المقاومة الفلسطينية تواصل التصدي و«حزب اللـه» أسقط واحدة من أكبر وأغلى مسيّرات الاحتلال … تل أبيب ترفض مقترح بايدن لإنهاء الحرب وترد بمزيد من المجازر
| الوطن
على وقع ضربات المقاومة في قلب غزة وجنوب لبنان، خرج الرئيس الأميركي جو بايدن بمقترح لإنهاء الحرب المستمرة منذ ثمانية أشهر والتي كلفت حليفته تل أبيب ما يكفي من خسائر عسكرية وسياسية، وكشفت عن وجه بلاده الإجرامي والداعم للإبادة المتواصلة والتي راح ضحيتها أكثر من 36 ألف شهيد حتى الآن.
المقاومة الفلسطينية واصلت التصدي لجيش الاحتلال في عدة محاور في قطاع غزة، مكبدةً إياه مزيداً من الخسائر.
وتركزت الاشتباكات في دوار زعرب وحي البرازيل غرب مدينة رفح جنوب القطاع، حيث فجّرت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، آليةً إسرائيليةً بعبوة «برميلية» شديدة الانفجار، وذلك في محيط منطقة أم رائد شرق رفح.
في غضون ذلك، نشر الإعلام العسكري لكتائب الشهيد عز الدين القسّام، الجناح العسكري لحركة حماس، مشاهد توثّق استهداف قوة إسرائيلية خاصة، بقذيفة «TBG»، وقنص جنود الاحتلال في مخيم جباليا شمال قطاع غزة.
حزب اللـه من جهته وجه ضربات موجعة للعدو الإسرائيلي أمس، أبرزها استهداف مقر قيادة اللواء 769 في ثكنة كريات شمونة في الجليل الغربي بصواريخ بركان ثقيلة ما أدى إلى دمار جزء منه، وإسقاط مسيّرة من نوع كوخاف هيرمز 900 والتي تعد واحدة من أكبر وأغلى الطائرات التي يمتلكها جيش الاحتلال.
كما أقرت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي بأنه تم إسقاط طائرة من دون طيار بصاروخ أرض جو أطلقه حزب اللـه وقالت: إن «هذه طائرة من دون طيار من نوع «كوخاف»، هيرميس 900، وهي واحدة من أكبر وأغلى الطائرات التي تمتلكها القوات الجوية الإسرائيلية، وقد اشتعلت النيران في الطائرة وسقطت في إحدى قرى جنوب لبنان» ويقدر ثمنها بما يزيد على ستة ملايين دولار أميركي، وأشارت القناة إلى تعرض منطقة الجليل للقصف المكثف، أمس الجمعة، بالإضافة إلى إطلاق صواريخ «بركان» الثقيلة، والتي يصل وزنها إلى نصف طن، والتي ألحقت أضراراً جسيمة بقاعدة «غيبور» العسكرية في «كريات شمونة».
على المقلب الآخر، ردت قوات الاحتلال الإسرائيلي على مقترح الرئيس الأميركي جو بايدن بشأن وقف إطلاق النار «المستدام» بمزيد من التصعيد ومواصلة ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية، إذ ارتفع عدد ضحايا العدوان المتواصل على غزة لليوم الـ239 إلى نحو 36400 شهيد إضافة إلى زهاء 82500 مصاب حتى ساعة إعداد هذا الخبر مساء أمس.
وبموازاة الإصـرار على ارتكاب المزيد من المجازر أكد رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تمسك تل أبيب بـ«شروطها لإنهاء الحرب».
وقال مكتب نتنياهو في بيان: إن «شروط إنهاء الحرب في قطاع غزة لم تتغير»، وتابع: «شروط إنهاء الحرب تشمل تدمير قدرات حماس العسكرية والإدارية وتحرير كل الرهائن وضمان ألا تشكل غزة أي خطر على إسرائيل»، وأضاف: إن «إسرائيل لن تقبل إبرام أي اتفاق لوقف دائم لإطلاق النار ما لم تتم تلبية شروطنا كاملة».
حركة حماس من جهتها أعلنت في بيان أنها «تنظر بإيجابية إلى ما تضمنه خطاب الرئيس الأميركي جو بايدن من دعوته لوقف إطلاق النار الدائم»، ورأت أن الموقف الأميركي وما ترسخ من قناعة في الساحتين الإقليمية والدولية بشأن ضرورة وضع حد للحرب على غزة، هما نتاج الصمود الذي وصفته بـ«الأسطوري» للشعب الفلسطيني ومقاومته، خلال نحو 8 أشهر من الحرب المتواصلة على قطاع غزّة.
وكان الرئيس الأميركي قدم ليل الجمعة السبت مقترحاً لاتفاق على إنهاء الحرب، تنطوي على ثلاث مراحل، حيث ستستمر المرحلة الأولى 6 أسابيع، وتتضمن وقفاً كاملاً لإطلاق النار، وانسحاب القوات الإسرائيلية من كل المناطق المأهولة بالسكان في غزة، وإطلاق سراح عدد من الرهائن بمن فيهم النساء والمسنون والجرحى، مقابل الإفراج عن مئات السجناء الفلسطينيين.
وتشمل المرحلة الثانية من الاتفاق إطلاق «جميع الرهائن الباقين على قيد الحياة، بما في ذلك الجنود الذكور»، وانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة و«وقف دائم لإطلاق النار»، أما المرحلة الثالثة فتنص على إعادة إعمار قطاع غزة.