اقتصادالأخبار البارزة

في زيارة مهمة.. الحكومة في دير الزور … عرنوس يفتتح فندق البادية ووزير النفط يتفقد حقل التيم ووزير الزراعة يطلع على واقع منشأة الأبقار

| هناء غانم

مشاريع جديدة ستضيف لبنة في التنمية ورفد الاقتصاد السوري عبر توسيع مظلة الإنتاج واستقطاب عشرات فرص العمل، مع جدية الحكومة بتنفيذ توجيهات الرئيس بشار الأسد في استثمار كل نقطة ومشروع دعماً لمسيرة الإنتاج وتدوير عجلة الإنتاج من جديد..

وشهدت مدينة دير الزور بالأمس نهضة تنموية عبر إطلاق مشروعات جديدة وأخرى كانت متوقفة جراء الإرهاب الذي ضربها وأخرجها عن دائرة الإنتاج وذلك خلال زيارة رئيس مجلس الوزراء حسين عرنوس على رأس وفد حكومي إلى محافظة دير الزور لوضع عدد من المشروعات الخدمية والتنموية والسياحية في الخدمة. وإعادة النشاط الإنتاجي والخدمي لها.. وقد رافقه في الزيارة، كل من وزراء الزراعة والإصلاح الزراعي محمد حسان قطنا والموارد المائية حسين مخلوف والسياحة محمد رامي مرتيني والنفط والثروة المعدنية فراس قدور.

بداية تفقد رئيس مجلس الوزراء حسين عرنوس أعمال مشروع إعادة تأهيل آبار الصرف في القطاع الثالث للري الحكومي بدير الزور، والذي يتم تنفيذه من المؤسسة العامة لاستصلاح الأراضي بقيمة تبلغ نحو 10 مليارات ليرة سورية.

ويعد المشروع من أهم المشاريع لدوره في المحافظة على جودة وصلاحية الأراضي الزراعية ورفع إنتاجيتها؛ حيث إن الغاية من آبار الصرف حماية الأراضي الزراعية المروية من التملح وبالتالي زيادة الإنتاجية بنسبة تصل إلى 50 بالمئة.

وفي تصريح لـ«الوطن» أكد وزير الزراعة أن مشروعات الري الحكومية تكتسب أهمية كبيرة للقطاع الزراعي لأن ما تم تدشينه اليوم في منطقة الوفاء في منطقة البوكمال هو جزء لا يتجزأ من مجموعة مشروعات لاستصلاح الأراضي التي تم تنفيذها سابقاً وإعادة تأهيلها على سرير نهر الفرات في القطاع السادس والخامس والسابع وبذلك اكتملت المنظومة التي تتضمن إعادة تأهيل كل مشروعات الري الحكومية التي تضررت نتيجة الإرهاب الذي طال محافظة دير الزور خلال الحرب على سورية.

ونوه قطنا بأن مشروعات الري الحكومية سيكون لها انعكاس جيد من خلال إتاحة الموارد المائية للقطاع الزراعي لتمكن من إعادة زراعة المساحات المستصلحة وزراعتها بالمحاصيل الإستراتيجية ذات الأهمية والمحاصيل الرئيسية التي تزرع في محافظة دير الزور متل القمح والقطن والشعير ومن الذرة موضحاً أن هذه المحاصيل تعتبر من أهم محاصيل الأمن الغذائي الوطني.

ولفت قطنا إلى التكامل بين الزراعة والري شقان فالري يوفر الموارد المائية من خلال مشروعات الري الحكومية وتقوم بتنظيم إدارة الموارد وإتاحتها للفلاحين وفق برنامج زمني محدد يتوافق مع الدورة الزراعية (صيفي وشتوي) أما وزارة الزراعة فتقوم من خلال مشروع التحول للري الحديث بوضع خطة من خلال الري السطحي المطور لتحسين استخدامات المياه وتحديد المقنن المائي اللازم لزراعة كل محصول بحيث يتم تحقيق العدالة بين الفلاحين في مخصصات الموارد المائية اللازمة لزراعة وخدمة المساحات المزروعة.

وأضاف قطنا إن كفاءة الخطة الإنتاجية الزراعية تنطلق من التخطيط للموازنة المائية من قبل وزارة الري التي تقوم بتحديد الموارد المائية المتاحة لتنفيذ هذه الخطة ومن ثم تقوم الوزارة بتحديد الأراضي من خلال الربط بينهما لتحقيق الدورات الزراعية النمطية حيث يخطط لزراعية المحاصيل البقولية والخضار والمحاصيل الشتوية والصيفية ومجموعة النباتات الطبية والعطرية وبالتالي ترك للفلاح حرية الزراعة عدا القمح الذي يتم دعمه بمستلزمات الإنتاج لتشجيع الفلاحين على زراعته وفق الخطة المقررة من الحكومة.

كما اطلع وزير الزراعة محمد حسان قطنا خلال زيارته لمحافظة دير الزور على واقع العمل في منشأة أبقار دير الزور التي وُضعت بالخدمة قبل أيام، وتفقد حالة القطيع ووضع الحظائر وأقسام المنشأة.

وأكد الوزير أن الجولة الميدانية في المحافظة برفقة رئيس مجلس الوزراء تأتي ضمن الجولات الميدانية الدائمة لمتابعة الواقع الزراعي في المحافظات ولقاء الفلاحين، ومعرفة أثر الخدمات والدعم الذي تقدمه الحكومة لهم من خلال مستلزمات الإنتاج، لافتاً إلى أنه في هذا العام تم توزيع المحروقات وفق نظام الأتمتة الذي ضمن حصول كل فلاح على مستحقاته، إضافة إلى توزيع كامل الاحتياج من الأسمدة وكذلك البذار، منوهاً بأن الظروف الجوية كانت مثالية باستثناء بعض التقلبات في نيسان.

وأوضح الوزير أن الجولة بدأت بإطلاق عدد من المشاريع المائية المخصصة لإرواء مساحات من الأراضي الزراعية، بعد إعادة تأهيلها، والتي تزيد نسبة المساحات المروية في المحافظة وتسهم في تأهيل شبكات الري الحكومية الحقلية والمضخات وإعادة تأهيل الأراضي المتملحة في القطاع السادس من خلال تركيب مضخات عمودية على المصارف المغطاة.

محطة أبقار

وأشار الوزير إلى أن الوزارة عملت على إعادة تأهيل محطة أبقار دير الزور وأصبحت في الخدمة من خلال 51 رأس أبقار حيث تزيد طاقتها الإنتاجية على 500 رأس أبقار حلوب، وسيتم تزويدها بأعداد أخرى قريباً من خلال عقد استيراد 1000 رأس أبقار سيتم توزيعها على محطتي دير الزور ومسكنة بحلب، لافتاً إلى أهمية تشغيل هذه المنشأة لأنها الوحيدة في المحافظات الشرقية.

وفي السياق ذاته أكد مدير عام المؤسسة تمام ديوب أنه تم إدخال نواة قطيع مؤلف من 51 رأس أبقار من فئات القطيع المختلفة من المحطات القائمة العاملة في الغوطة بريف دمشق ومبقرة حمص، على أن يتم استكمال الطاقة الاستيعابية المخصصة لها تباعاً كما هو مخطط لها، حيث تم اتخاذ كل الإجراءات اللازمة لعملية التشغيل وتأمين مستلزمات العملية الإنتاجية من أعلاف وأدوية ومعدات مختلفة مثل محلب آلي سعة 32 رأساً بالدفعة الواحدة ومحشات وجرارات وشاحنات وتركسات، والكادر البشري اللازم لها وذلك بإشراف مباشر من الكادر الفني في المؤسسة وبالتعاون مع المديريات المركزية في الوزارة والشركاء التنفيذيين في محافظة دير الزور، موضحاً أن الطاقة الاستيعابية للمبقرة 1425 رأساً موزعة على 540 رأس أبقار حلوب و885 رأس قطيع نامي، لافتاً إلى أنه تمت إعادة تأهيل حظائر الأبقار الحلوب والولادات والقطيع النامي والعجول الرضيعة، وسكن العاملين.

وأضاف إن مساحة الأرض الزراعية التابعة للمحطة 1200 دونم يتم استثمارها من خلال زراعتها بمحاصيل العلف الأخضر مثل «ذرة حشاشة وفصة وقمح علفي» يقدم قسم منها كعلف أخضر بصورة طازجة والقسم الآخر يتم تصنيعه إلى سيلاج ودريس، والمحاصيل الحبية مثل الشعير والذرة الصفراء والقمح علفي، مخصصة لتصنيع الأعلاف المركزة اللازمة لتغذية القطيع، مشيراً إلى أن عدد العاملين حالياً في مبقرة دير الزور 52 عاملاً دائماً من مختلف فئات العمل.

جسر البعث

كما دشن رئيس مجلس الوزراء عرنوس جسر البعث بدير الزور الذي يربط بين ضفتي الفرع الصغير لنهر الفرات ويصل أحياء المدينة الشمالية بباقي الأحياء؛ بعد إعادة تأهيله بتكلفة بلغت أكثر من 7 مليارات ليرة سورية.

سياحة

وخلال الجولة افتتح رئيس مجلس الوزراء حسين عرنوس فندق بادية الشام بدير الزور، بعد إعادة تأهيله وتطويره بكلفة نحو 19 مليار ليرة سورية.

والفندق هو الأول من سوية 5 نجوم الذي تتم إعادة افتتاحه في المحافظة التي خرجت فيها جميع الفنادق عن الخدمة جراء أعمال التخريب من التنظيمات الإرهابية، وتبلغ طاقته الاستيعابية 174 سريراً، 500 كرسي إطعام، 48 غرفة 5 أجنحة، و16 شاليه فندقية، و3 صالات إضافة إلى مسبح وتراسات صيفية. ويوفر المشروع ١٥٠ فرصة عمل.

وفي تصريح لـ«الوطن» أكد وزير السياحة محمد رامي مرتيني أن هناك أكثر من مشروع سياحي سوف يتم افتتاحه خلال الزيارة الحكومية لمحافظة دير الزور والتي فيها العديد من المقومات السياحية البيئية التي تساهم في إعادة تأهيل المنشآت السياحية وعودتها للخدمة مجدداً وإقامة مشروعات سياحية ناجحة تفتح آفاقاً جديدة وتوفير العديد من فرص العمل بما يحقق التنمية المستدامة في المحافظة. موضحاً أن فندق بادية الشام من أهم الفنادق في المحافظة وقد تعرض للحرب الإرهابية لكن اليوم تمت إعادة تأهيله من قبل 3 شركات محلية..

وأكد أن المشروع له بعد تنموي ويحسن الواقع السياحي بدير الزور وأن إعادة تأهيل وافتتاح فندق من سوية خمس نجوم بعد 13 عاماً على الإغلاق.. عنوان لمرحلة إعادة الإعمار في محافظة دير الزور.

وأشار مرتيني إلى أنه تم أيضاً خلال الزيارة تفقد أعمال إعادة التأهيل والترميم في الثانوية الفندقية بدير الزور حيث تبلغ مساحة المدرسة /4000/ متر مربع ومساحة الطابق الواحد من البناء /750/ م2 البناء يتألف من طابقين وقبو، لافتاً إلى أن القيمة التقديرية للمرحلة الأولى قد بلغت نحو /800/ مليون ليرة سورية وبمدة /180/ يوماً، وتتضمن المدرسة 14غرفة صفية و3 غرف إدارية و4 غرف فندقية مطبخ ومستودعات ومصبغة وخدمات للعاملين والطلاب، وقد بدأت المرحلة الأولى من أعمال تأهيل المدرسة وتشمل الطابق الأرضي والقبو على أن تستكمل المرحلة الثانية بعد الانتهاء من أعمال المرحلة الأولى.

وأضاف مرتيني إنه من المشروعات المهمة أيضاً مركز الوادي للتأهيل والتدريب السياحي والفندقي في دير الزور والذي يهتم بتقديم العديد من الاختصاصات السياحة والخدمات والإدارة الفندقية وإدارة المكاتب الأمامية والشركات السياحية وأنظمة حجز تذاكر السفر وغيرها، مشيراً إلى أن عدد طلاب المركز قد بلغ نحو 155 طالباً وطالبة بإشراف مدرسين متخصصين في إدارة المشاريع السياحية مؤكداً أن مركز الوادي يعتبر أحد المشروعات التنموية لتهيئة الكوادر البشرية ودخولهم سوق العمل السياحي.

خطوة مهمة لتعزيز قطاع النفط

افتتح وزير النفط والثروة المعدنية، فراس قدور، المعهد التقاني للنفط والغاز والثانوية المهنية النفطية، عقب عمليات إعادة التأهيل والصيانة التي أجريت لهما بعد تعرضهما للتخريب والدمار جراء استهدافهما من قبل التنظيمات الإرهابية. موضحاً هذا الافتتاح خطوة مهمة نحو تعزيز البنية التعليمية والفنية للقطاع، من خلال توفير فرص التعليم والتدريب المهني المتقدم للشباب الطموح في محافظة دير الزور والمناطق المحيطة بها مشيراً إلى أهمية دور هذه المؤسسات في إعداد كوادر مؤهلة ومدربة ترفد المؤسسات والشركات التابعة للوزارة وتعزز من قدرة القطاع على التطور والنمو.

وشدد وزير النفط على ضرورة وضع خطط تدريب فعّالة تتسق مع المناهج التعليمية الحديثة وتلبية متطلبات سوق العمل مشيراً إلى أن التدريب يجب أن يركز على الجوانب العملية والتطبيقية بما يتماشى مع أحدث التقنيات وأفضل الممارسات العالمية في مجال النفط والغاز وبما يؤدي إلى تخريج كوادر مؤهلة قادرة على إحداث التغيير والتطوير في القطاع،

ويقع المعهد التقاني للنفط والغاز، الذي عملت شركة الفرات للنفط على إعادة تأهيله في حقل التيم النفطي بدير الزور ويتكون مبنى المعهد من غرف إقامة خاصة بالطلاب ومكاتب إدارية وقاعات دراسية ومخابر من كل الاختصاصات وقاعة اجتماعات كبيرة وتدرس فيه اختصاصات ميكانيك وآلات دوارة وأجهزة دقيقة وتحكم آلي.

أما الثانوية المهنية النفطية التي عملت شركة دير الزور للنفط على إعادة تأهيلها فتتألف من خمس قاعـات تدريس وثلاث غرف للإدارة ومـرافـقـها ويسـتوعـب البناء نحو 100 طالب وتدرس في الثانوية ثلاثة اختصاصات وهي ميكانيك آلات دوارة وتشـــــــغيـل محطات الإنتاج إضافة إلى صيانة محطات الإنتاج.

الوزير قدور بعد الافتتاح تفقد مواقع العمل في حقل التيم النفطي التابع لشركة الفرات للنفط، واطلع على سير العمليات الإنتاجية وناقش الوضع الفني والهندسي مع الكوادر العاملة في الحقل مؤكداً أهمية الحفاظ على استمرارية الإنتاج وتحسين الأداء رغم التحديات.

وكما التقى عرنوس والوفد الحكومي المرافق الفعاليات الأهلية والمجتمعية في دير الزور، ومديري المؤسسات الحكومية، وعدداً من أعضاء مجلس الشعب عن المحافظة.. ضمن حوار شفاف حول الوضع الخدمي والتنموي والزراعي وطرق النهوض به وتعزيزه.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن