سورية

نقص التمويل له عواقب حقيقية على حياة الأشخاص في شمال غرب البلاد … مسؤول أممي: أهمية دعم مشاريع التعافي المبكر في سورية

| وكالات

حذر، نائب منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية في سورية ديفيد كاردن من أن نقص تمويل خطة الاستجابة الإنسانية «له عواقب حقيقية على حياة الأشخاص الأكثر ضعفاً في سورية، بما في ذلك شمال غرب البلاد»، ونبه إلى أن خطة الاستجابة الإنسانية لسورية لعام 2024، والتي تهدف إلى جمع أكثر من أربعة مليارات دولار، تلقت حتى الآن أقل من 10 بالمئة مما هو مطلوب.

وفي حوار خاص مع مركز أخبار الأمم المتحدة، قال كاردن: «إن نقص تمويل خطة الاستجابة الإنسانية له عواقب حقيقية على حياة الأشخاص الأكثر ضعفاً في سورية، بما في ذلك شمال غرب البلاد»، وأضاف: إنه إذا لم يتم تلقي التمويل، فسوف تغلق 160 منشأة صحية بحلول نهاية حزيران الجاري، متحدثاً عن «أهمية مشاريع التعافي المبكر» بما فيها مشاريع المياه والصرف الصحي، وإزالة الألغام، وإعادة تدوير الركام الناجم عن الزلزال المدمر الذي ضرب شمال غرب سورية في السادس من شباط من العام الماضي، إضافة إلى دعم المزارعين وأصحاب الأعمال الصغيرة.

وحول مشاركته في «مؤتمر بروكسل الثامن حول مستقبل سورية والمنطقة» الذي عقد على المستوى الوزاري الأسبوع الماضي بغياب الدولة السورية، قال كاردن: عُقِد في وقت سابق يوم الإثنين(الماضي)، مؤتمر على المستوى الوزاري بشأن سورية، في محاولة لجذب التمويل.

وأضاف لقد تم تمويل خطة الاستجابة الإنسانية لسورية، التي تهدف إلى جمع أكثر من 4 مليارات دولار، بأقل من 10 بالمئة، ولاحظنا على مدى السنوات القليلة الماضية انخفاضاً في التمويل المخصص للأزمة في سورية، قبل عامين، تلقينا أكثر من نصف ما تم طلبه فقط و39 بالمئة العام الماضي.

وبالنسبة للنازحين في شمال غرب سورية، حيث تنتشر تنظيمات إرهابية ومجموعات مسلحة موالية للاحتلال التركي، أشار إلى أن هناك 800 ألف شخص يعيشون في خيام ونحو مليوني شخص في ملاجئ غير رسمية، وهؤلاء الناس ما زالوا بحاجة إلى مساعدات إنسانية، وقال إنهم بحاجة إلى مساعدات غذائية، وإلى الأساسيات لضمان قدرتهم على البقاء.

وبشأن زيارته إلى شمال غرب سورية مؤخراً، أشار كاردن إلى زياراته المتكررة إلى المنطقة، وقال أظهرت تلك الزيارات أن ما يريده الناس قبل كل شيء، إضافة إلى المساعدة المادية، هو الحماية والشعور بالأمن والأمان لتمكينهم من استعادة حياتهم، في إشارة إلى حال الفوضى والفلتان الأمني التي تسود المناطق التي تسيطر عليها التنظيمات الإرهابية والمجموعات والمليشيات المسلحة.

وأضاف: أعتقد أن مشاريع التعافي المبكر مهمة للغاية، وكما قلت، يريد الناس الحصول على الدعم، وتمكينهم من إعادة بدء حياتهم وإعادة بنائها، الأمر لا يتعلق فقط بمتطلبات البقاء اليومية الفورية، وهناك العديد من الأمثلة على مشاريع دعم سبل العيش التي أتذكرها بعد وقت قصير من الزلزال (في عام 2023).

وبينما يعاني الشعب السوري نتيجة الإرهاب والإجراءات القسرية الاقتصادية الأحادية الجانب المفروضة، قال كاردن: «هناك 3.6 ملايين شخص في شمال غرب سورية يعانون انعدام الأمن الغذائي. لكننا لم نتمكن إلا من استهداف الفئات التي تعاني أكثر من انعدام الأمن الغذائي، أي نحو600 ألف شخص، وهؤلاء هم الأشخاص الذين سينزلقون إلى المجاعة إذا لم يتم دعمهم، لقد سمعنا أن هناك 160 منشأة صحية ستغلق أبوابها، إذا لم تحصل على التمويل بحلول نهاية حزيران الجاري، وأردف في العام الماضي، تمكنا من الوصول إلى 2.5 مليون شخص بشكل منتظم من خلال المساعدات الإنسانية، وفي هذا العام، وبسبب نقص التمويل، انخفض هذا العدد إلى مليون شخص.

وفي إشارة على ما يبدو إلى ممارسات التنظيمات الإرهابية والمجموعات المسلحة المنتشرة في مناطق واسعة من شمال غرب سورية، ولاسيما في إدلب، قال كاردن: «نبذل قصارى جهدنا لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى الأشخاص الأكثر ضعفاً، ومن ثم، عندما نواجه قيوداً أمنية كما كان الحال بعد التصعيد في تشرين الأول من العام الماضي ومؤخراً كانت هناك احتجاجات خاصة في إدلب فإننا نفعل كل ما في وسعنا لضمان قدرتنا على الاستمرار في الوصول إلى الأشخاص الأكثر ضعفاً».

وتابع كاردن: «هناك رسالة واحدة نرسلها إلى جميع الأطراف وهي أهمية الامتثال للقانون الإنساني وقانون حقوق الإنسان الدوليين لحماية المدنيين والأهداف المدنية، وهذا مهم للغاية لعملنا».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن