ثقافة وفن

افتتاح «أيام السينما التونسية» في دار الأسد … السفير التونسي بدمشق: سورية تزخر بالطاقات والمواهب

| وائل العدس – تصوير: طارق السعدوني

بهدف تفعيل حالة ثقافية مشتركة تغني المشهد السينمائي في سورية وتونس، افتتحت يوم أمس فعاليات «أيام السينما التونسية» في صالة الدراما في الهيئة العامة لدار الأسد للثقافة والفنون.

وحضر حفل الافتتاح وزيرة الثقافة د. لبانة مشوح وسفير الجمهورية التونسية بدمشق محمد المهذبي ومدير المعهد الدبلوماسي في وزارة الخارجية والمغتربين د. عماد مصطفى ومدير إدارة الوطن العربي في الوزارة نفسها رياض عباس ومدير المؤسسة العامة للسينما مراد شاهين إلى جانب عدد من رؤساء وممثلي البعثات الدبلوماسية بدمشق وعدد من الفنانين.

وكُرم في الافتتاح النجمان الكبيران دريد لحام ومنى واصف، إضافة إلى المخرج الراحل الكبير عبد اللطيف عبد الحميد. وعرض في حفل الافتتاح فيلم «في عينيّ» للمخرج نجيب بالقاضي، على أن يعرض في السابعة من مساء اليوم فيلم «دشرة» للمخرج عبد الحميد بوشناق، وفي التوقيت نفسه من مساء الغد فيلم «قبل ما يفوت الفوت» للمخرج مجدي لخضر.

تعاون مكثف

وفي كلمة له، قال السفير التونسي بدمشق محمد المهذبي: إن الأيام أثبتت أهمية الصورة سواء في الدراما أو السينما أو التلفزيون أو على الحاسوب أو الهاتف المحمول، ليس على المستوى الثقافي وحده، بل كذلك على المستويين الاقتصادي والسياسي، ولعل العصر الرقمي لم يزد الصورة إلا خطورة وتأثيراً في حياتنا.

وأضاف: لعلنا في تونس شأننا شأن أشقائنا في البلاد العربية أصبح لنا تاريخ طويل في مجال الصورة ولاسيما في السينما، والانطلاقة الحقيقية للسينما في تونس كان إثر استقلال البلاد، وقد تميزت تونس بإطلاق أول مهرجان سينمائي عربي وإفريقي تميز بالابتعاد عن السينما التجارية وعدم اعتبار العمل السينمائي سلعة مثل غيره، كما تميز بإظهار المواهب العربية والإفريقية ومن خصائصه المشاركة المكثفة للجمهور وحلقات النقاش الجادة مع المخرجين، كما أن المشهد السينمائي الحالي صار متميزاً بتعدد المهرجانات السينمائية المتخصصة.

وأكد أن ذلك يفتح مجالاً للتعاون المكثف مع كل الدول العربية ولاسيما سورية التي تزخر بالطاقات والمواهب في هذا المجال، وتمثل هذه المناسبة عودة للنشاط الثقافي على المستوى الرسمي لأن التبادل الثقافي على المستوى الشعبي لم ينقطع بجهود الرئيس التونسي قيس سعيّد والرئيس السوري الدكتور بشار الأسد حيث أشارا إلى ضرورة استرجاع التعاون بين البلدين بصورة أفضل مما سبق بعد أن تم إحباط المؤامرة التي يعرفها الجميع، ولذلك فإن كل جهد يهدف إلى استعادة التعاون مع هذا البلد العريق مستلهماً من إرادة البلدين قادة وشعباً.

استقبال مبهر

أكد النجم الكبير دريد لحام لـ«الوطن» أن لتكريم اليوم شعوراً خاصاً لأنه من تونس، البلد الذي نعشقه والذي استقبل مسرحية «كاسك يا وطن» عام 1979 استقبالاً مبهراً، فغنى يوماً عشرة آلاف تونسي على مسرح قرطاج أغنية «لو لو لو لو لالي» ترحيباً بنا، فشعرنا بالفرح والخوف في الوقت نفسه.

وشدد على أن مسألة المهرجانات والجوائز لا تهمه بقدر ما يهمه جائزة الجمهور ببلده، عندها يكون المنتج السينمائي جديراً بالاحترام.

علاقة ود

وعبّرت النجمة الكبيرة منى واصف عن سعادتها بتكريمها، كاشفة أن آخر تكريم لها كان بمهرجان قرطاج قبل عامين.

وقالت لـ«الوطن»: تجمعني علاقة ود بيني وبين السينما والمسرح والمهرجانات في تونس، خاصة أن الشعب التونسي ذواق للسينما والمسرح، ويعبّر دائماً عن محبته واحترامه.

وأكد أن تونس عرضت فيلم «الرسالة» عام 1976 عندما كان ممنوعاً من العرض، ووقتها استقبلنا الجمهور التونسي بشكل لا يوصف.

الهم واحد

بدوره، أكد مراد شاهين لـ«الوطن» أن التعاون السينمائي بين سورية وتونس قديم وليس حديث العهد، حيث بدأت التوءمة منذ زمن بعيد بين مهرجان دمشق السينمائي وأيام قرطاج السينمائية نتيجة تقاطعات كبيرة تجمع المجتمعين السوري والتونسي.

وأكد أن المشاهد سيشعر أن الهم السينمائي واحد عندما يشاهد الأفلام المعروضة، مشيراً إلى أن معيار العرض دائماً أن تحمل الأفلام هوية البلد الذي تمثله.

وشدد على أن تكريم المبدعين أمر طبيعي، خاصة الكبيرين دريد لحام ومنى واصف صاحبي الباع الطويل في التكريمات والحضور الفاعل إن كان في المهرجانات التونسية أو غيرها من المهرجانات العربية.

المجتمع التونسي

بدوره، وجه مجدي الظاهري المكلف بالشؤون الاقتصادية والثقافية والإعلام في السفارة التونسية بدمشق شكره لكل الجهات السورية المعنية التي قدمت كل التسهيلات لإقامة هذه التظاهرة واهتمامها بالتفاصيل كافة.

وأكد أن السفارة التونسية ركزت على الأفلام الاجتماعية، لتضع المشاهد السوري بصورة المجتمع التونسي.

تاريخ حافل

أما المخرج باسل الخطيب فشدد لـ«الوطن» على أهمية هذه التظاهرة على المستويين الثقافي والفني، وقال: منذ فترة شهدنا أسبوع السينما البرازيلية، واليوم نحضر أيام السينما التونسية صاحبة التاريخ الحافل والغنية بالأفلام التي نالت جوائز عالمية.

ووجه شكره لوزارة الثقافة والمؤسسة العامة للسينما والسفارة التونسية لإتاحتها الفرصة للاطلاع على أحدث الإنتاجات السينمائية في تونس، مشيراً إلى أهمية مواكبة تجارب الآخرين ما يعود علينا بالفائدة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن