شؤون محلية

هل نسيتم حلب..؟!

محمود الصالح: 

يبدو أن البعض من المسؤولين ما زالوا يعيشون في وادٍ والبلاد في وادٍ آخر حيث يعملون ويقررون ويتابعون في واقع افتراضي ليس له وجود فهم يتمسكون بالقوانين والأنظمة ويطالبون بتحقق الشروط في الحياة العامة في وقت نحن نعيش في أزمة ضاغطة بكل الاتجاهات وأمام تكالب خارجي يسعى بكل ما أوتي من قوة لكسر سنديانة صمود هذا البلد. في حلب شعب صابر وتاجر صامد ورجال صدقوا ما عاهدوا اللـه والوطن عليه. ثلاث سنوات ولم ولن تركع حلب على الرغم من كل ما نالها من استهداف كان يمكن أن يسقط أقوى مدن العالم، لكن حلب صامدة، هذا الصمود يحتاج من حكومتنا أن تقدم لها كل أسباب البقاء والصمود، حلب عاتبة على المسؤولين لتجاهلهم لها ولتجارها وصناعييها ومعاملها ومتاجرها. لا ماء ولا كهرباء، المناطق الصناعية التي تحررت منذ ما يقارب عام لم تنل الاهتمام لإعادة الحياة اليها، إلا في منطقة العرقوب لأن غرفة صناعتها هي التي أعادت الحياة إليها، ومع ذلك حلب صامدة، أبناء حلب لا يريدون سللاً غذائية، بل يريدون أن تنظر اليهم الحكومة على أنهم ركن الاقتصاد الأول في سورية، يريدون أن تنظر اليهم الحكومة على أنهم الهدف الأول لجار السوء، بل تنتظر من الحكومة أن تعامل الصناعي والتاجر معاملة المواطن الصامد الذي يحتاج للدعم من خلال كف يد ولسان وإجراءات البعض من الجهات العامة عن الضغط على كل حلب. إذا طالبنا تجار وصناعيي وأبناء حلب بأقساط القروض وفواتير الكهرباء والرسوم والضرائب فإننا لن نتمكن من جباية أي مبلغ بسبب عدم توافر الأموال لدى المدينين ولكننا سنحصد نتائج عكسية أولها أننا ندفع التاجر والصناعي الذي أحيل إلى المحكمة المصرفية لتأخره عن تسديد أقساط القروض المتأخرة سندفعه إلى مغادرة البلاد 95% من قيمة الاستهلاك الكهربائي لا يسدد لأنه يذهب إلى مناطق ساخنة ومع ذلك الدولة لم تقطع عنها الكهرباء وهذا تصرف حكيم يجب أن يوازيه النظر إلى أهل حلب بنظرة خاصة جداً وإلا لن تدور بعد ذلك معاملنا ولن تنهض التجارة الحلبية من جديد ولن تحصل المصارف قروضها أبداً. نحن نعرف أن البلاد خسرت ملايين المليارات نتيجة العدوان الذي تتعرض له، فهل من المنطقي أن نطالب حلب بالصمود ونجردها من أسلحتها الاقتصادية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن