القصائد وجمال البيداء
| منال محمد يوسف
بيداء القصائد تعرفنا تُحادثُ الجمال وأناشيده في السرِّ والعلنِ تُناجي الوجد المُشتاق وبلاغة الحروف، تناجي دليل الأقمار في عُرى القصيدة وبعض ما يوثق كلماتها.
بيداء القصائد تبدو كأنّها تبحثُ عن زهرِ القوافي وعن فخامة والقول وعظمة المعاني.. تبدو كأنّها تختصرُ شوقنا الغائب الحاضر لشعر المتنبي.
بيداء القصائد يرتسم جمالها في معزوفة الكلمات وتتدلى أنجماً عاشقة في ليل المساءات تتدلى كحروفٍ نورانية الدهشة إذ تبدو.
بيداء القصائد والقلم إذ ينطق محبّةً وجمالاً، وإذ يُلقى وشاحه من وجد الأماني من وجد الأشعار التي تُقالُ شوقاً.
بيداء القصائد تُرتّلُ لحن البنفسج ويختصرُ الحروف الشمسية والقمريّة في آن معاً يختصرُ رونق قمرها وإن تعالى وهج الضّوء به.. تعالى في لحن البيداء والقلم وما يتبع لهما.
بيداء القصائد تعرفنا معزوفتها العظيمة الترانيم، لحنها صور من الفن البديع عندما يتجلى في أبهى تجلّياته، تجلياته الوارفة من نورِ الظلِّ الجميل من حلم الدهشة العظمى وصوت البيداء، صوت «الذات الشعريّة» التي تركها المتنبي وتركتها تلك القوافي «القوافي الشاردة» التي تُقالُ في تجلّيات كلّ سؤال.
بيداء القوافي يبدو خبر زهرها يتيم العطرِ متوهج الضّوء كأنّها قصائده تُصلّي المحبّة في محراب الفجر تُصلّي الأشواق قصائد تعبرُ بنا من حال إلى آخر.
بيداء القصائد خبره مبتدأ الحبق الأخضر وشوق السنين إلى زيتونة الكلمات وطور حروفها الجميلة
بيداء الحروف تنادي بلاغة الجمال وتراتيل لحنه الشادي وتجعله يناجي سُنبل المعاني وقمحه الوهّاج تجعله يُضرمُ شعلة الحروف، وتصبح به وهّاجة الأماني، سرّها هو سرُّ الغيداء من الجمل وسرّ ترانيم الشعرِ في أوقات السحرِ ومبتغاها أريج الكلمات وإن أزهرت شجونها بين عُرى القمصان، «قمصان الجمال وما أوثق عُرى الشعر بها»، كأنّها رتق الأحرف عندما تتذكر «سرّ الشعر» تتذكرُ أنين حاله البنفسجي النقاط، الفيروزيّ الأبيات.
بيداء القصائد تعرفُ أقلامنا وعن ماذا نكتبُ! تعرفُ وجع محابرنا ونزف أرواحنا، أنها بيداء المحبّة وما أجملها.
بيداء القصائد تعرفنا، تعرفُ لغات الشيء الجميل الذي نسعى لكتابته، ونحاول أن ننثرُ عطر حروفه الورديّة هنا وهناك.
بيداء القصائد نتمنى أن نعرفها «ونسكنُ بين قابيّ جمالها البهي» وبالتالي نتمنى أن يعرفنا سر قلمها وحلمه البادي والهائم من حولنا ونتمنى أن نعرفُ شأنها العظيم..