الأولى

انتخابات «الإدارة الذاتية».. لا قبول لها محلياً وإقليمياً وسخرية أميركية … مصادر لـ«الوطن»: غير شرعية والانفصال مرفوض

| سيلفا رزوق

سخرت الولايات المتحدة من عزم ما يسمى «الإدارة الذاتية» الكردية في شمال شرق سورية إجراء انتخابات محلية في سبع «كانتونات» تسيطر عليها.

موقف الولايات المتحدة الذي عبرت عنه سفارتها في سورية عبر موقعها على الإنترنت بالقول: إن أي انتخابات تجري في سورية يجب أن تكون حرة ونزيهة وشفافة وشاملة، وفق ما دعا قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، اعتبر بمثابة صفعة لواحدة من أدوات واشنطن في شمال البلاد، وبدا الموقف لافتاً لاسيما أن أميركا استكملت تحذيرها بالدعوة إلى عدم إجراء هذه الانتخابات، واعتبار أن الظروف الملائمة لمثل هذه الانتخابات غير متوافرة بشمال شرق سورية في الوقت الحاضر.

ورغم عدم توضيح واشنطن ماهية «الظروف الملائمة» غير أن الموقف الأخير أكد تنصل الولايات المتحدة من أي خطوات انفصالية تسعى إليها السلطات المدعومة من قبلها، وأكد حسب مصادر متابعة تواصلت معها «الوطن» أن إصرار ما تسمى «الإدارة الذاتية» على المضي في هذه الانتخابات سيترتب عليه تبعات سياسية وحتى ميدانية، لاسيما أن حليفتها أنقرة التي أعلنت بدورها رفضها القاطع لمساعي حزب الاتحاد الديمقراطي الذي وصفته بالجناح السوري لتنظيم حزب العمال الكردستاني، تتربص أنقرة، بحسب المصادر، وتتهيأ لاقتناص أي فرصة سياسية تبرر لها نياتها بالتدخل العسكري لمنع ما تسميه التهديدات الانفصالية على حدودها.

الرفض لما يتم التحضير له جاء أيضاً من قبل المجلس الوطني الكردي، الذي عدّ الانتخابات غير محايدة ومحسومة النتائج لتكريس وهيمنة سلطة «حزب الاتحاد الديمقراطي» وافتقارها إلى الشرعية، فيما كشفت مصادر أهلية لـ«الوطن» عن لجوء مسؤولي ما يسمى «الإدارة الذاتية» في دير الزور والحسكة والرقة إلى تهديد السكان بالاعتقال وبقطع الخدمات عنهم إن لم يشاركوا في العملية الانتخابية التي ستطلقها في الـ11 من حزيران الجاري.

ورغم عدم صدور أي تعليق رسمي عن دمشق حتى الآن، غير أن المواقف الرسمية السورية كانت واضحة على الدوام فيما يخص رفض الانفصاليين وأي خطوات تمس بوحدة البلاد، وفق ما أكده أمين فرع الحزب في الحسكة تركي عزيز حسن في تصريحه لـ«الوطن»، والذي اعتبر أن المشروع الانفصالي القائم حالياً مرفوض رفضاً قاطعاً ولا سلطة شرعية لما يسمى الإدارة الذاتية للقيام بانتخابات في المناطق التي تسيطر عليها والانتخابات الوحيدة الشرعية المعترف بها هي انتخابات الإدارة المحلية التي جرت تحت سلطة الدولة السورية.

بالمقابل أكد شيخ مشايخ قبيلة طي ضاري محمد الفارس في تصريح لـ«الوطن» أن ما يجري هو محاولة فاشلة لتثبيت أمر واقع سياسي، والعشائر العربية ترفض هذه الخطوة وهناك شرذمة من «المتمشيخين» يسيرون مع «قسد»، أما قبيلة طي بالكامل فملتزمة بالخط الوطني ولن تقبل المس بوحدة الأراضي السورية ولا تسمح بالمساس باستقرار البلاد.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن