الحربي السوري- الروسي المشترك يكثف استهدافه لمخابئ التنظيم الإرهابي … الجيش يمشط في باديتي حمص ودير الزور ويقضي على عشرات الدواعش
| حلب- خالد زنكلو – حماة – محمد أحمد خبازي
واصلت وحدات الجيش العربي السوري، بمؤازرة القوات الرديفة أمس عملية تمشيط باديتَي حمص ودير الزور، وتمكنت خلال الحملة التي أطلقتها مطلع الشهر الجاري، من تمشيط مساحات واسعة من المناطق التي ينشط فيها تنظيم داعش الإرهابي، وقتل وجرح العشرات من إرهابييه.
مصادر ميدانية أكدت لـ«الوطن» أن حملة الجيش لتمشيط باديتَي حمص ودير الزور، حققت نجاحات كبيرة خلال الأيام الأولى من انطلاقتها، واستطاعت الوصول والكشف عن مغاور عديدة يأوي إليها مسلحو داعش، للانطلاق بعمليات تسلل نحو حواجز ونقاط انتشار الجيش والقوات الرديفة المنتشرة عند تخوم البادية.
وخلال الأشهر الماضية نفذ داعش العديد من الهجمات وعمليات التسلل باتجاه نقاط وحواجز الجيش المنتشرة في بادية حمص الشرقية وبادية دير الزور الغربية، معتمداً على الدعم اللوجستي الذي تقدمه له قوات الاحتلال الأميركي المتمركزة في قاعدة التنف غير الشرعية عند مثلث الحدود السورية مع الأردن والعراق، غير أن الجيش أحبط معظم الهجمات وعمليات التسلل واستطاع قتل وجرح أعداد كبيرة من مسلحي التنظيم، بعد أن قدم شهداء كثيرين.
المصادر ذكرت أن حملة الجيش تستهدف بالدرجة الأولى درء الخطر من مسلحي داعش في باديتَي تدمر والسخنة بريف حمص الشرقي، حيث تتركز معظم هجمات التنظيم لسهولة التحرك من منطقة «الـ55 كيلو متر» المحيطة بقاعدة التنف أقصى الجهة الشرقية من المحافظة، وذلك على خلفية رصد المنطقة بطائرات الجيش المسيّرة على مدار الساعة لتحديد محاور تحرك الإرهابيين ونقاط اختبائهم.
وأشارت إلى أن الجيش استقدم الشهر الفائت تعزيزات عسكرية كبيرة، وعلى دفعتين، إلى البادية تمهيداً للبدء بحملة تمشيطها، التي تعد الأكبر من نوعها منذ دحر التنظيم في آخر معقل له بدير الزور عام 2019.
بالتوازي مع حملة الجيش لتمشيط البادية، شن الطيران الحربي السوري- الروسي المشترك أكثر من 25 غارة جوية خلال الـ24 ساعة الماضية استهدفت مخابئ داعش في باديتَي حمص الشرقية ودير الزور الغربية، ووفق بنك أهداف محدد سابقاً، حيث تمكن من تدمير مخابئ للتنظيم وقتل وجرح العشرات من الدواعش.
وأوضح المصدر أن ضربات الجيش المدفعية والصاروخية، كانت رداً على تصعيد مسلحي ما تسمى غرفة عمليات «الفتح المبين» التي يقودها «النصرة»، اعتداءاتهم على نقاط للجيش في محور داديخ بريف إدلب الشرقي بخرق متكرر لوقف إطلاق النار بمنطقة «خفض التصعيد» الموقع في آذار 2020 بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الإدارة التركية رجب طيب أردوغان.
من جهة ثانية، قصفت قوات الاحتلال التركية والفصائل الموالية لها، بالمدفعية الثقيلة، قريتَي سموقة وسد تشرين ضمن مناطق سيطرة مليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» في ريف حلب الشمالي دون ورود معلومات عن خسائر بشرية أو مادية، على ما ذكرت مصادر إعلامية معارضة.
وفي منطقة «خفض التصعيد» شمال غرب البلاد، بيَّنَ مصدر ميداني لـ«الوطن» أن وحدات الجيش العاملة بريف حماة دكت بالمدفعية الثقيلة صباح أمس مواقع مسلحي تنظيم «النصرة» وحلفائه في محيط السرمانية والقرقور بسهل الغاب الشمالي الغربي، بعد أن نسف الإرهابيون الهدوء شبه التام الذي ساد هذا القطاع من منطقة «خفض التصعيد»، خلال الأيام الماضية.
من جهة ثانية، ووفقاً للمصادر ذاتها، هبطت بعد منتصف ليلة الثلاثاء- الأربعاء طائرة شحن تابعة للاحتلال الأميركي في قاعدة خراب الجير غير الشرعية بريف رميلان شمال الحسكة، تحمل معدات عسكرية ولوجستية وذخائر مضادة للطيران، وهي الرابعة التي تهبط في القاعدة ذاتها في أقل من 12 ساعة، وأشارت المصادر إلى أن ذلك يأتي في إطار تعزيز قواعد الاحتلال الأميركي تحسباً لأي هجمات محتملة.