تداعيات فوز اليمين المتطرف في الانتخابات الأوروبية مستمرة في فرنسا … الاتحاد العمالي: لانتفاضة شعبية عبر المشاركة في الانتخابات التشريعية
| وكالات
دعت الأمينة العامة لنقابة الكونفدرالية العامة للشغل «سي جي تي» في فرنسا، صوفي بينيت، أمس الثلاثاء، إلى انتفاضة شعبية، من خلال «احتلال» الشوارع وصناديق الاقتراع في الثلاثين من الشهر الجاري.
وفي تغريدة لها عبر منصة «إكس»، أكدت بينيت أن «الشعب هو الذي يصنع الانتخابات، وليس استطلاعات الرأي»، وأضافت: «الأمر متروك لنا للسيطرة على مصيرنا»، كما دعت «كل من يهتم لمصير البلد إلى النزول إلى الشارع، يوم العطلة المقبل».
وتأتي هذه الدعوة غداة حلّ الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الجمعية الوطنية، إثر فوز أقصى اليمين الفرنسي «الجبهة الوطنية» في الانتخابات البرلمانية الأوروبية، وأعلن ماكرون إجراء انتخابات تشريعية جديدة، ستجرى دورتها الأولى في الـ30 من حزيران الجاري، والثانية في الـسابع من تموز المقبل، مبرراً ذلك بأنّه «قرّر أن يعطي الفرنسيين مستقبلهم البرلماني مرةً أخرى عن طريق التصويت»، ويُذكر أن رئيس حزب التجمع الوطني، جوردان بارديلا، ترشح عن حزب أقصى اليمين، لمنصب رئيس الحكومة في فرنسا، بحسب ما أعلن نائبه سيباستيان شونو.
دعوة بينيت هذه جاءت بعد تظاهرات حاشدة في مدن فرنسية رئيسية احتجاجاً على قرار الرئيس الفرنسي حل الجمعية الوطنية، إذ خرج الفرنسيون بالعاصمة الفرنسية باريس ومدن ليون ورين وبوردو إلى الشوارع، ليل أول من أمس الإثنين، للتعبير عن احتجاجهم على فوز اليمين المتطرف في انتخابات البرلمان الأوروبي.
وحمل المتظاهرون لافتات كتب عليها «الجبهة الشعبية» و«انتبهوا للفاشية» و«لا تخيفوني، لا للجبهة الوطنية»، وقالت الناشطة دانيا عصمت التي شاركت في تظاهرة باريس: «جئت للاحتجاج لأن الوضع فظيع، نحن حرفياً في كابوس»، وذكرت أنها لا تزال غير قادرة على تصديق أن ماكرون قرر حل مجلس النواب، وأضافت: «لم يكن اليمين المتطرف قريباً من السلطة إلى هذا الحد من قبل، وهذا أمر مخيف».
من جهتها، أشارت المتظاهرة كاميل إلى أن خروج اليمين المتطرف في المرتبة الأولى بصناديق الاقتراع بالبرلمان الأوروبي هو من «أعراض العيش في ظل حكم ماكرون لسنوات». وأرجعت نتائج انتخابات البرلمان الأوروبي إلى شعور المواطنين في المناطق الريفية بالبلاد بتخلي الدولة عنهم، وقالت: «هذا تصويت مقلق وستكون له آثار على حرية التعبير وحرية الصحافة وحرية التظاهر»، وحمَّلت الحكومةَ مسؤولية القرارات التي تسببت في التمييز ضد المسلمين وكذلك الأشخاص من أصول مهاجرة في البلاد وصعود «الفاشية».
وحققت الأحزاب اليمينية المتطرفة مكاسب كبيرة في انتخابات البرلمان الأوروبي الأحد الماضي، في صعودها إلى المراكز الأولى وخاصة في فرنسا وإيطاليا والنمسا وفقاً للنتائج الأولية والاستطلاعات، ونتيجة لذلك حل الرئيس الفرنسي، الجمعية الوطنية (مجلس نواب)، ودعا إلى انتخابات مبكرة بعد أن ألحق حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف هزيمة ثقيلة بمعسكره في الانتخابات.