تسويق إلكتروني!
| فراس عزيز ديب
على مواقع التواصل الاجتماعي، دائماً ما عليك أن تكون حذراً من الأفخاخ والكمائن، فمثلاً عزيزي الرجل إن جاءتك رسالة من إحداهنَّ بصورة بروفايل لفتاةٍ جميلة استهد بالرحمن بارك اللـه بك وإياكَ أن تُجيبها بسرعة، لأن الرسالة بالمجمل قد تكون كميناً عائلياً، ومن أرسلتها تجلس على مسافةٍ قريبة منك، أو أن خلف الشاشة المقابلة قد تكون حماتك أو عمة زوجتك التي تريد استكشاف وسبر حالة الوفاء لديك.
في السياق ذاته عندما تتصفح التعليقات على منشورٍ ما عليك إلا الحذر من أولئك الذين ينشرون روابط ويطلبون منك الضغط عليها بداعي معرفة من يدخل لزيارة حسابك الشخصي مثلاً أو غيرها من الحيل التي تهدف إلى الوصول إلى هاتفك الشخصي والسيطرة عليه.
لكن مع الوقت ستكتشف بأن كل هذه الأفخاخ لا تساوي شيئاً أمام وقوعك بفخ قبول طلب صداقة لشخصٍ ما لتكتشف فيما بعد عن طريق المصادفة بأنه يعمل في التسويق الإلكتروني!
الحذر هنا من هذه المصادفة اللعينة التي هي في النهاية فخ، هنا سيتساءل البعض وأين الفخ في ذلك؟ يمكنك ببساطة عدم الرد على الرسائل إن وجدت، لكن المشكلة هنا لا تكمن في الرسائل بحد ذاتها بل بنوعية المواد التي يتم التسويق لها، فمثلاً قد تفتح حسابك لتجد أمامك صورة لامرأة شبهَ عارية في القصة أو على حائط أحد الأصدقاء، تدقق في الحساب وتسأل ماذا جرى لهذه الصديقة أو الصديق لينشرا صوراً خليعة كهذه؟ لتكتشف فيما بعد بأنها دعاية لملابس داخلية أو منتجات لتكبير الصدر وشد البطن وغيرها من المواد الضرورية لكلا الجنسين!
ما يزيد في الحرج عندما تحاول تجديد الصفحة وإلى جانبك يجلس أحد أفراد عائلتك، لأنه سيستغرب أساساً احتواء حسابك الشخصي على حسابات أو منشورات لنساءٍ عاريات، فهل ما يجري فعلياً هو تسويق إلكتروني؟
مما لا شك فيه أن العمل هو حق للجميع، بل أكثر من ذلك علينا الاعتراف بأن ما تمر به سورية جعل الشباب الطامح يبحث عن ضالته في كل مكان، ثم كيف نعتب على جيل الشباب إذا كان بعض الفنانين ممن جنوا ثروات من العمل الفني باتوا «زبائن التكبيس» على التيكتوك؟
لكن للتسويق فنون، يبدأ من آلية طرح البضاعة والعينة المستهدفة وصولاً إلى الفوترة وفصل رأس المال عن الربح الصافي، بالتأكيد من حق الجميع العمل، لكن لماذا لا نبحث عن طريقة تساعد هؤلاء بما في ذلك القيام بدورات مكثفة لهذا الفن، وهنا لا أتحدث عن تلك المراكز الوهمية التي تفهم بكل شيء وتمنح شهادات مصدقة حسب ادعائهم في كل المجالات، أتحدث مثلاً عن دور ما لغرف التجارة في المحافظات بتنظيم دورات كهذه أو حتى بعض الجهات العامة الموثوقة، لأن التسويق الرقمي علم قالوا عنه:
يمكنك تعلمه في يوم لكنك قد تحتاج إلى عقود لكي تتقنه!