مياه شرب السلمية يبدأ من دمشق!!
| حماة – محمد أحمد خبازي
لعلنا لا نغالي إذا قلنا إن مدينة سلمية تعاني معاناة شديدة هذه الأيام من قطع المجموعات المسلحة مياه الشرب عنها منذ 27 يوماً، حيث أدارت سكر الخط الرئيسي الذي يغذيها في قرية الدمينة، وتركت مياه الشرب تتدفق إلى نهر العاصي!!.
كما ضربت المجموعات الإرهابية ذاتها خط الكهرباء 66 ك. ف، الذي يمدها بالكهرباء أيضاً، منذ ذلك التاريخ، لتنقطع عنها الكهرباء ولا تصلها إلا من خط فرعي احتياطي 20 ك. ف، لا يكفي لمدها بالكهرباء إلا ساعة ونصف الساعة كل خمس ساعات ونصف الساعة!!.
وهذه الحال، جعلت المواطنين يعانون الأمرين على كل المستويات، وقد شكلوا وفدا أهلياً وسياسيا ومجتمعياً لمراجعة الجهات المسؤولة في المحافظة، لكنهم لم يسمعوا منها سوى الكلام المعسول والوعود الحلوة!!.
فيما تحركت مؤسسة المياه باتجاه العاصمة، لاتخاذ تدابير وإجراءات تنهي تلك الأزمة وتقضي على تحكم الإرهابيين بخط المياه الرئيسي الذي يغذي سلمية من الرستن.
فقد أكد المدير العام للمؤسسة العامة لمياه الشرب بحماة المهندس مطيع العبشي لـ«الوطن» وقد كان عائداً لتوه من دمشق – أن أمر المباشرة أعطي لتنفيذ مضمون مذكرة التفاهم بين وزارة الموارد المائية ومؤسسة الآغا خان للتنمية، للبدء الفوري باستثمار 5 آبار من الآبار الجوفية المحفورة في سلمية.
وأن الموافقة تمت على حفر 6 آبار في مدينة حماة، وذلك لزيادة مخصصات سلمية من مياه الشرب بمقدار 300 م3 بالساعة، من مأخذ الرستن.
كما تمت الموافقة الفورية على إعادة تأهيل مشروع الشومرية بكلفة تصل إلى 15 مليون ليرة سورية، والبدء بإعداد دراسات لحفر 3 آبار في الشومرية أيضاً، والسعي لتأمين محطتي تحلية للمدينة من اليونيسيف.
وقال المهندس العبشي: إن هذه القرارات على طاولة رئيس الحكومة الذي وجه بتنفيذها فوراً.
وكإجراء إسعافي في الوقت الراهن – يضيف المهندس العبشي – تمت زيادة الكمية المنقولة عبر الصهاريج الكبيرة – التي تمولها المؤسسة ويشرف عليها الهلال الأحمر – من منهل حماة إلى سلمية لتصبح ألفي متر مكعب بدلا من ألف، حيث تفرغ هذه الصهاريج حمولتها في خزانات أنشئت في الحدائق العامة والمدارس لتوفير المياه للمواطنين.
ويأمل المواطنون أن تنجح المؤسسة في معالجة أزمتهم المزمنة من جراء قطع الإرهابيين خط مياه مدينتهم، وشح المصادر البديلة، إذ لم يعد لهم قدرة على تحمل المعاناة الشديدة في ظل ضعف قدرتهم الشرائية.