رياضة

الكرنفال الأوروبي السابع عشر على الأبواب.. عشرة أبطال (4) … الدانمارك من شواطئ النقاهة إلى القمة وألمانيا تؤكد الزعامة

| محمود قرقورا

ترفع الستارة يوم الرابع عشر من الشهر الجاري إيذاناً بافتتاح النسخة السابعة عشرة لكأس أمم أوروبا على الأراضي الألمانية، وعلى مدار النسخ السابقة احتل الألمان والإسبان الصدارة بثلاثة ألقاب مقابل لقبين لفرنسا وإيطاليا ولقب لكل من الاتحاد السوفييتي وتشيكوسلوفاكيا وهولندا والدانمارك واليونان والبرتغال.

كعادة «الوطن» في البطولات الكبرى تسلط الضوء على مسار البطولات السابقة لتكون مادة دسمة تعد أرشيفاً وخليلاً ودليلاً لمن يريد الإبحار، واليوم نتناول البطولتين التاسعة والعاشرة اللتين عرفتا تتويجاً مفاجئاً للدانمارك ومتوقعاً لألمانيا وإلى التفاصيل.

1992- أحفاد الفايكنغ أحبطوا الكبار

وسط حماسة أعادت للأذهان أحداث كأس العالم 1958 انطلقت البطولة على نمط النظام الذي ينص على تأهل ثمانية منتخبات للمرة الأخيرة.

الألمان شاركوا بمنتخب موحد للمرة الأولى بعد تحطيم جدار برلين، والسوفييت شاركوا بمنتخب مجموعة الدول المستقلة عقب التفكك، والحرب الأهلية جعلت الاتحاد الأوروبي يستبعد يوغسلافيا فدعيت الدانمارك على عجل في وقت كان لاعبوها يقضون إجازاتهم السنوية ولكن سخرية القدر ستجعلهم أبطالاً للقارة بفضل تركيزهم اللا محدود وقوتهم البدنية الفائقة الوصف، وحظهم غير العادي ومحبتهم وألفتهم وتراجع مستوى الخصوم، والأهم أنهم لعبوا دون ضغوط فلا شيء يخسرونه، فشاهدنا سيناريو غريباً، ولكن القدر سيجعلنا نشاهد سيناريو أغرب ومفاجأة أضخم بعد اثني عشر عاماً.

التصفيات

اعتمد النظام السابق حيث وزعت المنتخبات الـ33 على سبع مجموعات وفق التالي:

مج1: فرنسا، تشيكوسلوفاكيا، إسبانيا، ايسلندا وألبانيا.

مج2: اسكتلندا، سويسرا، رومانيا، بلغاريا وسان ماريو.

مج3: الاتحاد السوفييتي، إيطاليا، النرويج، المجر وقبرص.

مج4: يوغسلافيا، الدانمارك، إيرلندا الشمالية، النمسا وجزر فارو.

مج5: ألمانيا، ويلز، بلجيكا ولوكسمبورغ.

مج6: هولندا، البرتغال، اليونان، فنلندا ومالطا.

مج7: إنكلترا، جمهورية إيرلندا، بولندا وتركيا.

والأبطال السبعة إضافة للسويد الدولة المنظمة وزعت وفق التالي:

مج1: السويد، فرنسا، إنكلترا والدانمارك.

مج2: هولندا، ألمانيا، الدول المستقلة واسكتلندا.

مسيرة البطولة

ظلت بطاقتا المجموعة الأولى معلقتين حتى الجولة الثالثة، في حين خرجت اسكتلندا من السباق بعد خسارتين لتنحصر البطاقتان بين هولندا وألمانيا ومجموعة الدول المستقلة في الثانية، غير أن المنتخب البريطاني سجل فوزاً عريضاً على المستقلين خدم من خلاله ألمانيا التي وصلت للنهائي فيما بعد، دون أن تفك شيفرة المنتخب الذي لعب دون ضغوط وكبر مباراة بعد أخرى لدرجة أن الجميع باركوا له أحقيته باللقب وهو الدانمارك.

وداعاً لينيكر

قبل انطلاق البطولة كان هداف كأس العالم 1986 الإنكليزي لينيكر يبحث عن هدف يعادل من خلاله بوبي تشارلتون الهداف الأعلى لإنكلترا وقتها بتسعة وأربعين هدفاً، ولكن ذلك بقي أمنية من الأمنيات وفي هذه البطولة افتقر التخديم جراء إصابة بارنز وغاسكوين قبل البطولة واعتزال روبسون وودل فلم يسجل في المباريات الثلاث، وأضاع في الفترة التحضيرية ركلة جزاء أمام البرازيل ولم يسجل في المباريات الثلاث، وكأن البطولة الأوروبية نحس بالنسبة له، إذ عجز عن التسجيل في ست مباريات لعبها في نهائيات 1988 و1992.

التصفيات حبر على ورق

دخل المنتخب الفرنسي المتجدد بثوب زاهٍ مرشحاً لفعل شيء بعد الغياب عن الأحداث الكبرى، حيث جمع نقاطه كاملة في التصفيات بمجموع أهداف +14 بما فيها فوزان على إسبانيا، ولكن النجاعة المطلوبة والخبرة والحماسة غابت في النهائيات، فهللت للتعادل مع السويد، واقتنعت بالتعادل السلبي مع إنكلترا شاكرة الأخشاب التي ردت تسديدة بيرس وتلك المباراة كانت بدنية أكثر منها فنية، وأمام الدانمارك فاز من استحق بعد إصرار وسعي جاد لذلك، فكتب على فرنسا غير المهزومة رسمياً في 14 مباراة متتالية، وتحديداً منذ آذار 1989 الوداع، في الوقت الذي ستسير فيه الدانمارك نحو اللقب.

منتخب السويد أثار الإعجاب في ديربي اسكندنافيا بتألق داهلين والجناح ليمبار وبرولين صاحب هدف الفوز، وأمام الإنكليز استوعب صدمة الهدف المبكر وأدرك التعادل بهدف إنكليزي شكلاً ومضموناً سجله يان اريكسون والفوز بهدف ملعوب وقع عليه برولين، وتبقى الإشارة إلى أن الدانمارك دخلت البطولة غير مطالبة باللقب ولكنها منذ المباراة الأولى ضد إنكلترا وجّهت رسالة شديدة اللهجة بأنها لن تكون لقمة سائغة، فرضيت بالنقطة على مبدأ أول الغيث قطرة، وبيضة اليوم خير من دجاجة الغد.

شكراً لاسكتلندا

الألمان صدموا قبل البطولة بإصابة قائدهم ماتيوس وفي المباراة الأولى ضد الدول المستقلة أصيب هدافهم فولر، فعانوا الويلات حتى أدركوا التعادل، وعندما لعبت للتعادل مع هولندا بعد فوزها على اسكتلندا انكشفت كما لم تنكشف من قبل لدرجة أن بروكلين حارس هولندا قضى المباراة شبه متفرج، وبالقدر الذي ظهر فيه الألمان مستسلمين يائسين كان الهولنديون رشيقين مهاريين أقوياء وخفيفي الحركة ففازوا رغم معاندة الحظ والعارضة لفان باستن، وخير الكلام أن هولندا لقّنت الألمان درساً في فنون اللعبة.

إذاً هولندا – التي بدأت المشوار بفوز ضئيل على اسكتلندا وتعادل ظالم مع الدول المستقلة سببه الانكفاء الدفاعي المبالغ فيه للمستقلين وتألق حارسهم ديمتري خارين وإلغاء هدف لا جدال فيه سجله باستن سابحاً في الهواء وصادره الدانماركي ميكلسن بحجة التسلل غير الموجود- أجهزت على ألمانيا، وعندما تراءى للكثيرين أن الألمان خارج المسابقة فازت اسكتلندا بثلاثية على الدول المستقلة التي كانت تحتاج للفوز بأي نتيجة، فبقي المانشافت على قيد الحياة.

باستن منحوس

وعى الألمان الدرس الهولندي فقدموا أفضل مبارياتهم أمام أصحاب الأرض فوضع المتخصص بالركلات الحرة هاسلر منتخبه في المقدمة بعد إحدى عشرة دقيقة، وعزز الألمان بهدف ريدله ورغم عودة السويد بجزاء برولين إلا أن بوادر التعديل لم تكن ظاهرة فقنع المستضيفون بما وصلوا إليه، ولاسيما بعد اعتلائه صدارة هدافي الكالتشيو بخمسة وعشرين هدفاً.

وعلى الطرف الآخر بدا أن هولندا تسربت الثقة الزائدة للاعبيها فبوغتت بهدف دانماركي وعندما أدركت التعادل لم تفرض إيقاعها فودعت النصف الأول مهزومة، ومن حسن حظها أنها بقيت في الأجواء بهدف متأخر بعد أفضلية الدانمارك، وفي الوقتين الإضافيين بحث الدانماركيون عن ركلات الترجيح، وكان لهم ما أرادوا وربحوا الرهان على حارسهم شمايكل نجم البطولة بتصديه لتسديدة باستن المنحوس الذي لم يسجل رغم الرهان عليه ليكون هدافاً للمرة الثانية على التوالي.

المفاجأة اكتملت

الأحداث الغريبة كان لا بد من أن تستمر بتتويج الدانمارك التي لعبت بغياب مدافعها هنريك اندرسون للإيقاف، فلعب شمايكل مباراة عمره بتصديه لكرات كلينسمان ريدله ورويتر وزامر، ومن أمامه وقف المدافعون ببسالة فخطف الدانماركيون هدف التقدم عبر لاعب الوسط يون يانسن المعروف بافتقاره حاسة التسجيل، وتكفي الإشارة إلى أنه مثل هامبورغ 47 مباراة دون أن يسجل ومع أرسنال احتاج لثمان وتسعين مباراة ليسجل هدفه الوحيد معه.

وفي الشوط الثاني قتل اللص فيلفورت الذي هيأ الكرة بيده المباراة بتسجيله هدف تأكيد اللقب واكتمال الدراما، وهاكم النتائج:

المجموعة الأولى

• 10/6/1992: السويد × فرنسا 1/1 يان اريكسون (24)/ بابان (58).

• 11/6/1992: الدانمارك × إنكلترا صفر/صفر.

• 14/6/1992: فرنسا × إنكلترا صفر/صفر.

• 14/6/1992: السويد × الدانمارك 1/صفر برولين (59).

• 17/6/1992: السويد × إنكلترا 2/1 يان اريكسون وبرولين (51 و82)/ بلات (4).

• 17/6/1992: الدانمارك × فرنسا 2/1 هنريك لارسن وألستروب (7 و77)/ بابان (60).

المجموعة الثانية

• 12/6/1992: الدول المستقلة × ألمانيا 1/1 دوبروفولسكي من جزاء (65)/ هاسلر (90).

• 12/6/1992: هولندا × اسكتلندا 1/صفر بيركامب (78).

• 15/6/1992: ألمانيا × اسكتلندا 2/صفر ريدله وايفنبرغ (29 و47).

• 15/6/1992: هولندا × الدول المستقلة صفر/صفر.

• 18/6/1992: هولندا × ألمانيا 3/1 رايكارد وفيتشغه وبيركامب (3 و14 و71)/ كلينسمان (55).

• 18/6/1992: اسكتلندا × الدول المستقلة 3/صفر ماكستاي وماكلير وماكاليستر من ضربة جزاء (7 و16 و82).

نصف النهائي

• 21/6/1992: ألمانيا × السويد 3/2 هاسلر (11)، ريدله (59 و88)/ برولين من جزاء وكينيت أندرسون (65 و89).

• 22/6/1992: الدانمارك × هولندا 2/2 ثم بركلات الترجيح 5/4 هنريك لارسن (5 و32)/ بيركامب ورايكارد (24 و86).

النهائي

• 26/6/1992: الدانمارك × ألمانيا 2/صفر سجلهما جون فاكس يانسن وفيرفورت (18 و78).

أرقام

* شهدت البطولة تسجيل 32 هدفاً خلال 15 مباراة والمنتخب الأكثر تسجيلاً ألمانيا بسبعة أهداف والأقل إنكلترا والدول المستقلة بهدف واحد.

* أسرع هدف سجله الهولندي رايكادا بمرمى ألمانيا في الدقيقة الثالثة.

* اللاعب الأكثر فاعلية الدانماركي شمايكل وتساوى الهولندي بيركامب والسويدي برولين والدانماركي لارسن والألماني ريدله بثلاثة أهداف.

* أفضل حارس الدانماركي شمايكل.

* احتسبت ثلاث ركلات جزاء ترجمت جميعها، ولم يشهر الحكام أي بطاقة حمراء.

1996- الاستضافة لم تنفع الأسود الثلاثة

كانت إنكلترا المكان المناسب لزيادة عدد المنتخبات بمقدار الضعف، حيث الملاعب الفخمة التاريخية والجماهير المتعطشة التي تستنشق كرة القدم في أحلك الظروف وأسوأ الحالات الجوية، فكيف إذا كان في الصيف؟ لذا كان الشعار المناسب للبطولة: كرة القدم تعود إلى بيتها.

الاستضافة لم تشكل يوماً ما عائقاً أمام الإنكليز القادرين على تنظيم أي بطولة كروية ابتداءً من غدٍ، وأصحاب القرار في الفيفا يعلمون ذلك.

ووفق هذه المعطيات كانت الأمنيات والتطلعات أن يفوز أصحاب الضيافة في وقت لم يكن منتخبهم يمر بفترة مثالية، حيث خرج خالي الوفاض قبل أربعة أعوام واعتزل معظم عناصر الجيل الذهبي الذي أعده بوبي روبسون، وأخفق في الوصول إلى كأس العالم 1994 وحقيقةً الأمنيات والتطلعات والاستضافة لم تكن كافية لا لأن اللاعبين لم يكونوا أهلاً، بل لأن الكرة رفضتهم ليكونوا أبطالاً ومالت للألمان الذين احتاجوا لكل ضروب الحظ والحلول.

النظام والمنتخبات

مع ازدياد عدد المنتخبات الذي جاء متناسباً مع انفراط عقد الاتحاد السوفييتي ويوغسلافيا كان لا بد من توزيعها إلى أربع مجموعات يترأسها المستضيف والبطل إضافة لألمانيا وإسبانيا، ثم تقام الأدوار المتقدمة بطريقة الإقصاء كما النظام المتبع في المونديال، وطبقت قاعدة النقاط الثلاث للمرة الأولى كما اعتمدت قاعدة الهدف الذهبي في الأدوار المتقدمة وفارق المواجهة للفصل بين المنتخبات المتعادلة في دور المجموعات.

التصفيات

وزعت المنتخبات السبعة والأربعون على ثماني مجموعات وفق التالي:

مج1: رومانيا، فرنسا، سلوفاكيا، بولندا، الكيان الصهيوني وأذربيجان.

مج2: إسبانيا، الدانمارك، بلجيكا، مقدونيا، قبرص وأرمينيا.

مج3: سويسرا، تركيا، السويد، المجر وايسلندا.

مج4: كرواتيا، إيطاليا، ليتوانيا، أوكرانيا، سلوفينيا وأستونيا.

مج5: تشيكيا، هولندا، النرويج، بيلاروسيا، لوكسمبورغ ومالطا.

مج6: البرتغال، جمهورية إيرلندا، إيرلندا الشمالية، النمسا، لاتفيا وليشتنشتاين.

مج7: ألمانيا، بلغاريا، جورجيا، مولدافيا، ويلز وألبانيا.

مج8: روسيا، اسكتلندا، اليونان، فنلندا، جزر فارو وسان مارينو.

فتأهل الأبطال الثمانية إضافة لأفضل ستة منتخبات احتلت المركز الثاني، ولعب الثانيان المتبقيان هولندا وجمهورية إيرلندا مباراة فاصلة ففازت هولندا 2/صفر وجاء التوزيع في النهائيات وفق التالي:

مج1: إنكلترا، هولندا، اسكتلندا وسويسرا،

مج2: إسبانيا، فرنسا، بلغاريا ورومانيا.

مج3: ألمانيا، إيطاليا، روسيا وتشيكيا،

مج4: الدانمارك، البرتغال، كرواتيا وتركيا.

صدمة مفيدة

لو خيّرت إنكلترا بخصمها في الافتتاح لاختارت سويسرا نظراً لأنهما التقيا ودياً قبل ستة أشهر على الملعب ذاته وفاز المضيفون 3/1 غير أن سويسرا منذ البداية صدمت الإنكليز عندما ردت عارضة سيمان كرة لاعبها كراسي، ورغم الهدف الملعوب لشيرر في وقت مناسب إلا أن الضيف الجديد خرج متعادلاً بضربة جزاء متأخرة، ولكن نتيجة المباراة الثانية لم تكن أحسن حالاً فغابت الأهداف عن لقاء هولندا واسكتلندا بفضل الحكم السويدي سونديل الذي لم يلحظ يد الإسكتلندي كولينز وهي تمنع تسديدة رونالد دي بوير من دخول المرمى في لقطة تستوجب جزاء مصحوبة بالبطاقة الحمراء.

الشكل الثاني كان مختلفاً بالنسبة للمنتخبين المرشحين فهولندا لم يمنعها تألق حارس سويسرا باسكولو من تسجيل هدفين أحدهما بتوقيع يوردي كرويف نجل الأسطورة يوهان ويا للغرابة! الأب المشهور لم يسجل في البطولة والابن المغمور سجل هدفه الوحيد في تسع مباريات دولية، وعقب المباراة طرد مدرب هولندا لاعبه ادغار ديفيدز الذي دخل في الدقائق العشر الأخيرة بسبب انتقاده له، وإنكلترا فكت اللغز الإسكتلندي بهدفين ثانيهما ومضة من ومضات العبقرية عند غاسكوين، وبين الهدفين رد سيمان جزاء المتخصص ماكاليستر الذي كان سجل من علامة الجزاء هدفه الوحيد في النهائيات قبل أربع سنوات.

الشكل الثالث كان عنوانه اكتساح إنكليزي لهولندا التي تلقّت هزيمتها الأثقل بثنائيتي شيرر وشيرنغهام، غير أن الهدف الهولندي الذي وقّع عليه كلويفرت قبل 12 يوماً من اتمام عامه العشرين، كان له مفعول السحر للتأهل لأن اسكتلندا لم تطرق مرمى سويسرا سوى مرة واحدة فضاعت عليها فرصة تاريخية، وتلك حكاية متكررة لقطب بريطانيا الثاني مع البطولات الكبرى.

سلسلة مثالية

دخلت منتخبات المجموعة الثانية بمعطيات مختلفة فرومانيا وبلغاريا بصمتا في المونديال قبل عامين بشكل مذهل، وفرنسا وإسبانيا تملكان سجلاً مشرفاً من حيث عدد المباريات الدولية المتتالية، فالديوك لم يخسروا خلال 23 مباراة وتحديداً منذ المباراة الشهيرة أمام بلغاريا في تصفيات مونديال 1994 والماتادور لم يصرع خلال 16 مباراة وتحديداً منذ ودّع مونديال أميركا من دوره ربع النهائي على يد الآزوري، وبما أن جغرافيا الحضور أهم من لغة التاريخ فقد عبر المرشحان لأن بلغاريا ورومانيا ضعفتا بسرعة قياسية.

الإطلالة الأولى تعادل عادل بين بلغاريا وإسبانيا في وقت حققت فيه فرنسا فوزها الأول في النهائيات منذ تتويجها قبل 12 عاماً، وبما أن الهدف من الإطلالة الثانية عدم تدنيس السجل لفرنسا وإسبانيا فقد قنعتا بما آلت إليه نتيجة التعادل، ولكن المباراة الثانية شهدت فوزاً بلغارياً غير مستحق لأن جورجي حاجي أطلق صاروخاً ارتطم بالعارضة وانفجر داخل خط المرمى دون أن يلحظه الحكمان المعنيان بخلاف كاميرات الإعادة.

الإطلالة الثالثة عرفت فوزاً مبيناً لفرنسا بثلاثية مقابل هدف بلغاري سجله كما كل مباراة مارادونا البلقان ستويشكوف، وشهدت المباراة حادثة طريفة بإصابة الحكم الإنكليزي كالاغر ودخول مواطنه الرابع دوركن مكانه، وانتظرت إسبانيا حتى الدقيقة الرابعة والثمانين لتحقق هدف التأهل مفسدة احتفالية الروماني حاجي بمباراته الدولية المئة.

إيطاليا تظلم نفسها

عملاقا القارة الأكبر دخلا مرشحين وحقيقة البداية كانت كذلك، فلم يتأثر المانشافت بغياب كلينسمان للإيقاف وبإصابة كوهلر المبكرة فتقدم بهدفين ورغم تحسن تشيكيا بدخول بيرغر في الشوط الثاني إلى أن النتيجة بقيت على حالها، ولم يدر في خلد أحد أن النهائي سيجمعها، ولم يظهر تأثير باجيو الذي لم يصطحبه ساكي في المباراة الأولى ضد روسيا لأن كازيراغي سجل ثنائية هي الأولى لمهاجم إيطالي في النهائيات، وكان بإمكان البديل رافانيلي تقليده خلال الدقائق العشر الأخيرة التي لعبها، ولم تكن روسيا فاعلة رغم تسجيلها بين هدفي إيطاليا.

في المحطة الثانية وضعت ألمانيا قدمها بربع النهائي بثلاثية بدأها المتألق زامر ووقّع على الهدفين الآخرين القائد كلينسمان فدخل التاريخ بكونه أول من يسجل في ثلاثة نهائيات، وظلمت إيطاليا نفسها عندما لم تستثمر أفضليتها فجاءت أهداف تشيكيا عكس المجريات والنقص العديد بعد طرد أبولوني أثر على الطليان.. ثالث المحطات دخلتها إيطاليا مطالبة بالفوز على المانشافت ولكن هذه المرة لم تنفعها لغة التاريخ وعاندتها الكرة ولم ينصفها الحكم عندما لم يطرد كوبكه على هامش الجزاء التي أهدرها زولا، وحتى نتيجة المباراة الأخرى لم تخدمها إذ سجل التشيكي سميتشر هدفه الدولي الأول جاعلاً النتيجة مع روسيا 3/3 فتأهلت مستفيدة من فارق المواجهة مع إيطاليا.

ثلاثيات

بدأ الأبطال الدانماركيون حملة الدفاع عن لقبهم بتعادل مقنع مع البرتغال وسجل هدف الأبطال أحد رموزهم لاودروب الصغير وهدف البرتغالي سابينتو وهو هدفه الدولي الأول، واستهل الكروات الأقوياء مشوارهم بفوز ضئيل على الضيف التركي والفرحة لا توصف لصاحب الهدف فلاوفيتش الذي عانى قبل ستة أشهر من جلطة دماغية.

الجولة الثانية كانت حاسمة لأن البرتغال أنهت الحلم التركي بهدف والدانمارك خسرت لقبها بثلاثية أمام الكروات أجمل ما فيها الهدف الثالث الذي استغل من خلاله سوكر تقدم الحارس شمايكل، وكل ما تبقى أمام الأبطال حفظ ماء الوجه فكان لهم ذلك على حساب تواضع تركيا بثلاثية، وذهبت الصدارة للبرتغال بثلاثية أيضاً رغم أن كرواتيا دخلت المباراة على أمل التعادل لتجنب لقاء ألمانيا.

ركلات الأعصاب

كرة القدم علم غير صحيح وليس الأفضل من يفوز، وهذا انطبق على كل مباريات ربع النهائي التي ذهبت اثنتان منها للترجيح، إنكلترا على حساب إسبانيا والغريب أن إنكلترا هي التي بحثت عن ركلات الأعصاب، والشيء ذاته انطبق على فرنسا التي دافعت جيداً للحد من خطورة الهجوم الهولندي واستحق حارسها برنارد لاما نجومية المباراة.

الظروف خدمت ألمانيا كثيراً ضد كرواتيا سواء بركلة جزاء ضعيفة أو بزيادة عددية أو بهدف مشكوك فيه أو بحظ من السماء أجهض كرات في غاية الروعة للكروات، وعزاؤهم أنهم ردوا الصاع صاعين في مونديال 1998، وبما أن الحال من بعضه فقد فازت تشيكيا على البرتغال الأفضل بهدف جميل تاه متابعوه بين الحظ أو العبقرية.

المفاجأة تكتمل

لم تستغل إنكلترا شلال الفرص والبداية القوية ضد ألمانيا فتلقت هدف التعادل مبكراً والمسؤول الأول والأخير عن وصول الإنكليز للترجيح هو المدرب فينايلز الذي لم يجرِ أي تبديل خلال الدقائق الـ120 بخلاف فوغتس الذي دب الحيوية بثلاثة تبديلات، فضاعت من غاسكوين واندرتون وشيرنغهام فرص الفوز، وبما أن الألمان أساتذة في ركلات الترجيح فقد قتلوا الحلم الإنكليزي كما حدث في مونديال 1990 فاستمر العزف على وتر أن الأفضل يخسر، تلك المباراة كانت لتحديد الطرف الذي سيقابل تشيكيا التي تأهلت قبل مئة دقيقة على حساب فرنسا بالترجيح.

ليلة بيرهوف

بعد عشرين عاماً لاحت الفرصة لألمانيا لتثأر من التشيك التي حازت اللقب أيام الاتحاد على حساب المانشافت، غير أن الرد هذه المرة كان له معانٍ كثيرة، إذ كان بهدف ذهبي من جهة وأنه جلب اللقب الثالث من جهة أخرى، ولأن النجوم الألمان عودونا على تسجيل الثنائيات في المباريات النهائية فقد كانت المباراة الأهم بتاريخ بيرهوف الذي نزل من مقاعد البدلاء ليكتب التاريخ:

المجموعة الأولى

* 8/6/1996: إنكلترا × سويسرا 1/1 شيرر (23)/ توركلماز من جزء (83).

* 10/6/1996: هولندا × إسكتلندا صفر/صفر.

* 13/6/1996: هولندا × سويسرا 2/صفر يوردي كرويف وبيركامب (65 و79).

* 15/6/1996: إنكلترا × اسكتلندا 2/صفر شيرر وغاسكوين (53 و79).

* 18/6/1996: إنكلترا × هولندا 4/1 شيرر (23 و57 والأول من جزاء) وشيرنغهام (51 و62)/ كلويفرت (78).

* 18/6/1996: اسكتلندا × سويسرا 1/صفر ماكويست (36).

المجموعة الثانية

* 9/6/1996: إسبانيا × بلغاريا 1/1 الفونسو بيريز (74)/ ستويشكوف من جزاء (65).

* 10/6/1996: فرنسا × رومانيا 1/صفر دوغاري (24).

* 13/6/1996: بلغاريا × رومانيا 1/صفر ستويشكوف (3).

* 15/6/1996: فرنسا × إسبانيا 1/1 جوركاييف (48)/ كامينيرو (85).

* 18/6/1996: فرنسا × بلغاريا 3/1 بلان وبينيف خطأ في مرماه ولوكو (20 و63 و90)، / ستويشكوف (69).

* 18/6/1996: إسبانيا × رومانيا 2/1 مانغارين وامور (10 و84)/ رادوتشيو (29).

المجموعة الثالثة

* 9/6/1996: ألمانيا × تشيكيا 2/صفر تسيغه واندرياس موللر (26 و32).

* 11/6/1996: إيطاليا × روسيا 2/1 كازيراغي (5 و52)، / تشيمبلار (21)

* 14/6/1996: تشيكيا × إيطاليا 2/1 نيدفيد وبيجبل (5 و35)/ كييزا (18).

* 16/6/1996: ألمانيا × روسيا 3/صفر زامر (56) وكلينسمان (77 و90).

* 19/6/1996: إيطاليا × ألمانيا صفر/صفر.

* 19/6/1996: تشيكيا × روسيا 3/3 شوبارايك وكوكا وسميتشر (6 و19 و88)/ موستوفوي وتيترادزه وبيشاستنيخ (48 و54 و85).

المجموعة الرابعة

* 9/6/1996: البرتغال × الدانمارك 1/1 سابينتو (53)/ بريان لاودروب (22).

* 11/6/1996: كرواتيا × تركيا 1/صفر فلاوفيتش (85).

* 14/6/1996: البرتغال × تركيا 1/صفر فرناندو كوتو (66).

* 16/6/1996: كرواتيا × الدانمارك 3/صفر دافور سوكر (54 و90 والأول من جزاء) وبوبان (81).

* 19/6/1996: البرتغال × كرواتيا 3/صفر لويس فيغو وجواو بينتو ودومينغوس (4 و33 و82).

* 19/6/1996: الدانمارك × تركيا 3/صفر بريان لاودروب (50 و84) والآن نيلسن (69).

ربع النهائي

* 22/6/1996: إنكلترا × إسبانيا صفر/صفر ثم بركلات الترجيح 4/2.

* 22/6/1996: فرنسا × هولندا صفر/صفر ثم بركلات الترجيح 5/4.

* 23/6/1996: ألمانيا × كرواتيا 2/1 كلينسمان من جزاء وزامر (20 و59)/ دافور سوكر (51).

* 23/6/1996: تشيكيا × البرتغال 1/صفر بوبورسكي (55).

نصف النهائي

* 26/6/1996: تشيكيا × فرنسا صفر/صفر ثم بركلات الترجيح 6/5.

* 26/6/1996: ألمانيا × إنكلترا 1/1 ثم بركلات الترجيح 6/5 سجل لألمانيا كونتز (16)، ولإنكلترا شيرر (3).

النهائي

* 30/6/1996: ألمانيا × تشيكيا 2/1 بهدف ذهبي بيرهوف (72 و94)/ بيرغر من جزاء (59).

أرقام

* شهدت النهائيات تسجيل 64 هدفاً خلال 31 مباراة والأكثر تسجيلاً ألمانيا بعشرة أهداف والأقل تركيا دون تسجيل.

* أسرع هدف سجله البلغاري ستويشكوف بمرمى رومانيا والإنكليزي شيرر بمرمى ألمانيا في الدقيقة الثالثة.

* اللاعب الأكثر فاعلية هو الألماني ماتياس زامر وتصدر قائمة الهدافين الإنكليزي شيرر بخمسة أهداف.

* أفضل حارس هو الألماني كوبكه.

* احتسب ثماني ركلات جزاء ضاعت اثنتان، وشهدت البطولة سبع بطاقات حمراء بحق البلغاري هوبتشيف والإسباني بيزي بمباراة المنتخبين والإيطالي أبولوني أمام تشيكيا والروسي كوفتون أمام ألمانيا والألماني سترونز أمام إيطاليا والكرواتي ستيميتش أمام ألمانيا والتشيكي لاتال أمام البرتغال.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن