واشنطن: خطة بايدن إسرائيلية.. وحماس: لا اتفاق إلا بالانسحاب الشامل من غزة … ثلاثة قرارات على طاولة مجلس الأمن وروسيا والصين تدعمان مشروع الجزائر
| الوطن
واصلت المقاومة الفلسطينية عملياتها ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي المُتوغلة في قطاع غزّة، مُوقعةً في صفوفها إصابات مُباشرة في أماكن متفرّقة من القطاع، ودارت معارك عنيفة وجهاً لوجه بين جنود إسرائيليين ومقاومين في رفح جنوب قطاع غزّة، على حين شن حزب اللـه أمس هجوماً جوياً بسرب من المسيّرات الانقضاضيّة على «لواء حرمون 810» في ثكنة «معاليه غولاني» الإسرائيلية في الجولان السوري المحتل، بعد أن استهدف كلاً من ثكنة «راميم» بالقذائف المدفعية، وانتشاراً لجنود الاحتلال في «حرش نطّوعة»، وذلك بالتزامن مع إقرار الأخير بإصابة 9 من جنوده بسبب «استنشاق الدخان» إثر حرائق مازالت مندلعة في شمال فلسطين المحتلة جراء صواريخ حزب الله.
التصدي البطولي للمقاومة جاء في وقت ارتفع فيه عدد ضحايا العدوان على القطاع إلى 36550 شهيداً، و82959 مصاباً، منذ السابع من تشرين الأول الماضي، وأوضحت مصادر طبية أن قوات الاحتلال ارتكبت سبع مجازر بحق العوائل في قطاع غزة، أسفرت عن استشهاد 71 مواطناً وإصابة 182 آخرين، خلال الساعات الـ24 الماضية.
تطورات الميدان، جاء في وقت تتسارع به الخطى السياسية بقيادة الولايات المتحدة لدعم خطتها لإنهاء الحرب وإطلاق سراح الأسرى.
وأول أمس الإثنين وزعت الولايات المتحدة على مجلس الأمن مسودة قرار دولي يدعم خطة الرئيس الأميركي جو بايدن، وقالت المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد أن العديد من القادة والحكومات، بما في ذلك في المنطقة، أيدوا هذه الخطة وندعو مجلس الأمن إلى الانضمام إليهم في الدعوة إلى تنفيذ هذا الاتفاق.
مشروع القرار الأميركي يطالب حماس بقبول الاتفاق، من دون أن يشير إلى قبوله من جانب إسرائيل ويدعو إلى التزام إسرائيل وحماس بالاتفاق بمجرد التوافق عليه بهدف التوصل إلى وقف دائم للأعمال القتالية، ويؤكد الالتزام الثابت بحل الدولتين، مركِّزاً على أهمية توحيد قطاع غزة والضفة الغربية تحت قيادة السلطة الفلسطينية.
بالمقابل أبدت كل من روسيا والصين دعمهما لمشروع القرار الجزائري الذي يطالب إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، أن توقف فوراً هجومها العسكري، وأي عمل آخر في رفح، ويدعو في الوقت ذاته إلى وقف فوري لإطلاق النار تحترمه كل الأطراف، وإطلاق فوري وغير مشروط لجميع الرهائن.
كما يناقش مجلس الأمن مشروع القرار الفرنسي الذي ينص على البدء بوقف النار وإطلاق الرهائن وتوصيل المساعدات، ويحض أيضاً على تكثيف الجهود الدولية والإقليمية، من أجل التوصل إلى حل شامل وعادل وسلمي للنزاع الإسرائيلي – الفلسطيني، على أساس قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
وبدا لافتاً أمس ما صرح به مستشار اتصالات الأمن القومي بالبيت الأبيض الذي أكد أن مقترح بايدن هو مقترح إسرائيلي، وقال: «نتحدث عن مقترح إسرائيلي ولا يمكننا أن نطلب من إسرائيل الموافقة على مقترح صنعته بنفسها»، ودعا إلى أن تقبل حماس المقترح وتنفذه بأسرع وقت ممكن.
حماس من جهتها وعلى لسان القيادي أسامة حمدان أكدت أن الاحتلال الإسرائيلي لن يرى أسراه لدى المقاومة إلا وفق صفقةٍ جدّية وحقيقية ينعم فيها الأسرى الفلسطينيون بالحرية، وقال حمدان خلال مؤتمرٍ صحفي لحماس، بشأن تطورات معركة «طوفان الأقصى»: «إننا أبلغنا موقفنا إلى الوسطاء، ومفاده أنه لا يُمكن أن نُوافق على اتفاق لا يضمن وقف إطلاق النار الدائم، والانسحاب الشامل من قطاع غزّة».
الرئيس الأميركي جو بايدن وفي مقابلة أجرتها معه مجلة «تايم» اعتبر أن رئيس وزراء العدو ربما يماطل في إنهاء الحرب في غزة لأسباب سياسية، واعتبر أن ارتكاب القوات الإسرائيلية لجرائم حرب في غزة أمر «لم يتسنَ تأكيده»!