رياضة

قبل انطلاقة انتخاباتنا الرياضية.. هل سيكون التوجه للتغيير أم سيبقى الحال على ما هو عليه؟ ورسالة لرئيس الاتحاد الرياضي العام

| مهند الحسني

أيام قليلة تفصلنا عن انطلاقة الانتخابات الرياضية بشكل عام، أندية واتحادات وفروعاً، وكلنا يؤمن أن نتائج هذه الانتخابات لا يمكن أن تأتي دائماً بالأشخاص الجيدين القادرين على قيادة رياضتنا في ألعابها كافة، وهذا ما يؤثر في سير العمل في مفاصلها، وإذا اعتبرنا أن الأندية هي القاعدة الأساسية لبناء رياضة حديثة ومتطورة فهذا يتطلب منا البحث عن كوادر خبيرة وقادرة على العطاء والتطوير بدل إعادة نمط انتخاباتنا التي لم تعد تسمن ولا تغني بأي شيء، والتجارب التي مرت بها رياضتنا كانت كافية لتثبت لنا فشلها.

مسكنات مؤقتة

أصبحت لدينا قناعة شبه تامة أن حماس مكتبنا التنفيذي لانتخابات جديدة يشبه إلى حد بعيد مسألة تناول بعض الأشخاص للمنشطات، والمشكلة هنا ليست بتناول المنشطات، بل بالأثر الذي تتركه.

فالحركة والحيوية التي تدب في شخص بعد تناولها سرعان ما تبدأ بالزوال إذا لم تتابع بواحدة أخرى، وهكذا وبكل صراحة هو حماس مكتبنا التنفيذي لموضوع انتخابات أنديته واتحاداته، حيث يبدي اهتماماً كلامياً كبيراً وتصميماً على المجيء بكوادر جديدة، لكن الجميع يفاجأ بوضعها في زاوية مهملة بعيداً عن أي مناقشات من دون توضيح الأسباب، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع نغمة المساءلات والاستفسارات، وبدأ مسلسل التكهنات وبث الإشاعات من هنا وهناك، وخاصة أن جميع الآراء تصب في نقطة واحدة وهي قبول نمط وأسلوب جديد في العملية الانتخابية بما يتماشى مع واقع رياضتنا الصعب والمأزوم، وبأن هناك توجهاً لضم كوادر شابة وجديدة.

دعم كبير

لا ننكر أن القيادة الرياضية فتحت لاتحادات ألعابها خزائن الإنس والجن وعلى مبدأ اطلب وتمنَّ، ووفرت لها كل متطلباتها باستثناء لبن العصفور، ومن دون حسيب أو رقيب أو مساءلة ومحاسبة بهدف أن يكون الحصاد مثمراً وموازياً لحجم العطاء المقدم، لكن الحصاد كان علقماً ومراً، وخاصة في بعض الألعاب الجماعية التي نالت أكثر مما تستحق.

وبدلاً من الإسراع إلى فتح ملفات هذه الاتحادات الفاشلة بأعضائها ومساءلتها عن أسباب تراجع ألعابها، غُض البصر عنها، وكأن الإخفاقات والأموال التي تم هدرها هي أموال علي بابا والأربعين حرامي.

جعجعة الإصلاح وطحين الواقع

قرارات متتابعة صدرت في الفترة ليست بالبعيدة عن المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي العام تضمنت حل لجان تنفيذية واتحادات وإعادة تشكيل أو تكليف مؤقت لبدلاء، ظاهر هذه القرارات إصلاح حال الرياضة، لكن جوهرها غير واضح، فبعض الاتحادات التي طالها التعديل كانت موضع رضا وصاحبة إنجازات مرضية وحققت رياضتها نتائج مرضية، ورفدت المنتخبات الوطنية بعدد كبير من اللاعبين على عكس اتحادات أخرى راكدة ومتراجعة وغير ملبية، شهدت أنديتها مهازل رياضية لم يطلها التغيير، وإن كان التبرير أن التغيير سيطولها مستقبلاً، فالسؤال: لماذا لم يبدأ المكتب التنفيذي بالأكثر إلحاحاً وضرورة للتقييم والتغيير.

فكان واضحاً أن اتحادات مهملة متراجعة غير مواكبة لأبسط احتياجات اللعبة ما زالت تتمتع بالحصانة، بينما طال التغيير اتحادات على خلفية مواقف شخصية متعلقة بخطة إعداد أو اختيار مدرب للاعب هنا أو هناك.

ويبقى السؤال الأهم: هل ستكون جميع التنفيذيات والاتحادات في العملية الانتخابية القادمة بميزان واحد؟ أم إن العلاقات الشخصية والصداقات ستتحكم بمن يستمر أو يرحل؟

تراجع

نتفق جميعاً أن الرياضة السورية متراجعة ومتدهورة، لا تقوى على إيقاف عجلة الرجوع إلى الخلف، وبأن كم الإحباط الذي يعيشه الشارع الرياضي وصل لأعلى مستوياته بعد نتائجنا بالسلة والقدم.

ولكن ما لا نجد له تفسيراً هو الطريقة الهلامية في اتخاذ بعض القرارات، فما كان مسموحاً لفلان يمنع عن آخر، وما كان ممكناً هنا يصبح مستحيلاً هناك، وعمل بعض الاتحادات نهشها الصدأ ولم يعد ينفع معها زيت الخبرة، وبات استئصالها واجباً واستبدالها بعناصر متفتحة لديها الرغبة والقناعة في انتشال الرياضة من واقعها المرير بدلاً من التفكير في إزاحة من عارضهم وإقالة من لم يوافق هواهم أو البحث عن منفعة من هنا أو سفر من هناك أو مصلحة شخصية، فما لمسناه في الانتخابات الماضية تصاعد الشق الشخصي على حساب المصلحة العامة، وإذا كانت الاتحادات الرياضية في أغلبيتها غير مرضية ومتراجعة فإن المستغرب أن تطول قرارات الحل والإقالة والإعفاء اتحادات تعاني من صداع رياضي والحفاظ على اتحادات نهشتها الأمراض المزمنة، ومازالت تغنج بكل أنواع الدلال رغم نتائجها المتردية على صعيد المنتخبات الوطنية، لذلك كلنا أمل في القيادة الرياضية أن تبحث عن كوادر جديدة كانت مبعدة أو مستبعدة ومنحها كامل الصلاحية في رسم معالم مرحلة جديدة للرياضة السورية وحينها فقط نستطيع أن نقوم أننا على موعد جديد مع إشراقات جديدة قادمة للرياضة السورية.

برسم المكتب التنفيذي

أستاذ فراس، ندرك مدى حرصك على بقاء الرياضة السورية في مرحلة متقدمة، ونعرف بأنك تسعى بكل ما لديك في سبيل الوصول لهذا الهدف، ونعرف أيضاً بأنك لن ولم تتوان يوماً في اجتثاث أي حالة فساد قد تعكر صفو رياضتنا، وأملنا كبير بحكمتك في اتخاذ القرار المناسب وإبعاد كل من أساء للرياضة السورية بغض النظر عن هويته.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن