ثقافة وفن

مهن دمشقية منقرضة رصدتها الدراما والسينما في سورية … التراث السوري الشعبي والمهني وثقته الحكاية الدرامية السورية

| وائل العدس

هناك عدة مهن دمشقية بقيت مستمرة في المجتمع من الناحية الفولكلورية فقط مثل الحكواتي، لكن هناك الكثير من المهن الدمشقية الأخرى التي انقرضت مع مرور الزمن بسبب التطور التكنولوجي المتسارع، منها مهن تراثية كان لها حضور في الذاكرة الشعبية السورية من خلال أعمال الدراما السورية.

«الوطن» رصدت بعض المهن الدمشقية المنقرضة التي رصدتها الدراما والسينما في سورية، وإلى التفاصيل:

الطرابيشي

رصدت الدراما السورية عدة مهن دمشقية منقرضة، أولها «الطرابيشي» المختص بصناعة وصيانة وكي الطرابيش، وإصلاح أي كسرة أو عوج قد يصيبه، وكانت مهنة معروفة ومحترمة حتى مطلع سبعينيات القرن العشرين عندما بدأت تتراجع بسبب تخلي الناس عن طرابيشهم، تماشياً مع الحداثة.

كان «الطرابيشي» يجهز هياكل الطرابيش من الخوص على حسب أكثر المقاسات المشتركة لرؤوس الناس، ثم يقوم بوضعها حول قالب نحاسي ثم يغطيها بالجوخ ويقوم بتثبيتها بمكبس خاص، ثم تأتي بعد ذلك مرحلة الكي وهي المرحلة النهائية قبل تثبيت الزر ليصبح الطربوش جاهزاً.

هذه المهنة رصدها فيلم «خياط للسيدات» عبر شخصية «أبو فهمي» التي أداها الفنان الراحل فهد كعيكاتي.

المبيض

«تبييض النحاس» كانت مهنة معروفة في زمن انتشار الأوعية النحاسية قبل «اختراع» الألومينيوم، وكان المبيض يتجول في الأحياء وينادي لتأتيه النساء بالأوعية النحاسية لكي يبيضها عن طريق مسحوق ملحي خشن أو حتى بعض الرمال على سطح الوعاء لتنظيفه بقطعة خيش، قبل أن يضعها على نار لتحمى حرارتها ويطليها بالقصدير وهو يؤدي حركة صعبة، يلف جذعه في الاتجاهين بصورة متتالية، مقاوماً الحرارة.

وردت هذه المهنة في مسلسل «الدغري» عبر شخصية «نوري المبيض» التي أداها الفنان زهير عبد الكريم.

الداية

تقوم الداية بتوليد النساء، وتقطع الحبل السري للمولود وتساعد على التقاط أنفاسه الأولى، وكانت صاحبة مكانة مرموقة في المجتمع الدمشقي، وهي مختلفة عن القابلة القانونية الموجودة اليوم، لأنها لم تكن متعلمة ولا تستخدم أي وسيلة طبية حديثة في عملها.

أشهر من لعب هذا الدور الفنانة هدى شعراوي بشخصية «أم زكي» في مسلسل «باب الحارة» و«أم نبيل» في مسلسل «أيام شامية» والفنانة منى واصف بشخصية «أم عزمي» في مسلسل «أهل الراية».

الدومري

هو الرجل الذي يحمل النور إلى الشوارع والجوامع ويشعل الفوانيس في الأزقة والحارات، وكان هذا الموظف يمر بها قبيل المغرب ويبدأ بإشعالها ويظل حارساً لها حتى الساعات الأولى من الفجر، وقد شاع مثل شعبي يقول (ما في الدومري) كناية عن خلوّ المكان من أي مخلوق؛ وكان الفانوس عبارة عن متوازي مستطيلات من البلور يُثبت في قاعدته من الداخل (الكاز) وينتهي من أعلاه بحلقة تُستعمل لحمله باليد أو لتعليقه على الحامل. وجسد هذه المهنة الفنان حسام تحسين بك في مسلسل «ليالي الصالحية» بشخصية «أبو الفضل».

السقا

من المهن الأخرى «السقا» وهو العامل المسؤول عن تنظيف الشوارع عند الفجر أو وقت المغيب، وإيصال المياه إلى المخازن والجوامع والمنازل، يحمل على ظهره كيساً مصنوعاً من جلد الماعز يملؤه بالماء قبل سقاية الشوارع والحدائق.

قُدمت هذه المهنة في مسلسل «الخوالي» عبر الفنانين أحمد خليفة وعبد السلام صبري بشخصيتي «أبو جبري» و«أبو صبري».

البيطار

هو الرجل الذي يركّب ويثبت حدوة الأحصنة، وكان ماهراً في دمشق حتى منتصف القرن العشرين، حينما تراجع اعتماد الناس على الأحصنة مقابل ركب السيارات الحديثة.

قدّم هذه المهنة الفنان علي كريم في مسلسل «باب الحارة» بشخصية «العكيد أبو النار».

الحلاق الدكتور

كان الحلاق قديماً يعمل بالطب الشعبي، فيعالج الجروح ويقلع الأضراس ويجد بالأعشاب الطبيعية علاجاً لمعظم الأمراض، وكان يعتبر أحد وجاهات الحارات الشامية وأحد العضاوات ذوي الكلمة المسموعة.

أشهر من قدم هذه الشخصية الفنان عباس النوري بشخصية «أبو عصام» في مسلسل «باب الحارة» والفنان الراحل سليم كلاس بشخصية «ديبو» في مسلسل «أيام شامية».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن