رياضة

المدربون في الدوري الكروي الممتاز … 23 مدرباً والكرامة وتشرين حافظا على مدربيهما .. تغيير المدربين لم يأت بالمفيد والاستقرار حاجة كرتنا

| ناصر النجار

مع نهاية كل موسم كروي لابد لنا من استعراض الحالة الفنية لفرق الدوري الكروي الممتاز، ومع كل موضوع متصل بهذه القضية لا نجد الأذن المصغية لخطورة تغيير المدربين في أثناء الدوري الكروي، وللأسف فإن آفة التغيير هذه صارت لصيقة بالدوري السوري ولا نجد لها مثيلاً في الدوريات الأخرى.

ومفهوم تغيير المدرب يخضع للضرورة ويأتي لأسباب معللة، بعيدة كل البعد عن لغة الفوز والخسارة، فالمدرب يحتاج إلى وقت وفرص ليثبت جدارته، ومن غير المنطق أن نبعد المدرب مع أول خسارة، وهذا للأسف حدث هذا الموسم وقبله في مواسم عديدة، ومع أكثر من ناد، والمؤسف أن المدرب البديل لم يأت بالنتائج الأفضل، ما يؤكد أن العلة ليست بالمدرب وحده، وأن هناك أسباباً أخرى تساهم في الخسارة وتراجع مستوى الفريق، مثلما هناك أسباب تحقق الفوز وترفع المستوى وتطوره.

المسؤولية في هذا الاتجاه يتحملها المدرب وإدارة النادي، وتتحدد المسؤولية بالمدرب بتحديد مهامه، المدرب الذي يقبل بالمهمة ليفوز ببطولة الدوري يتحمل مسؤولية وعده، والمفترض أن يعمل المدرب من أجل التطوير أكثر لحصد النتائج، لأنه لن يحقق شيئاً إن لم يعمل على جبهة التطوير، والنتائج ستأتي لاحقاً، لكن المهم أن يكون للمدرب إستراتيجية عمل مبنية على أساس المدة، وللأسف لم نجد أي مدرب استمر مع فريقه لموسم أو موسمين، فاستمرار المدرب بات من المحال، نأتي هنا بالمثال الواضح هذا الموسم وكان في نادي الكرامة، فمدربه طارق الجبان جاء باستراتيجية عمل لبناء فريق للمستقبل، لذلك كان أول طلب له الصبر على النتائج، ولكي يكون عمله صحيحاً فقد أشرف على الفريق الأولمبي وفريق الشباب، ونلاحظ بعد نهاية الموسم، أن نتائج الفريق في الإياب كانت أفضل من الذهاب، وحقق بطولة الدوري الأولمبي ونال المركز الثالث بدوري شباب الممتاز، طارق الجبان إن استمر مع الكرامة لموسم آخر، فإنه سيعطينا فريقاً متجانساً من الفرق الثلاثة بعد أن امتحن اللاعبين وعرف إمكاناتهم، لذلك من المتوقع أن يظهر الكرامة في الموسم القادم بمستوى أفضل ونتائج أكثر إيجابية، لكن الأهم أن يستمر التعاون مع الإدارة، وأن يحوز المدرب دعم الإدارة وعدم الرد على (المشوشين) للعمل.

المثال الذي يناقض نادي الكرامة، هو نادي الفتوة الذي أقال مدربه أيمن الحكيم بعد أول خسارة، الحكيم خاض مع فريق الفتوة مرحلة الذهاب بالكامل وحقق الصدارة بفارق سبع نقاط عن أقرب منافسيه ولم يخسر أي مباراة، فاز في ثماني مباريات وتعادل في ثلاث، ومع أول مباراة في الإياب خسرها مع الكرامة بهدف تمت إقالته، السبب هنا ليس فنياً، إنما للخلاف مع رئيس النادي، إضافة إلى عدم الرضا عن الحكيم من قبل بعض منصات التواصل الاجتماعي الخاصة بنادي الفتوة، ونلمس هنا أن نادي الفتوة غير مستقر فنياً ودوماً إدارة النادي تلجأ إلى التغيير، والمستغرب أن إدارة النادي أقالت عمار الشمالي نهاية الموسم الماضي، ثم عادت وتعاقدت معه في ثالث الإياب، فهل كانت مخطئة بإقالته، ولماذا أعادته مرة أخرى؟ والسؤال الأهم: لماذا تعاقدت مع محمد عقيل الذي اختار الفريق وأعدّه للدوري، ثم طار بغمضة عين؟ الأخبار تقول: إن جماهير النادي لم تهضم العقيل، وهناك (تار) بينهما، نتيجة تصريحات سابقة، لذلك استغنت إدارة النادي عن خيارها الفني، أمام طلبات بعض الجمهور، وكأن الإدارة تقوم على (ما يطلبه الجمهور)!

وهذا الأمر يقودنا إلى كيفية تعامل إدارات الأندية مع هذا الملف، والمشكلة فيه أن الموضوع مزاجي، ويتعلق بالضغوط التي تمارسها الجماهير على إدارات الأندية، وللأسف فإن إدارات الأندية لا تعالج أي مشكلة فنية وفق الأصول، إنما وفق الرغبات، وعلى الأغلب فإن معظم هذه الإدارات غير مؤهل لتقييم عمل المدربين.

وهنا يتبادر للذهن سؤال مهم: ما دامت الإدارة اختارت المدرب في بداية الموسم، فلماذا لا تدافع عن خيارها، فتدعم المدرب وتقدم له كل وسائل النجاح؟

23 مدرباً

في الأرقام دخل الدوري الكروي الممتاز 23 مدرباً ووحدهما فريقا تشرين والكرامة لم يبدلا أي مدرب طوال الموسم الذي انقضى.

الساحل كان أكثر الفرق تبديلاً للمدربين بواقع سبعة مدربين، ثم الحرية والفتوة بأربعة مدربين، والوحدة وحطين والوثبة ثلاثة مدربين، والجيش والطليعة وأهلي حلب وجبلة بمدربين اثنين.

الساحل عاش موسماً مضطرباً بكل فصوله رفع فيه المراقبون أكثر من إشارة استفهام حول تعامل إدارة النادي مع المسألة الفنية، وتبين أن التخبط والعشوائية والفوضى كانت سمة العمل، لذلك هبط الفريق إلى الدرجة الأولى بالرجال والشباب وهو دليل على سوء الإدارة.

تعاقدت إدارة النادي في البداية مع عساف خليفة الذي اختار اللاعبين وحضّر الفريق، وبقي معه أربع مباريات نال فيهما أربع نقاط واستقال، الإدارة تعاقدت مع محمد شديد فأشرف على الفريق في ست مباريات ونال خلالها أربع نقاط أقيل من منصبه، خلفه علي بركات فخاض مع الفريق خمس مباريات حصل فيها على نقطة واحدة، لتعود الإدارة إلى المدرب محمد شديد ليدرب فريقها في ثلاث مباريات نال منها أربع نقاط، واختلف مع الإدارة فغادر دون استئذان، ليشرف مساعده محمد قطايا على مباراة واحد بلا نقاط، ثم كان التعاقد مع محمد خلف الذي بقي مع الفريق في مباراتين نال منهما نقطة واحدة وغادر وآخر مباريات الفريق قادها مدرب الحراس عرفات الشاهر ولم ينل أي نقطة.

الفتوة بطل الدوري والكأس خاض الموسم مع أربعة مدربين، أولهم محمد عقيل الذي أشرف على الفريق وحضّره للدوري وانتقى لاعبيه، لكنه استقال قبيل انطلاق الدوري، أيمن الحكيم بدأ الدوري مع الفريق وخاض معه بطولة الاتحاد الآسيوي والمباريات الأولى في الكأس وكانت بصماته واضحة على الفريق، استقال مطلع الإياب بعد الخسارة مع الكرامة صفر/1 وكان الفريق في الصدارة وله 27 نقطة.

إسماعيل السهو المدرب المساعد خاض أهم مباراة مع المنافس حطين في اللاذقية وحقق فيها الفوز بهدف واحد.

المدرب الرابع عمار الشمالي استلم الفريق على طبق من ذهب، فالحكيم سلمه الفريق في المقدمة بفارق جيد عن أقرب منافسيه، والسهو أزاح من طريقه أقوى منافسيه، فنال لقباً بجهد غيره، ونال الفريق بعهده 19 نقطة من تسع مباريات وفي سجله خسارتان.

الحرية تعاقب على تدريب فريقه الكروي أربعة مدربين أولهم مقوم عباس فدرّب الفريق في مباراتين خلفه المدرب المصري في أربع مباريات والنتيجة صفر نقاط لهما، جاء محمد نصر الله فأشرف على الفريق في تسع مباريات نال فيها سبع نقاط، وآخر المدربين علي الشيخ ديب فنال نقطة واحدة في سبع مباريات.

حطين أكثر الأندية تأثراً بتبديل المدربين، فلم يكن التبديل في مصلحة الفريق، والخيارات لم تكن في محلها، بدأ ناجحاً مع أنس مخلوف الذي نال 15 نقطة في ثماني مباريات، لكنه أقيل لمشاكل خلافية مع الإدارة بعد الخسارة أمام تشرين والطليعة، البديل عمار ياسين خاض 11 مباراة نال فيها 16 نقطة، ثم جاء أحمد عزام فنال سبع نقاط في ثلاث مباريات.

الوحدة بدأ مع أحمد عزام الذي استمر من إياب الموسم السابق، لكنه اختلف مع إدارة ماهر السيد فتمت إقالته قبل انطلاق الدوري، وجرى التعاقد مع حسام السيد الذي حقق سبع نقاط في تسع مباريات، ليأتي محمد اسطنبلي ويتابع المهمة فنال 17 نقطة في 13 مباراة كانت كافية لتفادي الهبوط.

مصعب محمد بدأ بشكل جيد مع فريق الوثبة حتى الأسبوع السادس الذي لم يخسر فيه الفريق أي مباراة وحقق نتائج لافتة، لكن من غير المعلوم ما حصل للفريق ما حصل للفريق في المباريات الأربع التالية عندما انهار فجأة فخسرها وبالتالي رحل مصعب بعد عشر مباريات و12 نقطة، الحديث كان وقتها عن إهمال الإدارة لفريقها الكروي وتقصيرها في دفع مستحقات لاعبيها، البديل ماهر دالاتي درب الفريق في مباراتين ونال أربع نقاط، ثم جاء رامي جبلاوي ليتابع المسيرة في 10 مباريات نال فيها عشر نقاط.

أهلي حلب تابعه مدربان اثنان في الدوري والكأس وبطولة الاتحاد الآسيوي، البداية كانت مع معن الراشد الذي حقق ست نقاط في ست مباريات ليستقيل ويتابع عنه المهمة أحمد الهواش الذي حقق 31 نقطة في 16 مباراة، التغيير في فريق أهلي حلب لم يكن ذا تأثير سلبي لأن الهواش في فترة معن الراشد كان مديراً للفريق، أي إنه كان مطلعاً على كل شاردة وواردة ويعرف إمكانات اللاعبين، لذلك نجح في مهمته، وهذه نقطة إيجابية في مصلحة إدارة فريق أهلي حلب.

فريق جبلة لم يكن مضطراً لتغيير مدربه عمار الشمالي الذي كان ينوي الانتقال إلى فريق الفتوة، ولعل طريقة خروج الشمالي من فريق جبلة كانت غير لائقة ورسمت الكثير من إشارات الاستفهام، الشمالي حقق 20 نقطة في 12 مباراة، وبديله المدرب الجزائري صابر بن جبرية حقق 20 نقطة أيضاً إنما في عشر مباريات.

أسوا موسم لفريق الجيش كان الموسم الماضي الذي لم يقدم فيه نفسه كزعيم للكرة السورية، ولم يكن السوء مقتصراً على النتائج بل إن الأداء لم يرض متابعي الفريق ومحبيه وكل المراقبين والمحللين، والأمر نفسه ينطبق على مدربه حسين عفش الذي لم يقدم نفسه هذا الموسم بشكل جيد رغم أنه من اختار لاعبيه وحضّرهم للدوري، وقياساً على نوعية اللاعبين في بقية الفرق فإن مجموعة الجيش كانت جيدة وكان بإمكانها أن تحقق نتائج أفضل، حسين عفش درّب الفريق في 19 مباراة نال فيها 23 نقطة وجاء بعدها يامن شبلي الذي تابع مهمة العفش في ثلاث مباريات حقق فيها ثلاث نقاط.

الموسم الماضي لفريق الطليعة كان مملوءاً بالتخبط والأزمات العديدة والخلافات المتصاعدة مع المدربين واللاعبين لدرجة أن الفريق (حرد) كله عن بعض المباريات في عملية ضغط على الإدارة ليتم دفع جزء من حقوق اللاعبين، وأدى هذا إلى تدهور نتائج الفريق لدرجة أنه وقع قدميه على قائمة المهددين بخطر الهبوط إلى الدرجة الأولى، فسارعت الإدارة في المباريات الأخيرة لمراضاة كوادرها ولاعبيها ليتمكن الفريق من النجاة من خطر الهبوط، لذلك من الصعب تقييم عمل المدربين وسط اللامبالاة التي أبدتها الإدارة وأمام مجموعة من الأزمات الكثيرة التي عصفت بنادي الطليعة.

الفريق تابع مرحلة إعداده مع المدرب فراس قاشوش الذي أشرف على الفريق في الموسم الماضي، لكنه اختلف مع الإدارة فاستقال، فبدأ الفريق مع علي بركات في أول مباراتين نال فيهما الفريق نقطة واحدة، لتعود الإدارة مرة أخرى إلى فراس قاشوش الذي تابع حتى النهاية فنال 24 نقطة في عشرين مباراة.

تشرين نال مع ماهر بحري 40 نقطة في 22 مباراة وقد تصدر قائمة مدربي هذا الموسم، يليه طارق الجبان مدرب الكرامة الذي نال 32 نقطة في 22 مباراة ثم أحمد هواش 31 نقطة من 16 مباراة وأيمن الحكيم 27 نقطة من 12 مباراة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن