ثقافة وفن

الهوية والانتماء محور الورشة الحوارية مع طلاب التميز والإبداع … د. لبانة مشوّح لـ«الوطن»: إعادة ترتيب الأوراق فكرياً وثقافياً وسلوكياً لنعيد معاً بناء المستقبل

| وائل العدس – تصوير: طارق السعودني

في إطار العمل على تكريس الهوية الوطنية وتعزيز مفاهيم الانتماء والمواطنة، عقدت في مكتبة الأسد الوطنية بدمشق ورشة حوارية أدارتها وزيرة الثقافة د. لبانة مشوّح مع 14 طالباً من طلاب هيئة التميز والإبداع.

الحوار كان صريحاً عبّر فيه الطلاب عن آرائهم بمفهوم الهوية الوطنية، وأهمية العوامل المكونة لها، ودور البيئة والأسرة والتربية في التعريف بها، وأكدوا أهمية نشر الوعي في الحفاظ على التماسك والحصانة الاجتماعية.

وفي معرض الحديث عن أهم العوامل المهددة للهوية والموهنة للانتماء، أكد الطلاب أن الجهل والتعصب والفكر الإلغائي وتغليب العصبيات والفقر من أهم العوامل الداخلية، وأن العدالة الاجتماعية ومكافحة الفساد وتكافؤ الفرص والتخطيط الإنمائي من أهم وسائل تعزيز الانتماء.

وعبّر الطلاب عن سعادتهم بهذا الحوار وتفاعلهم معه لكونهم عبّروا بكل حرية عن آرائهم وقناعاتهم، ولاسيما أن الحوار كان شاملاً وواسعاً ومعبّراً عن كل الآراء.

الهوية الوطنية

وفي تصريح خاص لـ«الوطن»، أكدت وزيرة الثقافة أن ورشة العمل اليوم تندرج ضمن ورشات العمل التي أقمناها منذ نحو أكثر من عام مع مفكرين وأدباء وسياسيين من شتى المشارب والانتماءات، وهدفها طرح موضوع الهوية الوطنية وتحديد مكوناتها ومعالمها وأوجه تجلياتها وكيف تنعكس سلوكاً على الفرد والجماعة والوطن بشكل عام.

وقالت: الأهم أن نعرف ما الذي يهدد الهوية الوطنية داخلياً على الصعيد الأسري والمدرسي والمجتمعي الداخلي الوطني، وخارجياَ أيضاً، وأن نصل في نهاية المطاف إلى رؤية مستقبلية لخطة وطنية لتدارك وحماية الهوية الوطنية وتعزيز الانتماء الوطني.

ورأت الوزيرة أن ورشة اليوم من نوع آخر، مضيفة: بحثنا الموضوعات نفسها مع الأهداف نفسها مع شباب نفتخر بهم من طلاب هيئة التميز والإبداع بمستويات واختصاصات وأعمار مختلفة، وكلهم تدربوا على الفكر النقدي والبحثي والمناظرة.

وأشارت إلى أن الحوار اليوم لم يكن كالمناظرة بطرح الرأي والرأي الآخر، بل كان طرحاً شاملاً وواسعاً لكل الآراء وحواراً مفتوحاً مرفوع السقف إلى أقصى الحدود، عبّر فيه كل طالب عن رأيه، وتوصلنا جميعاً إلى عوامل ومحددات أساسية متطابقة تماماً مع ما توصلنا إليه في كل الورشات السابقة، ما يعني أن ما سيُقدم مدروس ومتفق عليه وسيفضي إلى خطة وطنية لمعالجة موضوع الهوية الوطنية وترسيخها وترسيخ الانتماء الوطني.

وبينت د. مشوح أننا نعيش في وطن عانى الكثير خلال السنوات الماضية، ومعه عانت الهوية الوطنية والانتماء، لذلك فإن هدفنا اليوم إعادة ترتيب الأوراق فكرياً وثقافياً وسلوكياً لنعيد معاً بناء المستقبل يداً بيد على المستويات كافة بجهود متشابكة ومتضامنة ومتعاونة.

وختمت: أخبرت الطلاب أن للسيدة الأولى أسماء الأسد الحق بأن تفتخر بهم وهي التي رعتهم وتكفلت بهم منذ مراحلهم الأولى، وهم الآن مازالوا تحت أنظارها ورعايتها، وكذلك من حق الوطن أيضاً أن يفتخر فيهم لأنهم سيكونون خير سفراء لبلدهم وسيحملونه في قلوبهم أينما حلوا، وسيبادلونه بالعطاء عندما يحين وقت عطائهم.

تبادل الأفكار

أما عضو مجلس أمناء هيئة التميز والإبداع، ورئيس اللجنة العلمية للمناظرات المدرسية د. ثائر اللحام فقال لـ«الوطن»: نحن هنا لنتبادل الأفكار مع فئة من فئات المجتمع ألا وهي فئة الشباب الواعي والمفكر المميز الذين أخذوا فرصهم ليعبروا عن أنفسهم من دون خطوط حمراء، ومن دون شرطي يخبرهم ما يقولون، بل كل واحد منهم عبّر عن قناعاته وأفكاره وانتمائه وهويته، وهم مدركون أنهم هنا كجزء من المواطنة الصالحة ليساهموا بصناعة مستقبلهم.

وأضاف: هؤلاء الشباب يمثلون شريحة ترعرعت بظل أزمة، ولذلك هم تواقون للتعبير عن مكنوناتهم ليصلوا ببلدهم ومستقبلهم إلى حال أفضل.

وأشار إلى أن 14 طالباً وطالبة حضروا حوار اليوم، مثلوا الفئة العمرية بين 15 و20 عاماً، وجميعهم من طلاب برنامج المناظرات المدرسة في هيئة الإبداع والتميز وجاؤوا من مختلف المحافظات وتربطهم علاقات وطيدة.

وكشف أن بعض الطلاب لم يكونوا موجودين اليوم لأنهم يحضرون تدريبات الفريق العالمي استعداداً للسفر إلى صربيا للمشاركة في البطولة العالمية.

وأوضح أن البعثة المشاركة تتألف من طالبين في الثالث الثانوي وثلاث طالبات من الثاني الثانوي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن