رياضة

رئيس نادي الجزيرة: مشكلتنا مالية ولا نخجل من نشرها … إستراتيجية الصالح لا تنطبق مع أفكارنا ومدرّبو الحسكة لا يلبّون الطموح

| الحسكة – دحام السلطان

حديث رئيس نادي الجزيرة فيصل الأحمد في لقاء (الترقيع) الرسمي الأخير، الذي دعت إليه تنفيذية الحسكة لإيجاد تصوّرات افتراضية تكون بمثابة (المسكّنات) المطلوبة لأعصاب الجزراويين المتعصبين لناديهم، الذي لم يكن فريقه الكروي الأول على مستوى (العشم) المعهود به، وبالتالي فإن معطيات الضربة الاستباقية التي أطلقها الأحمد فيصل على الحضور بحرفية عالية المستوى وتمكنت من أن (تُبرّد) الوجوه من الحضور وبالإجماع، فانتهت طواحين الهواء وقصص البطولة (الدونكي شوتية) وقُيّدت ضد مجهول في النهاية وكأن شيئاً لم يكن، لتكون ارتدادات تلك الضربة هي المحرّض، للغوص في أعماق نادي الجزيرة ورئيسه الأحمد، للبحث في صدفاته عن اللؤلؤ المكنون عبر الحوار التالي الذي انفردت به «الوطن» فلنتابع:

• نتائج فريقكم في الدوري خرجت عن النص وبعكس كل التوقعات.. لماذا.؟

المشكلة في ذلك هي مالية صرفة بالدرجة الأولى وتحت كل الاعتبارات، ودليلنا متوافرٌ بين أيدينا ولا نخجل من أن ننشره حتى فوق (الأساطيح)، فمن غير المعقول أن يلعب فريق بدوري المحترفين ومطلوب منه أن يجلب النقاط من أفواه السباع في حين هو يعيش على التسوّل وبالقطّارة..! الأمر الذي يناقض ويخالف القانون رقم 8 الذي تنص بنوده على رصد ميزانية مالية للأندية لكي تشارك بالدوري عن (حق وحقيقة) وكما ينبغي، وهذا يبنى على قيام المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي العام، بتأمين الكتلة المالية المناسبة لدوري المال وبرقم وسطي يقف حجمه عند 5 ملايين ليرة سورية كأقل تقدير وقبل بدء الدوري بشهرين، وبها يتم الإعداد والتعاقد مع اللاعبين بشكل صحيح، والحفاظ عليهم من التسرّب وحجزهم قبل الهروب من عندنا إلى أندية المال..!

• في مؤتمركم الأخير شاهدنا هجوماً عنيفاً على المدرب الصالح، ويتردد في الشارع الرياضي أن لكم (ثلثي الخاطر) بذلك.؟
في الحقيقة نحن من اختار المدرب الوطني أحمد الصالح بملء إرادتنا، ولبينا له متطلباته بنسبة من 70- 80%، وعلى ضوء ذلك كانت نتائج الفريق بالمعسكر ومعطياته كانت بحجم الطموح على الأرض، وفي الدوري فوجئنا بالنتائج على الرغم من أن مجموعة اللاعبين جيدة جداً ومتمكّنة فنياً، لكن بتصوري أن إستراتيجية المدرّب في دراسة مراكز اللاعبين بشكل صحيح قد أخطأت، ولاسيما الذي يتعلق منها بخط الهجوم بعد إخفاقه في هز شباك الفرق في معظم المباريات وبشكل لا يُصدّق، على الرغم من أن تلك الإستراتيجية كانت هي نفسها التي لعب الفريق بها في المعسكر، وأنا أختلف معه كثيراً بالفكر الذي يتبناه كروياً منذ زمن بعيد ولكن يظل هذا رأيه وأنا أحترمه.
وبالنسبة للهجوم الذي لقيه من أعضاء النادي في المؤتمر فهذا يعتبر نتيجة منطقية لأي فريق لم يحقق النتائج المرجوة منه، ولا أنا ولا إدارتي لنا (دخل) في ذلك لا من بعيد ولا من قريب، لأننا نحن تلقينا الدعوة إلى المؤتمر مثلما تلقاها غيرنا.

• فلماذا أبقيتموه إذا على رأس العمل لنهاية الذهاب، باعتبار أن إستراتيجيته تجري بعكس ما تشتهي رياحكم؟

أنا حافظت على بقائه وشاطرني الرأي في ذلك إدارتي واللاعبون بشكل كامل، وبالمناسبة خسارات الفريق كانت تتم في الدقائق أو اللحظات الأخيرة وحتى مع الفرق التي كانت معنا بالطابق الفني نفسه من المستوى وهذا ما أعطانا (نفساً) للسير معه حتى آخر خطوة، وإن حالة عزله كانت غير محببة خلال فترة الدوري، ومع ذلك فقد أخذ المدرب الصالح الفرصة كاملة، وكان من المفترض أن نقوم بتغييره لأن أفكاره لا تنطبق مع نتائج الفريق فمن الضروري وحرصاً على مصلحة العمل كان ينبغي ترحيله والتفكير بغيره.

• المدرب مصعب محمد.. رجل المهمة اليوم، ماذا عن التفاصيل بشأنه وبشأن اللاعبين.؟

لا خيارات بديلة لدينا تجاهه وقمنا بتكليفه كمدرب للفريق، علماً أن خياراتي في البداية وقبل بدء الدوري كانت باتجاهه، لكنه رفض العرض الذي قدمناه له على الرغم من أن الظروف كانت مريحة أكثر من اليوم، وبناءً على رغبة الإدارة كاملة التي كانت تنص على عزل الجهازين الفني والإداري بالكامل، فكانت البدائل تتجه نحو المدرب مصعب محمد براتب شهري قدره 50 ألف ليرة سورية، ومعه عضو الإدارة عمار قجو بصفة مساعد للمدرب، والإبقاء على خليل الزوبع ليظل إدارياً وسيعمل الاثنان من دون قيد أو شرط، وبالنسبة للاعبين: لقد اتخذنا قراراً بفسخ عقد اللاعبين إبراهيم العلي وجمال درويش، نتيجة لعدم قدرتهما الالتزام بالتدريب والتقيّد بلوائح الجزاءات التي تنص بنودها على فسخ عقودهما وملاحقتهما مالياً ومطالبتهما بالعطل والضرر وسنقوم بمراسلة اتحاد الكرة بخصوص ذلك، علماً أننا سنأخذ بالحسبان الالتزام بعلاج اللاعب إبراهيم العلي وإجراء العمل الجراحي له بدمشق.

• وهل من جديد لديكم بخصوص الفريق ومفرداته الفنية؟

بصراحة نحن نعيش بوضع غير طبيعي، ومدربو مدينة الحسكة ومن دون استثناء لا يلبون الطموح، لأنه بصريح العبارة علينا أن نتكيّف بالأدوات المتوافرة بين أيدينا، من خلال ما نمتلكه من مواهب شابة ستكون بيضة القبان في الفريق، وهذه المواهب تحتاج إلى مدرب له القدرة على استثمارها واستغلالها بالشكل الصحيح ولكن..! وبالنسبة للتفاصيل الفنية، فإن للمدرب الخيارات الكاملة في تصنيف اللاعبين الجدد الذين سيكونون من ضمن تكوين الفريق وطابقية تصنيفهم وفي أي درجة، ومنهم مساعد المدرب السابق عبد اللـه السلمان الذي سيعود إلى الملاعب، والأمر ذاته بالنسبة للمدافع السابق المخضرم إدريس درويش والمهاجم ياسر عويد، ونحن لا نقف عند «المادة» نحوهم والمدرب هو صاحب الخيار باستحقاقاتهم ووفق ما سيحدده سيكون علينا التنفيذ، وهناك رغبة باتجاه المدافع أحمد هلال الموقّع على كشوف نادي الجيش لضمه إلى النادي وأموره شبه منتهية للانضمام إلى الجزيرة.

تعقيب المحرر

من حق رئيس النادي المطالبة بإعانة المكتب التنفيذي لكن من يقبل العمل يجب أن يسعى جاهداً لتأمين الموارد، أما إذا كان ينتظر كرم المنظمة وعندها يعمل بما يغدق عليه، فهذا يقوم به أي كان، وفريق الجزيرة أيام المدرب جوزيف إبراهيم كان يعيش على الكفاف ومع ذلك كان رقماً صعباً، وهذه رسالة موجهة لجميع الأندية وليس الجزيرة وحده، مع قناعتنا بأن الظروف صعبة والإعانة واجبة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن