سورية

مع انسداد أفق درء خطر «قسد» وحل قضية اللاجئين السوريين في تركيا … مراقبون لـ«الوطن»: بوابة دمشق ضرورة ملحة لإدارة أردوغان

| حلب- خالد زنكلو

يضغط المشهد العام المحلي والإقليمي والدولي المحيط بإدارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، على توجهاتها حيال الملف السوري الحيوي، بعدما لم تفلح في اصطياد الفرص السانحة لإبقاء جسر التواصل ممدوداً مع دمشق، وذلك جراء تعنت تلك الإدارة في تغليب أجندتها الخاصة على مصلحة الشعبين الجارين السوري والتركي.

لذلك، لا يجد مسؤولو إدارة أردوغان بداً من إطلاق تصريحات سياسية، بمثابة بالونات اختبار لجس نبض الدول الفاعلة في الملف السوري، آخرها تصريح وزير الدفاع يشار غولر أول من أمس أن بلاده «قد تفكر بسحب قواتها من ‎سورية، بمجرد ضمان أمن الحدود التركية بالكامل»!

مصادر مراقبة للعلاقة بين دمشق وأنقرة، عزت نغمة ضبط الحدود التركية، القديمة- الجديدة، تلك، إلى تسريبات أميركية فعلت فعلها، وتفيد بأن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تسعى إلى تسريع الاعتراف بـ«كانتون» كردي شمال شرق سورية تحت مظلة ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد»، المدعومة من واشنطن، قبيل موعد انتخابات الرئاسة الأميركية في تشرين الثاني المقبل، الأمر الذي قد يدفع بإدارة أردوغان لمد يدها مجدداً إلى القيادة السورية لزيادة التنسيق في هذا الملف الشائك، خشية إجراءات دراماتيكية من هذا القبيل.

وأوضحت المصادر لـ«الوطن» أن المشهد والتسريبات تلك، قد ترغم إدارة أردوغان كي تطرق باب دمشق مجدداً، بغض النظر عن مدى ثقة الأخيرة بها، بغية الخروج من حالة التخبط التي تعيشها أنقرة بفعل تغليب أردوغان أجندته الشخصية على مصلحة بلاده مع الجارة سورية، والتي أدخلت العلاقات بين البلدين في نفق مظلم، بات رئيس الإدارة أردوغان بحاجة إلى تلمس ضوء فيه، على أمل إحداث خرق مشرّف في العلاقات يعطي الأولوية للجغرافية السياسية، ويعيد المفاوضات الأمنية والعسكرية مع القيادة السورية إلى سكتها الصحيحة.

ورأت المصادر أن قضية ضبط الحدود الجنوبية لتركيا، هي الشغل الشاغل لإدارة أردوغان، سواء شمال شرق سورية حيث تسيطر «قسد»، أو في جزء البلاد الشمالي الغربي، حيث يهيمن تنظيم جبهة النصرة الإرهابي، الذي يبدو أن أردوغان بصدد نفض يديه منه، مع خروج الشارع في إدلب وريف حلب الغربي بتظاهرات تطالب بحله والتحرر من قبضته الأمنية.

وأعربت عن قناعتها، بأن أنقرة ربما تبدو مضطرة للخروج عن سياسة واشنطن وبعض العواصم الأوروبية حيال دمشق، والتي تشترط إحراز تقدم في العملية السياسية، للبدء في رفع العقوبات الأحادية الجانب على العاصمة السورية.

المصادر قالت: إن الوضع الإقليمي والدولي لا يسمح لإدارة أردوغان بالتوغل داخل الأراضي السورية، لدرء خطر «قسد» عن الحدود التركية، كما ترغب أنقرة بكسب ود «الكرملين»، إثر الغبار الذي شاب علاقتها معه، بفعل سياساتها اتجاه القضايا المشتركة بينهما، وفي مقدمتها الملفان الأوكراني والسوري.

وأضافت: يريد أردوغان إعادة التنسيق مع موسكو وطهران ضمن إطار «أستانا» لإيجاد حل لقضية اللاجئين السوريين في تركيا، بعدما دار الحديث عن تقارب دول أوروبية من دمشق بهذا الخصوص، ورفع مستوى التعاون مع دول الجوار السوري لإحراز تقدم في هذا الملف، إضافة إلى الأزمة الاقتصادية التركية واستمرار تهاوي سعر صرف الليرة التركية أمام الدولار، الأمر الذي يفرض إيجاد حل جذري لقضية اللاجئين السوريين في تركيا، على الرغم من تجاوز تبعات استحقاقات الانتخابات الرئاسية والتشريعية التركية، بخلاف الانتخابات البلدية التي قرعت جرس الإنذار أمام حزب «العدالة والتنمية» الحاكم مع استيلاء أحزاب معارضة على بلديات مهمة كاسطنبول وأنقرة، مستفيدة من ورقة اللاجئين السوريين.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن