رياضة

دوري سلة المحترفين فنياً وتنظيمياً وإعلامياً في عيون لاعبي ومدربي اللعبة

| مهند الحسني

انتهى دوري سلة المحترفين لهذا الموسم، وتوّج فريق الوحدة باللقب عن جدارة واستحقاق، وتأثر الدوري بشكل عام بعدة ظروف ومنغصات ساهمت في تعكير أجوائه بنسبة جيدة، ولولا جهود بعض القائمين في اتحاد السلة لحصل ما لا تحمد عقباه خاصة فيما يتعلق بموضوع اللاعب الأجنبي وطريقة وجوده مع الأندية الأمر الذي ساهم في انسحاب فريق أهلي حلب بطريقة تركت الكثير من إشارات الاستفهام لدى الجميع وأفقدت تلك النكهة التنافسية التي كنا نتوقعها في مباريات دور الستة الكبار.

فكيف كان دوري الرجال من الناحية الفنية والتنظيمية والإعلامية؟ وهل كان له فوائد جمة على لاعبينا المحليين؟ وهل من ملاحظات؟

«الوطن» طرحت أسئلة كثيرة على كوادر اللعبة من لاعبين ومدربين عبر التحقيق التالي:

اللاعب دياب الشواخ (اجتماع التفاصيل)

كان الدوري قوياً فنياً وكان هناك جمل تكتيكية كثيرة، وخاصة العامل الفردي المهاري، حاول كل المدربين أن يستفيدوا من إمكانيات اللاعبين الفردية عبر الخطط الجماعية.

تنظيمياً كان اللعب بشهر رمضان وكانت الأجواء صعبة لكن الدوري يجب أن يسير والتوقف غير وارد.

إعلامياً كان الدوري قوياً في تسويقه، وخاصة في نقل مباريات عبر تحليلات ولقاءات وملخصات.

هذه التفاصيل إذا اجتمعت في كل موسم مع تطوير متصاعد من موسم لآخر من المتوقع أننا سنكون على موعد مع دوري محترفين بكل معنى الكلمة.

(إعادة النظر بالأجانب) المدرب جورج شكر

اختتم الموسم بفوز نادي الوحدة باللقب بعد تفوقه على نادي الكرامة.

الدوري لاقى ترويجاً إعلامياً ومتابعة جماهيرية غصت بها صالاتنا، ولكن كان هناك الكثير من المخلصين واجتهدوا قدر المستطاع كل في موقعه، فاستحقوا إشادة الجميع وتمنياتهم بالدعم للوصول إلى مكان أبعد يليق بجمهور المتابعين وشغفهم.

فنياً كان لوجود لاعبين أجنبيين من بداية الدوري أثر كبير حفز المتابعين بارتفاع المستوى الفني، ورغم المستوى المتوسط للأجانب واستئثارهم بأكثر من نصف السكور وأحياناً كثيرة بأكثر من سبعين بالمئة، غير أن المستوى تراجع لدى أغلب لاعبي النخبة، وحتى تراجع مستوى العديد من المواهب التي كان يعول عليها بالظهور ومنافسة اللاعبين المخضرمين، وبالتالي اكتفاؤهم غالباً بالأدوار الدفاعية المخصصة لهم، وأعتقد أن هذه النقطة تدفعنا لإعادة النظر بوجود لاعبين أجانب، ولمَ لا ما دام الهدف من وجودهم هو المساعدة في تطوير لاعبينا وليس تقزيم إمكانياتهم.

أضف لها فرض أعباء مالية ضخمة عانت منها أغلب خزائن الفرق حتى العريقة منها.

تنظيمياً الكم الهائل من العقوبات الفردية والجماعية على الفرق أعطت مؤشرات سلبية أكثر منها إيجابية، ولدينا كوادر لها خبرة كبيرة أتمنى الاستعانة بها مع الكوادر الحالية لإيجاد حلول تنظيمية أكثر نجاعة في تسيير رحلة الموسم القادم.

(الحضور الجماهيري) اللاعب وسام يعقوب

الدوري من الناحية الفنية كان قوياً وتنافسياً والدليل على ذلك نتائج المباريات كلها متقاربة بنسبة كبيرة.

طبعاً بعد اختصار عدد الأندية إلى ثمانية أصبح المستوى متقارباً من الناحية الفنية بعد أن تم إلغاء الفوارق الفنية بين الأندية.

أغلب نتائج مباريات كان صعب التوقع بنتائجها نظراً لقوة المنافسة وتقارب المستوى، وهذا الشيء كان إيجابياً لكل الأندية ورفع مستوى التنافس والمستوى الفني.

فنياً وجود لاعبين أجانب اثنين بأرض الملعب من بداية الدوري كان إيجابياً ببعض النواحي، حيث رفع من مستوى التنافس الفني، لكنه بالوقت نفسه قلل من أوقات وجود اللاعب المحلي وتطوره.

شاهدنا الكثير من اللاعبين المحليين في الدوري المنصرم كان وجودهم أفضل ومستواهم أحسن، لكن الموسم الحالي بوجود اثنين أجانب بأرض الملعب أثر بشكل سلبي في وجود اللاعب المحلي، وبالتالي انخفض مستواه الفني.

بالإضافة إلى ذلك العبء المادي الكبير الذي سببه لكثير من الأندية وهناك أندية دخلت بمشاكل ماديه مع اللاعبين سواء أكانوا محليين أم أجانب.

إعلامياً كانت التغطية إلى حد ما جيدة، وتابعنا عدداً كبيراً من الصفحات ووسائل الإعلام تغطي الدوري بسبب قوه التنافس.

من الناحية التنظيمية كان التنظيم جيداً، عدد الفرق قليل والتنافس كبير، لكن ما كان يعيبه طول الفترة التوقف بين مرحلة وأخرى.

أكثر شي كان يميز هذا الدوري الحضور الجماهيري الكبير الذي كان ميزة وعلامة فارقة للدوري.

تطوير المدرب المحلي (المدرب خالد أبو طوق)

من الناحية الفنية كان الدوري جيداً بسبب وجود الأجانب الأفضل من الموسم السابق.

تنظيمياً روزنامة الدوري لم تدرس جميع مشاركات الفرق، ووضع الكأس قبل الفاينال سيكس واختصاره بأسبوع وموضوع عدم وضوح الروزنامة كانت أمراً مربكاً وعاملاً سلبياً.

إضافة إلى أن القوانين واللائحة الداخلية وتغيرها من بداية الدوري من دون أجانب أو واحد، وبعدها استقروا على اثنين، ناهيك عن زيادة العدد وطريقة التغيير فكان حرياً أن تكون هذه الأمور واضحة ومفصلة.

إعلامياً كان أفضل ووجود برامج تلفزيونية أكثر وصفحات على السوشل ميديا كان أمراً إيجابياً.

وجود اللاعب الأجنبي من المفروض أن يطور اللاعبين المحليين لكن لم نجد هذا التطور، لأن تأثير الأجانب يحتاج لوقت طويل لتظهر الاستفادة، وأنا مع استمرار وجود الأجانب لكن بدراسة متأنية لأن التكاليف أصبحت مرهقة للأندية.

من اللاعبين الذين شهدنا تطورهم بلال أطلي ويزن حريري ودياب الشواخ ورامي مرجانة الذي حافظ على مستواه.

وأكثر اللاعبين كانت مستوياتهم غير ثابتة ومتفاوتة، وهنا على اللاعبين المحليين العمل على تطوير المستوى المهاري والبدني وقت توقف الدوري وخارج تمارين الفريق والاهتمام ببرنامج غذائي مستمر.

أما عن المدربين الأجانب فلفت نظر الجميع وجود مساعد مدرب أجنبي مع الفرق المهمة في الدوري اللبناني بوجود مدربين وطنيين، وهذه نقطه مهمة رفعت من مستوى مدربيهم وهي نقطة يجب دراستها محلياً ودعم المدرب المحلي وتهيئة الظروف لتطوره.

ومن الممكن الاستفادة من الفكرة السابقة بأن يكون المدرب الوطني مع مساعده بالعمل مع الفئات أيضاً.

وجود أربعة فرق من مدن مختلفة كان أمراً إيجابياً، أعتقد حصولنا مع نادي الكرامة على بطولة الدوري أعطى الثقة والدافع لكل المحافظات في الطموح بدعم فرق السلة.

وأهم ما يميز دورينا وجود الجمهور بشكل دائم ومستمر، ولم يتوقف طوال السنين الماضية بعشق كبير لأنديتهم ودعمهم، وهذه النقطة تفتقدها الكثير من دول الجوار، عدا موضوع الحرمان الذي لم يجد له اتحاد السلة حلولاً، وحرمان الترحال الذي عليه إشارة استفهام كبيرة.

عدم ثبات الروزنامة (المدرب عبود شكور)

الدوري هذه السنة كان قوياً ومثيراً وأغلب المباريات لم يكن بالإمكان التكهن بنتائجها، أغلب الفرق تبادلت الفوز في مرحلتي الذهاب والإياب، وبرأيي وجود اللاعبين المحترفين رفع المستوى الفني والتنافسي للدوري على الرغم من الضغط المالي الملقى على عاتق الأندية.

تنظيمياً كان الدوري دون الوسط لكون الروزنامة تتغير باستمرار ما جعل التحضير الفني صعباً بسبب تغيير القرارات الإدارية وأثر في مسيرة الدوري نوعاً ما.

من الناحية الإعلامية شهدنا نوعاً ما نقلة نوعية في البث التلفزيوني أو على اليوتيوب، وهي خطوة على الطريق الصحيح وهي بحاجة للدعم والتصحيح من ناحية الكاميرات والمصطلحات السلوية.

المدرب هيثم جميل (دراسة متأنية)

لا شك أن طموح القائمين على لعبة كرة السلة، هو انتشار اللعبة في المجتمع بأفضل صورة ممكنة، وذلك لجذب الأجيال الصغيرة للمتابعة وزيادة حجم قاعدة الممارسين لهذه اللعبة، لذلك اجتهد اتحاد اللعبة في تطوير مسابقات الرجال، التي تعتبر المسابقة الأكثر قدرة على جذب الراغبين بمشاهدة متعة كرة السلة، لذلك استحدث مسابقة الفاينال 6، وقام بتغيير أنظمة عدد المباريات في المراحل الإقصائية وقد أضافت هذه الزيادة بعدد المباريات الإثارة والندية والحماس في المراحل الإقصائية.

لا شك أن زيادة عدد المباريات يساعد على رفع المستوى الفني للاعبين، ولكن ما يؤخذ على المسابقات في هذا الموسم الفترات الزمنية المتباعدة بين مراحل المسابقة، ما أثر بشكل أو بأخر في المستوى الفني للاعبين سواء بصورة فردية أم بصورة جماعية.

لذلك على اتحاد اللعبة ولجنة المسابقات تدارك هذا الخلل في الموسم القادم، وتحتاج المسابقة لدراسة متأنية، وذلك في وضع البرمجة والتواريخ بحيث لا يكون هناك انقطاع لفترة طويلة لبدء الموسم القادم الجديد.

لا شك أن الحضور الإعلامي بمفاصله كافة (التلفزيون، الإذاعة، الصحف، منصات التواصل الاجتماعي) قد ساعدت على انتشار اللعبة بصورة مميزة جداً، وعلى الاتحاد الاستفادة من هذا النجاح والمتابعة بالعمل على تسويق الدوري بما يحقق مكاسب مالية تعود بالنفع على اتحاد اللعبة وكذلك على الأندية.

ولاشك فإن مع استمرار وجود اللاعبين المحترفين الأجانب وتطوير المسابقات وتزايد الاهتمام الإداري في الأندية، فإن المتوقع بعد عدة سنوات أن نشاهد تطوراً ملحوظاً بالمستوى الفني عموماً. ما سوف يؤدي إلى تطور المستوى على صعيد المنتخب الوطني، ولكن أهم نقطة هو الاستمرار والعمل على التطور الإداري الذي سوف ينعكس بصورة مباشرة على المستوى الفني.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن