الكرنفال الأوروبي السابع عشر على الأبواب.. عشرة أبطال (9) … النسخة الخامسة عشرة 2016 لقب استثنائي للبرتغال وأرقام فريدة لكريستيانو
| محمود قرقورا
ترفع الستارة يوم الرابع عشر من الشهر الجاري إيذاناً بافتتاح النسخة السابعة عشرة لكأس أمم أوروبا على الأراضي الألمانية، وعلى مدار النسخ السابقة احتل الألمان والإسبان الصدارة بثلاثة ألقاب مقابل لقبين لفرنسا وإيطاليا ولقب لكل من الاتحاد السوفييتي وتشيكوسلوفاكيا وهولندا والدانمارك واليونان والبرتغال.
كعادة «الوطن» في البطولات الكبرى تسلط الضوء على مسار البطولات السابقة لتكون مادة دسمة تعد أرشيفاً وخليلاً ودليلاً لمن يريد الإبحار، واليوم نتناول البطولة الخامسة عشرة التي عرفت لقباً استثنائياً للبرتغال وكريستيانو وإلى التفاصيل.
عادت البطولة لتقام في فرنسا بعد 32 عاماً من استضافتها الثانية ليسجل التاريخ أن فرنسا أول دولة تستضيف العرس القاري الأوروبي ثلاث مرات، والجديد ارتفاع عدد المنتخبات إلى 24 منتخباً، فكان ذلك القرار نافذة لظهور منتخبات للمرة الأولى في النهائيات أمثال ألبانيا وأيسلندا اللتين لم يسبق لهما المشاركة في أي محفل كبير، وويلز التي عادت لبطولة كبرى بعد 58 عاماً، وإيرلندا الشمالية التي تحضر في بطولة كبرى للمرة الأولى منذ مونديال 1986، والحدث الأبرز خلال التصفيات إخفاق هولندا.
النظام والمنتخبات
وُزعت المنتخبات على ست مجموعات يتأهل بموجبها أصحاب المركزين الأول والثاني إضافة لأفضل أربعة منتخبات تحتل المركز الثاني، واعتمدت منتخبات فرنسا وإسبانيا وألمانيا وإنكلترا والبرتغال وبلجيكا كرؤساء للمجموعات، ووُزعت المنتخبات الـ53 على تسع مجموعات، وتأهل الأول والثاني من كل مجموعة كما وردت بالترتيب وتأهل منتخب تركيا كأفضل ثالث، ثم جرى الملحق بين المنتخبات الأخرى التي احتلت المركز الثلث فتأهلت المجر وجمهورية إيرلندا وأوكرانيا والسويد إضافة لمنتخب فرنسا المستضيف.
المنطق فرض نفسه
تصدر الديوك المجموعة الأولى وقد فاز افتتاحاً على رومانيا في وقت متأخر بفضل باييه حارماً رومانيا من نقطة التعادل التي كانت وشيكة وسجل، ثم روّض الضيف الألباني بثنائية، وبعد ضمان عبوره تعادل مع سويسرا سلباً، فتأهلت سويسرا بخمس نقاط للمرة الأولى، وقد بدأت بفوز متوقع على ألبانيا ثم تعادلت مع رومانيا وفرنسا، وودّعت ألبانيا التي ختمت مبارياتها بفوز تاريخي على رومانيا بهدف ساديكو الذي دخل التاريخ بكونه أول ألباني يسجل ببطولة كبرى.
ديربي بريطانيا
المجموعة الثانية شهدت ديربياً بريطانيا سمه الإنكليز في الوقت القاتل ولكن ويلز هي التي تصدرت بالنهاية مستفيدة من تعادل إنكلترا مع روسيا وسلوفاكيا، على حين قاد غاريث بيل منتخب بلاده لفوزين على سلوفاكيا وروسيا وقد استحق بنظر النقاد العلامة الكاملة وأثبت تألقه بتسجيله في المباريات الثلاث، وبتوقيعه هدفين من كرتين ثابتتين على سلوفاكيا وإنكلترا وخسارة روسيا الثقيلة أمام ويلز أجبرت مدربها سلوتسكي على تقديم استقالته فكان أول ضحايا المدربين.
صدارة مشتركة
بدأت إيرلندا الشمالية ظهورها بالخسارة أمام بولندا بهدف وبدأ المانشافت بالفوز على أوكرانيا بثنائية محافظاً على سجله خالياً من الخسارة أمام أوكرانيا رسمياً فارتسمت ملامح المتأهلين، وجاء تعادل الجارتين ألمانيا وبولندا في الجولة الثانية ليضعهما على مشارف التأهل الذي تأكد بفوزهما في الجولة الثالثة بهدف، المانشافت على إيرلندا الشمالية، وبولندا على أوكرانيا، وفوز إيرلندا على أوكرانيا منحها بطاقة عبور بفضل نظام التأهل المطاط.
كعب كرواتيا أعلى
مشهد المجموعة الرابعة عرف صدارة كرواتية على حساب الماتادور وفيصل الصدارة مباراتهما في جولة الختام التي انتهت كرواتية وسبب الخسارة إهدار راموس ركلة جزاء، وجاءت البداية لتشهد فوز إسبانيا على تشيكيا بهدف وكرواتيا على تركيا بالنتيجة ذاتها يوم تجلّى مودريتش صاحب الهدف، وفي الجولة الثانية فقدت كرواتيا تقدمها بثنائية على تشيكيا التي انتفضت وغنمت نقطة، على حين فازت إسبانيا على تركيا 3/صفر أجمل ما فيها الهدف الثالث الذي لمس فيه 9 لاعبين إسبان الكرة خلال 48 ثانية، وفي الجولة الثالثة خسرت تشيكيا أمام تركيا بهدفين ليصبح عدد الأهداف التي تلقاها بيتر تشيك في النهائيات 21 هدفاً كرقم قياسي سلبي.
الكل يخسر
تميزت المجموعة الخامسة بانقياد كل منتخباتها للخسارة، والعلامة الفارقة اختفاء زلاتان، وبالعودة للمباريات نجد أن النيران الصديقة أهدت السويد نقطة التعادل أمام إيرلندا وتفوقت الخبرة الإيطالية على جديد بلجيكا، وضمن الآتزوري العبور بفوز مستحق على السويد في الوقت الذي عادت فيه بلجيكا بثلاثية من بوابة إيرلندا، وفي جولة الختام تأهات إيرلندا بفوز مشهود على إيطاليا بذكريات مونديال 1994 وتألق هازارد فقاد بلاده بفوز التأهل على حساب السويد بهدف.
للمرة الأولى
المجموعة السادسة توقعها المراقبون سهلة على البرتغال ونجمها كريستيانو، ولكن الذي حصل غير ذلك عندما أجبرت على التعادل في المباريات الثلاث، ولم يدر في ذهن أحد أن التعادلات الثلاثة تحمل في طياتها بطلاً جديداً، إذ لم يسبق لأي منتخب أن تأهل دون فوز، ففي الجولة الأولى تعادلت مع الضيف الآيسلندي بهدف لمثله، وفي الجولة الثانية تعادلت مع النمسا سلباً يوم أهدر كريستيانو جزاء، وفي الجولة الثالثة مع المجر التي تقدمت ثلاث مرات وسجل كريستيانو هدفين ليصبح أول لاعب يسجل في أربع نسخ، وبالتعادل أهل المجر متصدرة بخمس نقاط بفارق الأهداف عن آيسلندا مقابل ثلاث للبرتغال التي تأهلت من خرم إبرة.
آيسلندا تصنع الحدث
لم تلفت نتيجة في دور الستة عشر الأنظار كفوز آيسلندا على إنكلترا من علامة الجزاء في الدقيقة الرابعة، وتحدث النقاد الإنكليز عن الخسارة بأنها من بين أسوأ ست هزائم بتاريخ الإنكليز، وبدأت مواجهات الإقصاء بلقاء سويسرا وبولندا فكان الاحتكام للترجيح بعد أفضلية نسبية لسويسرا التي ودّعت بالنهاية رغم تألق لاعبها شاكيري، واستبق مدرب البرتغال فرناندو سانتوس لقاء منتخبه مع كرواتيا معترفاً بقوة الكروات واصفاً إياه بأنه من النخبة، وحقيقة الميدان كانت كذلك، إذ حسم كواريزما اللقاء في الدقيقة 117، والنيران الصديقة وحدها رجّحت كفة ويلز على جارتها إيرلندا الشمالية، وتجلّى غريزمان في فوز الديوك على جمهورية إيرلندا، ورغم الفوز العريض المبين لبلجيكا على المجر برباعية فقد دخل حارس المجر كيرالي التاريخ بأن أضحى أكبر لاعب مشارك، ولم يجد الألمان عناء في تجاوز سلوفاكيا، ووفى كونتي مدرب الآتزوري عندما وعد بتوجيه ضربة مؤلمة للماتادور فكان الفوز الإيطالي الصريح بثنائية لتتأكد حقيقة أن إيطاليا لا تخسر أمام إسبانيا في البطولات الكبرى باستثناء الترجيح ولتنتهي مسيرة إسبانيا من دون خسارة عند 15 مباراة متتالية.
الترجيح لا تخذل ألمانيا
ثلاثة منتخبات حضرت في ربع النهائي للمرة الأولى وهي بولندا والضيفان الآيسلندي والويلزي، وأولى المواجهات جمعت بولندا مع البرتغال فتقدم ليفاندوفسكي بعد مئة ثانية كأسرع أهداف البطولة ثم رد ريناتو سانشيز في الدقيقة 33، وسارت المباراة بين كر وفر ولم يتم الحسم إلا بالترجيح الذي سبق لكليهما الفوز بها، والقدر أراد لكريستيانو الاستمرار، وتواصلت المغامرة الويلزية بفوز مبين على بلجيكا.
والتقى العملاقان الألماني والإيطالي والتاريخ يميل للآتزوري في المواجهات المباشرة رسمياً ولم تخرج هذه المواجهة عن سابقاتها خلال الوقتين الأصلي والإضافي ولكن الترجيح أخلصت للمانشافت فكُتبت النهاية لمدرب الآتزوري كونتي الذي انتقل لتدريب تشيلسي، وارتضى منتخب ويلز بما وصل إليه فكان الخروج منطقياً أمام المستضيف.
اللقاء المؤجل ونهائي الثأر
تفوق كريستيانو على بيل فكان الفوز الصريح رغم أن إحصائية المباراة أشارت إلى أفضلية ويلزية دون جدوى، والخروج لم يمنع محرري مجلة فرانس فوتبول من الإقرار بأن وصول ويلز للمربع الذهبي معجزة كروية، وحان موعد الثأر الفرنسي من المانشافت بعد التفوق الألماني في نصف نهائي مونديالي 1982 و1986 وربع نهائي 2014، وجاء فوز الديوك صريحاً بثنائية غريزمان في اللقاء الأول بينهما أوروبياً.
وهكذا وصل الديوك وبرازيليو أوروبا لمباراة اللقب التي فاحت منها رائحة ثأر البرتغاليين الذين انهزموا على مبدأ الأمور التي لا تحدث دائماً في نصف نهائي 1984 و2000 وجاءت المجريات عكس ما يشتهي البرتغاليون عندما خرج كريستيانو مصاباً بعد 25 دقيقة، وعاندت الكرة المضيف الفرنسي الذي كان الأفضل سيطرة وفرصاً مباشرة، وسارت المباراة نحو التمديد الذي كانت الكلمة الفصل فيه للبديل البرتغالي إيدر لوبيز فشهدنا البطل الحادي عشر بصافرة إنكليزية هي الثالثة في النهائي، وإليكم النتائج:
المجموعة الأولى
– فرنسا × رومانيا 2/1 جيرو وبايت (57 و89)/ بوغدان ستاتكو (65) من جزاء.
– ألبانيا × سويسرا صفر/1 فابيان شار (5).
– رومانيا × سويسرا 1/1 بوغدان ستاتكو (18) من جزاء/ أدمير محمدي (57).
– فرنسا × ألبانيا 2/صفر غريزمان وبايت (90 و96).
– رومانيا × ألبانيا صفر/1 ساديكو (43).
– فرنسا × سويسرا صفر/صفر.
المجموعة الثانية
– ويلز × سلوفاكيا 2/1 بيل وهال روبسون كانو (10 و81)/ أوتدريج دودا (61).
– إنكلترا × روسيا 1/1 إيريك داير (73)/ بيريزوتسكي (92).
– روسيا × سلوفاكيا 1/2 غلوشاكوف (80)/ فلاديمير فايس ومارك هامسيك (32 و45).
– إنكلترا × ويلز 2/1 فاردي وستوريدج (56 و92)، ولويلز بيل (42).
– سلوفاكيا × إنكلترا صفر/صفر.
– روسيا × ويلز صفر/3 رامزي وتايلور وبيل (11 و20 و67).
المجموعة الثالثة
– بولندا × إيرلندا الشمالية 1/صفر ميليك (51).
– ألمانيا × أوكرانيا 2/صفر موستافي وشفاينشتايغر (19 و92).
– أوكرانيا × إيرلندا الشمالية صفر/2 مكاولي وماك غين (49 و96).
– ألمانيا × بولندا صفر/صفر.
– إيرلندا الشمالية × ألمانيا صفر/1 سجله ماريو غوميز (30).
– أوكرانيا × بولندا صفر/1 بواشتشيكوفسكي (54).
المجموعة الرابعة
– تركيا × كرواتيا صفر/1 مودريتش (41).
– إسبانيا × التشيك 1/صفر بيكيه (87).
– التشيك × كرواتيا 2/2 ميلان سكودا وتوماس تيشيد من جزاء (76 و89)/ ايفان بيريسيتش وراكيتش (37 و59).
– إسبانيا × تركيا 3/صفر موراتا (34 و48) ونوليتو (37).
– التشيك × تركيا صفر/2 بوراك يلماز وأوزان توفان (10 و65).
– كرواتيا × إسبانيا 2/1 كاليتيتش وبيريسيتش (45 و87)/ موراتا (7).
المجموعة الخامسة
– إيرلندا × السويد 1/1 ويسلي هولاهان (48)/ كياران كلارك (71).
– بلجيكا × إيطاليا صفر/2 جياكيريتي وبيلي (32 و92).
– إيطاليا × السويد 1/صفر سجله ايدير مارتينز (88).
– بلجيكا × إيرلندا 3/صفر لوكاكو (48 و70) واكسيل فيتسل (61).
– السويد × بلجيكا صفر/1 ناينغولان (84).
– إيطاليا × إيرلندا صفر/1 سجله روبي برادي (85).
المجموعة السادسة
– النمسا × المجر صفر/2 ادم شالاي وزولتان ستيير (62 و87).
– البرتغال × آيسلندا 1/1 ناني (31)/ بيركير بيارناسون (50).
– آيسلندا × المجر 1/1 غيلفي سيغوردسون (40)/ بيركير مارسافارسون (88).
– البرتغال × النمسا صفر/صفر.
– المجر × البرتغال 3/3 زولتان جيرا (19) وبالارس دزسودزساك (47 و55)/ ناني (42) ورونالدو (50 و62).
– آيسلندا × النمسا 2/1 جون داوي بوفارسون وأرتور انغفي تروستاسون (18 و94)/ أليساندرو شويف (60).
دور الـ16
– سويسرا × بولندا 1/1 وبالترجيح 4/5 شاكيري (82)/ جاكوب بواشتشيكوفسكي (39).
– ويلز × إيرلندا الشمالية 1/صفر مكاولي في مرماه (75).
– كرواتيا × البرتغال صفر/1 كواريزما (117).
– فرنسا × إيرلندا 2/1 سجل لفرنسا غريزمان (58 و61)/ روبي برادي من جزاء (2).
– ألمانيا × سلوفاكيا 3/صفر بواتينغ وغوميز ودراكسلر (8 و43 و63).
– المجر × بلجيكا صفر/4 توبي الديرفيريلد وباتشواي وهازارد وياتيك فيريرا كاراسكو (10 و78 و80 و91).
– إيطاليا × إسبانيا 2/صفر كيليني وبيلي (33 و91).
– إنكلترا × آيسلندا 1/2 روني من جزاء (4)/ راغنار سيغوردسون وكولبيينن سيغثورسون (6 و18).
الدور ربع النهائي
– بولندا × البرتغال 1/1 وبالترجيح 3/5 سجل لبولندا ليفاندوفسكي (2)، وللبرتغال سانشيز (33).
– ويلز × بلجيكا 3/1 ويليامز وكانو وسام فوكس (31 و55 و86)/ رادجا ناينجولان (13).
– ألمانيا × إيطاليا 1/1 وبالترجيح 6/5 أوزيل (65)/ بونوتشي من جزاء (78).
– فرنسا × آيسلندا 5/2 جيرو (12 و59) وبوغبا وبايت وغريزمان (20 و43 و45)/ كولبيينن سيغثورسون وبيركير بيارناسون (56 و84).
الدور نصف النهائي
– البرتغال × ويلز 2/صفر رونالدو وناني (50 و53).
– ألمانيا × فرنسا صفر/2 غريزمان (47 و72) والأول من جزاء.
النهائي
البرتغال × فرنسا 1/صفر ايدر لوبيز (109).