شهداء غزة تجاوزوا 37160 والاحتلال دمّر 133 بئراً لمياه الشرب … الأمم المتحدة: مصدومون من عدد ضحايا «النصيرات» وأفعال إسرائيل ترقى إلى جرائم حرب
| وكالات
بينما واصلت آلة القتل الإسرائيلية حصد مزيد من أرواح الفلسطينيين الأبرياء لليوم الـ249 لعدوان قوات الاحتلال المتواصل على قطاع غزة، أعربت الأمم المتحدة عن صدمتها الشديدة إزاء عدد الضحايا المدنيين الذين ارتقوا في المجزرة التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة قبل أيام، وذلك بالتزامن مع ارتفاع عدد الضحايا الفلسطينيين إلى 37164 شهيداً إضافة إلى ما يزيد على 84800 مصاب حتى ساعة إعداد هذا الخبر مساء أمس.
وفي التفاصيل، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أمس في بيان أوردته وكالة «سانا» أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب خلال الساعات الـ24 الماضية 3 مجازر في قطاع غزة، راح ضحيتها 40 شهيداً و120 جريحاً، وقالت الوزارة: إن عدد ضحايا عدوان الاحتلال المتواصل لليوم الـ249 على القطاع ارتفع إلى 37164 شهيداً و84832 جريحاً، بينما لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
في السياق، انتشلت طواقم الدفاع المدني الفلسطيني جثامين عدد من الشهداء صباح أمس الثلاثاء، وما زال البحث جارياً عن مفقودين من تحت أنقاض منازل استهدفها الاحتلال بالقصف في حيي الشيخ رضوان والدرج بمدينة غزة، وفق ما ذكرت وكالة «وفا» الفلسطينية التي أشارت إلى انتشال شهيد وعدد من الجرحى نتيجة قصف طائرات الاحتلال منزلاً لعائلة «أبو علبة» بمنطقة أبو إسكندر في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة وما زال البحث جارياً عن مفقودين تحت الأنقاض، وتم نقل الشهيد والجرحى إلى مستشفى المعمداني في المدينة.
كما تم انتشال عدد من الشهداء والجرحى من تحت أنقاض منزل لعائلة عاشور بعد استهدافه من طائرات الاحتلال الإسرائيلي بحي الدرج وسط مدينة غزة، وتم نقلهم أيضاً إلى مستشفى المعمداني بالمدينة، واستُشهد عدد من الفلسطينيين وأصيب آخرون الليلة قبل الماضية وفجر أمس، بقصف للاحتلال غرب مخيم النصيرات، وأعلن مصدر طبي في مستشفى شهداء الأقصى في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، وصول 3 شهداء هم طفلان ووالدهما وعدد من الجرحى بقصف طائرة حربية إسرائيلية منزلاً لعائلة التلباني في منطقة الزوايدة وسط القطاع, وفي حي تل السلطان غرب رفح جنوب القطاع، تمكنت طواقم الإنقاذ أمس من انتشال جثامين 3 شهداء، وذكرت «وفا» أن طواقم الإنقاذ تمكنت من انتشال جثامين ثلاثة شهداء ارتقوا نتيجة قصف نفذه طيران الاحتلال الإسرائيلي، في وقت سابق، على حي تل السلطان غرب مدينة رفح، مشيرة إلى أن ذلك تزامن مع تجديد مدفعية الاحتلال الإسرائيلي قصفها على عدة مواقع في مدينة رفح.
إلى ذلك، أعلن رئيس لجنة حصر الأضرار على قطاع غزة بهجت جبارين أن الاحتلال دمر كلياً أو جزئياً 133 بئراً للمياه، ما تسبب بمعاناة شديدة للفلسطينيين في القطاع وسط نقص شديد في المياه الصالحة للشرب، مع انهيار منظومة مياه الشرب منذ بداية العدوان الإسرائيلي في السابع من تشرين الأول الماضي.
وكشف جبارين في تصريحات لـ«اليوم السابع»، حجم تدمير الاحتلال لمصادر المياه في غزة، موضحاً أن الاحتلال دمر 40 بئراً للمياه كلياً، وهذه الآبار تغذي قطاع غزة، وكذلك الآبار الجوفية تم تدميرها بشكل كامل وهناك 93 بئراً تم تدميرها بشكل جزئى وأصبحت عاطلة عن العمل.
وأضاف: إن الاحتلال دمر 9 خزانات رئيسة وهي المزودة بالمياه للبلديات والمجالس والمحافظات في غزة وقدراتها الاستيعابية من 2000 إلى 3000 متر مكعب، في حين بخصوص الشبكات هناك أكثر من 5 آلاف متر من شبكات مياه الأمطار والمياه السطحية تم تدميرها بفعل الاحتلال، إلى جانب القنوات والمناهل وغيرها.
وأوضح جبارين أن هناك «مجاعة» فيما يتعلق بالمياه نتيجة قطع كل المصادر من جانب الاحتلال، وتدمير الآبار الموجودة في قطاع غزة المزودة للمياه، والكمية المتوافرة حالياً وهي 3 أمتار للفرد عبارة عن حصة ملوثة بكل العناصر سواء بالمواد المتفجرة أو مياه الصرف الصحي أو من خلال العناصر الثقيلة والنترات نتيجة النفايات الخطرة والمواد الخطرة والأسمدة والمبيدات والأسلحة المستخدمة في قطاع غزة، وهناك تلوث كيميائي وبيولوجي وتلوث بشح وندرة المياه والمتوافرة للفرد والحصة المتوفرة غير صالحة للشرب.
وأمام حجم الكارثة، أعربت الأمم المتحدة عن صدمتها الشديدة إزاء عدد الضحايا المدنيين الفلسطينيين الذين ارتقوا في المجزرة التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة قبل أيام.
ونقلت وكالة «فرانس برس» عن المتحدث باسم مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة جيريمي لورانس قوله للصحفيين في جنيف: إن «الطريقة التي نفذت بها إسرائيل عمليتها العسكرية في منطقة مكتظة بالسكان تثير تساؤلات جدية حول التزامها بمبادئ التمييز والتناسب والحذر، وفق ما تنص عليه قوانين الحرب»، وأشار إلى أن هذه الأفعال التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي ترقى إلى جرائم حرب، ولا بد للمحاكم أن تحدد الوضع وتتخذ التوصيفات والإجراءات المناسبة, وارتكب الاحتلال مجزرة في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة يوم السبت الماضي أدت إلى ارتقاء 274 شهيداً و698 جريحاً.