فيدان أكد أهمية دور الصين في حل مشكلات الشرق الأوسط … وانغ يي: حل قضية فلسطين يكون عبر إقامة دولتها المستقلة
| وكالات
دعا وزير الخارجية الصيني وانغ يي خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، في العاصمة بكين إلى تعزيز التنسيق بين بلاده وتركيا وتسريع جهودهما للتوصل إلى «حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية في أقرب وقت»، وبدوره أكد فيدان أن حساسية الصين تجاه فلسطين أمر مهم للغاية، وأن أنقرة تقدر تضامن بكين مع الفلسطينيين ودعمها القوي لحل الدولتين في الشرق الأوسط.
وحسب وكالة «الأناضول»، اعتبر وانغ أن بلاده وتركيا تتقاسمان الرؤية نفسها بشأن وقف إطلاق النار في غزة التي تتعرض لعدوان إسرائيلي، وفيما يخص حماية السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، قال: إن على تركيا والصين تعزيز التنسيق بينهما وتسريع جهودهما للتوصل إلى حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية بأقرب وقت.
وطالب وانغ بوقف إطلاق النار في أقرب وقت بغزة، وتحسين الوضع الإنساني وإطلاق سراح جميع الأسرى، وأكد ضرورة «ضمان وقف إطلاق النار في غزة بأقرب وقت، وأن السبيل لحل القضية الفلسطينية هو حل الدولتين»، مبيناً أن أنقرة وبكين تدعمان عضوية فلسطين في الأمم المتحدة، وتحقيق التوافق والتصالح الداخلي فيها.
إلى ذلك، قال الوزير الصيني إن بلاده وتركيا تتشاطران الرأي أيضاً فيما يخص «تعزيز الاتصال الإستراتيجي وحماية العدالة الدولية»، وشدد على ضرورة تعزيز أنقرة وبكين تعاونهما الثنائي في إطار منظمة شنغهاي للتعاون والمنظمات الأخرى متعددة الأطراف، و«معارضة كل أنواع الهيمنة وسياسات القوة»، إضافة إلى الارتقاء بالحوكمة العالمية إلى مستوى عادل.
وبشأن فحوى مباحثاته مع نظيره التركي فيدان، قال وزير الخارجية الصيني إنها تركزت على العلاقات الثنائية، والملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وتحدث عن توافق مع نظيره التركي «إزاء العديد من الملفات» التي لم يذكر تفاصيل بشأنها، وأكد وانع ضرورة «أن نعارض تدخل القوى الأجنبية في الشؤون الداخلية للبلدين بحجة الديمقراطية وحقوق الإنسان».
بدوره، قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان أمس خلال المؤتمر الصحفي المشترك في بكين التي وصلها أول من أمس الإثنين في زيارة رسمية هي الأولى له منذ توليه منصبه: إن علاقات بلاده بالصين ستسهم في ضمان السلام والازدهار والاستقرار الإقليمي والعالمي، مضيفاً: إن البلدين لديهما وجهات نظر متقاطعة في العديد من مجالات العلاقات الدولية، وأنهما يدعوان إلى فهم أكثر عدالة للنظام الدولي.
وحسب «الأناضول»، أكد فيدان أن «حساسية الصين تجاه فلسطين أمر مهم للغاية»، وأن أنقرة تقدر تضامن بكين مع الفلسطينيين ودعمها القوي لحل الدولتين في الشرق الأوسط، وفيما يخص التطورات في فلسطين وقطاع غزة، لفت فيدان إلى أن بعض الدول تدعم حرب إسرائيل على فلسطين، قائلاً: «إنهم يقدمون الدعم السياسي والأسلحة لإسرائيل، وللأسف لا تزال هذه الدول طرفاً في الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل».
وأضاف: «وقف إطلاق النار في غزة يضمن وصول المساعدات الإنسانية إلى أهل غزة من دون انقطاع وبشكل آمن، وسنواصل العمل مع الصين في الفترة المقبلة من أجل تأمين وصول المساعدات وحل الدولتين»، وشدد على أنه من المهم للغاية أن يدعو الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى عقد مؤتمر سلام دولي شامل ومختص وفعال للتوصل إلى حل في فلسطين.
وذكر فيدان أن «العلاقات الجيدة بين تركيا والصين ستسهم أيضاً في ضمان السلام والازدهار والاستقرار الإقليمي والعالمي، كما نتابع عن كثب التطورات وانعكاساتها الجيوسياسية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ»، وقال: «نعتقد أن التحديات في منطقة آسيا والمحيط الهادئ تتطلب تعددية الأطراف الفعالة وجهود الحوار البناء والتعاون على أساس الأولويات المشتركة».
وكشف فيدان أن مشروع «الممر الأوسط» ومبادرة «الحزام والطريق» لبحر قزوين بين الشرق والغرب «اكتسب خلال هذه الفترة أهمية أكبر، ونهدف إلى اتخاذ خطوات ملموسة في هذا الصدد مع بعض ممرات النقل الأخرى مثل طريق التنمية في العراق».
وأشار إلى أن العلاقات الثنائية تواصل التقدم بما يتماشى مع «التفاهم والرؤية المشتركة» للرئيسين التركي رجب طيب أردوغان والصيني شي جين بينغ، مبيناً أن «الرؤية العظيمة التي طرحها الزعيمان تشكل أساساً مهماً لإضفاء الطابع المؤسسي على العلاقات الثنائية وتعميقها».
وذكر أن الاقتصاد يشكل ركيزة مهمة للعلاقات بين البلدين، وأن حجم التجارة الثنائية وصل إلى 48 مليار دولار عام 2023، وأن الصين تعد أول وأكبر شريك تجاري لتركيا في آسيا وثالث أكبر شريك تجاري في العالم، كما أوضح فيدان الرغبة في التركيز على مجال الطاقة، وأن هناك فرصاً للتعاون في مجالات الطاقة النووية وتقييم المعادن الثمينة، وأن المؤسسات والشركات ذات الصلة تناقش هذه القضايا.
ودعا فيدان الشركات الصينية إلى إنتاج وإنشاء مراكز للبحث والتطوير في تركيا، وخاصة في منتجات التكنولوجيا المتقدمة، وقال: إن هذا سيسهل على الشركات الصينية الوصول إلى الأسواق الأوروبية والشرق أوسطية والإفريقية عبر تركيا، ورحب بالعلاقة التي طورتها الصين مع تركيا والعالم الإسلامي في السنوات الأخيرة، مبيناً أن الصين تسعى إلى تطوير تعاون أكثر منهجية مع الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي في السنوات الأخيرة.
وأشار إلى أن جهود الوساطة الصينية بين المملكة العربية السعودية وإيران تعد حدثاً تاريخياً جديراً بالملاحظة، مؤكداً أنه من المهم للغاية أن يتم حل المشكلات المزمنة المستمرة بين البلدين الشقيقين بدعم الصين وأن يتحقق الاستقرار الإقليمي.