احتراق سيارات خاصة وباصات نقل بسبب الأعشاب اليابسة … «موسم الحرائق» يشتد في حلب ويخرج عن السيطرة أحياناً
| حلب- خالد زنكلو
بدا أن «موسم الحرائق»، الذي تتسبب به الأعشاب اليابسة وبدأ قبل نحو شهر مضى في مدينة حلب، مختلف عن مواسم السنوات الماضية، لجهة اشتداد أواره وخروجه عن سيطرة الجهات المعنية بمكافحته، في بعض الأحيان.
ما أثار انتقادات السكان وناشطي وسائل التواصل الاجتماعي حول هذه الظاهرة القديمة- الجديدة، التي تؤجج نيرانها الأعشاب اليابسة في الأحراش والمساحات الفارغة داخل المدينة، هو الحريق الذي نشب أول من أمس في كراج الحجز بحي المهندسين غرب المدينة وأتى بالكامل على نحو 25 سيارة خاصة، عدا احتراق جزئي لنحو 20 سيارة أخرى، وفق تقديرات مصادر مطلعة لـ«الوطن».
وسبق ذلك بيوم، حريق اندلع في الحرش الممتد بين مديرية المواصلات ونادي الحرية دون تسجيل أي أضرار.
وتساءلت مصادر أهلية لـ«الوطن» عن الجهة التي ستتحمل تعويض المتضررين من أصحاب السيارات المحجوزة، ولاسيما أن الكراج بحوزة أحد المستثمرين الذي لم يعمد إلى تعشيب أرض الكراج حفاظاً على أرزاق أصحاب السيارات الذين لا ذنب لهم سوى أن مركباتهم جرى حجزها نتيجة مخالفات أو حوادث مرورية في هذا المكان المهمل.
تلا ذلك أمس حريق أعشاب في أرض نقابة الأطباء بجانب الغزالي في حي الشهباء الجديدة، امتد إلى باصات قديمة لإحدى شركات النقل الخاصة المركونة في الأرض التي لم ينتبه مجلس المدينة إلى خطورة الأعشاب اليابسة فيها على الباصات، بخلاف المساحات التي يجري تعشيبها في مناطق متفرقة من المدينة، ولغايات قد تبدو تجميلية، باستثناء منصفات الطرق والشوارع الرئيسة التي تشكل خطراً على السيارات والأشخاص وأعشاب الحدائق العامة التي تهدد روادها.
فوج إطفاء حلب ذكر على صفحته الرسمية على «الفيسبوك» أن هذه الحرائق «شبه روتينية في بداية فصل الصيف واشتداد الحرارة وتيبس العشب، وربما يضاف إلى ذلك عبث بعض الأطفال بها».
ولذلك لا يكاد يمر يوم دون تسجيل حرائق بسبب الأعشاب ترهق رجال الإطفاء وتنشر الذعر بين سكان المدينة، التي تحوي مساحات كبيرة خضراء في شطرها الغربي وأحراشاً مزنره للمتحلقات، عدا الحدائق والأراضي الفارغة بين الأبنية والمعدة للبناء، الأمر الذي يستدعي القيام بحملة سنوية تسبق موسم يباس الأعشاب لتعزيقها والوقاية من خطر اشتعالها عند يباسها.
والحال أن مجلس المدينة ينفذ كل عام حملة واسعة تستهدف الأعشاب اليابسة في أماكن انتشارها، غير أن اتساع مساحات تلك الأماكن وقلة أعداد العمال المتضررين لهذه الغاية، يتطلب تعاون جهات أخرى كاتحاد الطلبة وشبيبة للثورة ومنظمات شعبية لإنجاح الجهود المبذولة حيال كلك.
ولعل دخول الجمعيات السكنية والعمل الشعبي على خط الخطر المحدق بقاطنيها بفعل الأعشاب القابلة للاشتعال، ضرورة مهمة في هذا المضمار، وفق ما فعلت جمعية الجامعة بحي الشهباء الجديدة، التي رصدت 5 ملايين ليرة لإزالة الأعشاب اليابسة في الحرش الذي يحدها من جهة الجنوب، إثر انتشار حريق كبير فيه قبل ذلك.
يذكر أن لجنة الحرائق بحلب، شكلت في 23 نيسان الماضي، استعداداً لموسم الحصاد، غرفة عمليات لإدارة الحرائق والتنسيق مع كل الجهات المعنية لمراقبة المواقع الحراجية والأراضي الزراعية وتقسيم العمل والمسؤوليات ضمن المناطق والقطاعات، مع تكليف الوحدات الإدارية فلاحة الأعشاب وإزالتها وفلاحة جوانب الطرق الزفتية والمنصفات، وذلك بالتعاون مع اتحاد شبيبة الثورة وبالتنسيق مع مديري المناطق والنواحي والوحدات الإدارية لإدارة العمل في جميع المحاور.
وخصصت غرفة العمليات 34 صهريجاً وزعت على مناطق الريف، وكلف اتحاد الفلاحين وضع الجرارات الزراعية تحت تصرف مديري النواحي إلى جانب تنظيم حملات للتوعية عن مخاطر الحرائق وتأمين 37 منهلاً عن طريق مؤسسة المياه ووضع جدول بتوزيعها، غير أن مدينة حلب لم تحظ بحصة من هذه الجهود.