الأولى

«الإدارة الذاتية»: تأجيل الانتخابات لأجل غير مسمى وواشنطن حذرتنا بشدة … مصادر لـ«الوطن»: أنفاق لتهريب الأشخاص وضبط الحدود السورية مع تركيا مستحيل عبر المرتزقة

| حلب- خالد زنكلو

أكدت مصادر معارضة مقربة من ميليشيات أنقرة في المناطق السورية المتاخمة للحدود مع تركيا والخاضعة لسيطرة الاحتلال التركي، أن ضبط الحدود التركية أمام عمليات تهريب الأشخاص إلى داخل الأراضي التركية، وعبر توكيل المهمة إلى تلك الميليشيات، مستحيل من الناحية العملية.

وكانت إدارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أوعزت أمس إلى الميليشيات التي تدعى «الجيش الوطني» بتكثيف دورياتها في المناطق المحاذية للشريط الحدودي مع تركيا لاعتقال شبكات التهريب مع الأشخاص الذين يحاولون دخول الأراضي التركية تهريباً.

المصادر المعارضة كشفت لـ«الوطن» أن تهريب البشر من مناطق ميليشيات أنقرة إلى الداخل التركي، من أهم مصادر دخل متزعمي تلك الميليشيات، وفي جميع المناطق التي تهيمن عليها شمال وشمال شرق سورية، والتي تسميها «درع الفرات» و«غصن الزيتون» و«نبع السلام»، وذلك في محافظات حلب والرقة والحسكة، ولذلك يستحيل أن تتخلى الميليشيات عن مكاسبها.

وذكرت المصادر أن عمولة تهريب الأشخاص في المناطق الحدودية مع تركيا إلى الداخل التركي، تتراوح ما بين 2000 و5000 دولار أميركي للشخص الواحد، حيث يقصد تركيا شبان يرغبون بالهجرة غير الشرعية منها إلى الدول الأوروبية، وخصوصاً اليونان عن طريق البر، كمحطة أولى في رحلة اللجوء.

وأشارت إلى أن شبكات التهريب تعمل تحت إمرة ووصاية متزعمي ميليشيات «الجيش الوطني»، سواء في مناطق عفرين وإعزاز والراعي ورأس العين وتل أبيض الحدودية، كما أن إدخال شبكات التهريب الضباط وحرس الحدود الأتراك «الجندرمة» على خط التهريب إلى تركيا مقابل الحصول على نسبة من عمولة التهريب، سيصعب مساعي الإدارة التركية في ضبط حدودها الجنوبية مع سورية.

المصادر لفتت إلى أن وضع الحدود التركية مع إدلب، حيث يسيطر تنظيم جبهة النصرة الإرهابي بواجهته التي تدعى «هيئة تحرير الشام»، أكثر تعقيداً من حدود مناطق نفوذ «الجيش الوطني»، إذ يتقاضى التنظيم من شبكات التهريب عمولة رسمية مقدارها 200 دولار عن كل شخص يتم تهريبه.

ونَوَّهَتْ إلى أن وجود ممرات في نهر العاصي وعشرات الأنفاق التي تربط حدود إدلب مع تركيا وتمر من تحت الجدار العازل التركي، وتحت أعين وحراسة «النصرة»، يجعل وقف تهريب الأشخاص ضرباً من المستحيل، على الرغم من تعهد التنظيم لأنقرة الشهر الفائت بنشر محارس ودوريات بالقرب من الجدار العازل لمنع عبور الأشخاص.

على صعيد آخر، كشف مصدر في ما تسمى «الإدارة الذاتية» الكردية أن «الانتخابات البلدية» التي كان من المزمع إجراؤها اليوم في مناطق تسيطر عليها ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية-قسد» التي تهيمن عليها، أُجِّلَتْ إلى تاريخ غير محدد، بعد أن حذرت واشنطن «قسد» من عواقب كبيرة في حال إجرائها.

وحسب مواقع إلكترونية معارضة قال رئيس أحد الأحزاب المشاركة في «الإدارة الذاتية»، طلب عدم الكشف عن اسمه: إن مبعوث الخارجية الأميركية في شمال شرق سورية سكوت بولز، مارس ضغوطاً كبيرة على «الإدارة الذاتية» لتأجيل الانتخابات، مؤكداً أن واشنطن لن تكون قادرة على إيقاف أي تصعيد تركي جديد قد يشمل موجة قصف واسعة لمواقع استراتيجية كمحطات النفط والطاقة أو عملية برية محدودة في المستقبل القريب».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن