عربي ودولي

باب الترشح للرئاسة الإيرانية يغلق وقليباف ونجاد ولاريجاني وجليلي من بين أبرز الأسماء … الخامنئي: «طوفان الأقصى» ضربة قاصمة للكيان الصهيوني … باقري كني أكد من بيروت دعم إيران أمن لبنان: علاقاتنا مؤشر على استقرار المنطقة

| وكالات

أكد قائد الثورة الإسلامية في إيران علي الخامنئي أن عملية طوفان الأقصى كانت ضربة قوية وقاصمة لكيان الاحتلال الصهيوني لن يتعافى منها، بينما أكد مسؤولون إيرانيون محورية القضية الفلسطينية بالنسبة لإيران، مشددين على أن النصر سيكون للشعب الفلسطيني، بالتزامن مع ذلك، أكد وزير الخارجية الإيراني بالوكالة علي باقري كني، أن العلاقات الإيرانية- اللبنانية مؤشر رئيسي على الاستقرار في المنطقة، مشدداً على أن بلاده لطالما دعمت الأمن والاستقرار في لبنان.

وحسب وسائل إعلام إيرانية، اعتبر الخامنئي في كلمة له في الذكرى الـ35 لرحيل الإمام الخميني في طهران أن عملية طوفان الأقصى «كانت حاجة ماسة إلى شعوب المنطقة، إذ جاءت في اللحظة المناسبة لمنطقة غرب آسيا»، موضحاً أن عملية طوفان الأقصى كانت «ضرورية للمنطقة لأنه كان هناك مشروع أميركي غربي لتغيير المعادلات».

وأضاف الخامنئي: إن طوفان الأقصى «خلطت جميع الأوراق وحصلت في لحظة حساسة كان العدو يسعى فيها لتطبيق مخطط السيطرة على المنطقة، وأفشلت محاولات التطبيع»، لافتاً إلى أنه «لم يعد هناك أمل لدى الأعداء بإحياء مخططهم السابق، وذلك بعد 8 أشهر من عملية طوفان الأقصى، إذ إن الفلسطينيين حاصروا حكومة الاحتلال ووضعوها في طريق لا مفر منه سينتهي بزواله، حيث لم يعد له أي طريق للنجاة».

وشدّد على أن طوفان الأقصى «شكّلت ضربة قاصمة للكيان الصهيوني لن يتعافى منها ووضعته في زاوية حرجة، بينما الجيش الإسرائيلي انهزم أمام فصائل المقاومة مثل حماس وحزب الله»، مضيفاً: إن «جبهة المقاومة في المنطقة لديها إمكانات كبيرة»، ومشيراً إلى أن «حسابات الكيان الصهيوني تجاه هذه الجبهة خاطئة».

وفي السياق، بيّن الخامنئي أن «جرائم الكيان الصهيوني في غزة، هي ردة فعله الغاضبة على إحباط مخططه، وتلك الكلفة يدفعها الشعب الفلسطيني في طريق خلاصه وتحرير أرضه»، وأكد أن «على الشعب الفلسطيني أن يأخذ حقه بيده في الميدان، وأن يواجه العدو الغاصب، وبالتالي فإنه سيُجبر على التراجع»، وأردف بالقول: «نحن نشهد بداية نهاية الكيان الإسرائيلي»، كما لفت الخامنئي إلى أن «قضية فلسطين أصبحت الموضوع الأول في العالم، إذ إن شعارات دعم الشعب الفلسطيني تُرفع في لندن وباريس والولايات المتحدة».

وفي الخطاب نفسه، تطرق الخامنئي إلى الحديث عن الانتخابات الرئاسية المُقبلة، ودعا إلى مشاركة واسعة، مؤكداً أنها «استحقاق كبير يمكن أن يجلب الكثير لهذه البلاد»، كما أكد أنه يجب «على الشعب أن يُحافظ على مصالحه ويجتاز كل العقبات ويختار رئيساً فاعلاً ومؤمناً بمبادئ الثورة الإسلامية».

وإذ أشار الخامنئي إلى أنه «ستكون هناك منافسة كبيرة بين المرشحين»، أكد أن «مشهد الانتخابات سيكون لخدمة الشعب وليس صراعاً لكسب الكرسي»، وختم قائد الثورة الإسلامية كلمته بالإعراب عن الأمل بأن «يختار الشعب الإيراني أفضل مرشح ليكون لائقاً به وبالبلاد».

وفتحت إيران قبل أيام أبواب تسجيل المرشحين للدورة الرابعة عشرة من الانتخابات الرئاسية التي تجري مبكراً بعد استشهاد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ورفاقه إثر حادث تحطم مروحية، وعقب انتهاء العملية سيجري تحديد المؤهلين الذين تتوافر فيهم الشروط اللازمة للترشح على أن تجرى الانتخابات الرئاسية في الثامن والعشرين من حزيران الجاري.

وفي آخر أيام الترشح أمس، قدّم رئيس مجلس الشورى الإيراني، المحافظ، محمد باقر قليباف، طلب ترشحه، بعد أن قدمت شخصيات بارزة أخرى ترشحها الأيام الماضية بينها الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد ورئيس البرلمان السابق المعتدل علي لاريجاني، وكبير المفاوضين الإيرانيين السابق في الملف النووي المحافظ سعيد جليلي.

ويتعين على جميع المرشّحين الانتظار حتى 11 حزيران لمعرفة إن كان مجلس صيانة الدستور المؤلّف من 12 عضواً، سيصادق على ترشيحاتهم.

وفي سياق متصل، أكد مسؤولون إيرانيون على هامش ذكرى رحيل الإمام الخميني، محورية القضية الفلسطينية بالنسبة إلى إيران، وشددوا على أن النصر سيكون حليف الشعب الفلسطيني، إذ أكد قائد القوة الجو- فضائية في حرس الثورة في إيران العميد علي حاجي زاده، أن «القضية الفلسطينية أصبحت عالمية، وهي اليوم أكثر أهمية من ذي قبل»، مضيفاً: «على الشعب أن يدرك أن مقاومته اليوم تُغيّر مسار التاريخ، وليعلم أنه بدأ عملاً عظيماً، ونحن شركاء له في محنته».

كما أشار حاجي زاده إلى أن «الشعب الفلسطيني هو قلب العالم الإسلامي»، وإلى أن «شعوب العالم غير المسلمة، أصبح قلبها مع فلسطين»، قائلاً: إن رؤية الجرائم الإسرائيلية في فلسطين مؤذية بحق للجميع، وفي السياق، لفت إلى أن الشعب الإيراني والعالم «يلمسون ويرون ما كان الإمام الخميني يراه قبل 45 عاماً حول فلسطين».

بدوره، أكد القائد العام للجيش الإيراني اللواء عبد الرحيم موسوي، في تصريح لـ«الميادين»، على هامش ذكرى رحيل الإمام الخميني، أن «النصر سيكون للشعب الفلسطيني»، وأنّ كيان الاحتلال الإسرائيلي «سينهار قريباً»، لافتاً إلى أن «أهم هدف للثورة الإسلامية في إيران هو القدس وفلسطين».

من جانبه، صرّح وزير الدفاع الإيراني، العميد محمد رضا آشتياني بأن قضية فلسطين «هي القضية الأولى لجميع أحرار العالم»، متأملاً في تشكيل دولة فلسطينية مستقلة قريباً، ومضيفاً «سنكمل نهج الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي، ومن المؤكد أنّنا سنضاعف في المستقبل كل النتائج التي تحققت سابقاً».

في غضون ذلك، أكد وزير الخارجية الإيراني بالوكالة علي باقري كني، أن العلاقات الإيرانية- اللبنانية «هي مؤشر رئيسي على الاستقرار في المنطقة»، مشدداً على أن بلاده لطالما دعمت الأمن والاستقرار في لبنان.

وفي مؤتمر صحفي مشترك أمس الإثنين مع نظيره اللبناني عبد اللـه بو حبيب في العاصمة اللبنانية بيروت، أعلن باقري كني أنه تباحث مع بو حبيب في الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، ولاسيما ما يتعلّق بالعدوان على رفح، وأعلن أنه وحبيب درسا «ضرورة عقد اجتماع طارئ لمنظمة التعاون الإسلامي، سعياً لاتخاذ موقف موحد تجاه الحرب في غزة».

واعتبر باقري كني أن العلاقات السعودية الإيرانية تسير في الطريق الصحيح، مشيراً إلى أن بلاده اتخذت «خطوات جادة» من أجل تعاون شامل مع السعودية، ومؤكداً أن الرياض وطهران «لديهما إرادة جادة لخلق منطقة مستقرة في هذه الفترة الحرجة والظروف الراهنة الحساسة».

وبخصوص علاقة إيران بالولايات المتحدة، أكد أن المحادثات بين طهران وواشنطن لم تنقطع.

بدوره، أكد وزير الخارجية اللبناني أن اللقاء مع باقري كني تم «في إطار حرص الأخير على استمرار التشاور الدوري معنا في الشؤون الإقليمية والتطورات الدولية، وما يرتبط بالعلاقات بين البلدين».

وبعد اللقاء في مقر وزارة الخارجية اللبنانية، توجه وزير الخارجية الإيراني بالوكالة والوفد المرافق له إلى عين التينة، حيث التقى رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، وبعد ذلك استقبل رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، باقري كني والوفد المرافق له في مقر مجلس الوزراء.

وأكد بيان صدر عن رئاسة الحكومة اللبنانية أن المسؤولين بحثا خلال اجتماعهما العلاقات الثنائية بين طهران وبيروت، والأوضاع في جنوب لبنان، حيث تتواصل المواجهات ضدّ الاحتلال الإسرائيلي.

ووصل باقر كني بيروت في أول زيارة له منذ استشهاد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، ووزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان، في حادث تحطم مروحية شمال غربي إيران الشهر الماضي، على أن يبدأ اليوم في محطته التالية دمشق، جدول لقاءاته مع كبار المسؤولين السوريين.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن