باقات من ورد الحروف مهداة للكاتبة السورية الكبيرة كوليت الخوري ورحلتها الوطنية … الخوري: المراحل تتغير وتنتهي.. لكن ذاكرة الوطن هي التاريخ والتاريخ على مدى الدهر ثابت لا يموت
| إسماعيل مروة
كوليت الخوري الشاعرة والروائية والسياسية، وسيدة الحياة العامة والصالونات الأدبية، ليست كاتبة عادية، ولم تكن امرأة عادية، إنها الإنسان بكل التفاصيل، ففي المنبت هي أديبة ابنة أديب حفيدة شاعر وأديب وشخصية وطنية قلّ أن تدانيها شخصية أخرى، وهي الأديبة التي بدأت شاعرة باللغة الفرنسية، ثم ما لبثت أن انتقلت للكتابة باللغة العربية فأنجزت منجزاً قلّ نظيره بين الأدباء الرجال والنساء على السواء، وهي كاتبة المقالة المميزة ما جعلها تحتل أهم أعمدة الصحف والمجلات في الداخل والخارج، وكانت زاويتها في «الوطن» التي بادلتها الحب هي خاتمة مقالاتها في الصحافة المكتوبة، وهي الروائية المميزة التي تحتل رواية واحدة من رواياتها مكان الصدارة في الأدب الروائي النسوي والسوري والعربي على السواء، وهي الوطنية التي لم تتنازل عن وطنيتها وسوريتها في كل ظرف من الظروف، وفي الحرب على سورية كانت متشبثة بسوريتها حتى النهاية، ومدافعة عنها في كل ميدان، وهي السياسية المحنكة عضو في مجلس الشعب، ومستشارة، تستند إلى إرث فارس الخوري، وهي الصديقة النادرة المثال لأصدقائها، سواء كانوا من جيلها أم الجيل السابق، أو الجيل التالي أو جيل الشباب.
كوليت الخوري عن قرب
صورة الأديب عن قرب تختلف اختلافاً جوهرياً عن صورته المكونة من كتبه، ومن حسن الحظ أننا عاشرنا هذه الأديبة الكبيرة، وعشنا زمانها، وسمعناها، والتقيناها، وتحاورنا معها، وهي من الأدباء النادرين الذين يهتمون بالناشئة، فهي على تواصل مع متوالية الأجيال الأدبية، تحضر ندواتهم، تدعوهم إلى صالونها، ولكوليت الخوري صالون أدبي مهم ومميز يجتمع إليه الأدباء ومحبو الأدب، وتهدي الجميع من كتبها التي تتوافر عندها، وتتمتع أديبتنا الكبيرة بلطف نادر في الحديث والاستقبال والضيافة، ونادراً ما يمر يوم لا تستبقي ضيوفها على مائدتها العامرة، لتختم الأحاديث الأدبية والفكرية والسياسية التي بدأتها وهي لا تنتهي، وذاكرة السيدة كوليت من الغنى بمكان، فهي التي تختزن في ذاكرتها وعقلها تفاصيل فارس الخوري وفايز الخوري، وتفاصيل ذلك الجيل الذي حقق الاستقلال لسورية، و أعطاها مكانتها، ولم أجلس مرة معها وسألتها سؤالاً دون أن أجد إجابة، وهي تجيب بوضوح وبصوت عال لا يعرف الهمس بوجود الآخرين، وكوليت الخوري على الدوام تحمل في بيتها ورقة وقلما لتسجل وتجيب، وتستقبل الناس، وتتعرف إلى مشكلاتهم، لأن بيتها مذ كان لفارس الخوري يعدّ مزاراً ومحجة لكل صاحب حاجة.. وأسجل للكاتبة الكبيرة التواضع الجمّ، فقبل أكثر من ربع قرن كنت أريد زيارتها ومحادثتها، ولكنني كنت أتهيب ولا أذهب، خوفاً من ألا تستقبل واحداً على طريق الأدب، وصادف مرة أن كلمتها، فقالت: تفضل والباب الخارجي مفتوح، دخلت إلى عالم مبهر في تفاصيله وكل ما فيه، وأكثر ما فيه من إبهار هو كوليت الخوري نفسها التي تحمل تاريخ الأدب والمجد والسياسة والأصالة، والتي تنهض بنفسها لتقوم بواجب ضيوفها، ولا تقبل شيئاً خارج إطار اللباقة والإتيكيت، فأدركت من الزيارة الأولى قيمة التواضع مع الأصالة، فكل كاتب أو إنسان أصيل لابد أن يكون متواضعاً، وكم من مرة كان هاتف السيدة كوليت يأتي ليقول: أين أنت؟ تعال لنتحدث، فتزيل عن المتردد كل ما يمكن أن يتوقعه من انشغال.. وأهم الصور التي رأيتها، تعاملها مع صديقاتها، والعاملين عندها في المنزل أو البيت، فهم أصدقاؤها وأحبابها الذين تعتني بكل ما يخصهم..
السلاح قادر أن يقتل الأفراد والجماعات ويدمر العمران والثروات… لكنه يظل عاجزاً عن خدش العراقة في بلادنا
كوليت الخوري وتنويعاتها
عام 1957 بدأت ولادة أديبة من نوع مختلف، بمجموعتها الشعرية (عشرون عاماً) وفي الاسم والعنوان دلالات تقدمها الشاعرة، وكانت هذه المجموعة متأثرة بثقافة الشاعرة الفرنسية فصدرت بالفرنسية، وكان هذا الديوان مع الديوان الآخر (رعشة) 1960 صدرا بغير لغتها، وكانت بعد ذلك روايتها الأكثر شهرة لها، وعلى مستوى الأدب الروائي العربي والنسوي، بل هذه الرواية من الروايات الريادية في الأدب العربي، إذ تقف زمنياً في زمن الريادة (أيام معه) وقد صدرت عام 1959 وقد صدر من هذه الرواية تسع طبعات لما فيها من نضج روائي، وموضوع مميز يتناول العلاقة بين الرجل والمرأة، والمجتمع وموقفه من هذه العلاقة، وتعد كوليت الخوري الأديبة الوحيدة المتفردة التي لم تحمّل في أدبها الأغلاط على المجتمع البسيط، فرأينا نظرة المحافظة واحتجاز حرية المرأة وحرمانها من التعليم في وسط ارستقراطي مثقف ومتحرر ومتنور! وبذلك كسرت النمطية التي توزع المجتمع إلى فئات، ولكل فئة مواصفاتها الإيجابية لا تغادرها، أو السلبية لا تتخلص منها.
أظلم وجودي
وهطل الملل على بيتي وغلل قلبي
وتساقطت الثلوج السود على طموحي وآمالي
فسرى الصقيع في عروقي، وشعرت بخوف جارف يدفعني إلى الطريق
فخرجت أبحث عن بصيص نور وعن سراب دفء
ولكنني وقفت في الطريق، ونظرت إلى الأمام
الطريق طويلة، شاقة، مظلمة، وأنا وحدي!
يستحيل عليّ أن أقطع هذه المسافات كلها بمفردي
لا أستطيع!
في كتابها المميز (ستلامس أصابعي الشمس) كتبت كوليت الخوري هذا النص، وكتبت سواه لتظهر بلا مواربة نظرتها للحياة وعلاقتها بالآخر، وعلاقتها بالحياة المجتمعية، ما يفسّر الروح الشعبية الراقية التي عاشتها الأديبة الكبيرة، فالطريق طويلة، وهي لا تستطيع وحدها أن تقطع المسافات.
وقد أجمع عدد كبير من النقاد على اعتبار (أيام معه) من أدب السيرة الذاتية بالمنهج الروائي، لأن زمنها ارتبط بالوقت الذي كانت على خطوبة مع الشاعر الكبير نزار قباني، وجاءت روايتها الأخرى (ليلة واحدة) تتناول رحلة أوروبية، وأجواء جربتها كوليت الخوري في الحياة في الغرب، ليعود كثيرون للحديث عن رواية السيرة الذاتية، لما في الرواية الأخرى من شبه لغوي وحياتي بالكاتبة.
وكوليت الخوري في أدبها القصصي والروائي لا تضع حداً صارماً، فالرواية رواية، والقصص القصيرة قصيرة، لكن عدداً جيداً حمل عنوان (قصة) فأبعدتها عن التصنيف بين الرواية القصيرة والقصة الطويلة.
أنت لا تحبينه
بل تحبين الثوب الذي ألبسته أنت إياه
تحبين الألوان التي سكبتها أنا عليه
تحبين هذيان خيالك فيه
لقد ذهب هو أما خيالك فباق
وأنا.. باق وسألوّن لك الدنيا
كوليت وفارس الخوري الجد
من حق أي إنسان سوري أن يفاخر بأن فارس الخوري سوري الهوى والهوية، فكيف إن كان هذا السوري قريباً مكاناً أو نسباً منه؟ وكيف إن كان هذا الذي يفتخر هو الحفيد؟ وكيف إن كان المفتخر من وزن عالٍ أدباً وسياسة وحياة، ولا مجال للنقاش والمقارنة بين الميادين التي خاضها فارس الخوري والتي خاضتها الحفيدة كوليت، ولكن لا خلاف على أن كوليت الخوري وصلت مكان الذروة شهرة وكتابة وانتماء وحضوراً في كل الأوساط، ولأن كوليت الخوري ذات مكانة مهمة، وذات شهرة وذيوع، فإنها بما ملكت من أدب ومعرفة فقد كانت أمينة على فارس الخوري وسهيل الخوري، وعلى التراث المجيد للمرحلة، وتمثل هذا الوفاء والإخلاص بجوانب عديدة:
– تسجيل هذه المرحلة ومآثرها في مقالاتها ودراساتها.
– الإشادة بهم في كل حديث ولقاء ومناسبة.
– جمع مآثرهم، كما فعلت مع تراث فارس الخوري.
ومع فارس الخوري كانت السيدة الأديبة أكثر من أمينة وحريصة، إذا استطاعت أن تدون للأيام أهم تراث فارس الخوري من خلال أهم عملين جليلين:
1- أوراق فارس الخوري في ثلاثة مجلدات، فقد يترك الواحد منا آثاراً كثيرة، ولكن الذين جاؤوا بعده يضيعون هذا التراث، فكم من أديب ضاعت مخطوطاته بإهمال المعنيين بها، بل ربما أضاعوا كتبه المطبوعة وآثاره وذكره، وما فعلته كوليت الخوري كان أشبه بالإعجاز بالنسبة لفارس الخوري، فهو لم يترك كتاباً مخطوطاً وينتظر الطبع، ولم يوص بأن تطبع كتبه، ولم يترك مذكرات للنشر، لذلك أطلقت عليها السيدة كوليت تسمية أوراق، وفي إحدى جلساتي معها في صالونها سألتها عن الأوراق، فأطلعتني على ما تفعله، وهو أصعب أنواع التأليف أو الإعداد، ولا يقدر عليه غير المحب المخلص، فهي تجمع الأوراق المتناثرة، وتجمع الصحف من ذلك الزمن، وتجمع الصور والشهادات، وتأتي بالكتابات وتتأكد من الخطوط، ثم تقوم بترتيب ذلك وفق المراحل الزمنية التي قسمت إليها كتابها، أو بالأصح كتاب فارس الخوري، والجهد المبذول فيه قد يكفي لتأليف كتب عديدة تحمل اسمها.
وبعد كلمة موجزة للجدّ «قد عقدت النية ابتداء من هذا اليوم أن أدون في هذا الكتاب خلاصة ما يعرض لي من الحوادث التي تستحق الذكر كل يوم ليبقى لدي في ما يأتي من الأيام واسطة أذكر بها مجريات الماضي إذا فسح الأجل».
تقول كوليت: «هذه الكلمات هي مطلع بضع صفحات وجدتها بين أوراق فارس الخوري، وأوراق فارس الخوري الموجودة في حوزتي منذ ربع قرن تماماً، أي منذ سنة 1960 ليست مذكرات سياسية بالمعنى الصحيح كما سترون، ولا يوميات أدبية بحتة، ولا مجرد ذكريات متفرقة.
إنها قليل من كل هذا.. بل إنها في الحقيقة خلس من حياة إنسان عظيم سجلها بنفسة لنفسه، في الدرجة الأولى لأنه في الأساس أديب أحب الكتابة وتعودها وأدمنها، وأنا واثقة من أنه لم يحبّر هذه الأوراق ليقرأها الآخرون».
وما فعلته السيدة كوليت في هذه الأوراق كان غاية في الأهمية، فهي سجلت تاريخ سورية وفارس واحد من فرسانها، وسجلت علاقاته وصداقاته على كل مستوى، وحفظت صوره وخطه وشعره، فهي بذلك قدمت خدمة كبرى للمكتبة العربية والسياسية بقدر ما قدمت لشخص جدها. وانظر إلى صدقها حين تورد شعره، فلم تخفِ أي جانب، فعند خلع السلطان عبد الحميد هجاه بقصيدة، لكنها تذكر للتاريخ قوله: «لم أندم في حياتي على شيء، ندمي على هذه القصيدة التي نظمتها إثر إعلان الدستور العثماني، وهجوت بها السلطان عبد الحميد الثاني، حيث تأكد لي فيما بعد بما لا يقبل الجدل أن هذا الخليفة الإسلامي قد راح ضحية ثأر اليهودية العالمية» ومن القصيدة:
الله أكبر فالظلاّم قد علموا
لأي منقلب يهوي الألى ظلموا
لقد هوى اليوم صرح الظلم وانتقضت
أركانه وتولت أهله النقم
فكم شكونا ولم تسمع شكايتنا
وكم دعونا وحظ الدعوة الصمم
ماذا فعلت بأحرار البلاد وما
جنوا على الدين والدنيا ولا اجترموا
فأنزلوك عن العرش الرفيع وما
كانوا يريدونها لكنهم رغموا
تأبى الشريعة أن تبقيك حارسها
وأنت بالغدر والإغواء متهم
ومن إنصافها أنها ذكرت القصيدة، ولم تهمل رأيه عند نظمها، وبعد نظمها وتكشف بعض الحقائق له.
2- عملت على إعادة طبع كتاب (فارس الخوري- حياته وعصره) للقس حنا خباز والدكتور جورج حداد، والذي يصبّ في المنهج نفسه، تاريخ رجل وتاريخ أمة، وهو ما أشار إليه المؤلفان في مقدمتهما «هذه الترجمة هي بالإضافة إلى وقائع حياة فارس الخوري الطريفة، تاريخ للبلاد السورية في الخمسين سنة الأخيرة، وسجل حافل لتاريخ جهاد البلاد العربية، وبيان لكثير من الحقائق التي تهم كل سوري وعربي في الحقل الوطني والدولي، ومجموعة من الدروس والعبر تدعو الأجيال المعاصرة والمقبلة إلى الاطلاع عليها».
وها هو رفيقه في المدرسة القس حنا خباز يكتب عنه «هذا الفتى، وكنت أظنه في الرابعة عشرة، لا أدري أي علم أو أي فن لا يعرفه، هو قاموس عام لكل مطلب وفن، كنت في التاسعة عشرة يومذاك، وقد قرأت عشرات الكتب، وكنت أظن أنني أعلم أترابي، وهذا فارس وهو أصغر مني سناً يبزني ويبز من هم أعلى منه علماً واطلاعاً.. سنة 1890 فارقته وقلبي مملوء بصور حبه واحترامه، والآن وقد مرّ على رفقتنا أكثر من ستين عاماً نعود فنلتقي وقد أصبح فارس علماً من أعلام الشرق وحجة على الغرب، وأراني سعيداً أن أكتب شيئاً من ترجمة أخي ورفيقي».
وبهذا الإسهام الكبير استطاعت الأديبة الكبيرة كوليت الخوري أن تقدم خدمة مزدوجة للجد الكبير فارس الخوري القامة الوطنية والسورية، ولتاريخ مرحلة كبيرة وِإشكالية في التاريخ العربي الحديث.
المقالة ومحطة الوطن الخاتمة
آمنت كوليت الخوري بتأثير الصحافة والإعلام، لذلك كانت تعمل بين فترة وأخرى على المقالة الصحفية المتابعة للحدث حيناً والأدبية حيناً، وهي من الجيل الذي أدرك نشر الأعمال الأدبية سلسلة في الصحافة قبل جمعها، ومن ذلك قصتها (ستلامس أصابعي الشمس) ومن ذلك مجموعات الكتب التي حوت مقالاتها، خاصة في حرب تشرين وسواها.. وفي أثناء الحرب على سورية كانت كوليت الخوري في قمة النشاط لتدافع عن وطنها سورية، فكانت منتقدة، كثيرة الانتقاد، وكانت منتمية شديدة الانتماء، وفي أثناء الحرب وجدت رغبة لديها في الكتابة الصحفية، تواصلت مع السيد رئيس التحرير، وأحبت زاوية (عين على الوطن) لتطل من خلالها على القراء، وكانت استجابة السيد رئيس التحرير مثالاً للمهنية والاحترام، والتزمت السيدة كوليت الخوري عاماً كاملاً في كتابة زاويتها لـ«الوطن» وبدأت كتابتها بحب للوطن الرمز والصحيفة «طوال نصف قرن ويزيد وقلمي يتنقل من زاوية إلى زاوية في الصحف العربية ليكتب عن الوطن، وعن كل ما يجري وما يجب أن يجري في الوطن، وعن حكايات العشق والحب التي تتحدى الظروف والمؤامرات والحروب وتزغرد للوطن..
والكتابة على صفحات الوطن خطيرة جداً في هذه المرحلة لأنها تندرج فوراً في سجل التاريخ، فهذه المرحلة التي نعيش ممزقة، مهترئة مخترقة بالثقوب البشرية حتى إنها غدت تشبه المصفاة وبالأحرى الغربال الذي يغربل الناس.. فمن أبقته مبادئه الأخلاقية في حضن الغربال ثابتاً على القيم الوطنية سجل اسمه بالذهب على صفحات التاريخ.. أتساءل.. كيف لم يدركوا أن المراحل تتغير وتنتهي، لكن ذاكرة الوطن هي التاريخ.. والتاريخ على مدى الدهر ثابت.. لا يموت..؟!
واستمرت الأديبة الكبيرة في كتابة زاويتها من واقع الحرب على سورية، ومن ذكريات مرت بها خلال أكثر من نصف قرن مدة عام، وتم جمع هذه المقالات في كتاب صدر ووزع عن الوطن.
مشهد الأدب والأديبة
أديبتنا الكبيرة كوليت الخوري لك السلامة والعافية، والمشهد الثقافي والأدبي يشتاق لصوتك وحزمك وموقفك وأنت تقولين الرأي بلا مواربة، ولا مجاملة، وصالونك الأدبي آخر الصالونات الراقية يرقب زواره الذين ينتقلون بين الصور المعلقة على جدرانه لتختصر تاريخ سورية والمنطقة، نشتاق لذكرياتك التي تسردينها بحب مع نزار قباني وعمر أبو ريشة وعبد السلام العجيلي وكمال ناصر.. حرفك يضيء في كل كتاب وزاوية، وصورتك البهية مثال الزمن الجميل والأدب الراقي، لعافيتك وسكينتك الدعاء بالشفاء ولك حب.
كوليت الخوري في سطور
هي شاعرة وأديبة وروائية سورية (من مواليد 1931)، جدها رئيس الوزراء السوري الأسبق فارس الخوري في عهد الاستقلال. تكتب كوليت الخوري بالفرنسية والإنجليزية إلى جانب لغتها الأم العربية. وكانت تعمل محاضرة في كلية الآداب بجامعة دمشق. وعملت في الصحافة السورية والعربية منذ أيام الدراسة.
درست الحقوق في الجامعة اليسوعية في بيروت ثم تابعت تحصيلها العالي في جامعة القديس يوسف في بيروت، ثم في جامعة دمشق، ونالت الإجازة في اللغة الفرنسية وآدابها. هي عضو جمعية القصة والرواية وحصلت كوليت خوري على شهادتين في الحقوق وآداب اللغة الفرنسية من جامعة دمشق وبيروت.
في عام 1959 أصدرت روايتها «أيام معه»، بعد ذلك بعامين، نشرت «ليلة واحدة» (1961).
في كتابها «سنوات الحبّ والحرب»، والذي يتضمّن مقالات أدبية وقصصاً قصيرة كتبتها بين عامَي 1973 و1979، تمكّنت كوليت الخوري من تأريخ حرب تشرين (حرب السادس من أكتوبر).
الحياة السياسية: من عام 1990 إلى 1995، عملت كوليت خوري كعضو مستقل في البرلمان السوري. في عام 2008، تم تعيين كوليت مستشارة ثقافية لدى الرئاسة السورية.