سورية

الصين تحرص على دفع المصالحة الداخلية الفلسطينية وتدعم عقد مؤتمر دولي للسلام … السفير شي هونغوي في حوار مع «الوطن»: سورية كانت دائماً جسراً مهماً وشريكاً لنا في تعزيز تنمية العلاقات الصينية- العربية

| سيلفا رزوق

أكد سفير الصين في سورية شي هونغوي أن سورية كانت دائماً جسراً مهماً وشريكاً للصين في تعزيز تنمية العلاقات الصينية- العربية، مشيراً إلى أن العلاقات الصينية- السورية ستكتسب زخماً جديداً مع مواصلة تنمية العلاقات الصينية- العربية.

وفي مقابلة مع «الوطن» لفت السفير شي إلى أن سورية والصين تربطهما علاقة تقوم على الأمانة والوفاء ومساندة أحدهما الآخر في وقت الضيق، مشدداً على أن الجانبين سيواصلان تبادل الدعم الثابت في القضايا الكبرى والمتعلقة بالمصالح الجوهرية لكل جانب.

وتطرق السفير شي إلى منتدى التعاون الصيني- العربي الذي استضافته بكين مؤخراً، معتبراً أن المنتدى اكتسب أهمية مفصلية لربط الماضي بالمستقبل الواعد، وتميز بالتضامن والتعاون والروح الريادية، حيث أجرى الجانبان الصيني والعربي، مناقشات معمقة حول تسريع تنفيذ نتائج القمة الصينية- العربية الأولى وتسريع بناء مجتمع المستقبل المشترك الصيني- العربي، ووقعا عدداً من اتفاقيات التعاون، وكان أبرز ما جاء في الاجتماع أن الرئيس شي جين بينغ وأربعة رؤساء دول عربية حضروا حفل افتتاح المنتدى، ألقوا خطابات مهمة، أشاروا فيها إلى الاتجاه الصحيح في العلاقات المشتركة ورسموا مخططاً لتنمية العلاقات الصينية- العربية في العصر الجديد.

السفير شي أشار إلى أن إقامة مجتمع المستقبل المشترك للبشرية هو مفهوم جوهري في فكر الرئيس شي جين بينغ حول الدبلوماسية، كما أنه يمثل جواب الصين للسؤال عن طبيعة العالم الذي سنبنيه وسبل بنائه.

وفيما يخص موقف الصين من الحرب المستمرة في غزة، أكد السفير شي أن الصين وقفت على الدوام إلى جانب الحق والعدالة والجانب الصحيح للتاريخ، وهي تدعو المجتمع الدولي لتركيز جهوده على وقف إطلاق النار ومنع القتال وحماية سلامة المدنيين وتوسيع الإغاثة الإنسانية وتنفيذ «حل الدولتين» وإيجاد حل شامل وعادل ودائم للقضية الفلسطينية في أسرع وقت.

ولفت إلى أن الصين تدعم بثبات حصول فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، كما يحرص الجانب الصيني على تقديم مساهمات أكبر في دفع المصالحة الداخلية الفلسطينية، ويدعم عقد مؤتمر دولي للسلام بمشاركة أوسع ومصداقية أكبر وفاعلية أكثر.

السفير الصيني شدد على أن مسألة تايوان هي من الشؤون الداخلية الصينية البحتة، وسبل إعادة توحيد الوطن الأم هي من شؤون الصينيين على جانبي المضيق لوحدهم.

وقال: «سنسعى إلى إعادة التوحيد السلمي بأقصى جهد وأصدق نيّة وفي الوقت نفسه، سيكون خطنا الأحمر واضحاً جداً أيضاً، ألا وهو عدم السماح لأي أحد بفصل تايوان عن الصين بأي شكل من الأشكال».

ولفت السفير شي إلى أن موقف الصين بشأن قضية بحر الصين الجنوبي ثابت، وهي على استعداد لمواصلة حل الخلافات مع الفلبين من خلال الحوار والتشاور، وفي الوقت نفسه، ستتخذ إجراءات حازمة لحماية السيادة الإقليمية والحقوق والمصالح البحرية.

وأضاف: «أما بالنسبة للولايات المتحدة والدول الأخرى، فهي ليست طرفاً في قضية بحر الصين الجنوبي، ويجب ألا تتدخل في القضايا بين الصين والفلبين. والصين لن تقبل أبداً الاتهامات التي لا أساس لها، والافتراءات الخبيثة ضد الصين من قبل الدول المعنية بشأن قضية بحر الصين الجنوبي».

وفيما يلي النص الكامل للمقابلة:

• نبدأ من الحدث الأبرز الذي استضافته الصين مؤخراً وهو منتدى التعاون الصيني- العربي، هل يمكن اعتبار انعقاد هذا المنتدى بدورته العاشرة بداية جديدة للبناء المشترك؟

في الـ30 من أيار 2024، انعقد المؤتمر الوزاري العاشر لمنتدى التعاون الصيني العربي في بكين. وهو الاجتماع الأول بعد قمة الصين والدول العربية، كما تزامن مع الذكرى العشرين لتأسيس المنتدى.

يكتسب هذا المنتدى أهمية مفصلية لربط الماضي بالمستقبل الواعد، ويتميز بالتضامن والتعاون والروح الريادية، وأجرى الجانبان مناقشات معمقة حول تسريع تنفيذ نتائج القمة الصينية- العربية الأولى وتسريع بناء مجتمع المستقبل المشترك الصيني- العربي، ووقعا عدداً من اتفاقيات التعاون، وكان أبرز ما جاء في الاجتماع أن الرئيس شي جين بينغ وأربعة رؤساء دول عربية حضروا حفل افتتاح المنتدى، ألقوا خطابات مهمة، أشاروا فيها إلى الاتجاه الصحيح في العلاقات المشتركة ورسموا مخططاً لتنمية العلاقات الصينية- العربية في العصر الجديد.

وكان من أهم نتائج المنتدى هو موافقة الرئيس شي جين بينغ على قرار القمة الصينية- العربية الأولى والتي عقدت في السعودية، وإعلانه أن القمة الثانية بين الصين والدول العربية ستعقد في الصين عام 2026.

من المؤكد أن القمة الجديدة ستصبح معلماً آخر في تنمية العلاقات الصينية- العربية وستقود بناء مجتمع المستقبل المشترك بين الصين والدول العربية.

لقد كانت أقوى دعوة صدرت عن الاجتماع هي دعم الشعب الفلسطيني في استعادة حقوقه الوطنية المشروعة، حيث أصدر المجتمعون «البيان المشترك بين الصين والدول العربية بشأن القضية الفلسطينية» دعوا فيه وبصوت واحد إلى إنهاء الصراع في غزة في أسرع وقت ممكن، وتعزيز حل شامل وعادل ودائم للقضية الفلسطينية.

وخلال العقدين الماضيين، قامت الدبلوماسية على مستوى القمة بدور قيادي مهم في بناء استراتيجية المنتدى، ودفع المنتدى لتوطيد الثقة المتبادلة على الصعيد السياسي بين الصين والدول العربية، فحققت العلاقات الصينية- العربية ما يمكن تسميته بـ«الوثب الثلاثي» حتى اليوم، من «علاقات الشراكة» إلى «علاقات التعاون الاستراتيجي» و«علاقات الشراكة الاستراتيجية».

أقامت الصين شراكات استراتيجية شاملة مع 16 دولة عربية، بما في ذلك سورية، كما أقامت الشراكة الاستراتيجية مع جامعة الدول العربية.

تتبادل الصين والدول العربية الدعم الثابت للحفاظ على المصالح الجوهرية للجانبين، ويدعو كلاهما إلى احترام السيادة والاستقلال وسلامة الأراضي، وعدم الاعتداء أو التدخل في الشؤون الداخلية والمساواة والمنفعة المتبادلة والتعايش السلمي، ويرفضان التدخل الخارجي، والهيمنة وسياسة القوة بكل أشكالها، ويدعوان إلى احترام ودعم جميع الدول في اختيارها طرق تنموية تناسب ظروفها الوطنية بشكل مستقل.

لقد تبنّى مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية قرارات تصب في مصلحة الصين لـ44 مرة متتالية حتى اليوم، وأكد فيها على أن الدول العربية تلتزم بمبدأ الصين الواحدة، وتدعم مبادرة «الحزام والطريق»، وتحرص على تعزيز التعاون مع الصين في شتى المجالات، وتدفع بشكل متواصل إلى تفعيل دور منتدى التعاون العربي- الصيني.

وخلال الـ20 سنة الماضية، قدم المنتدى قوة دفع مهمة للتعاون العملي الصيني- العربي، وعمل على تعزيز التواصل والتعاون بين الجانبين الصيني والعربي في شتى المجالات مثل الاقتصاد والتجارة والطاقة والابتكار الأخضر والصحة.

ترحب الصين بالمشاركة الفاعلة لسورية في بناء منتدى التعاون الصيني- العربي، وتقدر عالياً الخطاب المهم الذي ألقاه وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد في المؤتمر الوزاري العاشر للمنتدى، وكما أشار وزير الخارجية وانغ يي، إلى أن سورية طرف مهم في الشرق الأوسط ومن دون مشاركتها لن يتحقق السلام والاستقرار والتنمية والازدهار في الشرق الأوسط، وكانت سورية دائماً جسراً مهماً وشريكاً للصين في تعزيز تنمية العلاقات الصينية- العربية، كما ستكتسب العلاقات الصينية- السورية زخماً جديداً مع مواصلة تنمية العلاقات الصينية- العربية.

• طرحت الصين مفهوم بناء المجتمع الصيني- العربي للمستقبل المشترك ما هو جوهر هذا المفهوم؟

إن إقامة مجتمع المستقبل المشترك للبشرية هو مفهوم جوهري في فكر الرئيس شي جين بينغ حول الدبلوماسية، كما أنه يمثل جواباً صينياً للسؤال عن طبيعة العالم الذي سنبنيه وسبل بنائه.

لقد أكد الرئيس شي جين بينغ أكثر من مرة على أن البشرية تعيش في قرية عالمية واحدة، وتركب على متن سفينة كبيرة واحدة، وتواجه معاً التحديات العالمية المختلفة القادمة إلينا، فمن المفترض أن تتجاوز دول العالم الخلافات فيما بينها من حيث التاريخ والثقافة والجغرافيا والنظام، وتعمل سوية على حسن رعاية وبناء كوكب الأرض الوحيد الذي يصلح لعيش البشرية.

إحدى عشرة سنة مضت، تطور خلالها بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية من مفهوم ورؤية إلى منظومة علمية، وتوسع من مبادرة صينية إلى توافق دولي، وتحول من تخيل جميل إلى نتائج ممارسات على أرض الواقع، وأظهر حيوية قوية.

تم إدراج مجتمع المستقبل المشترك للبشرية لسبع سنوات متواصلة في قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة والقرارات أو الإعلانات الصادرة عن منظمة شانغهاي للتعاون ودول البريكس وغيرها من الآليات المتعددة الأطراف، كما حظي بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية بإشادة واسعة النطاق واستجابة إيجابية من سورية وغيرها من الدول العربية ودول العالم، وتقدر دول العالم جهود الصين لتعزيز عودة سورية إلى جامعة الدول العربية، وتطبيع العلاقات السعودية- الإيرانية، وتخفيف التوترات بين فلسطين وإسرائيل، وتتطلع إلى أن تلعب الصين دوراً أكبر في الشؤون الإقليمية والدولية لبناء نظام دولي جديد أكثر عدلاً وعقلانية.

• الصين اتخذت موقفاً مهماً وعادلاً تجاه ما يجري في غزة واعتبرت أن تحقيق العدالة للشعب الفلسطيني لا تتحمل أي تأخير، كيف تنظر الصين إلى كيفية إنهاء الحرب المستمرة في غزة منذ ثمانية أشهر؟

أسفر استمرار الصراع في غزة عن كارثة إنسانية كان يجب ألا تحصل، وقد تجاوز الخطوط الحمر للإنسانية، ويعد التصعيد الأخير للنزاع بين إيران وإسرائيل أحدث تجسيد لامتداد تداعيات الصراع في غزة على المنطقة.

يدعو الجانب الصيني الأطراف المعنية إلى الحفاظ على الهدوء وضبط النفس، تفادياً للمزيد من التصعيد للأوضاع المتوترة، ويعتبر العمل لتحقيق وقف إطلاق النار ومنع القتال في أسرع وقت ممكن في مقدمة الأولويات في الوقت الحالي.

الصين وقفت على الدوام إلى جانب الحق والعدالة والجانب الصحيح للتاريخ، وهي تدعو المجتمع الدولي لتركيز جهوده على وقف إطلاق النار ومنع القتال وحماية سلامة المدنيين وتوسيع الإغاثة الإنسانية وتنفيذ «حل الدولتين» وإيجاد حل شامل وعادل ودائم للقضية الفلسطينية في أسرع وقت.

كما ينبغي تنفيذ قرار مجلس الأمن للأمم المتحدة رقم 2728 بصرامة، ويجب تحقيق وقف إطلاق نار غير مشروط ودائم على الفور، ويجب حماية المدنيين بشكل فاعل، وضمان الإغاثة الإنسانية.

يعتبر القرار الأممي ملزماً، وبالتالي لا بد من تنفيذه بشكل فاعل، بهدف تحقيق الوقف الفوري والدائم وغير المشروط لإطلاق النار، ولقد اعتمدت الدورة الاستثنائية الطارئة العاشرة للجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية ساحقة قراراً يؤكد أن فلسطين مؤهلة لأن تصبح دولة عضواً كامل العضوية في الأمم المتحدة، وهو ما يعكس التطلعات الشعبية للمجتمع الدولي

إن القضية الفلسطينية جوهر قضية الشرق الأوسط، والجانب الصيني سيواصل دعمه الثابت للشعب الفلسطيني لاستعادة حقوقه الوطنية المشروعة، لإقامة دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة الكاملة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، مهما كانت تغيرات الأوضاع الدولية.

الصين تدعم بثبات حصول فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، ويتجاوب المجتمع الدولي مع هذه المبادرة على نطاق واسع، كما يحرص الجانب الصيني على تقديم مساهمات أكبر في دفع المصالحة الداخلية الفلسطينية، ويدعم عقد مؤتمر دولي للسلام بمشاركة أوسع ومصداقية أكبر وفاعلية أكثر.

تقدر الصين وقوف سورية القوي والطويل الأمد إلى جانب القضية العادلة للشعب الفلسطيني، وتواصل الصين الوقوف جنباً إلى جنب مع الدول العربية لدعم العدالة وتعزيز التوصل إلى حل شامل وعادل ودائم للقضية الفلسطينية.

• تواجه تايوان اليوم تحديات خطيرة لاسيما مع تصاعد نفوذ الانفصاليين فيها والمحاولات المستمرة من قبل بعض الدول للتدخل في الشؤون الداخلية للصين ما هي رؤية الصين لكل ما يجري بخصوص مسألة تايوان؟

تعد تايوان جزءاً لا يتجزأ من الصين منذ القدم، وينص «إعلان القاهرة» الصادر عن حكومات الصين والولايات المتحدة والمملكة المتحدة في عام1943 بكل وضوح على إعادة تايوان التي سرقتها اليابان إلى الصين، كما تنص المادة الـ8 من «إعلان بوتسدام» الصادر في عام 1945 والذي كان يهدف إلى إنهاء الحرب العالمية الثانية على أنه «يجب تنفيذ بنود إعلان القاهرة».

لقد أكد قرار الأمم المتحدة رقم 2758 مجدداً مبدأ الصين الواحدة وبشكل واضح، وشكلت هذه الصكوك الدولية الملزمة قانونياً جزءاً من النظام الدولي لما بعد الحرب، ورسخت الأساس التاريخي والقانوني لكون تايوان جزءاً لا يتجزأ من أراضي الصين، لذلك، فإن مسألة تايوان هي من الشؤون الداخلية الصينية البحتة، وسبل إعادة توحيد الوطن الأم هي من شؤون الصينيين على جانبي المضيق لوحدهم.

سنسعى إلى إعادة التوحيد السلمي بأقصى جهد وأصدق نيّة وفي الوقت نفسه، سيكون خطنا الأحمر واضحاً جداً أيضاً، ألا وهو عدم السماح لأي أحد بفصل تايوان عن الصين بأي شكل من الأشكال.

إن الأوضاع السائدة في مضيق تايوان مستقرة بشكل عام، غير أنها تواجه تحديات خطيرة أيضاً، ويأتي التحدي الأكبر من الأنشطة الانفصالية لقوى «استقلال تايوان» وأعمال التشويش والتخريب من قبل القوى الخارجية، كما تعتبر قوى «استقلال تايوان» أكبر مخرب للاستقرار في مضيق تايوان.

لابد من رفض «استقلال تايوان» بكل حزم من أجل الحفاظ على السلام في مضيق تايوان. تردد بعض الدول نداءات حول الحفاظ على السلام والاستقرار في مضيق تايوان، غير أنها تسرّع وبشكل سري من وتيرة تزويد انفصاليي «استقلال تايوان» بالأسلحة والمعدات، ولا تؤدي هذه التصرفات إلا إلى زيادة مخاطر الصراع والمجابهة، وتشكيل تهديد خطير للسلام والاستقرار في مضيق تايوان والمنطقة.

تقدر الصين دعم سورية الثابت لمبدأ الصين الواحدة. حيث جاء في البيان المشترك لإقامة علاقات شراكة استراتيجية بين البلدين «يلتزم الجانب السوري بثبات بمبدأ الصين الواحدة، ويعترف بأن حكومة جمهورية الصين الشعبية هي الحكومة الشرعية الوحيدة التي تمثل الصين بأكملها، وأن تايوان جزء لا يتجزأ من الأراضي الصينية، وهو يدعم جهود الصين للحفاظ على سيادتها ووحدتها وسلامة أراضيها، ويرفض رفضاً قاطعاً قيام أي قوى بالتدخل في الشؤون الداخلية الصينية، ويدعم كل الجهود المبذولة من قبل الحكومة الصينية من أجل تحقيق إعادة توحيد البلاد»، كما أصدرت وزارة الخارجية والمغتربين السورية في الـ13 من كانون الثاني والـ19 من أيار 2024 بيانين جددت فيهما دعمها لمبدأ الصين الواحدة، وقالت: إن «الجمهورية العربية السورية تؤكد دعمها الكامل وتمسّكها بمبدأ الصين الواحدة ممثلة بحكومة جمهورية الصين الشعبية، وتعتبر أن جزيرة تايوان جزء لا يتجزأ من جمهورية الصين الشعبية وأن هذه الحقيقة يجب ألا تتأثر بأي إجراءات أو انتخابات تجري فيه، كما تدعم جهود الصين لصون سيادتها ووحدة أراضيها وسلامتها الإقليمية».

• وماذا عن التحركات والاستفزازات المستمرة في بحر الصين الجنوبي؟

لقد أدلت الفلبين مؤخراً بتصريحات سلبية بشأن قضية بحر الصين الجنوبي، وقامت بانتهاكات واستفزازات على البحر بصورة متكررة، وهذا ليس إلا للتغطية على حقيقة نكثها بالتزاماتها وارتكابها تجاوزات واستفزازات في قضية بحر الصين الجنوبي.

تتمتع الصين بسيادة لا تقبل الجدل على جزر بحر الصين الجنوبي، ولها حقوق سيادية وولاية قضائية على المياه ذات الصلة، كما يتم تحديد أرض الفلبين من خلال سلسلة من المعاهدات الدولية، والجزر في بحر الصين الجنوبي ليست ضمن أراضي الفلبين.

ليس هناك نزاعات إقليمية بين الصين والفلبين في بحر الصين الجنوبي أصلاً، واقترحت الصين، انطلاقاً من علاقاتها الثنائية مع الفلبين والحفاظ على السلام والاستقرار في بحر الصين الجنوبي، على الفلبين مبادرة السيطرة على الوضع البحري وتنفيذ التعاون البحري. يعكس إخلاص الصين واستعدادها لإدارة الخلافات من خلال التفاوض والتشاور حسن نياتها، ومع ذلك، انتهكت الفلبين التزاماتها تجاه الصين فيما يخص «الإعلان بشأن سلوك الأطراف في بحر الصين الجنوبي» والذي وقعته الصين ودول «آسيان» بشكل مشترك، واعتمدت الفلبين على الدعم الخارجي، وخانت الثقة، وقامت باستفزازات متكررة، مما ألحق أضراراً جسيمة بأجواء بحر الصين الجنوبي للتواصل والتعاون.

إن موقف الصين بشأن قضية بحر الصين الجنوبي ثابت، ونحن على استعداد لمواصلة حل الخلافات مع الفلبين من خلال الحوار والتشاور، وفي الوقت نفسه، سنتخذ إجراءات حازمة لحماية السيادة الإقليمية والحقوق والمصالح البحرية.

أما بالنسبة للولايات المتحدة والدول الأخرى، فهي ليست طرفاً في قضية بحر الصين الجنوبي، ويجب ألا تتدخل في القضايا بين الصين والفلبين، والصين لن تقبل أبداً الاتهامات التي لا أساس لها، والافتراءات الخبيثة ضد الصين من قبل الدول المعنية بشأن قضية بحر الصين الجنوبي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن