رياضة

المنتخبات المشاركة في كأس أمم أوروبا – يورو 2024 (6) … التشيكي بطل قديم بأحلام بعيدة وطموحات التركي تتجاوز الدور الأول

| خالد عرنوس

لم يتبق سوى ساعات على موعد انطلاق العرس الكروي الأوروبي بمشاركة أربعة وعشرين منتخباً تمثل النخبة في القارة العجوز وبين أهم منتخبات الصفوة العالمية يجمعها حلم التتويج بلقب قاري يوازي بطولة كأس عالم مصغرة، وعلى مدار شهر كامل تلتقي هذه المنتخبات في النسخة السابعة عشرة من البطولة الأهم على مستوى القارات الكروية الست حيث الأضواء والنجوم والأموال، وكالعادة منذ النسخة الخامسة عشرة قسمت المنتخبات المشاركة إلى ست مجموعات تلعب فيما بينها على أن يتأهل بطل كل مجموعة ووصيفه إلى الدور الثاني إضافة إلى أربعة منتخبات من أصحاب المركز الثالث، ونحاول في «الوطن» ومن خلال حلقات مختصرة التعرف إلى المنتخبات المشاركة في البطولة.

ونتعرف اليوم إلى منتخبات المجموعة السادسة التي تضم منتخبين سبق لهما التتويج، الأول هو السيلكيسيون البرتغالي بطل 2016 وأحد المرشحين للمنافسة على اللقب، بل أكثر من ذلك فهو أحد المرشحين للمنافسة على كل البطولات التي دخلها طوال ربع قرن أخير، أما الثاني فهو بقايا بطل ونعني هنا منتخب تشيكيا الذي يعتبر الوريث الشرعي لمنتخب تشيكوسلوفاكيا بطل نسخة 1976، ومعهما المنتخب التركي الذي يظهر للمرة الثالثة على التوالي في النهائيات، والمنتخب الجورجي الذي سيسجل حضوره في أول بطولة كبرى في تاريخه.

مرشح دائم

منذ قرابة عقدين أضحى المنتخب البرتغالي من كبار القارة الأوروبية وبات مرشحاً دائماً للمنافسة على كل البطولات التي شارك فيها حيث لم يغب السيلكيسيون عن أي منها، إلا أن الإخفاق كان ملازماً لرونالدو ورفاقه (قبل وبعد) إلا في مرات قليلة، الحكاية بدأت في يورو 2000 عندما بلغ نصف النهائي معادلاً أفضل إنجاز حققه في مشاركته الأولى عام 1984 وفي المرتين كانت الهزيمة أمام الفرنسيين بعد وقت إضافي، ثم تحسن الأمر في يورو 2004 عندما استضافت البرتغال البطولة لكنه خسر النهائي بشكل مفاجئ أمام اليونان، ثم جاء مونديال 2006 لتتوقف آمال فيغو وزملائه عند نصف النهائي لكنه أخفق بتقليد ما فعله أسلافه أيام الأسطورة إيزيبيو فأنهى البطولة رابعاً، وزاد رصيد المنتخب مع كل بطولة إلا أن الجيران الإسبان حرموهم من تخطي ثمن نهائي مونديال 2010 ثم من بلوغ نهائي يورو 2012، وجاء السقوط من الدور الأول لمونديال 2014 مفاجئاً لكن الدون ورفاقه لملموا جراحهم في يورو 2016 فتوجوا باللقب الأثير ليدخلوا نادي الأبطال، إلا أن الفرحة لم تكتمل فحمل المونديال الروسي خروجاً مبكراً من الدور الثاني وقبله الحلول بالمركز الثالث في المشاركة اليتيمة في هذه البطولة وتكرر الخروج من ثمن النهائي وهذه المرة في يورو 2020، وأخيراً كان الخروج المخيب من مونديال 2022 أمام المنتخب المغربي.

الأسطورة وتلاميذه

بالطبع الحديث عن البرتغال يقودنا مباشرة إلى كريستيانو رونالدو أسطورة الأهداف وماكينة الأرقام التي لم تنته رغم اقترابه من الأربعين ومازال قائداً للمنتخب ورمزاً لكل الأجيال التي ظهرت منذ مونديال 2006، فقد أصبح الهداف الدولي الأعلى على مستوى تاريخ كرة القدم واللاعب الأكثر خوضاً للمباريات الدولية (128 هدفاً، 206 مباريات)، ويعتقد المدرب البلجيكي روبرتو مارتينيز الذي تسلم تدريب السيلكيسيون عقب مونديال 2022 أن حضور رونالدو في يورو مهم وعامل رئيس في مهمة استعادة اللقب، وبالمقابل يطمح «الدون» بخاتمة دولية مثالية وكذلك يأمل رفاقه أن يقدموا هدية ثمينة لأيقونتهم في آخر مشاركة في البطولة التي يحتل صدارة هدافيها التاريخيين، ويعتمد مارتينيز على برونو فرنانديز وديوغو دالوت (مان يونايتد) وجواو فيلكس وجواو كانسيلو (برشلونة) ورافاييل لياو (ميلان) وديوغو جوتا (ليفربول) وبيدرو نيتو (وولفرهامبتون) وجواو نيفيس وأنتونيو سيلفا (بنفيكا) وروين نيفيز (الهلال السعودي) وبرناردو سيلفا وماتيوس نونيز (مان سيتي) وغونزالو راموس (سان جيرمان) إضافة إلى الحارس القديم روي باتريسيو والمدافع العجوز بيبي.

* شارك منتخب البرتغال في النهائيات 8 مرات خاض خلالها 39 مباراة (19 فوزاً و10 تعادلات و10 هزائم) والأهداف 56/38، وتوج باللقب 2016 وحل وصيفاً عام 2004 وبلغ نصف النهائي 1984 و2000 و2012.

الإرث الثقيل

تنسب كل إنجازات تشيكوسلوفاكيا الكروية ومنها اللقب القاري عام 1976 على حساب ألمانيا في النهائي بركلات الترجيح إلى دولة تشيكيا التي أصبحت الوريث الشرعي لدولة الاتحاد رغم أن أغلبية لاعبيها أيام العز كانوا من سلوفاكيا التي تراجع منتخبها كثيراً على عكس نظيره جاره التشيكي الذي دأب على حضور بطولة يورو منذ 1996 وكاد يتوج بلقب تلك النسخة لولا هدف (ذهبي) للمانشافت يومها، وحاول بعدها الفريق تكرار ذلك الإنجاز لكنه أخفق مكتفياً ببلوغ نصف نهائي 2004، وخرج من الدور الأول بعدها مرتين (2008 و2016) وفي الأخيرة من دون فوز للمرة الوحيدة، وبلغ ربع نهائي 2012 و2020، وفي التصفيات الحالية نجح بالتأهل باحتلاله المركز الثاني في المجموعة الخامسة بفارق الأهداف عن بطلها (المفاجأة) الألباني، وعلى عكس بطولة أوروبا كان الحضور التشيكي في المونديال على استحياء فلم يظهر سوى في نسخة 2006 رغم أن منتخب تشيكوسلوفاكيا خاض النهائي مرتين من قبل.

يقود المنتخب التشيكي الملقب بالأسود نسبة إلى شعار دولته المدرب إيفان هاسيك الشهير عربياً باعتباره درّب عدداً من الأندية في السعودية وقطر والإمارات وأخيراً منتخب لبنان، وقد تسلم المهمة مطلع العام الحالي وقاد المنتخب في 4 مباريات ودية فاز بها جميعاً آخرها أمس الأول على مقدونيا، ويعتمد المدرب على تشكيلة كاملة من فريقي العاصمة سلافيا وسبارتا براغ المحليين وهم: جاندريش ستانيك ودافيد زيما وتوماس هولز ومارتن فيتيك ودافيد دوديرا ولاديسلاف كريشي وتوماس فيسليك ولوكاس بورفورد وماتي جوراسيك ويان كوتشكا ومومير شيتيل، لاعب وسط فيورنتينا الإيطالي أنتونين باراك وثنائي ويستهام الإنكليزي فلاديمير كوفال وتوماس سوسيك، إضافة إلى دافيد جوراسيك (هوفنهايم) وفاسلاف كورني (فولفسبورغ) وثنائي ليفركوزن آدم هولسيك وباتريك تشيك وحارس مرمى بطل البوندسليغا ماتيي كوفار.

* ظهر منتخب تشيكيا 7 مرات في النهائيات خاض خلالها 28 مباراة (12 فوزاً و4 تعادلات و12 هزيمة) والأهداف 36/37، وقد حل وصيفاً لبطل 1996.

أولاد الأناضول

هي الدولة الأكبر مساحة في القارة الأوروبية بعد روسيا وكرة القدم فيها تحظى بشعبية جارفة وتحاول أنديتها بين الحين والآخر جذب عدد من نجوم الكرة العالمية كما في الوقت الحالي، حيث يضم عدد منها لاعبين كباراً الشيء الذي يفترض أن ينعكس إيجاباً على المنتخبات الوطنية وإن كان هذا التأثير محدوداً لكن منتخب رجال الأناضول أو منتخب (يلديز ليلار) أو (النجمة والهلال) يواظب على حضور نهائيات يورو للمرة الثالثة على التوالي، ويعتبر المنتخب التركي تاريخياً من المنتخبات الصغيرة في القارة العجوز فبلغ نهائيات المونديال مرتين، 1954 وكان حضوره عادياً وعام 2002 ويومها بلغ نصف النهائي في مفاجأة تحسب لذلك الجيل الذي غاب والأجيال التالية عن العرس العالمي، وفي البطولة القارية كان الحضور الأول في النهائيات عام 1996 وعاد للمشاركة مرة أخرى 2008 ويومها حقق الإنجاز الأفضل ببلوغه نصف النهائي، ثم غاب عن نسخة 2012 قبل أن يعود في النسختين السابقتين وغادرهما من الدور الأول وهاهو يسجل حضوره للمرة الثالثة على التوالي تحت قيادة المدرب الإيطالي فيتشينزو مونتيلا بتصدره المجموعة الرابعة أمام كرواتيا وويلز وأرمينيا ولاتفيا.

وأبرز النجوم الذين يعول عليهم مونتيلا هو صاح أوزكان (دورتموند) وزكي سيليك (روما) ويوسف يازجي (ليل) وويونس أكجين (ليستر سيتي) وبيرتوغ يلدريم (رين) وكنان يلديز (يوفنتوس) وأحمد كان قبلان (أياكس) وميريح ديميريل (الأهلي السعودي) وإسماعيل يوكشيك وسنك توسون وفريدي قادر أوغلو وسميح كولوشي وعرفان قهوجي وهؤلاء يلعبون داخل البلاد، ويقود هؤلاء جميعاً هاكان كالهان أوغلو لاعب إنتر ميلانو، ولا شك أن موهبة ريال مدريد أردا غولر سيكون محط أنظار الجميع.

* شارك منتخب تركيا 5 مرات في النهائيات خاض خلالها 18 مباراة (4 انتصارات وتعادلان و12 هزيمة) والأهداف 14/30، والإنجاز الأفضل بلوغ نصف نهائي 2008.

الضيف الجديد

آخر منتخبات يورو 2024 هو الضيف الجديد منتخب جورجيا وبلاده إحدى دول الاتحاد السوفييتي السابق وبالتالي فقد بدأ مسيرته قبل ثلاثة عقود خاض خلالها كل التصفيات المتعلقة بالمونديال لكنه أخفق بالتأهل وكذلك ببطولة أوروبا حيث نجح بالمحاولة الثامنة بعد مشوار لم يكن مثالياً، فقد احتل المركز المركز الرابع في المجموعة الأولى خلف إسبانيا واسكتلندا والنرويج إلا أن تصنيفه من خلال دوري الأمم وصعوده من الدرجة الثالثة إلى الثانية في نسختها الأخيرة وضعه مكان النرويجي في الملحق، وهناك تجاوز نظيره اللوكسمبورغي بهدف قبل أن يواجه في نهائي الملحق نظيره اليوناني واستمر التعادل السلبي طوال 120 دقيقة وابتسمت ركلات الترجيح للفريق الجورجي الملقب بـ(الصليبيون) بواقع 4/2 ليسجل حضوره الأول في يورو.

وبالتأكيد فإن هذا الإنجاز جاء بفضل المدرب الفرنسي ويلي سانيول (اللاعب الدولي السابق) والذي تسلم تدريب الفريق قبل ثلاث سنوات استطاع خلالها رفع مستوى الفريق بالعموم ولا ننسى عدداً من اللاعبين الذين أصبحوا نجوماً يشار إليهم بالبنان ولعل أشهرهم خفيشا كفاراتسيخيا نجم نابولي والمطلوب في عدد من الأندية الأوروبية الكبيرة وجيورجي كوشوراشفيلي وسولومون كفيركيليا وغابرييل سيغوا وأوتار كاكابادزي وحارس مرمى فالنسيا جيورجي مامارداشيفيلي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن