ثقافة وفن

طلاب الفنون المسرحية «رفضوا» المشرف على مشروع التخرج.. وبالتالي عاقبوا أنفسهم بالحرمان منه … العربيد لـ«الوطن»: سلوك ومماطلة الطلاب أثرا في مشروع تخرجهم

| مصعب أيوب

بعد أن تداولت عدة صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي في (فيسبوك) خبر حرمان طلاب السنة الرابعة في قسم التمثيل في المعهد العالي للفنون المسرحية، تواصلت «الوطن» مع عميد المعهد د. تامر العربيد لترصد الموضوع الذي اعتبره البعض جائراً بحق الطلبة.

أكد العربيد في حديثه أن المعهد مؤسسة أكاديمية إبداعية وطنية تخضع لأنظمة وقوانين يُعمل بها منذ ما يزيد على أربعة قرون وهو ما يحقق نتائج مهمة وواضحة، وليس فضاء للسجالات على (الفيسبوك) ولا يمكن أن نتبنى أي وجهة نظر أو رأي من مواقع التواصل الاجتماعي التي تفتقد المصداقية والموضوعية، مشيراً إلى أن إدارة المعهد تتعامل مع الطلاب كأنهم في عائلة واحدة وأن مشروع التخرج مهم وضروري لهم كمؤسسة تخرج دفعات من المبدعين، فهو يبرز الدور المحوري والمهم الذي يقوم به المعهد، ولا يخفى كذلك على كثيرين أن النجوم السوريين يحلقون في سماء الفن أينما حلوا، وهو أمر ليس بجهدي أو بفضل شخص بعينه وإنما هو تراكم جهود وخبرات وعراقة مؤسسة مبدعة.

وقال: نحن نحرص على طلابنا ويعنينا بالدرجة الأولى أن نقدم مشروع التخرج الخاص بهم، ونحن قمنا بالتحضير لمشروع تخرج بإشراف أستاذ صاحب ملاءة إبداعية وأكاديمية معروفة وهو متمكن ويشهد له، وقد تم الاتفاق على النص وأنجز من ستين إلى سبعين بالمئة من المشروع ووصل المشروع قاب قوسين أو أدنى لشبه الاكتمال، وبعد مرور شهر ونصف الشهر يعلن طلاب السنة الرابعة عن رفضهم للمشروع والأستاذ وهذا مخل بأنظمة وقوانين المعهد، مؤكداً أن أي سبب من الأسباب غير المنطقية التي كان منها أن الأستاذ قاس في التعامل بعض الشيء ومساحات التمثيل للبعض غير كافية وعدم الاقتناع بالنص لا يمكن قبولها بعد مرور شهر ونصف الشهر، وكان بالإمكان الاعتراض على ذلك عندما طرحت فكرة المشروع منذ البداية.

وأكد العربيد أن الأستاذ المشرف صاحب باع طويل في التلفزيون والمسرح وكفوء ولا نأتي بأساتذة بشكل عشوائي أو اعتباطي وهو أكاديمي وموثوق ومعروف وصاحب تجربة مهمة، وقد قامت إدارة المعهد بتكليفه بهذه المهمة واقتنعت بنصه ومشروعه، واتفق الطلاب على الأدوار والنص، علماً أن الأستاذ المشرف بين أن بعض الأدوار كانت صغيرة وبحاجة إلى بعض التوسيع وكان يعمل على ذلك، وأكد أن الإدارة مع الطالب وليست ضده متسائلاً إن كان هناك خلل أو اعتراض على أمر ما فلماذا لم يتقدم الطلبة بذلك منذ البداية؟

وتابع العربيد: ما حصل يعد تمرداً وهو مرفوض في المؤسسات الأكاديمية والرسمية لأنها تخضع لأنظمة وقوانين معينة صاغتها لجان مختصة، ومثال ذلك ما يحصل في امتحانات التعليم الأساسي والثانوي، فهي تخضع لأنظمة معينة ووزارة التربية تضع الأسئلة والنموذج والمركز الامتحاني والمراقب حسب منهجية مدروسة، وعليه فإن الأنظمة والقوانين هي التي تحكم هذه المؤسسة.

وأشار العربيد إلى أن مشروع التخرج يعد مشروعاً للمؤسسة وهو واجهة المعهد ويقدم مستواها ونحن حريصون على العرض ونسعى لإبصاره النور، وقد حاولنا أن نتواصل ونجد حلولاً عدة ونقارب وجهات النظر ولكن لم يقبل الطلاب بذلك، وقد لجأ الطلاب إلى وزيرة الثقافة التي أوصت بحل ذلك بطريقة لا يظلم فيها الطلاب وهو همنا بالطبع، وقد تعاملنا مع ذلك بأكاديمية واستيعاب ومنطقية وقمنا بحل المشكلة بين الطلاب والأستاذ، ثم بدأنا مرحلة جديدة بالبحث عن بديل، ولم نوفق بالاتفاق مع أي اسم من الذين تواصلنا معهم وهي أسماء مهمة في الفن السوري ومنهم سامر عمران وفايز قزق وأيمن زيدان وأكثم حمادة وعجاج سليم وجهاد سعد، ولكن لسوء حظنا الجميع لديه التزامات أخرى ربما تصوير وربما سفر وما إلى ذلك، وراح الطلاب يقترحون أسماء أساتذة للإشراف على مشروعهم وبعضهم اعتذر، وهناك بعض الأسماء التي أشيع أنها ستتولى تلك المهمة أعلن الطلاب رفضهم لها حتى قبل الاتفاق معها، وقد تعنت الطلاب واستمر الرفض واستمرت الممانعة، اعتمدنا درجة مشروع تخرج الفصل الأول «اللعبة الخطرة» كدرجة تخرج للفصل الثاني.

من جانبه رئيس قسم التمثيل في المعهد مغيث صقر أوضح أن المشكلة حلت بين الطلاب والأستاذ باعتذارهم منه واستمعنا إلى مقترحاتهم، وقد قمنا بالبحث عن حلول لتخريج الدفعة وتواصلنا مع أسماء مهمة في سبيل ذلك ولم نوفق بذلكـ مؤكداً أن السبب غير مادي بالطبع لأن من يدرس في المعهد بالطبع لن ينظر إلى العائد المادي بل إنه إيمان داخلي ورغبة وحب في هذا المكان وهذه المهنة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن