رياضة

هل يسعى اتحاد السلة لتطوير مستوى لاعبنا المحلي حتى تتطور منتخباتنا الوطنية؟

| مهند الحسني

منيت منتخباتنا الوطنية لكرة السلة في السنوات الخمس الأخيرة بخسارات مؤلمة وقاسية رغم الدعم والرعاية والميزانيات الفضفاضة التي وفرتها القيادة الرياضية، حيث فتحت خزائنها من دون حسيب أو رقيب، الأمر الذي فتح باب التساؤلات أمامها عن الأسباب الحقيقية وراء هذه النتائج المخيبة للآمال، لكننا لم نتلق أي إجابات شافية ووافية حتى من قبل القائمين على اللعبة، ما يضعنا أمام مرحلة لن تكون الأفضل في حال بقيت إدارة دفة العمل على هذه الطريقة الارتجالية والبعيدة كل البعد عن العمل الصحيح الذي مازال غائباً عن مفصل إعداد المنتخبات الوطنية.

أسباب حقيقية

لم تأت نتائج منتخباتنا الوطنية من عبث ولا هي نتاج حالة معينة، وإنما جاءت نتيجة تراكم العديد من الأخطاء يأتي في مقدمها عمل الأندية وما تفرزه من لاعبين ليسوا مؤهلين لممارسة كرة السلة الحديثة والمتطورة نتيجة الصناعة الخاطئة التي يتم بها صناعة اللاعب، وهذا ما شاهدناه في جميع مشاركات منتخباتنا في الفترة السابقة وكيف كانوا يظهرون بأداء متواضع وهزيل أمام باقي لاعبي المنتخبات، وهذه المشكلة ليس لاتحاد السلة علاقة بها وإنما تقع مسؤوليتها على عاتق الأندية التي نسيت العمل الصحيح على قواعدها، وبات جل همها البحث عن بطولات مسبقة الصنع لأن ذلك سيندرج في سجل الإدارات القائمة على تلك الأندية، حتى لو كان ذلك على حساب بنيان النادي ومستقبل اللعبة فيه.

عمل عشوائي

لا يمكن أن نختلف مع الذين يفصلون بين واقع أنديتنا الصعب في الفترة الحالية وواقع منتخباتنا، وما تحققه من نتائج لأنه لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نفصل بين الواقعين، فلا يمكن أن نصل أو أن نبني منتخبات قادرة على المنافسة عربياً وقارياً في ظل أندية مهترئة ومفلسة وفقيرة فنياً، فعملية التطوير الرياضي حلقة متكاملة لا يجوز إهمال حلقة على حساب الأخرى.

لن نخترع جديداً عندما نقول إن أندية قوية ومستقرة ودورياً قوياً ومستقراً لابد أن ينتج منتخبات وطنية قوية والعكس صحيح، ونسأل هنا؟ هل واقع أنديتنا في السنوات الأخيرة بخير؟ وهل احترافنا الذي طالما نادينا فيه بخير؟ وهل عملية البناء تبدأ من القاعدة أم من القمة؟ أوليس إخفاق الأبناء سيؤدي إلى إخفاق الآباء؟ فما بالكم إذا كان الفشل هنا مزدوجاً، فأنديتنا بكل صراحة لا تمتلك مالاً ولا أشخاصاً متخصصين أكاديميين يرسمون إستراتيجيات لأنديتهم، وهذا من شأنه أن يسهم في تراكم المزيد من الأخطاء التي أوصلت بعض الأندية لحد الهاوية.

ويتفق الجميع على أن أنديتنا تعيش في دوامة ما بعدها دوامة، والجميع أيضاً يحمل في أجندته مشاريع عديدة قادرة على علاج أمراض أنديتنا والدفع بها نحو الأمام، لكن مجمل هذه الأفكار يصطدم بسلسلة كبيرة من الروتين ما يؤثر على تنفيذ هذه المشاريع، إضافة لعدم قدرة هذه الإدارات على وضع تصورات مستقبلية لأنديتهم.

وهنا دعونا أن نرفع مستوى النقد ونتحدث بكل شفافية وجرأة، أعطونا نادياً واحداً يعمل ضمن إستراتيجية معروفة وواضحة في أي لعبة، بالتأكيد لا يوجد لكون هذه الأندية مازالت تعمل بطريقة عشوائية وفوضوية.

الدوري الضعيف

لا شك بأن الدوري القوي يفرز لاعبين متميزين ومنتخباً قوياً، غير أننا ومنذ خمس عشرة سنة لم يكن لدينا دوري نعتمد عليه، حيث تمكن اتحاد السلة السابق من البقاء على رونق اللعبة، والمحافظة عليها، واقتصر عمله على نظام دوري متواضع غابت عنه النكهة التنافسية التي كانت تشهدها صالاتنا في السنوات الماضية، ليأتي الاتحاد الحالي وينجح في إدخال اللاعب الأجنبي من دون أن يعتني بتطوير مستوى اللاعب المحلي الذي مازال مستواه متواضعاً لا يمكن أن ينافس أقرب لاعبي دول الجوار، وبالتالي لن تتطور منتخباتنا حتى لو أتينا بأفضل اللاعبين المجنسين.

خلاصة

لو كانت أندينا تسير ضمن خطط مدروسة وممنهجة، وتقودها إدارات محترفة لا منحرفة، لكانت عملت وهي في معترك الأزمة على قواعدها بشكل صحيح، ولكانت أنديتنا حالياً تملك في رصيدها مجموعة متميزة من المواهب القادرة على المنافسة الحقيقية حتى على الصعيد الخارجي.

يجب على اتحاد اللعبة أن يكون له دور في توجيه بوصلة عمل أنديته وخاصة فيما يتعلق بقواعد اللعبة التي يجب أن تسير وفق خطط مدروسة يتم تنفيذها على أرض الواقع بطريقة صحيحة ما تأتي بالفائدة الفنية لجميع الأندية وألا يتم تكليف أي مدرب لقيادة أي فريق من القواعد ما لم يكن مؤهلاً بشكل جيد.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن