سورية

أكدت أن بايدن حاول بسرديته ولغته أن يخرج العمل المقاوم من سياقه التاريخي … شعبان: القضية الفلسطينية باتت عالمية والمقاومة فرض عين وعدم وحدة الصف الفلسطيني موجع

| منذر عيد

أكدت المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية ورئيس مجلس أمناء مؤسسة القدس الدولية- سورية بثينة شعبان أمس، أن ما يتعرض له الشعب الفلسطيني غير مسبوق في تاريخنا الحديث، مشددة على أن المعركة في قطاع غزة كانت كاشفة لحقيقة الغرب وتشدقه بالإنسانية وحقوق الطفل والمرأة، مشددة على ضرورة مواجهة هذه الكارثة أولاً عبر توحيد كلمة الشعب الفلسطيني والعربي، موضحةً أن القضية الفلسطينية باتت قضية عالمية، والمقاومة فرض عين على كل عربي لأن حقيقة الأمر كلنا مستهدفون، مشيرة إلى أن السردية التي تبناها الرئيس الأميركي جو بايدن منذ اليوم الأول بعد السابع من تشرين الأول «طوفان الأقصى» كانت سردية تحاول أن تخرج العمل المقاوم من سياقه.

شعبان أكدت في مؤتمر صحفي لها في بداية الاجتماع السنوي لمجلس مؤسسة القدس الدولية- سورية في فندق داماروز بدمشق صباح أمس، أن كيان الاحتلال يشكل قاعدة متقدمة للغرب بأكمله، وخاصة للولايات المتحدة الأميركية، لأن التعاضد بينهما عضوي وتاريخي في كل المجالات، موضحة أن السردية التي تبناها الرئيس الأميركي منذ اليوم الأول بعد السابع من تشرين الأول الماضي تحاول أن تُخرج العمل المقاوم من سياقه التاريخي وأهدافه المعلنة وتقدم تغطية ومكافأة للكيان الصهيوني على كل ما اقترفه من إبادة غير مسبوقة لشعب فلسطين شهد عليها العالم أجمع.

وقالت شعبان: «إن الولايات المتحدة لعبت دوراً كبيراً في إجهاض أي جهد من أجل إحقاق الحق والعدالة للشعب الفلسطيني»، موضحة أن تاريخ الولايات المتحدة شبيه إلى حد المطابقة مع تاريخ إسرائيل، فهم قضوا على حضارات ثقافية عريقة وعلى السكان الأصليين واحتلوا أرضهم.

شعبان أوضحت أن العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني أثار حراكاً مجتمعياً في الغرب دعماً لفلسطين، ولم يتوانَ الغرب عن استخدام كل أساليب القوة من أجل إخماد هذا الحراك، مبينة أن واقع المقاومة أثبت أن الغرب لا يعير وزناً للقانون الدولي ولحقوق الإنسان ولا لأي حق يتشدق به.

وقالت شعبان: «القضية الفلسطينية أصبحت قضية عالمية، قضية حقوق إنسان يشعر كل العالم بها، حيث إن 143 دولة اعترفت بدولة فلسطين وهذه بداية مهمة جداً، وثمرة من ثمار الصمود والمقاومة».

وتابعت: «إن ما قام به المقاومون الأبطال وجبهات إسناد المقاومة شكل بداية تاريخ جديد وعلى كل شخص يؤمن بهويته ووطنه وعروبته أن يعمل على استمرار هذا التاريخ بأوجهه المختلفة، وعلى تعزيزه وإغنائه بكل ما يمتلك وبالمهارة التي يتقنها، أي إن المقاومة فرض عين على كل عربي، لأن حقيقة الأمر كلنا مستهدفون وكل من يتخيل غير ذلك فهو واهم».

وبيّنت شعبان أن المقاومين في غزة صامدون وثابتون بسبب إيمانهم بانتمائهم إلى هذه الأرض وهذا ما يجب تعزيزه، وأن تضحيات الشعب الفلسطيني لم تذهب سدىً، لأن تلك الدماء الطاهرة التي أزهقت في غزة والضفة الغربية قلبت المعادلة الدولية لمصلحة القضية الفلسطينية.

وختمت شعبان: «إن طوفان الأقصى وضع حداً فاصلاً بين ما قبله وما بعده، واليوم المعركة خرجت من نطاق فلسطين وهي معركة العرب وكل الأحرار في العالم».

