الكرنفال الأوروبي السابع عشر على الأبواب.. عشرة أبطال (5) … النسخة الحادية عشرة.. الكرة تدير ظهرها للطواحين وتبتسم للديوك
| محمود قرقورا
ترفع الستارة يوم الرابع عشر من الشهر الجاري إيذاناً بافتتاح النسخة السابعة عشرة لكأس أمم أوروبا على الأراضي الألمانية، وعلى مدار النسخ السابقة احتل الألمان والإسبان الصدارة بثلاثة ألقاب مقابل لقبين لفرنسا وإيطاليا ولقب لكل من الاتحاد السوفييتي وتشيكوسلوفاكيا وهولندا والدانمارك واليونان والبرتغال.
كعادة «الوطن» في البطولات الكبرى تسلط الضوء على مسار البطولات السابقة لتكون مادة دسمة تعد أرشيفاً وخليلاً ودليلاً لمن يريد الإبحار، واليوم نتناول البطولة الحادية عشرة عام 2000 التي عرفت تتويجاً ثانياً للديوك بعد عامين من ريادة العالم وإلى التفاصيل.
أسندت البطولة للمرة الأولى لبلدين أحدهما سبق له الاستضافة قبل 28 عاماً والآخر سبق له التتويج قبل 12 عاماً وترأس كل منهما مجموعة، في حين ترأست ألمانيا وإسبانيا المجموعتين المتبقيتين.
عمالقة ألمانيا اعتزل معظمهم وكانوا في مرحلة التجديد ولذلك لم يكن ماتيوس المسن قادراً على إيجاد التوليفة، بخلاف الطواحين الذين كانوا أشداء في المونديال قبل عامين والطليان القادمين بأسماء لامعة والديوك الذين ازدادت ثقتهم بأنفسهم بعد التتويج المونديالي، وبلغ نجمهم زيدان ذروته، فخطف الفرنسيون اللقب بعد أداء قوي في كل مبارياتهم إلا النهائية التي لم يكونوا فيها في يومهم غير أن الكرة حاكتهم ليكونوا أبطالاً.
طبق نظام البطولة الفائت فوزعت المنتخبات الـ16 إلى أربع مجموعات يتأهل أبطالها للأدوار المتقدمة التي تقام بنظام خروج المغلوب وفي حال التساوي في دور المجموعات يعتمد فارق المواجهة، واستمر تطبيق قاعدة الهدف الذهبي، ودخل التصفيات 49 منتخباً وزعت على تسع مجموعات:
مج1: إيطاليا، الدانمارك، سويسرا، ويلز وبيلاروسيا.
مج2: النرويج، سلوفينيا، اليونان، لاتفيا، ألبانيا وجورجيا.
مج3: ألمانيا، تركيا، فنلندا، إيرلندا الشمالية ومولدافيا.
مج4: فرنسا، أوكرانيا، روسيا، إيسلندا، أرمينيا وأندورا.
مج5: السويد، إنكلترا، بولندا، بلغاريا ولوكسمبورغ.
مج6: إسبانيا، الكيان الصهيوني، النمسا، قبرص وسان مارينو.
مج7: رومانيا، البرتغال، سلوفاكيا، المجر، أذربيجان وليشتنشتاين.
مج8: يوغسلافيا، جمهورية إيرلندا، كرواتيا، مقدونيا ومالطا.
مج9: تشيكيا، اسكتلندا، البوسنة، ليتوانيا، استونيا وجزر فارو.
فتأهل الأبطال كما ورد اسمهم أولاً إضافة للبرتغال أفضل ثان، وفي الملحق تأهلت إنكلترا والدانمارك وسلوفينيا وتركيا فوزعت في النهائيات وفق التالي:
مج1: ألمانيا، رومانيا، البرتغال وإنكلترا.
مج2: بلجيكا، السويد، إيطاليا وتركيا.
مج3: إسبانيا، النرويج، يوغسلافيا وسلوفينيا.
مج4: هولندا، تشيكيا، فرنسا والدانمارك.
ماتيوس وحاجي؟!
عاد ماتيوس ليخوض غمار العرس الأوروبي بعد عشرين عاماً من ظهوره الأول و12 عاماً من ظهوره الأخير، كما عاد أيقونة رومانيا حاجي عن اعتزاله ليقود بلاده وليتهما لم يلعبا، فماتيوس جاءت نهايته حزينة بثلاثية برتغالية في مباراته الدولية 150 وحاجي طرد في مباراته الدولية الأخيرة أمام إيطاليا، فضلاً عن أن الفوز الوحيد على إنكلترا كان من دونه لأنه تلقى الصفراء في أول مباراتين.
الإطلالة الأولى للمجموعة الأولى عنوانها تعادل مرض لرومانيا وألمانيا وتفوق برتغالي مفاجئ على إنكلترا التي تقدمت بهدفين، والإطلالة الثانية شهدت الفوز الرسمي الأول لإنكلترا على ألمانيا منذ تتويجها بمونديال 1966 وأفسدت البرتغال احتفالية الروماني بوبيسكو بمئويته.
في الإطلالة الثالثة كانت إنكلترا تحتاج للتعادل مع أبناء البلقان وبدا ذلك حقيقة، ولكن الحارس البديل مارتن أخطأ بهدف التعادل ثم كانت الجزاء مع نهاية المباراة فقتل الحلم الإنكليزي، وعلى الطرف المقابل كانت ألمانيا بحاجة للفوز وخسارة إنكلترا ولكنها تلقت خسارتها الأثقل في ليلة ماتيوس وهاسلر الأخيرة بقميص المانشافت، وعريس الليلة كونسيساو صاحب الأهداف الثلاثة.
فوز تركي أول يساوي التأهل
خرجت بلجيكا سعيدة بمباراة الافتتاح بخلاف السويد التي حزنت مرتين، الأولى بخسارتها والثانية بطرد قائدها أندرسون، ولأن الفوز هو المطلب في الظهور الأول كان لإيطاليا ذلك بعد عذاب، وعزاء تركيا أنها احتفلت بهدفها الأول في النهائيات، وبسرعة قياسية لم تكن مألوفة عبرت إيطاليا دور المجموعات جاعلة المستضيفة بلجيكا تعيش كابوساً لم تكن تتوقعه.
وإذا كان التعادل السلبي ليس جيداً للسويد فإنه كان عكس ذلك لتركيا التي احتفلت بنقطتها الأولى محتفظة بأمل التأهل المشروط بإسقاط أصحاب الضيافة في الجولة الثالثة، وكان لهم ذلك، وبالقدر الذي استحقت فيه تركيا الفوز تحجج البلجيكيون بالحظ العاثر، ورغم أن إيطاليا أراحت معظم لاعبيها تحسباً لربع النهائي إلا أن السويد لم تكن على قدر المسؤولية.
الوقت بدل الضائع
مفاجأة مدوية وضعت إسبانيا في حيص بيص وانتصار تاريخي حققته النرويج في ظهورها الوحيد، ويرجع الفضل لحارسها توماس ماير الذي قاوم الهجوم الإسباني واللاعب ايفرسن الذي وقع الهدف.
المباراة الأولى بين الفرع والأصل سلوفينيا ويوغسلافيا عرفت دراما غير مسبوقة، إذ تقدمت سلوفينيا 3/صفر ثم ردت يوغسلافيا بالمثل وهي تلعب بعشرة لاعبين، وبناء على ذلك كان ممنوعاً الخطأ على الماتادور الذي اهتدى للنقاط الثلاث على حساب سلوفينيا، وعانت يوغسلافيا التي أجرى مدربها خمسة تغييرات على تشكيلة المباراة الأولى حتى حققت الفوز الضيق على النرويج التي لعبت بغياب قائدها المصاب هينينغ بيرغ وأهم فرص النرويج كرة سهلة لأندريه فلو.
جولة الحسم ظلت معلقة حتى صافرة النهاية، حيث العرض السلوفيني الشجاع لم يشفع لها لتفوز كما أن فوز إسبانيا في الوقت بدل الضائع جعل النرويج خارج البطولة، وللعلم فإن إسبانيا ظلت خاسرة حتى الوقت بدل الضائع، إذ أدركت التعادل من جزاء ثم خطفت هدف التأهل رغم زيادتها العددية منذ الدقيقة الثالثة والستين.
حسم مبكر
حبست أنفاس الهولنديين 89 دقيقة قبل أن تنفرج أساريرهم بركلة جزاء ترجمها فرانك دي بوير، وفي مستهل مباريات المجموعة الرابعة بادرت الدانمارك بالهجوم فتصدى بارتيز لكرتين خطرتين ولكن الملامح بانت عندما تقدم أبطال العالم منذ الدقيقة 16.
في الجولة الثانية حسمت الأمور بتأهل المضيفين والفرنسيين، إذ عبست الكرة مجدداً بوجه تشيكيا التي أجهض لها الحارس الفرنسي بارتيز هدفين محققين، وهولندا لم تجد صعوبة في إقصاء الدانمارك بثلاثية، وعندما لاحت الفرصة للدانمارك لتسجيل هدفها الوحيد أهدر لاعبها سينبرغ ركلة جزاء، وأكدت هولندا صدارتها وبالتالي اختيار خصم أسهل في ربع النهائي بفوزها على فرنسا التي لعبت بالصف الثاني، وعلى الطرف المقابل حققت تشيكيا فوزاً معنوياً على الدانمارك بثنائية سميتشر الذي سيستفيد من الهدفين لاحقاً.
تألق كلويفرت وإخفاق راؤول
أمور كثيرة يتوقف عندها مؤرشف ربع النهائي، فكلويفرت يبرهن على حاسته التهديفية بهاتريك مساعداً منتخبه لتحقيق فوز عريض على اليوغسلاف.
وراؤول يخفق في نقل المباراة مع فرنسا لوقت إضافي عندما نفذ ركلة الجزاء الإسبانية الثانية بعد استبدال المتخصص ميندييتا فأطاح بها خارج الأخشاب!
رمز رومانيا حاجي يودع مسيرته الدولية ببطاقة حمراء وهزيمة مستحقة أمام الآزوري ساهم بها غياب أربعة لاعبين أساسيين للإيقاف والإصابة، والبرتغال تنهي الحلم التركي بهدفين، حيث لم يفد الأتراك مكابرة مهاجمهم سوكر على إصابته وزاد الأمور تعقيداً النقص العددي المبكر.
عظمة تولدو
لم يسبق لإيطاليا أن وصلت للمربع الذهبي بأريحية مع تسجيل هدفين في كل مباراة كما حدث في يورو 2000 ولكنها أمام هولندا احتاجت لتألق لاعب واحد تنطبق عليه مقولة فريق بأكمله وهو الحارس تولدو، إذ تصدى لركلة جزاء وإضافة لركلة أخرى خارج الأخشاب على مدار الشوطين ثم أجهض ركلتين ترجيحيتين إضافة لركلة ثالثة خارج الأخشاب، عدا شلال الفرص التي كانت طبيعية لمنتخب يلعب فوق ميدانه بزيادة عددية قرابة 90 دقيقة، فكتب على هولندا الخروج بالترجيح مجدداً.
المباراة الثانية كانت إعادة لنصف نهائي 1984 بين فرنسا والبرتغال واستمرت المباراة أخذاً ورداً حتى الدقيقة 117 عندما أعلن الحكم النمساوي بينكو عن جزاء بناء على طلب مساعده فكان الهدف الذهبي الذي وقّع عليه زيدان فعاش الفرنسي ديشان ليلة سعيدة كأول فرنسي يلعب المباراة الدولية المئة.
الكرة تريد فرنسا
لم تعبس بوجه إيطاليا في مباراة مثلما عبست في نهائي هذه البطولة، ومن حق كل إيطالي توجيه اللوم إلى ديل بييرو الذي لم يقتل المباراة بهدف ثانٍ، كما أن المخضرم مالديني لم يحسن التعامل في قطع كرة رأسية كما ينبغي، والأهم أن الحارس تولدو لم يرد كرة لم تكن صعبة حملت التعادل في الدقيقة الرابعة من الوقت بدل الضائع، فدخلت فرنسا الوقت الإضافي بمعنويات أعلى وأفضلية ظاهرة فكان الهدف الذهبي المتوقع وهاكم النتائج:
المجموعة الأولى
* 12/6/2000: ألمانيا × رومانيا 1/1 محمد شول (28)/ مولدوفان (5).
* 12/6/2000: البرتغال × إنكلترا 3/2 فيغو وجواو بينتو ونونو غوميز (21 و37 و58)/ سكولز ومكمنامن (3 و18).
* 17/6/2000: إنكلترا × ألمانيا 1/صفر شيرر (53).
* 17/6/2000: البرتغال × رومانيا 1/صفر كوستينيا (90).
* 20/6/2000: رومانيا × إنكلترا 3/2 تشيفو ومونتيانو وغانيا من جزاء (22 و48 و89)/ شيرر من جزاء وأوين (41 و45).
* 20/6/2000: البرتغال × ألمانيا 3/صفر كونسيساو (35 و54 و71).
المجموعة الثانية
* 10/6/2000: بلجيكا × السويد 2/1 سغور ومبينزا (43 و46)/ ميالبي (53).
* 11/6/2000: إيطاليا × تركيا 2/1 انطونيو كونتي واينزاغي من جزاء (52 و70)/ أوكان (61).
* 14/6/2000: إيطاليا × بلجيكا 2/صفر توتي وفيوري (6 و66).
* 15/6/2000: السويد × تركيا صفر/صفر.
* 19/6/2000: تركيا × بلجيكا 2/صفر هاكان سوكور (45 و70).
* 19/6/2000: إيطاليا × السويد 2/1 دي بياجيو وديل بييرو (39 و88)/ لارسون (77).
المجموعة الثالثة
* 13/6/2000: يوغسلافيا × سلوفينيا 3/3 ميلوسفيتش (67 و73) ودرولوفيتش (70)/ زاهوفيتش (23 و57) وبافلين (52).
* 13/6/2000: النرويج × إسبانيا 1/صفر ايفرسن (65).
* 18/6/2000: يوغسلافيا × النرويج 1/صفر ميلوسفيتش (8).
* 18/6/2000: إسبانيا × سلوفينيا 2/1 راؤول وايتشبيريا (4 و60)/ زاهوفيتش (59).
* 21/6/2000: النرويج × سلوفينيا صفر/صفر.
* 21/6/2000: إسبانيا × يوغسلافيا 4/3 ألفونسو (38 و97)، مونيتيس (52) ومندييتا من جزاء (91)/ ميلوسفيتش وغوفيداريتشا وكوميلينوفيتش (30 و51 و75).
المجموعة الرابعة
* 11/6/2000: فرنسا × الدانمارك 3/صفر بلان وهنري ووويلتورد (16 و64 و90).
* 11/6/2000: هولندا × تشيكيا 1/صفر فرانك دي بوير من جزاء(89).
* 16/6/2000: فرنسا × تشيكيا 2/1 هنري ودجوركاييف (7 و60)/ بوبورسكي من جزاء(35).
* 16/6/2000: هولندا × الدانمارك 3/صفر كلويفرت ورونالد دي بوير وزيندن (57 و66 و77).
* 21/6/2000: تشيكيا × الدانمارك 2/صفر سميتشر (64 و67).
* 21/6/2000: هولندا × فرنسا 3/2 كلويفرت وفرنك دي بوير وزيندن (14 و51 و59)/ دوغاري (8) تريزيغيه (31).
ربع النهائي
* 24/6/2000: البرتغال × تركيا 2/صفر نونو غوميز (44 و56).
* 24/6/2000: إيطاليا × رومانيا 2/صفر توتي وفيليبو اينزاغي (33 و43).
* 25/6/2000: هولندا × يوغسلافيا 6/1 كلويفرت (24 و38 و54)، غوفيداريتشا (51) خطأ في مرماه واوفرمارس (78 و90)/ ميلوسيفيتش (90).
* 25/6/2000: فرنسا × إسبانيا 2/1 زين الدين زيدان وجوركاييف (32 و44)/ مندييتا من جزاء (38).
الدور نصف النهائي
* 28/6/2000: فرنسا × البرتغال 2/1 بهدف ذهبي هنري وزين الدين زيدان من جزاء(51 و117)/ نونو غوميز (19).
* 29/6/2000: إيطاليا × هولندا صفر/صفر ثم بركلات الترجيح 3/1.
النهائي
* 2/7/2000: فرنسا × إيطاليا 2/1 بهدف ذهبي ويلتورد وتريزيغيه (90 و103)/ ديلفيكيو (55).
أرقام
* شهدت النهائيات تسجيل 85 هدفاً خلال 31 مباراة والمنتخب الأكثر تسجيلاً فرنسا وهولندا بثلاثة عشر هدفاً والأقل الدانمارك من دون تسجيل.
* أسرع هدف سجله الإنكليزي سكولز بمرمى البرتغال في الدقيقة الثالثة.
* اللاعب الأكثر فاعلية هو الفرنسي تريزيغيه وتساوى اليوغسلافي ميلوسيفيتش والهولندي كلويفرت بصدارة الهدافين برصيد خمسة أهداف.
* أفضل حارس هو الإيطالي تولدو.
* احتسبت 12ركلة جزاء ضاعت أربع منها، وشهدت البطولة 10 بطاقات حمراء بحق السويدي باتريك أندرسون والبلجيكي فيليب دي ويلد بمباراة المنتخبين، واليوغسلافي ميخائيلوفيتش أمام سلوفينيا، وزميله كيزمان أمام النرويج واليوغسلافي الآخر يوكانوفيتش أمام إسبانيا، والتركي الباي أورلان أمام البرتغال، والروماني حاجي أمام إيطاليا، والإيطالي زامبروتا أمام هولندا، والبرتغال نونو غوميز أمام فرنسا، والتشيكي رادوسلاف لال أمام هولندا حيث طرد بعد انتهاء المباراة ليكون الأول في مثل هذه الحالة.