رياضة

هل ستكون انتخابات اتحاد السلة متجددة ومتغيرة؟ أم سيبقى الحال على ما هو عليه؟

| مهند الحسني

أيام قليلة وينطلق مسلسل الانتخابات الرياضية ومعها ستبدأ بشائر الحملات الانتخابية تطبخ على نار هادئة في الشارع الرياضي بشكل عام والسلوي على وجه الخصوص، ويبدو أن المرحلة القادمة ستحمل مفاجآت كثيرة من العيار الثقيل وخاصة في وضوح صورة الأعضاء الجدد التي ستحمل هموم وشجون اللعبة في الفترة الانتخابية المقبلة.

ومن المتوقع أن تبدأ المشاورات والاتصالات بين بعض المحافظات من أجل تشكيل فرق انتخابية تكون قادرة على الدخول بقوة في المعركة الانتخابية المقبلة بعدما بدأت أسهم الاتحاد الحالي، وخاصة بعض أعضائه بالهبوط بعد أن فشلوا في تقديم أي شيء جديد للعبة منذ وجودهم بالاتحاد، وأعضاء آخرون استفادوا من صناعة المجد لهم، عبر الإيفادات وبعثات المنتخبات والجلوس على طاولة المراقبات، لكن بالوقت نفسه هناك من عمل من أعضاء الاتحاد، وأخلص وبذل الغالي والنفيس في سبيل تطوير اللعبة وبقائها، وكان ذلك على حساب عمله وظروفه الخاصة.

فهل ستشهد سلتنا نقلة نوعية بأعضائها الجدد، وتتصالح الأندية فيما بينها في سبيل وجود أفضل من يقود سلتنا؟ أم إن تضارب المصالح والمحسوبيات والخلافات ستكون عنواناً مهماً للمرحلة الانتخابية المقبلة؟ وهل سيكون لمن ينادي بالإصلاح بمفاصل سلتنا، ويرفع شعارات التغيير والتنظير مكاناً في التشكيلة الجديدة، أم إن شعاراته ستبقى عبارة عن زوبعة بفنجان لا أكثر؟

حقائق ووقائع

اقتربت الحملة الانتخابية لاتحاد السلة ومعها ستبدأ التحركات الانتخابية بأشكالها المتعددة ووجوهها المتعددة، بعضها كان باتجاه التسويق لبعض الوجوه، والبعض الآخر باتجاه النيل من الاتحاد الحالي بقصد تمهيد الطريق أمام بعض الأجندات المتضررة من قرارات الاتحاد خلال فترة عمله السابقة، لن نستبق الأحداث ونطلق الأحكام على بعض المرشحين المتوقع تقدمهم للانتخابات القادمة، أو البرامج الانتخابية، ولكننا اليوم ملتزمون بإجراء جردة حساب للاتحاد وأعماله السابقة، ومقارنة السلبيات بالإيجابيات والموازنة بين كفتي الميزان لنرى بأي اتجاه تميل.

عدم التوازن

مشكلة الاتحاد الظاهرة للعيان هي عدم التوازن بين أعضائه من حيث الكفاءة، والقدرات وترتيب أولويات المصلحة العامة، فالبعض منهم كانت هموم اللعبة والنهوض بها والحفاظ عليها واستمرار أنشطتها خلال السنوات الماضية في مقدمة أولوياتهم، والبعض الآخر حوّل حضوره في الاتحاد إلى منصة لإطلاق طموحاته الشخصية، والاستعراض والمنافع الضيقة، وترويج الأجندات الضيقة من ناد إلى محافظة إلى مراقبات محلية أو قارية.

دور مهم

رئيس الاتحاد كان دوره صمام الأمان في كثير من الحالات في دفع عجلة اللعبة نحو استمرار الدوران والحفاظ عليها، ولو في الحدود الدنيا، ونجح في مواطن، وأخفق في أخرى، وكان لديه مهمة أخرى هي تدارك أخطاء بعض أعضاء اتحاده التي أحرجت الاتحاد في كثير من المحطات، ولعل العلامة الفارقة التي تسجل له هي عدم توقف المنافسات المحلية، واستمرار المنتخبات الوطنية في المشاركات القارية، رغم النتائج المخيبة للآمال.

من جهة أخرى كان تراجع المنتخبات الوطنية والنتائج الهزيلة في المشاركات القارية موضع تساؤل واستغراب بسبب التدهور الشديد الذي عاشته بعض المنتخبات.

حملات كثيرة طالت الاتحاد بعضها كان على حق، والبعض الآخر تحت شعار كلمة حق أريد بها باطل، أما البعض الثالث، فكان باطلاً أريد به باطل صادر عن منظّرين والمصالح الضيقة وأشخاص يصنفون أنفسهم قادةً ونجوماً، إلا أنهم وبكل أسف لا تحمل ذاكرة الرياضة السورية أي ذكرى طيبة لعملهم الرياضي القيادي، لا بل إنهم أصبحوا عالة على أنديتهم التي باتت تنوء بهم وتنظيرهم وأفكارهم الهلامية وجعجعتهم التي لا تطعم طحيناً.

توجه

عندما يتوجه المصوتون لانتخاب اتحاد جديد بعد أشهر قليلة، سيطالبون بأن تتوجه أوراقهم الانتخابية للتجديد لمن عمل بإخلاص ومصلحة اللعبة خلال السنوات الماضية، وأن يكونوا حاسمين في إقصاء المرتزقة والمتسلقين على أعناق سلتنا الكسيرة.

وإقصاء الفاشلين لا يؤتي أكله لمصلحة كرة السلة، ولا تكتمل إيجابياته إلا باستبدالهم برجال صالحين همهم اللعبة والارتقاء بها قبل البروظة والاستعراض.

خلاصة

أيها السادة: الانتخابات القادمة فرصة مناسبة لاستبعاد كل الفاسدين والمنتفعين بمفاصل اللعبة، ومطالبون بالانتباه لمن يدس سمَّ المصالح الشخصية في عسل المصلحة العامة، وأن يراجعوا مراجعة موضوعية دقيقة لفريق عمل الاتحاد، وأن يتم تقييمهم كأفراد والتجديد للمخلصين وإقصاء الفاسدين، وغير ذلك ستكون سلتنا في خبر كان، ويحدونا الأمل في اختيار فريق متكامل ومناسب لقيادة سلتنا الوطنية يضم أفضل الخبرات والكوادر القادرة على العطاء والتطوير.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن