رياضة

جنون السوق

| خالد عرنوس

سربت بعض وسائل الإعلام منذ أيام قول فلورنتينو بيريز رئيس نادي ريال مدريد لمدربه السابق «أتعلم كم هو عدد القمصان التي يبيعها النادي باسم جيمس رودريغيز ورقمه؟!»… إذاً لم يعد الأمر ماذا يقدم هذا اللاعب أو ذاك على أرض الملعب بل ماذا يدر من أموال وإيرادات لخزينة النادي.
يبدو هذا الكلام منطقياً إذا علمنا أن النادي الملكي دفع مبلغاً كبيراً مقابل خدمات اللاعب الكولومبي الذي لم يقدم مع الغالاكتيكوس المنتظر منه وخاصة في الموسمين الماضي والحالي.
مشروع بيريز التجاري تغلب منطقياً على أهداف الملكي الرياضية منذ مجيئه إلى رئاسة النادي فقد تعاقد مع نخبة من النجوم الكبار أمثال فيغو وزيدان ورونالدو (البرازيلي) وبيكهام وأوين ورونالدو (البرتغالي) وبيل وبنزيمة وكاكا و…. تطول السلسلة، وبالطبع فقد تكلفت خزائن الريال مئات الملايين مقابل هؤلاء وغيرهم.
ولا يمكننا إنكار أن الميزان التجاري للنادي رابح إذا ما عرفنا بعض الأرقام التي جناها من بيع القمصان والتي تقدر وحدها بأرقام فلكية، لكن بالمقابل لم يستطع الفريق السيطرة على البطولات الكروية المنتظرة محلياً أو قارياً وإن توج ببعضها على فترات طوال الألفية الثالثة.
كل الأموال الطائلة التي دفعها الريال جعلت من سوق انتقالات اللاعبين تطير بشكل جنوني ويكفينا التذكير أن أربعة أو خمسة لاعبين من المذكورين أعلاه كسروا الرقم القياسي لأغلى صفقات كرة القدم تاريخياً، وهذا يعني أن الصفقات التي أبرمها بيريز (بالذات) أثرت بشكل كبير في أسعار لاعبي كرة القدم فبتنا نتابع الأرقام الفلكية التي تدفع مقابل لاعبين ليسوا من النخبة سوى بالأسماء أو الشكل الإعلاني.
ولهذا فقد تعرقل الكثير من الصفقات جراء المبالغة في سوق العرض والطلب، ولعل دخول رؤوس أموال خليجية وآسيوية إلى سوق الكرة الأوروبية أجج من نار أسعار اللاعبين على الرغم من أن بعض القائمين عليها من الاتحاد الدولي والأوروبي وبعض الاتحادات الأوروبية المعنية حاولوا في وقت سابق كبح جماح الأرقام الجنونية التي تدفع من أجل لاعب كرة قدم إلا أن ذلك لم يمنع البعض من دفع مبالغ باهظة.
وها نحن أمام رقم جنوني جديد عرضه الريال مقابل الظفر بتوقيع النجم البرازيلي نيمار قد يصل إلى مئتي مليون!… بالتأكيد لن يرجع زمن الهواية واللعب (ببلاش) لكن ليس من المعقول هذا الجنون. الذي يبدو أنه سيستمر إلى ما لا نهاية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن