وزراء خارجية «بريكس» بدؤوا اجتماعهم في نيجني نوفغورود الروسية … لافروف: تدفعنا رياح التغييرات.. وانغ يي: تعاوننا ليس ضد أحد
| وكالات
أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن مجموعة «بريكس تدفعها رياح التغييرات»، وأن دورها يتزايد في حل القضايا الدولية العالقة وسط تزايد عدد الدول التي تبدي اهتمامها بالتعاون مع المجموعة.
وبدأ وزراء خارجية دول مجموعة «بريكس» أمس، اجتماعاً في مدينة نيجني نوفغورود الروسية، على بعد نحو 400 كيلومتر شرقي العاصمة الروسية موسكو، يستمر لمدة يومين، لبحث القضايا الإقليمية وتكثيف الجهود المشتركة في إطار التعددية القطبية، يختتم اليوم الثلاثاء.
وينعقد الاجتماع هذه المرة في إطار موسع بمشاركة مجموعة من الدول الصديقة لروسيا من خارج المجموعة، ومشاركة عربية واسعة في ضوء انضمام كل من السعودية والإمارات ومصر إلى «بريكس» منذ بداية العام.
خلال الاجتماع الذي بدأ بدقيقة صمت حداداً على وفاة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان، ومن ثم استهل لافروف كلمته بتقديم التعزية للشعب الإيراني وعائلات الضحايا في حادثة سقوط الطائرة الرئاسية الإيرانية بحسب «الميادين نت».
وقال لافروف: إن «الانتقال إلى نظام عالم جديد سيستغرق حقبة تاريخية كاملة وسيكون الطريق شائكاً، ولاسيما في ظل محاولات واشنطن عرقلة هذا المسار»، وأضاف إن «الولايات المتحدة وحلفاءها لا تكفّ عن محاولات التمسك بالهيمنة وإبطاء عملية تشكيل نظام متعدد الأقطاب، عبر استخدام عقوبات كأداة ضغط وابتزاز، كما فعلت في يوغسلافيا والعراق وليبيا وسورية وأفغانستان، وعددٍ من الدول الأخرى».
وأشار لافروف إلى أن «واشنطن تحاول فرض قواعدها وإملاءاتها على الآخرين، وتسعى أن تكون المتسلط على قرارات ومصالح الدول»، كما لفت إلى أن «مجموعة بريكس تدفعها رياح التغييرات»، موضحاً أن «دورها يتزايد في حل القضايا الدولية العالقة وسط تزايد عدد الدول التي تبدي اهتمامها بالتعاون مع المجموعة».
وأكد أن «بريكس إحدى أبرز المجموعات التي تتحقق فيها أسس التكافئ والاحترام المتبادل والانفتاح والتضامن والاستمرارية والتوافق، عملياً وفعلياً وليس بالأقوال»، مشدداً على أن «الدول تعمل بشكلٍ نشط على وضع منصة للتعامل بالعملات الوطنية لدول الأعضاء وإنشاء عملة موحدة لها».
وقبل ذلك، بحث لافروف ونظيره الصيني وانغ يي في لقاء عقداه على هامش اجتماع مجلس وزراء خارجية دول «بريكس» أمس في مدينة نيجني نوفغورود الروسية تعزيز العلاقات بين البلدين وسبل تطويرها، وقال لافروف حسب «نوفوستي»: «يتم النظر إلى علاقاتنا مع الأصدقاء الصينيين بشكل إيجابي أكثر فأكثر من دول الأغلبية في العالم… وتتزايد دائرة الأشخاص ذوي التفكير المماثل لدينا بشكل مطرد، كما تتزايد دائرة أولئك الذين يرغبون في التعاون مع البريكس ومنظمة شانغهاي للتعاون».
من جانبه، أكد وانغ يي أن المهمة الرئيسية لروسيا والصين تنفيذ الاتفاقيات المبرمة على أعلى مستوى وتعزيز التعاون المتعدد الأوجه، ولفت إلى أنه من المهم بالنسبة للبلدين تعزيز التنسيق في الهياكل المتعددة الأطراف «لحماية المصالح المشتركة للدول النامية»، وشدد على أن «تعاون روسيا والصين يلبي المصالح الأساسية لكلا البلدين وينسجم مع المسار الطبيعي لتطور العالم، وهو ليس موجهاً ضد أي دولة ولا يخضع للعقبات والضغوطات الخارجية».
في السياق، بحث لافروف ونظيره المصري سامح شكري عدداً من القضايا على رأسها العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة وسبل التسوية، وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان: إن «لافروف وشكري ناقشا خلال لقائهما على هامش اجتماع وزراء خارجية دول البريكس في مدينة نيجني نوفغورود الروسية الجوانب الموضوعية لجدول أعمال الشرق الأوسط، مع التركيز على التصعيد المستمر في الأراضي الفلسطينية»، مشيرة إلى أن الجانبين شددا على ضرورة تكثيف الجهود الدولية، من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة وضمان وصول المساعدات الإنسانية المستدامة، من أجل تقديم المساعدة اللازمة لسكان القطاع.
كما التقى لافروف نظيره البرازيلي ماورو فييرا وعبر عن أمله بمشاركة رئيس البرازيل لولا دا سيلفا في قمة «بريكس» التي ستعقد في قازان في تشرين الأول القادم، وأكد أن روسيا راضية عن تطور العلاقات الثنائية مع البرازيل، وأضاف: «نأمل بمشاركة الرئيس لولا دا سيلفا في قمة «بريكس» في قازان»، حسب وكالة «تاس».
و«بريكس»، تكتل أسس عام 2006، ويضم الصين والبرازيل وروسيا والهند وجنوب إفريقيا، قبل أن تنضم مصر وإثيوبيا وإيران والإمارات إليه مطلع 2024.
وبالإضافة إلى أعضاء «بريكس»، جرت دعوة 15 دولة هي تركيا والبحرين وبنغلاديش وبيلاروسيا والجزائر وإندونيسيا وكازاخستان وكوبا ولاوس وموريتانيا ونيجيريا وتايلاند وسريلانكا وفنزويلا وفيتنام لحضور الاجتماع، وسط توقعات بانضمام أنقرة إلى منظمة «بريكس+»، حسب تصريحات وزير الخارجية التركي هاكان فيدان الأخيرة.