رياضة

الكرنفال الأوروبي السابع عشر على الأبواب.. عشرة أبطال (7) … النسخة الثالثة عشرة 2008- لمسة توريس السحرية تعيد الإسبان للريادة

| محمود قرقورا

ترفع الستارة يوم الرابع عشر من الشهر الجاري إيذاناً بافتتاح النسخة السابعة عشرة لكأس أمم أوروبا على الأراضي الألمانية، وعلى مدار النسخ السابقة احتل الألمان والإسبان الصدارة بثلاثة ألقاب مقابل لقبين لفرنسا وإيطاليا ولقب لكل من الاتحاد السوفييتي وتشيكوسلوفاكيا وهولندا والدانمارك واليونان والبرتغال.

كعادة «الوطن» في البطولات الكبرى تسلط الضوء على مسار البطولات السابقة لتكون مادة دسمة تعد أرشيفاً وخليلاً ودليلاً لمن يريد الإبحار، واليوم نتناول البطولة الثالثة عشرة التي عرفت تتويجاً ثانياً للماتادور وإلى التفاصيل.

وقع الخيار على سويسرا والنمسا لاستضافة النسخة الثالثة عشرة، والإمكانيات المتواضعة للمنتخبين جعلتهما موضع انتظار وتحدٍ حول إمكانية بقائهما في البطولة أطول فترة ممكنة، ولكن الشمس لا تحجب بغربال، فاكتفت سويسرا بفوز شرفي تحقق بعد ضمان البرتغال التأهل، واكتفت النمسا بنقطة يتيمة وهدف من علامة الجزاء.

اعتمد النظام السابق القاضي بتوزيع المنتخبات الـ16 لأربع مجموعات يتأهل أبطالها وأصحاب المركز الثاني ثم تقام الأدوار المتقدمة بطريقة الإقصاء.

التصفيات

وزعت المنتخبات الخمسون على سبع مجموعات وفق التالي:

مج1: بولندا، البرتغال، صربيا، فنلندا، بلجيكا، كازاخستان، أرمينيا وأذربيجان.

مج2: إيطاليا، فرنسا، اسكتلندا، أوكرانيا، ليتوانيا، جورجيا وجزر فارو.

مج3: اليونان، تركيا، النرويج، البوسنة، مولدافيا، المجر ومالطا.

مج4: تشيكيا، ألمانيا، جمهورية إيرلندا، سلوفاكيا، ويلز، قبرص وسان مارينو.

مج5: كرواتيا، روسيا، إنكلترا، الكيان الصهيوني، مقدونيا، أستونيا وأندورا.

مج6: إسبانيا، السويد، إيرلندا الشمالية، الدانمارك، لاتفيا، أيسلندا وليشتنشتاين.

مج7: رومانيا، هولندا، بلغاريا، بيلاروسيا، ألبانيا، سلوفينيا ولوكسمبورغ.

فتأهل الأول والثاني من كل مجموعة إضافة للبلدين المضيفين، ووزعت المنتخبات في النهائيات وفق التالي:

مج1: سويسرا، تشيكيا، البرتغال وتركيا.

مج2: النمسا، كرواتيا، ألمانيا وبولندا.

مج3: هولندا، إيطاليا، رومانيا وفرنسا.

مج4: اليونان، السويد، إسبانيا وروسيا.

ربع ساعة تاريخية

اعترف المتابعون بتوازن المجموعة الأولى وإمكانية تأهل أي من تشيكيا وتركيا والمستضيفة سويسرا إلى جانب البرتغال المرشحة للصدارة.

افتتاحاً تأثر المستضيفون بإصابة نجمهم فراي فاستغلت تشيكيا الموقف وسجلت من فرصة نادرة وحافظت على التقدم بفضل تألق حارسها تشيك، وصمدت تركيا شوطاً أمام البرتغال التي لم تهزم أمام نظيرتها منذ 1955 بيد أن الفوارق الفنية والتقنية رجحت كفة برازيليي أوروبا الذين بالغوا في تبديد الفرص.

السيناريو الثاني عرف أول المتأهلين والمودعين، سكولاري وتلامذته لربع النهائي إثر الفوز الصريح على تشيكيا التي ظهرت ضعيفة، وهذا ليس بجديد على البرتغال التي لا بد من تأهلها كلما شاركت، وخرجت سويسرا على يد تركيا التي أدركت الفوز في الوقت بدل الضائع فامتزج بكاء الجماهير السويسرية مع المطر الغزير، ولم يبق أمام سويسرا سوى تسجيل فوز شرفي وساعدها إجراء ثمانية تغييرات على تشكيلة سكولاري، غير أن أهم ما حدث في الدور الأول الدقائق الـ15 الأخيرة بمباراة تشيكيا وتركيا، إذ تقدمت تشيك بهدفين على مدار الشوطين، غير أن الكبرياء ورفض الاستسلام والأخطاء غير المتوقعة لحارس تشيك بدّل وجهة الفوز، فعاشت تركيا ليلة من ليالي ألف ليلة وليلة، وعلى النقيض عاشت تشيكيا كابوساً لم يكن في الحسبان.

أوليات وقياسيات

عرفت المجموعة الثانية العديد من الأرقام القياسية، فهدف المباراة الأولى الذي سجله الكرواتي مودريتش المنضم لتوتنهام بمرمى النمسا من جزاء هو الأسرع في البطولة، وثنائية بودولسكي التي آلت إليها مباراة الجارتين ألمانيا وبولونيا هي الأولى، والحمراء التي تلقاها الألماني شفاينشتايغر أمام كرواتيا هي الأولى أيضاً، وتلك المباراة كانت محط أنظار بعد عشر سنوات من لقائهما الشهير في المونديال، والأفضلية مجدداً للكروات تقنياً وجماعياً فأضافوا ألمانيا لضحاياهم بعد إنكلترا في التصفيات، ومن جزاء الوقت بدل الضائع سجل النمساوي فاستيك التعادل بمرمى بولونيا ليصبح المسجل الأكبر في النهائيات.

كرواتيا أكملت أفضليتها بفوز ثالث على بولونيا رغم الزج بتسعة لاعبين لم يلعبوا ضد ألمانيا، ولم يبق في التشكيل الفائز على ألمانيا إلا برانجيتش وراكيتش، وكانت التسديدة الصاروخية التي أطلقها بالاك كافية لوداع البلد المنظم الثاني وتأهل ألمانيا للمرة الأولى منذ 12 عاماً، علماً أن النمسا دخلت المباراة وهي بحاجة للفوز لكن ذلك كان أصعب من الوصول لقمة جبال الألب.

خروج مذل لفرنسا

لا شك أن المجموعة الثالثة حديدية بوجود أول وثاني العالم وهولندا ورومانيا، وخير الكلام أن الطواحين فتكت بالجميع بنقاط كاملة، وأن إيطاليا تأهلت من خرم إبرة وفرنسا خرجت بشكل مذل ورومانيا ظلمت نفسها عندما لم تفز على هولندا ناقصة الصفوف.

البداية جاءت سلبية لأن رومانيا لم تسع للعب ولم تبد رغبة في الهجوم، وفرنسا لم تكن قادرة على اللعب وعاجزة عن الهجوم، وإذا كان الديوك اهتزوا فإن الآزوري أصيب بدوار وهو يسقط بثلاثية برتقالية مع الرأفة، ولولا تألق بوفون لكانت الخسارة كارثية لأبطال العالم الذين انحنوا أمام هولندا للمرة الأولى منذ مونديال 1978.

جولة تصحيح المسار لم تأت بجديد، فإيطاليا التي صادر لها الحكم هدفاً صحيحاً اكتفت بنقطة مع رومانيا ويعود الفضل لبوفون الذي رد ركلة جزاء، ولم تكن فرنسا على قدر المسؤولية فخسرت بقسوة أمام هولندا.

جولة معرفة البطاقة الثانية حسمها الطليان بفوز مستحق على فرنسا فاقدة الهوية، بمشاركة لاعبين كانا في نهائي 2000 وهما أمبروزيني وهنري، ولم يحسن منتخب رومانيا التعامل مع هولندا التي أجرى مدربها باستن عشرة تغييرات، وخروج فرنسا من دور المجموعات هو الثاني بعد 1992 ولكن تلقي ستة أهداف مقابل هدف أمر بالغ الدلالة على انتهاء صلاحية ذلك الجيل.

رسائل إسبانية

وجّه لاعبو إسبانيا رسائل شديدة اللجهة للمنافسين دون أن يغتروا بأنفسهم تحسباً لأي مصير مشابه لما حدث في مونديال ألمانيا 2006 فأمّنوا التأهل مبكراً وأتاح مدربهم الفرصة للاحتياطيين.

الطبخة الأولى طعمها ولونها ورائحتها إسبانية بأربعة أهداف، سجل ثلاثة منها ديفيد فيا، وتساءل النقاد كيف سيكون رد الروسي هيدينك المشهود له بالحنكة التدريبية، وبالفعل أظهر الرد سريعاً بانتصار مهم على اليونان بعد أداء سلس قوامه لاعبون موهوبون متفاهمون وكأن الدب ولد من رحم الإعصار الإسباني، وتأكد ذلك بقطعه تذكرة العبور على حساب السويد في ختام المباريات، علماً أن التعادل كان كافياً للسويد التي بدأت بترويض حاملي اللقب اليونانيين بهدفين قبل الخسارة أمام إسبانيا.

المدرب أراغونيس الذي أجرى عشرة تغييرات على التشكيلة في المباراة الهامشية أمام اليونان حصد النقاط الكاملة، وكل ما فعلته اليونان أنها سجلت هدفها اليتيم، وهذا لم يكن مفاجئاً لمنتخب فقد بريقه وبدا غريباً عن حقيقته التي أظهرها قبل أربعة أعوام، علماً أنه المنتخب الأفضل خلال التصفيات بجمعه 31 نقطة من 36 نقطة.

لعنة 22 حزيران ولّت

انطلق ربع النهائي بلقاء لاهب تفوح منه رائحة تصفية الحسابات على أساس أن البرتغال فازت وتعادلت مع ألمانيا سابقاً في البطولة، وحقق الألمان المبتغى إثر البداية القوية، لدرجة أن الكثيرين اعترفوا أن الألمان تفوقوا في البداية وليس في النهاية، وهكذا انكسر الحلم البرتغالي بالفخ الألماني، وإن كان الفوز مطعوناً فيه لأن الهدف الثالث كان من خطأ واضح على المسجل بالاك، والنقاد رأوا أن البرتغال دفعت ثمن الأخطاء الدفاعية الساذجة ومن حسن حظ رونالدو أن الخروج لم يؤثر على فوزه بجائزة الكرة الذهبية.

ثاني المباريات جاءت حفلتها أشبه بأفلام الرعب والبطل الحارس التركي روشتو ريكبر الذي تسبب بهدف كرواتي ثم كفّر عن ذنبه بصناعته هدفاً ورد ركلة ترجيح.

ثالث المواجهات جمعت هولندا ملكة الدور الأول مع روسيا والتكهنات مالت للطواحين الذين فتكوا بخصومهم في الدور الأول بلا رأفة أو شفقة، ولكن روسيا هزت العرش الهولندي بثلاثة أهداف لهدف، ولم يأت الفوز الروسي من فراغ، فالتسديد الروسي على المرمى ضعف ما فعله الخصم الهولندي، ومعركة التكتيك كسبها هيدينك الذي شل مفاتيح القوة عند أبناء جلدته فكان التفوق فنياً وبدنياً وتكتيكياً.

ختام ربع النهائي ينتمي إلى المواعيد الكبرى بين أبطال العالم الطليان وحامي عرينهم بوفون والمرشحين الإسبان وحامي عرينهم كاسياس، وبتاريخ يتشاءم منه الإسبان وهو 22 حزيران لأن ذلك اليوم شهد خروجهم بركلات الترجيح أمام إنكلترا أوروبياً وأمام بلجيكا وكوريا الجنوبية مونديالياً، وجاءت المباراة متباينة حيث كل هم الطليان إيصالها للترجيح ولكن تلك الركلات أنصفت الماتادور.

بالتثبيت

تمنى الحياديون انتصار الثيران والمانشافت كي يكون النهائي مثالياً، وبالفعل حصل ذلك لكن ليس بالسهولة المتوقعة، فإذا كان الإسبان حجّموا الدب ثانية بثلاثية، فإن ألمانيا وجدت صعوبة في التخلص من أبناء الأناضول الذين كبروا مباراة بعد أخرى.

والنهاية ليلة استثنائية من ليال الأنس الأندلسية كانت في فيينا، إذ لا فرحة تعلو فوق العودة للزعامة الأوروبية إلا فرحة تموز 2010 يوم تسيد الإسبان العالم، وأنهى توريس موسماً بلغ ذروة تألقه مع ليفربول في موسمه الأول مستغلاً سرعته وسوء التفاهم بين لام البطيء والحارس ليمان فسجل الأرشيف أن توريس بدأ أهداف إسبانيا في التصفيات وأنهاها في النهائيات.

والحكم الإيطالي روسيتي دخل التاريخ لكونه أول من أطلق الصافرة وآخر من أنهاها، والمدرب الإسباني أراغونيس أضحى المدرب المتوج الأكبر، وتأكد أن بالاك منحوس والأخطاء الفردية التي لم يستغلها الأتراك استغلها الإسبان الذين سيطروا وسيّروا المباراة كما يحلو لهم فتوجت التشكيلة الأفضل عبر تاريخ الإسبان، وإليكم لنتائج:

المجموعة الأولى

• 7/6/2008: تشيكيا × سويسرا 1/صفر سفيركوش (71).

• 7/6/2008: البرتغال × تركيا 2/صفر بيبي وميرليس (61 و90).

• 11/6/2008: البرتغال × تشيكيا 3/1 ديكو ورونالدو وكواريزما (8 و63 و90)/ ليبور شيونكو (17).

• 11/6/2008: تركيا × سويسرا 2/1 سميح سنتورك وأردا ثوران (57 و90)/ هاكان ياكين (32).

• 15/6/2008: سويسرا × البرتغال 2/صفر هاكان ياكين (71 و83 والثاني من جزء).

• 15/6/2008: تركيا × تشيكيا أردا ثوران (75) ونهاد قهوجي (87 و89)/ يان كولر وباروسلاف بلاسيل (34 و62).

المجموعة الثانية

• 8/6/2008: كرواتيا × النمسا 1/صفر مودريتش من جزاء (4).

• 8/6/2008: ألمانيا × بولندا 2/صفر بودولسكي (20 و72).

• 12/6/2008: كرواتيا × ألمانيا 2/1 داريو سرنا وايفيكا أوليش (24 ة62)/ بودولسكي (79).

• 12/6/2008: النمسا × بولندا 1/1 فاستيك من جزاء (90)/ غوريرو (30).

• 16/6/2008: ألمانيا × النمسا 1/صفر بالاك (49).

• 16/6/2008: كرواتيا × بولندا 1/صفر ايفان كلاسنيتش (53).

المجموعة الثالثة

• 9/6/2008: رومانيا × فرنسا صفر/صفر.

• 9/6/2008: هولندا × إيطاليا 3/صفر نيستلروي شنايدر وبرونكهورست (26 و31 و79).

• 13/6/2008: إيطاليا × رومانيا 1/1 بانوتشي (56)/ موتو (55).

• 13/6/2008: هولندا × فرنسا 4/1 كاوت وفان بيرسي وروبن وشنايدر (9 و59 و72 و90)/ تيري هنري (71).

• 17/6/2008: هولندا × رومانيا 2/صفر هونتلار وفان بيرسي (54 و87).

• 17/6/2008: إيطاليا × فرنسا 2/صفر بيرلو من جزاء ودانيال دي روسي (25 و62).

المجموعة الرابعة

• 10/6/2008: إسبانيا × روسيا 4/1 ديفيد فيا (20 و44 و75) وفابريغاس (90)/ بافلوتشينكو (86).

• 10/6/2008: السويد × اليونان 2/صفر إبراهيموفيتش وبيتر هانسون (67 و72).

• 14/6/2008: إسبانيا × السويد 2/1 توريس وديفيد فيا (15 و90)/ إبراهيموفيتش (34).

• 14/6/2008: روسيا × اليونان 1/صفر زيريانوف (33).

• 18/6/2008: إسبانيا × اليونان 2/1 سجل لإسبانيا دي لا ريد (61) وغويزا (88)، ولليونان خاريستياس (43).

• 18/6/2008: روسيا × السويد 2/صفر بافلوتشينكو وأرشافين (24 و50).

الدور ربع النهائي

• 19/6/2008: ألمانيا × البرتغال 3/2 شفاينشتايغر وكلوزه وبالاك (22 و26 و61)/ نونو غوميز وبوستيغا (40 و87).

• 20/6/2008: تركيا × كرواتيا 1/1 ثم 3/1 بالترجيح سميح سنتورك (120)/ ايفان كلاسنيتش (119).

• 21/6/2008: روسيا × هولندا 3/1 بافلوتشينكو وتوربينسكي وأرشافين (56 و112 و116)/ نيستلروي (86).

• 22/6/2008: إسبانيا × إيطاليا صفر/صفر ثم 4/2 بركلات الترجيح.

الدور نصف النهائي

• 25/6/2008: ألمانيا × تركيا 3/2 شفاينشتايغر وكلوزه ولام (26 و79 و90)/ أوغور بورال وسميح سنتورك (22 و86).

• 26/6/2008: إسبانيا × روسيا 3/صفر اكزافي وغويزا وديفيد سيلفا (50 و73 و82).

النهائي

• 29/6/2008: إسبانيا × ألمانيا 1/صفر فرناندو توريس (33).

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن