ساعتا الحسم
| بسام جميدة
بعد ساعات قليلة ستنطلق مباراة منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم أمام نظيره الكوري الشمالي في لاوس، وكل قلوب السوريين ستتابع قبل عيونهم مفردات المباراة وهم يطمحون لتجاوز هذا الدور والدخول في الدور الثالث مع أقوياء القارة.
لا يوجد أي مبرر للخوف، ومن يريد أن يستمر ويطمح للذهاب إلى البعيد فعليه أن يملك إرادة من حديد، وقلب أسد، وجناحي نسر لكي يصل للهدف المنشود.
منتخبنا بمن حضر لن يكون خصماً سهلاً بوجود التطعيمات الجديدة، ولكن يجب ألا يكون بمجاميعه متردداً وخائفاً، وأن تظهر النزعة الهجومية واضحة، ونشاهد أسلوب لعب غير الذي اعتدنا عليه في السابق.
كوريا الشمالية التي تحاول التقاط أنفاسها والمتابعة بدلاً عنا ستفعل ما بوسعها أيضاً، وهي أيضاً تريد أن تعوض ما خسرته معنا، وموازين القوى بلا شك نريدها أن تكون لمصلحتنا، والسعي من أجل نقطة التأهل يجب ألا يحرمنا رؤية المنتخب بشكل جديد، وألا يتكرر سيناريو الدوحة وتصبح النقطة فقط همنا واهتمامنا من دون أن تتبلور شخصية المنتخب الذي تنتظره مهمة أصعب إن خرجنا سالمين غانمين من موقعة لاوس.
أصحاب نظرية التأهل يرون أن التأهل هو المهم، والنقطة هي الأهم، وما إلى ذلك من تشريعات حكائية تبرر أسلوب اللعب السابق، أقول، منتخبنا من المفترض أن يكون قد وصل لمرحلة النضوج الفني بمحترفيه الذين أشرف عليهم المدرب بنفسه، وهو قادر على أن يسيروا بأفكاره حيث يريد، بعيداً عن موضوع «تمشاية الحال» لأننا بتنا نبتغي منتخباً يلعب بهوية جديدة وصوت عالٍ يرهب الخصوم.
لا عذر اليوم للمنتخب، ولا للجهاز الفني برمته إن لم يحقق المعادلة المطلوبة، ويجب ألا نستهين بأنفسنا وتظهر شخصيتنا الكروية، وعلى كوبر أن يغير آراء الناس حوله بأسلوبه الدفاعي، هذا إن كانت لديه النية لذلك.
بالتوفيق لنسور قاسيون، ونتمنى من كل قلوبنا أن يبعث هذا المنتخب الفرحة في قلوبنا جميعاً، وهذه النافذة التي يتسلل منها الفرح يجب ألا تغلق، لأن كرة القدم وحدها قادرة على أن تجمع شتات المتفرقين، وتجعل الكثيرين ينسون ولو لساعتين همومهم ومشاغلهم، ويفرحون ملء عيونهم.