وفي ردها على سؤال لـ«الوطن» على هامش الاجتماع قالت شعبان: «لا شك أن عدم وحدة الصف الفلسطيني موضوع موجع، ولذلك فإنه وفي مواجهة هذه الكارثة أول ما يجب أن يتم هو توحيد كلمة الشعب الفلسطيني، وأن يكون واقفاً وقفة رجل واحد، ليس فقط الشعب الفلسطيني وإنما الشعب العربي، والدول العربية لا بد أن تكون كلها ذات موقف واحد لأن هذه مصلحتهم، هي ليست منة للفلسطينيين على الإطلاق، لأننا نعلم أن هذا العدو يخطط لمئة عام إلى الأمام وهذا ما فعله، خطط للإعلام 1897 وها نحن نرى أن الإعلام الغربي يسيطر على السردية العالمية».

وتابعت: «يجب ألا ننتظر حتى نرى ماذا يريد أن يفعل لأننا نستطيع أن نستقرئ خطته ضدنا جميعاً ويجب أن نعمل جميعاً، جيوشاً ومقاومين وفنانين وأدباء ونساء ورجالاً ضد هذا الكفر بالإنسانية، وضد هذه الإبادة التي يجب ألا يقبل بها منطق على الإطلاق».

بدوره وفي كلمة له أكد المدير العام لمؤسسة القدس الدولية ياسين حمود أن الوعي النضالي والشعبي الذي رافق طوفان الأقصى أكد للعالم أن الشعب الفلسطيني لا يسكت عن الاعتداءات المتصاعدة على القدس والأقصى وأنه لم يفقد البوصلة وقادر على إيلام العدو وهزيمته، موضحاً أن وقوف دول قوى محور المقاومة مع الشعب الفلسطيني عمّق مأزق الاحتلال وجعل خسائره كبيرة، ودفعه إلى مزيد من الجنون والعربدة التي تقربه من نهايته.

من جهته قدم مدير عام مؤسسة القدس الدولية سورية خلف المفتاح عرضاً عن نشاط المؤسسة خلال عام 2023 ومواكبتها للأحداث وإحياء المناسبات وحضورها في ساحات العمل الثقافي والفكري، إضافة إلى التعاون وتعزيز الشراكة مع الفصائل والقوى الفلسطينية وسفارات الدول المناصرة لشعب فلسطين.

الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة طلال ناجي عرض لآخر مستجدات الوضع الفلسطيني والممارسات الإجرامية لكيان الاحتلال الإسرائيلي من قتل وتدمير وتهجير بحق الأهل في فلسطين بشكل عام وغزة والضفة الغربية والقدس بشكل خاص التي ازدادت وتيرتها بعد الـ7 من تشرين الأول الماضي.

من جانبه ثمّن سفير دولة فلسطين بدمشق سمير الرفاعي موقف سورية الواضح والصريح من القضية الفلسطينية العادلة، مؤكداً أنه رغم كل الدعم الغربي لكيان الاحتلال ومؤامراته فإن النصر في النهاية سيكون حليفاً لفلسطين وشعبها ولكل القوى التي تقف إلى جانبها.

وفي تصريح لـ«الوطن» أكد مدير عام دائرة العلاقات العربية لمنظمة التحرير الفلسطينية السفير أنور عبد الهادي أنه إذا لم تفرض عقوبات على إسرائيل فلن تتوقف عن عدوانها، مشيراً إلى أنها تعتبر نفسها فوق القانون، وأكبر من الأمم المتحدة وأكبر من روسيا وأميركا ومن الجميع.

وقال: «إذا كان العالم صادقاً بوقف الحرب الإجرامية عليه أن يفرض عقوبات، ويحاصر إسرائيل، ومن هذا المنطلق للأسف، فإنني سميت هذا المجرم خنزيراً مجروحاً وهو مستمر للنهاية ما لم يكن القرار بفرض عقوبات حاسماً وواضحاً، وإذا كان للعالم حد أدنى من الإحساس يجب أن يأخذ قراره على الفصل السابع ويستخدم القوة، هذا الحل»، مشيراً إلى أن الحوار الفلسطيني الفلسطيني قائم، وقريباً هناك حوار في بكين بحضور جميع الفصائل.

وقدمت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة خلال الاجتماع درع الوفاء والتقدير لشعبان تقديراً لدورها الوطني والقومي والتاريخي والثقافي والسياسي الداعم للقضية الفلسطينية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن