع يوم ميلاد بوشكين.. الاحتفاء بيوم اللغة الروسية العالمي

| وائل العدس

يحتفي محبو اللغة الروسية بيومها العالمي، في السادس من شهر حزيران من كل عام، وقد اختارت «اليونسكو» هذا اليوم للاحتفاء باللغة الروسية، تزامناً مع يوم ميلاد الشاعر الروسي الكبير ألكسندر بوشكين (6 حزيران 1799 – 10 شباط 1837)، الذي يعتبر الأعظم أدبياً في قارة أوروبا قاطبة، وينظر إليه باعتباره مؤسس الأدب الروسي الحديث.

وبحسب «اليونسكو»، تعتبر اللغة الروسية اليوم تراثاً قومياً لروسيا يوحد مئات الملايين من الناس في أنحاء العالم، وتعتبر الروسية لغة رسمية في منظمة الأمم المتحدة بجانب خمس لغات أخرى، يتكلم أكثر من نصف سكان العالم بها، هي: الإنكليزية والصينية والعربية والإسبانية والفرنسية.

إضافة إلى ذلك، تعتبر اللغة الروسية «لغة عمل» في منظمة الأمم المتحدة ورابطة الدول المستقلة ومنظمة شنغهاي للتعاون.

ألكسندر بوشكين

بوشكين هو شاعر وكاتب مسرحي وروائي في العصر الرومانسي، يعتبره الكثيرون الشاعر الروسي الأكبر ومؤسس الأدب الروسي الحديث.

ولد في 6 حزيران عام 1799 في موسكو وتعلم اللغة الفرنسية من والديه، حيث كان يقضي الكثير من الوقت في القراءة في مكتبة والده.

ويصف كثيرون بوشكين بأنه أمير الشعراء الروس وأعظمهم بلا منازع، وقد نشأ في أسرة من النبلاء، وكان والده شاعراً بارزاً، فساهم ذلك في إثراء موهبته الشعرية.

ودرس في مدرسة «تسارسكوييي سيلو» أي القرية القيصرية، حيث بدأت موهبته الأدبية تتفتح، وسميت فترة إنتاجه بالعصر الذهبي للشعر الروسي.

نشر أول قصيدة له في سن الخامسة عشرة، وعُرف بشكل واسع من المؤسسات الأدبية في وقت تخرجه، حيث ألقى قصيدته «أغنية الحرية».

انغمس بوشكين بعد المدرسة بثقافة الشباب الفكرية الصاخبة والنابضة بالحياة في سانت بطرسبرغ، ونشر قصيدته الأولى الطويلة في عام 1820 «رسلان ولودميلا».

يصنف بوشكين من الكثيرين على أنه الممثل المركزي للرومانسية في الأدب الروسي على الرغم من أنه لم يُعرف بكونه رومانسياً.

جادل النقاد الروسيون تقليدياً أن أعماله تمثل طريقاً من الكلاسيكية الحديثة إلى الواقعية من خلال الرومانسية، وقد امتلك القدرة على تقبل التناقضات التي قد تبدو رومانسية في الأصل، لكنها تهدم بشكل كبير وجهات النظر الثابتة كافة، والتوقعات المنفردة كافة، بما فيها الرومانسية، ليكون رومانسياً وغير رومانسي في الوقت ذاته.

الإرث الأدبي

يصنف النقاد أعماله على أنها أعمال فنية مميزة، مثل قصيدة «الفارس البرونزي» والمسرحية الدرامية «الضيف الحجري».

عُرف بوشكين أيضاً بقصصه القصيرة، وبشكل خاص مجموعة «حكايات الراحل إيفان بتروفش بيلكين»، بما فيها «الطلقة» التي لاقت رواجاً جيداً.

فضّل بوشكين بنفسه روايته الشعرية «يفغني أونيغين»، التي كتبها خلال مسيرة حياته والتي أصبحت تقليداً خاصاً بالروايات الروسية العظيمة، إذ تتبع بضع شخصيات محورية لكنها تختلف بشكل واسع في النبرة والتركيز.

كانت هذه الرواية معقدة لدرجة جعلت المترجم فلايديمر نابوكوف يحتاج لمجلدين كاملين من المحتوى من أجل تقديم معناها بشكل كامل باللغة الإنكليزية، على الرغم من أنها كانت عبارة عن مئة صفحة فقط.

وبسبب تلك الصعوبة في الترجمة بقي شعر بوشكين غير معروف بشكل كبير بالنسبة لقراء اللغة الإنكليزية، وعلى الرغم من ذلك، ألهم بوشكين عدداً كبيراً من الكتّاب الغربيين مثل هنري جيمس.

الإرث الموسيقي

كانت أعماله بمنزلة الأرض الخصبة بالنسبة للملحنين الروسيين، إذ كانت أوبرا غلينكا «رسلان ولودميلا» أول أعمال الأوبرا المهمة التي استُلهمت من أعمال بوشكين، وتركت أثراً في التقاليد الموسيقية الروسية.

وأصبحت أعمال تشايكوفسكي الأوبرالية «يفغني أونيغن» و«ملكة البستوني» لربما أكثر شهرةً خارج روسيا من أعمال بوشكين التي حملت الاسم ذاته.

تصنف أوبرا موسورسكي التذكارية «بوريس غودونوف» كأحد أروع أعمال الأوبرا الروسية وأكثرها أصالة. إضافة لاعتماد رقصات الباليه والكنتاتا، والأغاني التي لا تحصى، على قصائد بوشكين الشعرية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن