كيري ألزم معارضة الرياض التوجه فوراً إلى جنيف وطرح ما لديهم على طاولة المفاوضات.. وجميل: نطالب برفع الحصار الداخلي والخارجي … جنيف3 معلق حتى الإثنين.. وخلافات المعارضات لا تزال سيدة الموقف
| جنيف – الوطن
لا تزال الخلافات بين المعارضات سيدة الموقف في جنيف، ومن المرجح أن تزداد غداً والإثنين في ظل ضبابية موقف المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا وعدم تحديده حتى الآن أسماء المفاوضين باسم المعارضة وعدد وفودها.
ويوم أمس كان يوم «البحث عن خبر» بالنسبة لأغلبية الإعلاميين الموجودين في جنيف لتغطية المؤتمر، في حين كان يوم عمل بالنسبة للوفد السوري الذي عقد اجتماعاً مطولاً في مقر البعثة السورية في جنيف لتقييم جلسة الحوار الأولى مع دي ميستورا.
ونظراً لغياب الأخبار السياسية دأب الإعلاميون على متابعة أخبار وفد الرياض وساعة وصولهم وكيفية وصولهم وعددهم مع ما رافق ذلك من «ضحك تجاه الطائرة الملكية العملاقة التي خصصت لهم، وما يمكن أن يكونوا فاعلين عليها من تدخين للسيجار الفاخر أو ممارسة الرياضة والسباحة أو حتى النوم في غرف مخصصة لذلك»، في إشارة إلى تخصيص ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان طائرة ملكية خاصة لنقلهم إلى جنيف على حين كانت الأمم المتحدة حجزت لهم تذاكر سفر على خطوط تجارية عادية.
وعلى الصعيد السياسي، علمت «الوطن» من مصادر دبلوماسية غربية في جنيف أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري هاتف نظيره السعودي مساء أول من أمس و«استخدم معه لهجة قاسية جداً» تجاه عدم توجه وفد الرياض إلى جنيف في الوقت المحدد ووجه بإرسالهم فوراً ومن دون إضاعة مزيد من الوقت.
وقالت المصادر: إن كيري لم يقدم أي ضمانات لوفد الرياض، كما أشاعوا، بل طالبهم بعرض كل ما لديهم من هواجس على طاولة المفاوضات حيث يجب أن تكون، ووعد بمساعدتهم فقط.
وبعد اتصال كيري، تم تخصيص طائرة لوفد الرياض مباشرة، والذي وصل كاملاً بعد ظهر أمس إلى جنيف ومن المتوقع أن يلتقيهم اليوم دي ميستورا.
وبينت المصادر لـ«الوطن» أن خلافات جمة تدور بين أعضاء وفد الرياض وخاصة بين التيارات التي تتبع تركيا وقطر والتيارات الأميركية السعودية.
وفي جنيف، كان وفد «العلمانيين الديمقراطيين» يستعد ليكون وفداً ثانياً مشتركاً في المفاوضات، وفي تصريحات صحفية قال عضو لجنة الإشراف قدري جميل إن وفده تلقى دعوة مطابقة تماماً للدعوة التي تلقاها وفد معارضة الرياض بصفتهم مفاوضين وليس مستشارين، موضحاً أن وفده بانتظار وصول عدد من الأعضاء الذين ما زالوا في دمشق على أن يحصلوا على تأشيرات دخول لسويسرا صباح الإثنين ويصلوا جنيف مساء اليوم ذاته أو الثلاثاء تبعاً للحجوزات الممكنة، وأضاف جميل: «بعد وصول كامل الأعضاء نطلب موعداً رسمياً للقاء دي ميستورا بصفتنا وفداً مفاوضاً مكتملاً».
وبالنسبة للمفاوضات المرتقبة، أكد جميل أن الأولوية الآن للبحث في الملف الإنساني، وأن وفده سيطالب برفع الحصار الداخلي (عن بعض المناطق) والخارجي عن سورية، معتبراً أن مشاركة فصائل إرهابية مثل «أحرار الشام وجيش الإسلام» تشكل واحدة من إشكاليات جنيف3، وتابع: إذا أرادوا فعلاً أن يكونوا ضمن وفد مفاوض فعليهم إعلان موقف واضح من جبهة النصرة والتعبير عن استعدادهم لمحاربة هذا التنظيم الإرهابي، وآنذاك يمكن اعتبارهم مفاوضين جديين، لكن في الوقت الحالي هم يتعاونون على الأرض مع النصرة.
تصريحات جميل قابلها تصريحات أمين عام حزب الشباب الوطني للعدالة والتنمية بروين إبراهيم بأن مباحثات جنيف3 محصورة بين وفدين فقط وفد الحكومة السورية ووفد معارضة الرياض فيما يحضر معارضي «لقاء موسكو» و«مؤتمر القاهرة» إضافة إلى معارضة الداخل «كاستشاريين فقط».
وفي تصريح لـ«الوطن» من موسكو قبيل توجهها إلى جنيف، بينت إبراهيم بأن «القوى الدولية لا تريد سوى معارضة الرياض ويعاملون الوفود الأخرى كتابع لها لذا نريد تعرية المجتمع الدولي على اعتبار أن تمثيل الداخل ناقصاً».
وفي كواليس جنيف الدبلوماسية توقعات بأن تسيطر خلافات المعارضات على أجواء المحادثات بانتظار أن يعلن دي ميستورا رسمياً الوفود المشاركة علماً أن كل المحادثات ستكون غير مباشرة طوال الجولة الأولى.
وتوقعت مصادر دبلوماسية غربية لـ«الوطن» أن يفرض دي ميستورا جدول أعمال مطابق للقرار الأممي 2254 الذي ينص على تشكيل حكومة وتعديل للدستور وانتخابات حرة على فترة تمتد 18 شهراً بعد انتهاء المحادثات التي تستمر 6 أشهر.