رياضة

الكرنفال الأوروبي السابع عشر على الأبواب.. عشرة أبطال (8) … النسخة الرابعة عشرة 2012- الماتادور يشارك المانشافت الزعامة

| الوطن

ترفع الستارة يوم الرابع عشر من الشهر الجاري إيذاناً بافتتاح النسخة السابعة عشرة لكأس أمم أوروبا على الأراضي الألمانية، وعلى مدار النسخ السابقة احتل الألمان والإسبان الصدارة بثلاثة ألقاب مقابل لقبين لفرنسا وإيطاليا ولقب لكل من الاتحاد السوفييتي وتشيكوسلوفاكيا وهولندا والدانمارك واليونان والبرتغال.

كعادة «الوطن» في البطولات الكبرى تسلط الضوء على مسار البطولات السابقة لتكون مادة دسمة تعد أرشيفاً وخليلاً ودليلاً لمن يريد الإبحار، واليوم نتناول البطولة الرابعة عشرة التي عرفت تتويجاً ثالثاً للماتادور ليشارك المانشافت الزعامة وإلى التفاصيل.

استمرت الاستضافة مشتركة وجاء الدور على بولندا وأوكرانيا مع ارتفاع عدد الدول المشاركة في التصفيات إلى 51 منتخباً، وللمرة الخامسة يكون عدد المشاركين ستة عشر منتخباً، ولم يكن المستضيفان أهلاً فخرجا من دور المجموعات على غرار سويسرا والنمسا عام 2008.

كل القوى العظمى في القارة اجتمعت ولكن الماتادور ظلّ أقوى الجميع بفضل مدربه ديل بوسكي الذي قلّد المدرب الألماني هيلموت شون من حيث التتويج بكأس العالم وأمم أوروبا.

النظام والمنتخبات

اعتمد النظام السابق القاضي بتوزيع المنتخبات الستة عشر المشاركة على أربع مجموعات يتأهل أبطالها وأصحاب المركز الثاني ثم تقام الأدوار المتقدمة بطريقة الإقصاء.

وزعت المنتخبات الإحدى والخمسون المشاركة في التصفيات على تسع مجموعات، حيث يتأهل الأبطال التسعة وأفضل ثانٍ بشكل مباشر، ثم تلعب المنتخبات الثمانية الأخرى التي احتلت المركز الثاني بطريقة الملحق ذهاباً وإياباً، واللافت استمرار غياب بلجيكا عن الأحداث الكبرى منذ ظهورها في مونديال 2002، واستمر غياب إسكتلندا عن المحافل الكبرى منذ ظهورها في مونديال 1998، ولم تسفر التصفيات عن ضيوف جدد، ولكن الاستضافة منحت أوكرانيا الظهور الأول مع نجمها شيفشينكو، وجاء ترتيب مجموعات التصفيات كالتالي:

مج1: ألمانيا، تركيا، بلجيكا، النمسا، أذربيجان، كازاخستان.

مج2: روسيا، جمهورية إيرلندا، أرمينيا، سلوفاكيا، مقدونيا، أندورا.

مج3: إيطاليا، أستونيا، صربيا، سلوفينيا، إيرلندا الشمالية، جزر فارو.

مج4: فرنسا، البوسنة والهرسك، رومانيا، بيلاروسيا، ألبانيا، لوكسمبورغ.

مج5: هولندا، السويد، المجر، فنلندا، مولدوفا، سان مارينو.

مج6: اليونان، كرواتيا، الكيان الصهيوني، لاتفيا، جورجيا، مالطا.

مج7: إنكلترا، الجبل الأسود، سويسرا، ويلز، بلغاريا.

مج8: الدانمارك، البرتغال، النرويج، آيسلندا، قبرص.

مج9: إسبانيا، تشيكيا، إسكتلندا، ليتوانيا، ليشتنشتاين.

وبعد اكتمال عقد المنتخبات الأربعة عشر المتأهلة منضمة إلى البلدين المنظمين، وزعت المنتخبات الستة عشر في النهائيات وفق التالي:

مج1: بولندا، اليونان، روسيا وتشيكيا.

مج2: هولندا، ألمانيا، البرتغال والدانمارك.

مج3: إسبانيا، إيطاليا، كرواتيا وجمهورية إيرلندا.

مج4: أوكرانيا، إنكلترا، السويد وفرنسا.

عودة تشيكيا واليونان

إحياءً لذكريات يورو 2004 ظهر منتخبا تشيكيا واليونان منتزعين بطاقتي العبور من فم المضيف البولندي والدب الروسي، علماً أن مباراة الافتتاح اقتصرت على هدف في كل شبكة بين بولندا المتجددة مع هدافها الجديد ليفاندوفسكي واليونان المختصة بإحراج المستضيفين وكانت أقرب لخطف النقاط الثلاث لولا ركلة الجزاء الضائعة، وشهدت المباراة الثانية الفوز الأعلى لروسيا بتاريخ مشاركاتها القارية في النهائيات بمواجهة تشيكيا، ولكن الجولة الثانية شهدت إصرار المضيف على التعادل بمواجهة روسيا وثأر تشيكيا من اليونان بعد ثماني سنوات من مباراة نصف النهائي الشهيرة في البرتغال، فدخلت المنتخبات الأربعة بحظوظ وافرة للتأهل، ولكن أبطال 2004 هزموا الروس بهدف وقّعه أحد أهم لاعبي الإغريق تاريخياً كاراغونيس، وعجز البولنديون عن استثمار عاملي الأرض والجمهور فسقطوا على غير الموعد أمام تشيكيا فودّعوا مبكراً.

طواحين متعبة

اجتمع في المجموعة الثانية ثلاثة أبطال ألمانيا وهولندا والدانمارك إضافة لمنتخب طامح للانضمام لقافلة الأبطال وهو منتخب البرتغال، والمباريات الست انتهت بفارق هدف، وجاء سقوط الطواحين أمام الدانمارك عكس مباراتهما قبل عامين في المونديال فكان الإنذار شديد اللهجة الذي لم ينتبه له الطواحين، في الوقت الذي استمر فيه التفوق الألماني أمام الناضج رونالدو ورفاقه، وفي الجولة الثانية تأكد صعود المانشافت وخروج الطواحين من خلال صدامهما المباشر في الوقت الذي حقق فيه البرتغاليون فوزاً متأخراً بشق الأنفس من بوابة الدانمارك فكان ذلك سبيلاً لخوض الجولة الثالثة بروح الانتصار وهذا ما حدث أمام الطواحين المتهالكة بفضل كريستيانو ليخسر الهولنديون ثلاث مباريات للمرة الوحيدة طوال مشاركاتهم، وصفّى المانشافت حساباته مع منتخب الدانمارك على هامش نهائي 1992 بالفوز عليه وإرساله إلى مقاعد المتفرجين.

الكبيران كبيران

المجموعة الثالثة ضمّت آخر بطلين للمونديال حينها الإيطالي والإسباني ودخلا مرشحين للعبور على حساب كرواتيا وجمهورية إيرلندا، ومن حسن حظ البطلين أن صدامهما كان في الجولة الأولى وانتهى بأنصاف الحلول بعد مباراة تليق بأن تكون نهائية من حيث الجودة والجمال والمستوى، وانطلق الكروات بقوة أمام العائدة للبطولة بعد أربعة وعشرين عاماً جمهورية إيرلندا.

وفي الجولة الثانية حافظ الآتزوري على لغة التعادل أمام الكروات الذين كانوا قانعين بما وصلوا إليه حتى تلك اللحظة، وانتفض الماتادور البطل فصرع الإيرلنديين الذين بدوا لا حول لهم ولا قوة يائسين مستسلمين أمام القوة الأوروبية الأعظم ذاك الوقت فأضحوا خارج النص، وفي جولة الحسم فرض المنطق نفسه بفوز إسبانيا المتأخر على كرواتيا وانتصار إيطاليا الصريح على إيرلندا فبقي الكبيران كبيرين مع توقعات بصدامهما في النهائي.

يد واحدة لا تصفق

المضيف الأوكراني اعتمد على خبرة شيفشينكو نخب القارة الأول عام 2004، وعوّل البلاغولت السويدي على أيقونته زلاتان ولكن ثبت أن يداً واحدة لا تصفق عند المنتخبين، فحامل الكرة الذهبية 2004 قاد الأوكران للفوز على السويد بتسجيله ثنائية مقابل هدف سجله زلاتان، وانتهت قمة ديربي التايمز بين الأسود الثلاثة والديوك بأنصاف الحلول التي بدت مقنعة لكليهما.

وفي الجولة الثانية كانت مناقير الديوك جارحة بمواجهة المضيف فضمنوا التأهل إثر فوزهم، بينما حقق الإنكليز فوزهم الأول على السويد رسمياً في المحاولة الثامنة بين تصفيات ونهائيات المونديال واليورو، فودّع الديناميت الأصفر وبقي الصراع بين الإنكليز والأوكران على البطاقة الثانية، وكانت أنصاف الحلول تكفي مخترعي اللعبة الذين فازوا بهدف روني بعد جدل كبير حول هدف ملغى على غير وجه حق للمضيف كان ممكناً أن يغيّر المعايير، وفي المباراة الهامشية حققت السويد فوزاً معنوياً على الديوك بهدفين سجل أحدهما زلاتان.

مئوية ألونسو ومرارة الترجيح

جاءت مباريات ربع النهائي مفروزة في نصفها وعاصفة في النصف الآخر، فرونالدو تكفّل بإخراج تشيكيا، وبانت الفوارق في لقاء ألمانيا واليونان رغم اجتهاد أبطال 2004 وتسجيلهم هدفين، واحتفل الإسباني ألونسو بمئويته بتسجيله هدفي اللقاء أمام الديوك، وسارت مباراة الطليان والإنكليز لركلات الترجيح التي ابتسمت للأزرق الذي لم يهزم أمام الإنكليز في نهائيات المونديال ونهائيات اليورو حتى اليوم وهذه حقيقة تؤكد صلابة الآتزوري.

وركلات الأعصاب ذاتها فضّت الصدام بين الإسباني والبرتغاليين في نصف النهائي، ما أكد التطور الملحوظ لبرازيليي أوروبا عما كانوا عليه في جنوب إفريقيا قبل عامين، ورغم كل الترشيحات المسبقة للمانشافت أمام الآتزوري إلا أن التاريخ لم يتبدل وبقيت صفحة الأزرق ناصعة أمام الأبيض في جميع المواجهات الرسمية على مستوى اليورو والمونديال، وصانع الحدث يومها بالوتيلي مسجل هدفي الآتزوري واقتصر الرد الألماني على ركلة جزاء متأخرة.

ليلة الأرقام القياسية

عاد الإسبان والطليان للصدام لتحديد وجهة اللقب هذه المرة في واحد من النهائيات المثالية من حيث هوية المتباريين وكيف لا يكون ذلك وهما آخر بطلين موندياليين حينها، وقاد المباراة البرتغالي برونيكا كأول برتغالي يقود النهائي، ولم يسبق لحكم أن قاد نهائي أمم أوروبا والشامبيونزليغ في العام ذاته حتى ذاك الوقت إلا الحكم برونيكا نفسه، وجاءت النتيجة كاسحة لا تليق بالطليان ضعيفي الحيلة فانهزموا برباعية هي الأثقل في مباريات التتويج وهي الأقسى لهم في البطولات الكبرى، وللعلم فإن إسبانيا فكّت العقدة الفرنسية والإيطالية في البطولات الكبرى، وسجل البديلان توريس وماتا ولكن توريس انفرد بكونه اللاعب الوحيد الذي يسجل في مباراتين نهائيتين، وانضم توريس وماتا لقائمة قليلة تضم المتوّجين بالشامبيونزليغ واليورو في العام ذاته، إلى جوار بروكلين وكويمان وفان إيرل وفانينبيرغ مع آيندهوفن والطواحين عام 1988، والإسباني لويس سواريز الذي توج مع الإنتر بالشامبيزنز عام 1964 وجاء بعدهم كريستيانو وبيبي مع البرتغال والريـال عام 2016 وجونينيو مع تشيلسي وإيطاليا 2021.. وحملت المباراة النهائية في تفاصيلها مشاركة سبعة إسبان لعبوا في مباراة التتويج 2008 وهم: كاسياس وراموس وإكزافي هرنانديز وإنييستا وفابريغاس وألونسو وتوريس، وأطلق الصافرة البرتعالي برونيكا الذي قاد نهائي الشامبيونزليغ في العام ذاته، والنتيجة جاءت كاسحة لم يعتد الطليان على هزائم كهذه، واللافت أن ثلاثة طليان فقط في تشكيلة النهائي كانوا حاضرين في نهائي مونديال 2006 وهم بوفون وبيرلو ودي روسي، بينما كان عشرة إسبان ممن شاركوا في نهائي مونديال 2010 وهم كاسياس وراموس وبيكيه وبوسكيتش وألونسو وإكزافي وإنييستا وبيدرو وفابريغاس وتوريس.

وبالنهاية انفرد الماتادور بميزة الأكثر تتويجاً بثلاث مرات إلى جوار المانشافت، ولكن يحسب لإسبانيا أنها الدولة الوحيدة التي احتفظت باللقب، وإليكم النتائج:

المجموعة الأولى

8/6/2012: بولندا × اليونان 1/1 ليفاندوفسكي (17)/ ديميتريس سالييينغيديس (51).

– 8/6/2012: روسيا × التشيك 4/1 الان دزاغويف (15 و79) وشيروكوف وبافليوتشنكو (24 و82)/ فاكلاف بيلار (52).

– 12/6/2012: اليونان × التشيك 1/2 نيوفاتيس غيكاس (53)/ بيراسك وبيلار (3 و6).

– 12/6/2012: بولندا × روسيا 1/1 بواشتشيكوفسكي (57)/ دزاغويف (37).

– 16/6/2012: التشيك × بولندا 1/صفر بيراسك (72).

– 16/6/2012: اليونان × روسيا 1/صفر كاراغونيس (45).

المجموعة الثانية

– 9/6/2012: هولندا × الدانمارك صفر/1 مايكل كرون ديلي (24).

– 9/6/2012: ألمانيا × البرتغال 1/صفر غوميز (72).

– 13/6/2012: الدانمارك × البرتغال 2/3 نيكلاس بيندنتر (41 و80)/ بيبي وبوستيغا وفاريلا (24 و36 و87).

– 13/6/2012: هولندا × ألمانيا 1/2 سجل لهولندا فان بيرسي (73)، ولألمانيا غوميز (24 و38).

– 17/6/2012: البرتغال × هولندا 2/1 رونالدو (28 و74)/ فان دير فارت (11).

– 17/6/2012: ألمانيا × الدانمارك 2/1 بودولسكي وبيندر (19 و80)/ مايكل كرون ديلي (24).

المجموعة الثالثة

– 10/6/2012: إسبانيا × إيطاليا 1/1 فابريغاس (64)/ دي ناتالي (60).

– 10/6/2012: كرواتيا × إيرلندا 3/1 ماندزوكيتش (3 و49) وبيلافيتش (43)/ ليدغر (19).

– 14/6/2012: إيطاليا × كرواتيا 1/1 بيرلو (39)/ ماندزوكيتش (72).

– 14/6/2012: إسبانيا × إيرلندا 4/صفر توريس (4 و70) وسيلفا وفابريغاس (49 و83).

– 18/6/2012: إسبانيا × كرواتيا 1/صفر نافاز (88).

– 18/6/2012: إيطاليا × إيرلندا 2/صفر كاسانو وبالوتيلي (35 و90).

المجموعة الرابعة

– 11/6/2012: فرنسا × إنكلترا 1/1 سمير نصري (39)/ ليسكوت (30).

– 11/6/2012: أوكرانيا × السويد 2/1 شفشينكو (55 و62)/ إبراهيموفيتش (52).

– 15/6/2012: فرنسا × أوكرانيا 2/صفر سجلهما مينيز وكاباي (53 و56).

– 15/6/2012: إنكلترا × السويد 3/2 كارول ووالكوت وويلبك (23 و64 و78)/ ميلبيرغ (49 و59).

– 19/6/2012: السويد × فرنسا 2/صفر إبراهيموفيتش ولارسون (54 و90).

– 19/6/2012: إنكلترا × أوكرانيا 1/صفر روني (48).

الدور ربع النهائي

– 21/6/2012: البرتغال × التشيك 1/صفر رونالدو (79).

– 22/6/2012: ألمانيا × اليونان 4/2 لام وخضيرة وكلوزه وريوس (39 و61 و68 و74)/ ساماراس وسالبينغيديس (55 و89).

– 23/6/2012: إسبانيا × فرنسا 2/صفر ألونسو (19 و90) والثاني من جزاء.

– 24/6/2012: إيطاليا × إنكلترا صفر/صفر وبالترجيح 4/2.

الدور نصف النهائي

– 27/6/2012: إسبانيا × البرتغال صفر/صفر وبالترجيح 4/2.

– 28/6/2012: إيطاليا × ألمانيا 2/1 بالوتيلي (20 و36)/ أوزيل (90) من جزاء.

النهائي

– 1/7/2012: إسبانيا × إيطاليا 4/صفر سيلفا وألبا وتوريس وماتا (14 و41 و84 و88).

أرقام

* شهدت النهائيات تسجيل 76 هدفاً خلال 31 مباراة والمنتخب الأكثر تسجيلاً إسبانيا باثني عشر هدفاً والأقل جمهورية إيرلندا بهدف واحد.

* أسرع هدف سجله التشيكي بيتر جيراسيك بمرمى اليونان في الدقيقة الثالثة.

* اللاعب الأكثر فاعلية الإسباني إنييستا وتصدر الإسباني ديفيد فيا قائمة الهدافين برصيد أربعة أهداف.

* أفضل حارس الإسباني كاسياس.

* احتسبت أربع ركلات جزاء ضاعت واحدة، وشهدت البطولة ثلاث بطاقات حمراء بحق الحارس البولندي تشيزني أمام اليونان، واليوناني باباستاثوبولوس أمام بولندا، والإيرلندي كيث أندروز أمام إيطاليا.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن