عربي ودولي

مسؤولون أميركيون أكدوا أن إعادة الأسرى في غزة لن تتم إلا عبر التفاوض … دبلوماسي غربي: دعمنا لإسرائيل أصبح صعباً بعد استقالة غانتس وآيزنكوت

| وكالات

مع الضربة التي تلقاها رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو عبر استقالة الوزيرين في «كابينت» الحرب بيني غانتس وغادي آيزنكوت، اعتبر دبلوماسي غربي أمس الإثنين، أن جميع دول الغرب الداعمة لإسرائيل بدأت تُدرك أن الاستمرار بدعمها بعد الاستقالة «بات أصعب»، حسبما نقلت عنه صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية.

وأضاف الدبلوماسي الذي لم تذكر الصحيفة اسمه: «لم يبق في دائرة صنع القرار من نرى أنه شريك سوى وزير الدفاع يوآف غالانت»، مشيراً إلى أن جميع حكومات الدول الكبرى في الغرب «لا تُقيم علاقات مع وزراء اليمين الإسرائيلي المتطرف»، ويأتي هذا الإعلان بعد أن أعلن الوزيران في «كابينت الحرب» الإسرائيلي غانتس وآيزنكوت أول من أمس الأحد، استقالتهما من حكومة الحرب.

وأكّد غانتس أن ثمة «قراراتٍ إستراتيجية ومصيرية بالنسبة لإسرائيل يتم التعامل معها بالتردد والتأجيل على خلفية اعتبارات سياسية»، مشدداً على أن هذه الاعتبارات في حكومة بنيامين نتنياهو «تعرقل القرارات الإستراتيجية» في الحرب على قطاع غزة.

وأقرّ الوزير المستقيل من «كابينت الحرب» بالفشل في قضية إعادة الأسرى الإسرائيليين من قطاع غزة، مؤكداً أن «النصر الحقيقي هو الذي يضع إعادة الأسرى قبل الاعتبارات السياسية»، وإلى جانب غانتس، أكد الوزير المستقيل أيضاً غادي آيزنكوت أن «الكابينت يمتنع منذ فترة طويلة عن اتخاذ القرارات المطلوبة من أجل تحصيل أهداف الحرب»، وأضاف آيزنكوت: إن القرارات التي تتخذها الحكومة ورئيسها «غير نابعة من الاعتبارات التي تراعي المصلحة الإسرائيلية».

من جهته، ردّ رئيس حكومة الاحتلال على غانتس، معتبراً أن «هذا ليس الوقت المناسب من أجل ترك المعركة»، ولدى تعليقها على الحدث، قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن نتنياهو «كان يريد الاستفادة سياسياً من الفرحة باستعادة الأسرى السبت، لكنّه لم يحصل على ذلك».

بدوره، قال معلّق الشؤون السياسية في «القناة 12» أمنون أبروموفيتش، إن نتنياهو «فضل وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش لضمان كرسيه ومنصبه، على ضمان أمن إسرائيل»، في إشارة إلى غانتس وآيزنكوت.

في السياق، أكدت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، أنه لن تتم إعادة أغلبية الأسرى الإسرائيليين المتبقين في قطاع غزة، إلا من خلال الوسائل الدبلوماسية، واصفةً العثور على الأسرى الأربعة بـ«الاستثناء»، حسبما نقلت عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين.

ورغم استعادة 4 أسرى في العملية التي نفذها جيش الاحتلال السبت في القطاع، حسب الصحيفة، فإن تعقيد العملية نفسها والعنف الذي رافقها يسلّط الضوء على «التحديات» التي تواجه العثور على الأسرى وإخراجهم.

ونقلت «نيويورك تايمز» عن المقدم في قوات الاحتياط الإسرائيلية، الذي كان يرأس في السابق قسم المخابرات العسكرية الذي يتعامل مع أسرى الحرب والعسكريين آفي كالو، قوله: إن إطلاق سراح الأسرى الأربعة هو «إنجاز تكتيكي لا يغيّر الجانب الإستراتيجي»، وأضاف: «لا يزال لدى حماس عشرات الأسرى، لن يتم إطلاق سراح الأغلبية العظمى منهم، إن لم يكن جميعهم في العمليات، لكن لا يمكن إنقاذهم إلا كجزء من اتفاق وقف إطلاق النار».

والسبت الماضي، تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن استعادة جيش الاحتلال 4 أسرى إسرائيليين من مخيم النصيرات كانوا لدى المقاومة، ووفق المعطيات فإن المقاومين الذين كانوا مع الأسرى، اشتبكوا مع القوة الإسرائيلية التي دخلت المخيم، الأمر الذي أدى إلى مقتل ضابط في وحدة «يمام».

ونقل موقع «أكسيوس» عن مسؤول أميركي، قوله: إن الوحدة الأميركية الخاصة بـالأسرى الإسرائيليين ساعدت على استعادة الأسرى الأربعة، ولدى تعقيبه على إعادة الأسرى، أقرّ قائد سلاح الجو السابق في جيش الاحتلال إيتان بن إلياهو، بأن هذا الحدث «موضعي، وتأثيره ما زال محدوداً».

وفي هذا السياق، أكد محلّل الشؤون العسكرية في صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية عاموس هرئل، أول أمس الأحد، أن العملية التي نفذها جيش الاحتلال وفرت ما وصفها بـ«حقنة تشجيع تشتد حاجة الجمهور الإسرائيلي إليها»، مشيراً إلى أنه ليس من الواقعي توقّع استعادة بقية الأسرى بالطريقة ذاتها.

في المقابل، أكدت حماس أن استعادة جيش الاحتلال هؤلاء الأسرى، بعد أكثر من 8 أشهر من عدوان استخدم فيه كل الوسائل العسكرية والأمنية والتكنولوجية، «لن تغير إخفاقه الإستراتيجي في القطاع».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن