ارتفع مستوى مباريات الدور النهائي من دوري سلة المحترفين بعدما تابعنا لقاءات مثيرة وندية بين فريقي الوحدة والكرامة، حيث أطلت اللمحات الفنية الجميلة برأسها بقوة على اللقاءين الثاني والثالث ضمن سلسلة الدور النهائي بين الفريقين ورغم خسارة الكرامة في اللقاءين الأخيرين غير أنه أدى جيداً وقدم عرضاً ممتعاً وكان قاب قوسين أو أدنى من الظفر بنقاط الفوز..
النكهة التنافسية الجميلة وصلت أوجها في اللقاء الثالث ما يعني أننا أمام لقاء رابع سيكون مفعماً بكل ما لذ وطاب من فنون كرة السلة الحديثة والمتطورة بين فريقين كبيرين يضمان أفضل وأقوى اللاعبين المتميزين والمهرة.
اللقاء الرابع
يدخل الفريقان اللقاء الرابع في صالة غزوان أبو زيد بحمص بطموحات مختلفة، فالكرامة العاشق لتسجيل فوز أول له في الدور النهائي يتمنى أن يقدم نفسه بكل أناقة أمام عشاقه ومحبيه وخاصة بعد ثلاث خسارات كانت كفيلة بتضاءل نسبة ظفره باللقب، وسيدخل اللقاء تحت شعار الفوز ولا شيء سواه إن أراد أن يبقى ضمن دائرة المنافسة على اللقب، لكن ذلك يتطلب منه بذل جهود كثيرة واللعب بقوة وتركيز عالٍ والتقليل من الأخطاء والانضباط التكتيكي داخل الملعب وتنفيذه بشكل صحيح لتعليمات مدرب الفريق، ولن نخوض في موازين القوى لدى الكرامة فالجميع يعرف أنه يمتلك طاقات كبيرة من اللاعبين المتميزين والأجانب، غير أنه خسر جمهوره في لقاء اليوم بعقوبة اتحادية.
فوز الكرامة سيخلط الأوراق وسيجعل الفريقين أمام لقاء خامس في صالة الفيحاء بدمشق، وهذا سيكون له حساباته الجديدة، فالكرامة إذا فاز في لقاء اليوم سيكون على موعد مع محترف جديد مع طراز عشر نجوم، من أجل مواصلة مسلسل انتصاراته في اللقاءات القادمة، على اعتبار أن الكرامة يرغب في تكرار سيناريو الجيش ٢٠١٧ عندما خسر أمام الوحدة أول لقاءين في الدور النهائي وعاد وقلب كل التوقعات وفاز في اللقاءات المتبقية وتوج باللقب، ولا شيء مستحيلاً في كرة السلة أمام الإرادة القوية والتصميم الكبير والطموح المترع بالعزيمة والإصرار على تحقيق نتيجة إيجابية ترضي الطموح..
الكرامة اليوم غير الفريق الذي خاض اللقاءات الثلاثة السابقة وستكون المباراة بالنسبة له امتحاناً صعباً ليثبت لجميع عشاقه أنه جدير بالمنافسة على اللقب وأن تأهله لم يكن مصادفة وإنما عن جدارة واستحقاق.
على حين أن الوحدة يدخل اللقاء بمعنويات عالية وروح قتالية كبيرة على مواصلة مسلسل انتصاراته وبقاء سجله خالياً من أي هزيمة في سلسلة الدور النهائي، وسيلعب بطاقة أكبر وطموحاً أعلى على أن تكون صالة حمص مسرحاً قوياً وشاهداً حياً على اعتلائه منصة التتويج للمرة الحادية عشرة في تاريخه والثانية على التوالي.
حضور الوحدة في حمص كان قوياً ولعب بأداء أكد من خلاله أنه الأفضل وبأنه يستحق التتويج، ولديه كل مقومات التألق والفوز ومدرب خبير يعرف كيف يوظف أدواته جيداً حسب مجريات اللقاء، وغالباً ما كانت قراءته جيدة وتبديلاته ناجحة، ويمتلك الوحدة دكة بدلاء جيدة ومميزة في جميع المراكز، كل ذلك يرفع من أسهمه في نيل اللقب والتتويج لكن الكرامة الذي لديه هاجس الفوز قد يقلب كل التوقعات ويخطف النقاط وينعش آماله بالمنافسة على اللقب.
الفريقان مطالبان بالفوز وهما مفعمان بعناصر خبيرة وجديرة بتقديم وجبة سلوية جميلة تليق بنهائي دوري سلة المحترفين.
الكفة متوازنة مع أفضلية نسبية للوحدة الذي سيلعب بأريحية بمعنويات عالية وثقة زائدة، لكن ذلك لا يمنع من حدوث مفاجأة ويفوز الكرامة.
التقى الفريقان في دور النهائي ثلاثة لقاءات، لقاءين في صالة الفيحاء، فاز الوحدة ٨٥-٦٥، ٨٤-٨١، وفاز الوحدة في اللقاء الثالث بحمص 87-86.