رياضة

من ملفات الدوري الكروي الممتاز … ركلات الجزاء بين الاستثمار الصحيح وضياع الفرص … 38 ركلة جزاء ضاع منها تسع والواكد هدافها

| ناصر النجار

ركلات الجزاء تعتبر الفرصة السانحة والمؤكدة لتسجيل هدف، الهدف هذا قد يكون له دور في تغيير المجريات أو قلب نتيجة، لذلك فإن ركلات الجزاء في أغلبها كانت حاسمة ولها دلالات على مدى التحضير الذهني للاعبين، ومن الطبيعي أن يكون هناك مختصون في تنفيذ هذه الركلات، لذلك كان المتقدمون للتسديد محدودين في الدوري ومعروفين مسبقاً.

بعض المراقبين في أوقات سابقة شجعوا اتحاد كرة القدم على تسطير ركلات الجزاء ضمن برنامج مسابقاته من أجل تمرين أكثر من لاعب على تنفيذها واعتيادهم ذلك، وقد يكون ذلك متاحاً في حال انتهاء المباراة إلى التعادل، فيتم حسم التعادل بركلات الترجيح، وذلك الأمر إن لم يكن ممكناً في دوري الرجال لأن الجميع اعتاد التعادل كنتيجة واقعة، فإن هذا الأمر يمكن أن نطبقه في دوري الفئات كالأولمبي والشباب والناشئين، فإلغاء التعادل أمر حسن، ويمكن منح المتعادل نقطة، ومنح الفائز بركلات الترجيح نقطتين، وبذلك نكون حافظنا على كامل رصيد نقاط المباريات، ولنا في الموسم الأخير من دوري الرجال خير مثال، حيث إن نسبة التعادل في المباريات تجاوزت ربع المباريات وأكثرها كان سلبياً.

العديد من فرقنا يضطر للجوء إلى ركلات الترجيح، وخصوصاً في مباريات الكأس، ومنح الفرق ولاعبيهم الثقة في التنفيذ طوال الموسم يجعل من عملية التنفيذ في المواقف الصعبة أكثر مرونة وأقل تشنجاً وتوتراً وعصبية.

المدربون لهم دور، ولا يقتصر هذا الدور على كيفية تنفيذ الركلة ودراسة مواصفات الحارس المنافس، إنما يتعدى الأمر لتدريب المهاجمين خصوصاً واللاعبين عموماً على كيفية الوقوع في منطقة الجزاء من أجل الحصول على ركلة جزاء، وهذا أمر متعارف عليه بكل فرق العالم، وكلما كان التنفيذ جيداً تولّدت قناعة عند الحكم بأحقية الفريق بركلة الجزاء.

أيضاً هناك دروس خاصة بالمدافعين لتفادي الوقوع بأخطاء في منطقة الجزاء وخصوصاً عند الالتحام باللاعبين الآخرين أو عند استخلاص الكرة من المنافس، هذه التدريبات أساسية وتساهم في تقليل الأخطاء في منطقة الدفاع وخصوصاً الأخطاء الكارثية. كل ذلك مرتبط بمستوى الحضور الذهني في المبارات، والتقليل من حالات التوتر والتشنج والعصبية، فالأهم أن يدخل اللاعب المباراة وهو مبتعد عن أي عامل سلبي وألا ينجر إلى التوتر والتأثر بتصرفات لاعبي الفريق الآخر، أو باستفزاز الجمهور، فهما سلاحان مهمان تستعملهما كل الفرق للتأثير في المنافس، ومن هنا نجد بعض اللاعبين ينجرون وراء هذه الاستفزازات فيقعون في الأخطاء لتصل في النهاية إلى ما لا يحمد عقباه، وكم من فريق خسر مباريات بسبب ذلك وكم من ركلة جزاء احتسبت جراء فعل طائش، أو أهدرت جراء التوتر.

38 ركلة جزاء

ركلات الجزاء أكثر القرارات جدلية في قانون كرة القدم، وما زلنا حتى الآن نغوص في أحكامها، فكل ركلة تخضع إلى التحليل والتمحيص، وكل ركلة نجد من يتحدث بصوابيتها ونجد من يتحدث عكس ذلك، وقلة من الركلات التي تحظى بإجماع المراقبين والمحللين.

وبالمقابل نجد أن الاختلاف قائم على الكثير من الحالات التي لم يحتسب بها الحكام ركلات جزاء، وهذه الحالات كان لها مؤيدوها ومؤيدو الحكام بصحة قرارهم عدم احتساب ركلات الجزاء، كذلك وجدنا بعض المحللين معارضين لقرارات الحكام في هذه الحالات.

أكثر الأندية حصولاً على ركلات الجزاء كان الوحدة، حيث نال خمس ركلات، الأولى منحته تعادلاً ثميناً أمام الجيش في الدقيقة القاتلة وسجلها نصوح نكدلي، والثانية أضاعها اللاعب نفسه بمواجهة الكرامة في الدقيقة 18، وكان يمكن أن تمنح الفريق دعماً لو سجلت وخصوصاً أنها جاءت في زمن مبكر، المباراة انتهت إلى التعادل 2/2 والركلة الثالثة سجلها الغاني محمد أنس بمرمى الوثبة د 40 وساهمت بتحقيق أول فوز للوحدة في الدوري وكان ذلك في الأسبوع السابع.

الركلة الرابعة أضاعها عمرو جنيات في اللقاء مع الجيش في ثاني الإياب في الدقيقة 30، إهدار هذه الركلة كلفت الفريق خسارة المباراة بهدف.

الركلة الخامسة سجلها ماهر دعبول بمرمى الطليعة في الأسبوع الخامس من الإياب وفاز الوحدة 3/صفر وكانت باكورة الأهداف وسُجلت في الدقيقة العاشرة.

تشرين له أربع ركلات جزاء سجلت جميعها، واحدة في الذهاب وثلاث في الإياب، الركلة الأولى سجلها أيمن عكيل بمرمى الحرية في ثالث الذهاب في الدقيقة 32 وكانت مفتاح الفوز بهدفين مقابل هدف واحد.

الركلة الثانية حقق فيها الفريق الفوز على الوثبة بهدف سجله محمد البري في الدقيقة 31 وكانت المباراة في الأسبوع الرابع من الإياب.

الركلة الثالثة كانت مؤثرة أمام الوحدة وسجلها عماد الحموي في الدقيقة 70 وفاز بها تشرين 2/1 وكانت في ثامن الإياب، أما الركلة الرابعة فمنحت الفريق تباشير الفوز على الساحل الذي تأخر في الأسبوع الأخير من الدوري، سجل الركلة أيمن عكيل د 80، وبعدها سجل عماد الحموي هدف التثبيت ليفوز تشرين 2/صفر علماً أن الساحل كان قبل هذه المباراة قد وقع على هبوطه إلى الدرجة الأولى.

حطين له أربع ركلات، لكنه أضاع نصفها، نال ثلاث في الذهاب وركلة واحدة في الإياب، الركلة الأولى والثانية احتسبتا في مباراة أهلي حلب التي جرت في الأسبوع السادس من الذهاب التي فاز بها حطين 4/1، لذلك فإن الركلة التي سُجلت زادت رصيد الأهداف، والركلة التي فشلت لم تعكر الأجواء، الركلة الأولى تصدى لها حسين جويد في الدقيقة 34 ولم يحقق فيها المطلوب ففشل بالتسجيل، الركلة الثانية سجلها الأرجنتيني أليكسيس بارازا في الدقيقة 58.

الركلة الثالثة حصلت في المباراة المشكلة مع الحرية وأضاعها محمد كروما في الدقيقة 94، وكان حطين خاسراً 1/2 وقد أدرك حطين التعادل في الدقيقة 104، والمباراة ضمن مباريات الأسبوع التاسع.

الركلة الرابعة جاءت في الأسبوع التاسع من الإياب وباللقاء مع الحرية أيضاً وسجلها الأرجنتيني بارازا في الدقيقة 86 وفاز حطين 4/1 ولعب الحرية هذه المباراة بتشكيلة من لاعبي الشباب والأولمبي بعد تأكد هبوطه.

الجيش أيضاً حصل على أربع ركلات جزاء وألغيت الركلة الخامسة بسبب إلغاء مباراة الطليعة مع الجيش في نهاية الذهاب، وتوقفت المباراة في نهاية الشوط بسبب إصابة الحكم بحجر في رأسه، وكان الجيش متقدماً بهدف محمد الواكد وجاء من ركلة جزاء.

الركلة الأولى سجلها محمد الواكد في الدقيقة 95 ولم يكن لها أي تأثير لأنها لم تمنع خسارة الجيش أمام أهلي حلب 2/1 في الأسبوع الثامن من الذهاب، الركلة الثانية سجلها محمد الواكد بمرمى الساحل في الدقيقة 87 وكانت سبباً في فوز الجيش على الساحل 2/1 في الأسبوع العاشر من الذهاب.

الركلة الثالثة سجلها مؤيد الخولي بمرمى الوحدة د 45 في الأسبوع الثاني من الإياب وكانت هدف الفوز الوحيد.

الركلة الرابعة سجلها محمد الواكد بمرمى الطليعة د 69 في الأسبوع الأخير وفاز في المباراة الطليعة 3/2.

الساحل نال أربع ركلات جزاء، سجل ثلاثاً وأضاع واحدة، لكنه لم يستفد من أي ركلة منها، لأنها لم تغير في واقع المباريات ونتائجها، الركلة الأولى أضاعها شادي الحموي بلقاء الذهاب مع أهلي حلب في الأسبوع السابع في الدقيقة السادسة، وكانت المباراة انتهت إلى التعادل 1/1، والركلة الثانية سجلها ديار بكرلي بمرمى جبلة في الدقيقة 62، والمباراة خسرها الساحل 1/2 في الأسبوع الرابع من الإياب، في الأسبوع السادس إياباً نال ركلة جزاء في المباراة المهمة مع الوحدة سجلها سامر السالم د 79، لكن الفريق خسر اللقاء 2/3.

الركلة الأخيرة كانت في الأسبوع الثامن إياباً وسجلها محمد براء ديار بكرلي في الدقيقة 32 بمرمى الكرامة، ولم تمنع هذه الركلة فوز الكرامة بالمباراة 2/1.

جبلة نال ثلاث ركلات، فسجل واحدة وأضاع ركلتين، الأولى في المرحلة الثالثة سجلها عبد الإله حفيان بمرمى الطليعة في الدقيقة 25 وبها فاز جبلة 1/صفر والركلة الثانية أضاعها عبد الرحمن بركات باللقاء مع الحرية في الأسبوع الثامن من الذهاب في الدقيقة 25، وكان جبلة فاز بالمباراة 3/صفر، الركلة الثالثة أضاعها أيضاً عبد الرحمن بركات بمواجهة الفتوة د 85 في الأسبوع العاشر من الإياب، لكنه سجل منها هدف الفوز، بعد أن ارتدت الكرة من الحارس وعادت إليه.

الوثبة نال ثلاث ركلات في مرحلة الذهاب وسجلت كلها، الأولى سجلها وائل الرفاعي بمرمى تشرين د 76 في الأسبوع الرابع وفاز الوثبة 2/صفر والثانية سجلها رامي عامر بمرمى الفتوة د 25 في الأسبوع الثامن وفاز الفتوة بالمباراة 2/1، والركلة الأخيرة كانت في تاسع الذهاب وسجلها وائل الرفاعي في د 72 وفاز الكرامة في المباراة 3/2.

منح الحكام الطليعة ثلاث ركلات جزاء سجلت، ركلتان سجلهما المحترف التنزاني عبد اليوسف هاولي، وبهما كسب الطليعة نقاط المباراتين، الركلة الأولى كانت في الأسبوع الرابع وفاز بها الطليعة 1/صفر على الحرية والركلة سجلت في الدقيقة 33، والركلة الثانية جاءت في الأسبوع السابع وبها فاز على الكرامة 1/صفر أيضاً، والركلة سُجلت مع نهاية الشوط الأولى.

الركلة الثالثة سجلها عدي حسون في الأسبوع العاشر إياباً باللقاء مع أهلي حلب في الدقيقة 45 وخسر الطليعة اللقاء 1/2.

الفتوة نال ركلتي جزاء، سجل الأولى محمود البحر بمرمى الساحل في ثالث الذهاب في الدقيقة 53، وفاز الفتوة 3/صفر، والركلة الثانية سجلها كرم عمران بمرمى الحرية في الدقيقة 64 في سابع الإياب، وفاز الفتوة 3/1.

أهلي حلب له ركلتان، الأولى أضاعها محمد ريحانية باللقاء مع تشرين في الدقيقة 45 من الأسبوع التاسع وخسر أهلي حلب المباراة صفر/2، والثانية سجلها عبد الله نجار بمرمى الطليعة في الأسبوع العاشر في الدقيقة 22 والمباراة فاز بها أهلي حلب 4/صفر.

الكرامة سجل ركلتي جزاء اللتين حصل عليهما في الإياب، الأولى سجلها المدافع إبراهيم العبد الله في الدقيقة 29 باللقاء مع أهلي حلب في الأسبوع الخامس من الإياب في المباراة التي انتهت إلى التعادل 2/2 والثانية سجلها هيثم اللوز بمرمى الطليعة في الأسبوع السابع، وفاز الكرامة 4/صفر.

الحرية نال ركلتي جزاء في الإياب، سجل الأولى محمد يوسف باللقاء مع أهلي حلب في الدقيقة 26، وخسر الحرية 1/2 وأضاع اللاعب نفسه الركلة الثانية أمام فريق الجيش في الدقيقة 19، والمباريات انتهت إلى فوز الجيش 3/2.

أهداف وأرقام

بالمحصلة العامة فقد احتسبت 38 ركلة جزاء ضاع منها تسع ركلات، وأكثر الفرق إضاعة للجزاء: الوحدة وجبلة وحطين وأضاعت هذه الفرق ركلتين، بينما أضاعت كل من الفرق، الساحل وأهلي حلب والحرية ركلة واحدة.

وأكثر الفرق احتسبت عليها ركلات جزاء هي أهلي حلب بواقع سبع ركلات ثم الحرية بست والطليعة خمس ركلات والكرامة أربع ركلات وكل من الجيش والساحل والوحدة ثلاث ركلات وركلتان احتسبتا على كل من: تشرين والوثبة والفتوة، وركلة واحدة احتسبت على جبلة، ولم تحتسب على حطين أي ركلة جزاء.

أكثر الأسابيع شهدت ركلات الجزاء كانت: الثالث والرابع والسابع والثامن والتاسع والثالث عشر والتاسع عشر بواقع ثلاث ركلات، ثم السادس والعاشر والخامس عشر والثامن عشر والتاسع عشر والحادي والعشرين والثاني والعشرين، حيث احتسب فيهما ركلتي جزاء، وركلة جزاء واحدة سجلتها الأسابيع الثاني والسابع عشر والعشرون، ولم تشهد الأسابيع: الأول والخامس والحادي عشر والثاني عشر والرابع عشر أي ركلة جزاء.

تصدر مهاجم الجيش محمد الواكد قائمة هدافي ركلات الجزاء بتسجيله ثلاث ركلات، يليه الأرجنتيني أليكسيس بارازا (حطين) ومحمد براء ديار بكرلي (الساحل) وأيمن عكيل (تشرين) ووائل الرفاعي (الوثبة) والتنزاني عبد اليوسف هادلي (الطليعة) ولكل منهم هدفان من ركلتي جزاء سجلتا.

وسيئ الحظ عبد الرحمن بركات (جبلة) وهو الوحيد الذي أضاع ركلتي جزاء.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن