رياضة

مهمة شبه انتحارية لنسور قاسيون أمام الساموراي ضمن تصفيات المونديال … تغيير معالم التاريخ السبيل الوحيد لاستنشاق أوكسجين البقاء

| محمود قرقورا

يخوض منتخب سورية الأول بكرة القدم مباراة مصيرية بمواجهة منتخب اليابان في هيروشيما ضمن تصفيات آسيا والمونديال بداية من الواحدة والربع ظهر اليوم، والنتائج التي حققها المنتخب جعلته مطالباً بالفوز لاستنشاق أوكسجين البقاء ضمن التصفيات الحالية التي استبشرنا فيها خيراً على اعتبار أن المقاعد المخصصة للقارة أكثر من ثمانية مقاعد.

المباراة قد تكون الأخيرة في عهد الاتحاد الحالي إذا استمرت الأمور سائرة في اتجاه الخروج الوشيك لأن الفوز على اليابان كلمة خفيفة على اللسان ولكنها ثقيلة في ميزان العمل وتكفي الإشارة إلى المواجهات المباشرة بين المنتخبين رسمياً وودياً، فكيف الحال إذا كانت المعنويات في الحضيض عقب الخسارة التي وضعتنا في حيص بيص أمام المنتخب الكوري الشمالي يوم الخميس الفائت بهدف مقابل لا شيء، وجاء الهدف في الوقت بدل الضائع، ما يعني أن الأسلوب الدفاعي الذي ميز المدرب كوبر لم يكن على ما يرام في دقائق حاسمة، والحارس أحمد مدنية الذي استحق المديح والثناء من كل المتابعين منذ أن فرض نفسه الحارس الأول يعد أحد المسؤولين المباشرين عن الهدف الكوري الساذج.

بعيداً عن مشكلات المنتخب والإصابات والغيابات فإن الأمر جليٌ واضح حيث لابد من المغامرة لتحقيق المراد مع الأخذ بالحسبان أن المنتخب يمتلك حظوظه بيده إن حقق الفوز.

وفي معادلة الاحتمالات فإن مصير نسور قاسيون مرتبط باختصار بالنتيجة التي يحققها المنتخب الكوري أمام ميانمار سواء الفوز أم التعادل أم الخسارة.

ولكن إذا تعادلت كوريا الشمالية مع ميانمار فإن فارق الأهداف هو المرجعية إذا خسرنا أمام اليابان، ما يعني أن المنتخب عليه أن يخسر بفارق هدف واحد، فحالياً لمنتخبنا (+ هدفين)، بينما لكوريا (+ هدف واحد).

التاريخ لا يشفع

على مدار مشاركات سورية المونديالية فإن المواجهة الأخيرة لم تكن تحمل في طياتها تحقيق المطلوب، فأمام السودان تعادلنا في دمشق ضمن تصفيات 1958 ووقتها كنا مطالبين بالفوز بفارق هدفين.

وعندما كنا بحاجة للفوز على إيران ضمن تصفيات 1978 في دمشق خسرنا بهدف واعتذرنا عن إكمال المشوار.

وفي المحطة الأخيرة لتصفيات 1986 كنا مطالبين بالتعادل الإيجابي مع العراق فخسرنا في الطائف بهدف لثلاثة.

وفي المباراة الأخيرة لتصفيات 1994 كنا مطالبين بالفوز على إيران في دمشق ولكننا تعادلنا 1/1 وتلك كانت المرة الوحيدة التي لم يخسر فيها منتخبنا ضمن تصفيات المونديال.

وفي المباراة الأخيرة لتصفيات 1998 كان الفوز يشفع لنا أمام إيران ولكننا تعادلنا 2/2، وعندما كان التعادل يكفينا أمام عُمان ضمن تصفيات 2002 خسرنا بهدفين وتلك كانت المرة الأولى التي يتفوق فيها منتخب السلطنة على سورية.

وضمن تصفيات 2006 كنا مطالبين بالفوز على البحرين في دمشق فحصل التعادل 2/2، وعندما كنا بحاجة للفوز بفارق ثلاثة أهداف على الإمارات ضمن تصفيات 2010 فزنا بثلاثة أهداف لهدف، وعندما كنا بحاجة للتعادل 2/2 مع أستراليا في أستراليا ضمن تصفيات 2018 وقف القائم الأيسر بوجه كرة السوما فخسرنا بهدف لاثنين.

وبناءً عليه فإن المدرب كوبر الذي صرح سابقاً أنه ربما تكون مباراة اليابان هي الفيصل وليس مباراة كوريا سيكون على المحك لتغيير معالم التاريخ ونسف العادات والتقاليد السورية ضمن تصفيات كأس العالم.

المواجهات المباشرة

تحمل مباراة اليوم الرقم 14 بين المنتخبين ولم يسبق لنسور قاسيون الفوز في أي مباراة، على حين اكتفينا بتعادلين في الإطار الودي، والحصيلة التهديفية 33 لليابان مقابل 9 أهداف لمنتخبنا، وإليكم المباريات:

المواجهة الأولى كانت في مرديكا بماليزيا عام 1978 وخسرنا بهدفين لثلاثة وسجل الهدفين مروان شريفة وفؤاد عارف وأشرف على المنتخب في تلك المباراة زكي ناطور.

المباراة الثانية كانت ودياً في دمشق وتعادلنا بهدفين لهدفين وسجل كيفورت ماردكيان وعصام زينو وأشرف على المنتخب في تلك المباراة الألماني الشرقي كارل تراوتمان.

المباراة الثالثة كانت ودية في اليابان في العام ذاته وخسرنا بهدف مقابل لا شيء ضمن دورة كيرين مع المدرب ذاته.

المباراة الرابعة كانت في دورة مرديكا بماليزيا عام 1986 وخسرنا بهدف لاثنين وسجل الهدف جورج خوري وأشرف على المنتخب في تلك المباراة السوفييتي فاليري يارموشينكو.

المباراة الخامسة كانت ضمن نهائيات أمم آسيا 1996 وخسرنا بهدف لاثنين وسجل الهدف نادر جوخدار تحت قيادة المدرب البيلاروسي يوري كورنين.

المباراة السادسة كانت ودياً في اليابان على كأس كيرين عام 2005 وخسرنا 3/صفر تحت قيادة المدرب المحلي عبد الحفيظ عرب.

المباراة السابعة كانت ضمن دورة الألعاب الآسيوية عام 2006 وخسرنا بهدف تحت قيادة المدرب المحلي فجر إبراهيم، ووقتها لعبنا بالصف الأول خلافاً لمنتخب اليابان الذي لعب بالأولمبي.

المباراة الثامنة كانت ودياً في اليابان على كأس كيرين عام 2008 وخسرنا 3/1 وسجل الهدف محمد زينو من ركلة جزاء وأشرف على المنتخب في تلك المباراة المدرب فجر إبراهيم.

المباراة التاسعة كانت في نهائيات أمم آسيا 2011 وخسرنا بهدف لاثنين وسجل الهدف فراس الخطيب من ركلة جزاء تحت قيادة المدرب الروماني تيتا.

المباراة العاشرة كانت عام 2015 ضمن تصفيات المونديال وجرت في عُمان وخسرنا 3/صفر تحت قيادة المدرب فجر إبراهيم.

المباراة الحادية عشرة كانت عام 2016 في اليابان ضمن تصفيات المونديال وخسرنا بخمسة أهداف تحت قيادة المدرب فجر إبراهيم.

المباراة الثانية عشرة كانت ودياً في اليابان على كأس كيرين عام 2017 وتعادلنا بهدف لمثله وسجل الهدف مارديك ماردكيان تحت قيادة المدرب أيمن الحكيم.

المباراة الثالثة عشرة كانت عام 2023 في السعودية ضمن تصفيات آسيا والمونديال الحالية وخسرنا بخمسة أهداف من دون رد تحت قيادة المدرب الأرجنتيني هيكتور كوبر.

70 لاعباً

نجح 70 لاعباً في تسجيل الأهداف لسورية خلال تصفيات المونديال إضافة إلى هدفين عكسيين جاءا بمواجهة كمبوديا ضمن تصفيات 2018 والصين ضمن تصفيات 2022 إضافة إلى ثلاثة أهداف قانونية بمرمى قيرغيزستان ضمن تصفيات مونديال 1998.

ومجموع الأهداف السورية في تصفيات المونديال 217 هدفاً مقابل 125 بمرماه متضمنةً ستة أهداف قانونية لمصلحة طاجيكستان في مباراتي تصفيات مونديال 2014.

ويتصدر سيد بيازيد هدافي سورية مونديالياً بـ18 هدفاً مقابل 15 لعمر خريبين و13 لعمر السومة و12 لمحمود المواس و7 لمحمد عفش وبشار سرور ورجا رافع و6 لنزار محروس و5 لزياد شعبو وجهاد الحسين وفراس الخطيب وأسامة أومري و4 لعبد اللطيف الحلو ونهاد البوشي وخالد الظاهر ونهاد حاج مصطفى وسنحاريب ملكي وعلاء الدالي و3 لجوزيف شهرستان ووليد أبو السل ومصطفى قادير ونادر جوخدار وعارف الآغا وجومرد موسى ومهند البوشي ومحمد زينو ومارديك ماردكيان ومؤيد عجان .

وسجل هدفين كل من سمير سعيد وجهاد شيط ومحمود السيد وعلي الشيخ ديب وطارق جبان ورغدان شحادة ورضوان الأبرش وماهر السيد وفراس إسماعيل وعبد الرزاق الحسين وإياز عثمان.

وسجل هدفاً واحداً كل من هاروت كولكيان ونبيل نانو وعبد الغني طاطيش وهيثم برجكلي ومروان مدراتي ورضوان الشيخ حسن وعبد القادر كردغلي ومحمد جقلان ووليد الناصر وجمال كاظم ومناف رمضان وعبد القادر الرفاعي وأحمد كردغلي ولؤي طالب وعمار ريحاوي وماهر ملكي ومعتز كيلوني ويحيى الراشد ويوسف شيخ العشرة وعاطف جنيات وعلي دياب وعدي جفال وأحمد كلاسي وعمر ميداني وأحمد الصالح وتامر حاج محمد وخالد مبيض وورد السلامة ومحمود البحر ومحمد مرمور وإبراهيم هيسار الذي يعد اللاعب رقم 70 الذي يسجل ضمن تصفيات كأس العالم للمنتخب السوري, بينما يعد هاروت كولكيان أول سوري يسجل ضمن تصفيات كأس العالم وكان ذلك بمرمى السودان يوم التعادل بهدف لمثله في دمشق ضمن تصفيات 1958.

107 مباريات

اعتذر منتخب سورية عن مواجهة تركيا إياباً ضمن تصفيات مونديال 1950، كما اعتذر المنتخب عن مواجهة إيران ضمن إياب تصفيات مونديال 1978، وبعد طرح هاتين المباراتين يكون المنتخب السوري قد خاض 107 مباريات ضمن تصفيات المونديال متضمنةً الفوز القانوني على قيرغيزستان ضمن تصفيات 1998 وحقق المنتخب الفوز في 47 مباراة مقابل 24 تعادلاً و36 خسارة، وأقل المباريات كانت ضمن تصفيات 1950 بمباراة واحدة حملت الخسارة أمام تركيا صفر/7 وهي الهزيمة الأثقل للمنتخب السوري بينما الأكثر ضمن تصفيات مونديال 2018 عندما خاض المنتخب عشرين مباراة، ثم تصفيات المونديال المنصرم بـ18 مباراة.

والفوز الأعلى 12/صفر وحدث ذلك في ثلاث مواجهات بمواجهة المالديف مرتين ضمن تصفيات 1998 وعلى الفلبين ضمن تصفيات 2002.

وللعلم فإن منتخب سورية بدأ المشاركة في التصفيات عام 1950 وغاب عن تصفيات 1954 و1962 و1966 و1970.

وأطول سلسلة دون هزيمة كانت 10 مباريات ضمن تصفيات 1990 و1994 و1998، وأطول سلسلة دون فوز كانت 9 مباريات خلال تصفيات 2022 وبدأت بالخسارة أمام الصين بهدف لثلاثة واستمرت في الدور الحاسم أمام إيران والإمارات وكوريا الجنوبية ولبنان والعراق ثم إيران ثانيةً والإمارات وكوريا الجنوبية حتى كان الفوز على لبنان.

وأطول مدة دون تسجيل كانت ثلاث مباريات متتالية ضمن تصفيات المونديال الفائت عندما خسر المنتخب أمام إيران صفر/3 وأمام الإمارات وكوريا الجنوبية صفر/2، والعدد ذاته حصل ضمن تصفيات 1978 يوم خسرنا أمام إيران بهدف ثم تصفيات 1982 عندما خسر أمام البحرين بهدف وأمام السعودية بهدفين.

واللافت أن منتخب اليابان لم يتلق أي هدف سوري خلال تصفيات كأس العالم مقابل 13 هدفاً بمرمانا خلال ثلاث مباريات.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن