مدرسون: أسئلة الرياضيات كانت من أصعب الأسئلة في الدورات الأخيرة وتحتاج إلى وقت أطول … امتحانات التعليم الأساسي ختامها ليس «مسكاً» … طلاب: الطالب الجيد جداً والممتاز هما فقط من يستطيعان حل كامل الأسئلة
| الوطن
يبدو أن ختام هذه الدورة الامتحانية للتعليم الأساسي لم يكن «مسكاً» بل سالت الدموع وانكسرت النفوس وسط حالة إحباط شديدة من نوعية الأسئلة، التي يراها الطلاب والمدرسون والأهالي على حد سواء أنها كانت طويلة وصعبة وتحتاج إلى وقت أطول، وهي الشكوى ذاتها بالنسبة للرياضيات في الشهادة الثانوية.
«الوطن» استطلعت آراء عدد من الطلاب في بعض المحافظات حول مستوى الأسئلة في مادة الرياضيات، فمن دمشق تتحدث (ريم) بحسرة والدموع على وجهها قائلة: إن الأسئلة كانت صعبة جداً، وكانت هناك حالة إصرار من واضعي الأسئلة للانتقام من الطلاب، فدخلت القاعة وأنا على يقين أنني سأحصل على العلامة التامة، لكن وجدت الأسئلة صعبة إلى درجة لا توصف، ولم أتمكن من حلها جميعاً بسبب انتهاء الوقت.
إياد يرى أن هذه الأسئلة وضعت لطالب جيد جداً وممتاز وهما فقط من يستطيع حل جميع الأسئلة، لأنها لا تشابه النماذج الوزارية التي تم حلها خلال العام الدراسي، كما أنها لا تراعي الفروق الفردية بين الطلاب.
(عبد السلام) اعتبر أن الوقت غير كاف لحل جميع الأسئلة، ويجب أن يكون الوقت 3 ساعات ليتمكن الطالب من الحل والمراجعة، كذلك أوراق الإجابة لا تتسع لكامل الإجابة في حال استطاع الطالب أن يحل الأسئلة.
من السويداء بكت (نور) لأنها كانت تحلم أن تحقق العلامة التامة، لكن صعوبة الأسئلة حرمتها هذا الحلم، وتضع المسؤولية على عاتق واضع الأسئلة، الذي ناصب الطلاب العداء في وضع هذه الأسئلة.
(جابر) يؤكد أنه يستطيع حل جميع الأسئلة لكنه لم يتمكن من ذلك بسبب الوقت، ومساحة أوراق الإجابة المعطاة للطالب قليلة ولا تكفي، وتساءل: هل قام من وضع الأسئلة بحلها على أوراق مماثلة لأوراقنا؟ وما الزمن الذي قدره للحل؟
من القامشلي أكد الطالب نور أنه لم يتمكن من حل جميع الأسئلة لأن مسألة الهندسة كانت صعبة وطويلة الحل، وبشكل عام هناك «نكشات» في أسئلة الهندسة.
من حلب بينت (أفراح) أنه تم دمج الأبحاث مع بعضها بعضاً، والسؤال الثالث لأول مرة يأتي في تاريخ امتحانات الصف التاسع، ولم يتم حل تمارين مثله خلال العام الدراسي.
المدرس محمد المحمد في تصريح لـ«الوطن» يرى أنه لا يمكن الحكم على الأسئلة بشكل مباشر أنها صعبة أو سهلة، ولكن يمكن مقارنتها مع السنوات السابقة، مضيفاً: نجد أن أسئلة هذه الدورة، كانت من أصعب السنوات، وصعوبتها هي بالنسبة للطالب الوسط وما دون، أما الطالب الجيد جداً والممتاز فلن يعاني إلا من السؤال الثالث الذي فيه «نكشة» التحليل باستخدام المتطابقة، معتقداً أن هذا السؤال سيقف عنده حتى الطالب الممتاز.
ورأى أن الأسئلة كان يجب أن تتدرج من السهل إلى الصعب، لأنه يجب أن نميز الطالب العادي عن الممتاز لنعطي كل طالب حقه من الاجتهاد والإبداع، مضيفاً: الأهم من كل ذلك أن الأسئلة جاءت غير معتادة وهذا ما سبب حالة التوتر للطلاب، فالطالب قرأ السؤال الأول ومن ثم حدث له توتر نتيجة ذلك، ولم يعد قادراً على حل باقي الأسئلة التي يعرف حلها جيداً.
وأضاف: الحقيقة أن هناك «نكشة» في السؤال الثالث من (أولاً) والتمرين الأول من (ثانياً) فيه صعوبة ولن يتمكن سوى الطالب الممتاز من حله، وكذلك المتراجحة عندما يكون فيها كسور لن يستطيع الطالب المتوسط حلها.
وختم المحمد رأيه بأنه ليس من المنطقي أن جميع الطلاب سيحصلون على العلامة التامة، وكذلك ليس جميعهم سيرسبون، لكن من الأفضل أن تكون الأسئلة متدرجة وتبدأ بالأسهل، وبشكل عام الأسئلة تميل للصعوبة وهي كثيفة وطويلة، ولن يتمكن أي من الطلاب من مراجعة الأجوبة بسبب ضيق الوقت.